المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن مسؤولية تغيير عاداتنا الغذائية ملقاة على عاتقنا نحن لا على عاتق غيرنا


أفاق : الاداره
05-05-2006, 03:05 PM
إن مسؤولية تغيير عاداتنا الغذائية ملقاة على عاتقنا نحن لا على عاتق غيرنا


نحو نظام غذائي صحي أكثر



يبيّن الهرم الغذائي الجديد للأميركيين سبل تناول أغذية صحية أكثر. ويتضمن الدليل الحكومي الجديد الآن التمرينات الرياضية
بقلم: سالي فرحات

يوليو 2005

قبل عدة عقود، استعار خبراء التغذية الأميركيون أحد المفاهيم من المصريين القدامى، وابتدعوا ما بات يُعرف باسم "الهرم الغذائي"، الذي يزود الإنسان بوحدات مترابطة ترمز كل منها بشكل مرئي إلى ما ينبغي أن يكون عليه النظام الغذائي الصحي اليومي.

ولسنوات عديدة، كان هذا الشكل بمثابة قاعدة أساسية لتكوين العادات الغذائية. كما أن الهرم الغذائي كان ركيزة للعلامات اللاصقة التي نجدها على المنتجات الغذائية، ودليلا لبرامج التغذية الموصى بها وأنظمة الحمية الغذائية المتبعة لإنقاص الوزن.

غير أن وزارة الزراعة الأميركية، قامت وللمرة الأولى منذ 1992 سنة بتحديث الهرم الغذائي القديم، وطرحت ما يُعرف باسم "هرمي الغذائي" My Pyramid في محاولة منها لتزويد الأميركيين بأداة شخصية لتخطيط وتنظيم عادات الأكل اليومية وكيفية مزاولة التمارين الرياضية.
ولا تحتاج جميع الأجسام لنفس النوع من التغذية. وهذا ما تدركه الإرشادات الجديدة لوزارة الزراعة وتحاول الانطلاق منه للسماح للأفراد بتكييف الهرم وفقا لأنماط حياتهم.

وقد قام كثير من الناس بدخول موقع وزارة الزراعة www.mypyramid.gov للاطلاع على الإرشادات الجديدة لدرجة أنهم أصابوا هذا الموقع بالشلل.

وقد انتقد بعض خبراء التغذية وبعض المدافعين عن الصحة العامة الهرم الجديد، قائلين إنه لا يحتوي على أية أطعمة فعلية محدّدة بالاسم، وإن إمكانية الوصول إلى الهرم عبر الإنترنت ليست متوفرة لكل الأميركيين. غير أن جوش ماينر محلل السياسات الغذائية العامة في الفرع التعليمي التعاوني في جامعة كاليفورنيا يقول: "ينبغي أن نعترف لوزارة الزراعة ببعض الفضل، فالهرم الجديد يميّز بين الأطعمة الصحية والأطعمة الأقل صحة. وينطبق هذا التمييز على المجموعات الغذائية المختلفة كما ينطبق على العناصر الغذائية داخل كل مجموعة بعينها".

ويضيف ماينر: "وبعبارة أخرى، تشير الوزارة على المستهلكين بأكل المزيد من الحبوب والفواكه والخضار، أكثر من اللحوم والزيوت ومنتجات الألبان. ليس هذا فحسب، بل إن الوزارة تنصح بتناول الحبوب الكاملة بدلا من تلك المُعالَجة، وتناول الخضار المورقة أكثر من تلك النشوية، والزيوت النباتية أكثر من الدهون الحيوانية. إن هذا إنجاز مهم، وينبغي أن نمتدح وزارة الزراعة لما بذلته من جهد في تحديث الهرم الغذائي القديم وطرح هذا الشكل الجديد".

ملامح النظام الغذائي الجديد
لما كان الاعتدال هو العامل الرئيسي في نجاح أية حمية غذائية، ينصح الهرم الجديد الناس بحساب السعرات الحرارية. وتوصي الأجزاء الملونة من الهرم التي تصبح أكثر ضيقا باتجاه القمة بالاعتدال في تناول الأطعمة السكرية والدهنية. وللمساعدة في تحديد الكمية، تم استبدال مفهوم "الحصص" إما بأوزان فعلية أو بكميات محدّدة مثل شريحة من الخبز أو نصف كوب من الأرز.

