المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : والله عنده حسن المآب


أفاق : الاداره
05-01-2006, 11:48 PM
والله عنده حسن المآب


زيـن للنـاس حـب الشهـوات


قال الله تعالى " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة و الأنعام والحرث،

ذلك متاع الحياة الدنيا، والله عنده حسن المآب. قل أؤنبئكم بخير من ذلكم؟ للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار ،

خالدين فيها، وأزواج مطهرة، ورضوان من الله والله بصير بالعباد".



في هذه الآية العظيمة مقارنة لطيفة بين متاع زائل وبين نعيم دائم ، بين دنيا فانية وأخرى باقية، إنه امتحان ولكنه مكشوف الأوراق

ومحدد النتائج ، أمامك اختياران الأول: متاع الحياة الدنيا و الثاني: التقوى (للذين اتقوا).

والأمر لا يحتاج إلى كثير تفكير فأي عاقل لابد أن يختار الخيار الثاني لأن النتيجة هي: جنات تجري من تحتها الأنهار ،

خالدين فيها، وأزواج مطهرة، ورضوان من الله .


أفهذا خير أم متاع زائل وشهوة عابرة ونشوة زائلة؟! ولكن بما أن المسألة بهذا الوضوح


فلماذا يفشل كثير من الناس في هذا الامتحان؟


لابد أن في الأمر ســر. والسر هو في أول كلمة في الآية : زيـن . فمن المزين و لماذا هذا التزين ؟

يرى بعض المفسرين أن المزين هو الشيطان وذلك بوسوسته للإنسان وتحسنه الميل لهذه الشهوات،

قالوا ويؤيد ذلك قوله تعالى: "وزين لهم الشيطان أعمالهم.."


ويرى البعض أن المزين هو الله تعالى وذلك للإمتحان والابتلاء،

ليظهر عبد الشهوة والهوى من عبد الله ويؤيد ذلك قوله تعالى: " إنا جعلنا ما على الأرض زينة لهم لنبلوهم أيهم أحسن عملاً "

وكلا القولين له وجه. ومن رحمة الله بنا أنه لم ينهنا عن التمتع بتلك الشهوات بالكلية ولكنه نهانا عن أن نتعلق بها

فتشغلنا عن العمل للآخرة ونهانا عن أن نؤثر حبها على حب الله والدار الآخرة فتعمي أبصارنا وتطغينا فنتجاوز حدود الله

ونرتكب الآثام من أجلها ونبيع ديننا لتحصيلها.قال تعالى : " فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى

وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى".

ولفتة أخيرة وهي أن في تعداد هذه الشهوات دون غيرها وبالترتيب الوارد في الآية الكريمة لفت نظر لنا

وتأكيد على خطر هذه الشهوات المعددة في الآية لنتنبه لها ونحذر منها أشد من غيرها

وهي : النساء ، والأبناء ، والذهب ، والفضة ، والخيل الأصيلة ، والإبل ، والبقر ، والغنم ، والحرث ، والزرع.

فاللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا

واجعل الجنة هي دارنا ومآلنا.