والتمرينات الرياضية مكوّن جديد في النظام الغذائي الجديد، إذ يتضمن الهرم الغذائي ولأول مرة التمرينات ويظهر على الهرم رسم لشخص يصعد إلى أعلى. وهناك نصائح لدفعك للحركة قدر الإمكان. وبالطبع، بوسع الإنسان أن يستهلك سعرات حرارية أكثر إن كان يزاول تمرينات رياضية أكثر.
وانطلاقا من أن مقاسا واحدا لا يناسب الجميع، كما يقول المثل، فقد طوّرت وزارة الزراعة في الواقع 12 هرما منفصلا لتلبية الاحتياجات المختلفة لأناس من أعمار مختلفة أو يمارسون مستويات مختلفة من النشاط. وما عليك سوى طباعة عمرك وجنسك ومستويات نشاطك العضلي، وسيقوم برنامج خاص في هرمي الغذائي بتزويدك بخطة غذائية تبقيك في حالة صحية جيدة وتساعدك في الحفاظ على وزنك.

على سبيل المثال: إن كنتِ امرأة قليلة الحركة في الـ28 من عمرها، فإن الهرم سيقترح عليكِ خطة تتضمن 1,800 سُعرة حرارية تتكون من ست أوقيات من الحبوب، لا بدّ أن تكون ثلاث أوقيات منها من الحبوب الكاملة وكوبين ونصف من الخضار وكوب ونصف من الفواكه وثلاثة أكواب من الحليب وخمس أوقيات من اللحوم والحبوب. ويذهب البرنامج خطوة أبعد من ذلك من حيث تكرار تناول نوع بعينه من الخضار: ثلاثة أكواب من الخضار القاتمة في الأسبوع وكوبان من الخضار البرتقالية وثلاثة أكواب من الفول والبازلاء وثلاثة أكواب من الخضار النشوية ما يترك لك فائضا: ستة أكواب ونصف من أي نوع آخر من الخضار. كما تُنصح هذه المرأة بالحد من الحلويات والدهون إلى 195 سعرة حرارية في اليوم والاكتفاء بخمس ملاعق صغيرة من الزيوت يوميا.

في المقابل، يُنصح شاب في الـ20 من عمره ويزاول التمارين الرياضية لأكثر من 60 دقيقة في اليوم باتباع نظام غذائي مكوّن من 3,000 سُعرة حرارية في اليوم. وتسمح له الخطة الخاصة به بتناول 10 أوقيات من الحبوب لزيادة كمية السعرات الحرارية المخصصة له.

وتشكو خبيرة التغذية مليندا هيميلغران، من مدينة كولومبيا بولاية ميزوري، من أن أطعمة غير صحية مثل المشروبات الغازية والبطاطس المحمرة والزبد لا تُذكر إطلاقا في الهرم الغذائي الجديد.

وتقول هيميلغران وهي زميلة أبحاث في برنامج الغذاء والمجتمع: "الأمر الآخر الغائب هو: يعرف معظم المستهلكين كيف يتناولون أطعمة صحية، غير أن المشكلة هي كيفية تطبيق الهرم الجديد عمليا. لكن رغم هذا كله، يحتوي الهرم على إرشادات رائعة".

ساعد نفسك على التغيير
ومن الصعوبة بمكان أن يخطط المرء برنامجه الغذائي وفقا لهذه الإرشادات، لذا يقوم الهرم بذكر البدائل المقترحة أو الممكنة. فإذا كنت، على سبيل المثال، تجد صعوبة في الحصول على حبوب كاملة، يقترح الهرم عليك القيام بوضع حبوب إفطار من الحبوب الكاملة غير المحلاة في طبق السلطة بدلا من قطع الخبز المحمر، أو أن تستبدل المعجنات البيضاء بمعجنات من الحبوب الكاملة والأرز البني.

وإذا كنت لا تريد استهلاك منتجات الألبان، فيمكنك استبدالها بمنتجات حبوب الصويا والخضار المورقة لضمان أنك تحصل على حاجتك من الكالسيوم. وتأخذ هذه الإرشادات حتى احتياجات النباتيين بعين الاعتبار، ما يوحي بأن التركيز في هذا الهرم الجديد هو على الحصول على ما يكفي من البروتين والحديد والكالسيوم والزنك وفيتامين بي-12، وهي مغذيات عادة ما تفتقر إليها أنظمة الحمية الغذائية للنباتيين.

تقول جوزيفين كونولي شونين الأستاذة المساعدة للطب الإكلينيكي العائلي في جامعة ولاية نيويورك الحكومية في ستوني بروك: "لقد تأخر التغيير في الهرم الغذائي كثيرا".

والآن، وقد بات بوسع أي منا الحصول على نصيحة غذائية خاصة به عبر الإنترنت، فإن مسؤولية تغيير عاداتنا الغذائية ملقاة على عاتقنا نحن لا على عاتق غيرنا.


--------------------------------------------------------------------------------


هل تصدر الحكومة في بلدكم وصايا للمواطنين بشأن الأنظمة الغذائية الصحية؟
جاي، 20، ميدفورد، أوريغون


http://www.himag.com/articles/art2.cfm?topicId=2&id=933