المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضله صلى الله عليه وسلم


أفاق الفكر
05-01-2006, 02:38 AM
فضله صلى الله عليه وسلم

الرحمة المهداة

نعم هو الرحمة التي بعثها الله جل جلاله إلى العالمين فقال : " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ "، فأمن أعداؤه من العذاب مدة حياته عليه الصلاة والسلام فيهم وذلك قوله تعالى :" وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ " فلم يعذبهم مع استعجالهم إياه تحقيقا لما نعته به ، فلما ذهب عنهم إلى ربه تعالى أنزل الله بهم ما عذبهم به من قتل وأسر ، وذلك قوله تعالى : " فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ " .
وعن أبي أمامه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى بعثني رحمة للعالمين وهدى للمتقين " .
وعن أبي هريرة قال قيل : يا رسول الله ! ألا تدعو على المشركين ؟ قال : " إنما بعثت نعمة ولم أبعث عذاباً ".

رد الله عنه لما يكذبه قومه

وكان الأنبياء عليهم السلام من قبل يدفعون ويردون عن أنفسهم ما رموهم به مكذبوهم من السفه والضلال والكذب ، ولكن الله عز وجل تولى ذلك عن رسوله صلى الله عليه وسلم .
فقال فيما أخبر عن قوم نوح " إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ " فقال نوح مدافعاً عن نفسه : " قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالةٌ " .
وقولهم لهود عليه السلام : " إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ " فقال نافيا عن نفسه ما نسبوه إليه : " قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ" .
وقال فرعون لموسى : " إِنِّي لأََظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُوراً" فقال موسى مجيبا له : " وَإِنِّي لأََظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً " .
ونزّه الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم عما نسبوه إليه تشريفاً له وتعظيماً فقال : " مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ " فقال : " وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ " وقال : " مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى" .
ونهاهم عن سبه صلى الله عليه وسلم وكانت اليهود تسب أنبيائهم عن ابن عباس رضي الله عنه:"لا تَقُولُوا رَاعِنَا " لأنها سبة بلغة اليهود ، وقال " وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا" يريد أسمعنا ، فقال المؤمنون بعدها : من سمعتموه يقولها فاضربوا عنقه ! فانتهت اليهود بعد ذلك .

عصمه من اتباع الهوى وحذر داوود من اتباع الهوى

وخاطب الله جل جلاله نبيه داود عليه السلام بأن لا تتبع الهوى فقال : " يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَْرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ" ، وأخبر الله تعالى عن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن أقسم بمساقط النجوم وطوالعها ونزول القرآن ومواقعه أنه لا ينطق عن الهوى فقال : " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى " تبرئه له عن متابعة الهوى .

إقسام الله بحياته صلى الله عليه وسلم

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما خلق الله عز وجل وما ذرأ نفسا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم ، وما سمعت الله عز وجل أقسم بحياة أحد إلا بحياته ، فقال : " لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ " (الحجر:72) ..

تقديم الله له على الأنبياء

وجمع بين اسم خليله ونبيه فسمى خليله باسمه وكنى حبيبه بالنبوة ، فقال : " إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ " .
وقدمه في الذكر وخاطبه بالضمير وليس باسمه فلم يقل إنا أوحينا إلى محمد ولكن قال : " إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسباط وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً " (النساء:163) .
وقال : " وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ " والتي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كنت أول النبيين في الخلق و آخرهم في البعث ".
عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا أولهم خروجا إذا بعثواً ، وقائدهم إذا وفدوا ، وأنا خطيبهم إذا انصتوا ، وأنا شافعهم إذا حبسوا ، وأنا مبشرهم إذا أبلسوا ، لواء الكرامة ولد آدم على ربي ، يطوف علي ألف خادم كأنهن بيض مكنون أو لؤلؤ منثور ".
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرسلت إلى الجن والإنس و إلى كل أحمر وأسود ، وأحلت لي الغنائم دون الأنبياء ، وجعلت لي الأرض كلها طهورا وسجدا ، ونصرت بالرعب أمامي شهر ، وأعطيت خواتيم سورة البقرة وكانت من كنوز العرش، وخصصت بها دون الأنبياء ، فأعطيت المثاني مكان التوراة والمائدة مكان الإنجيل والحواميم مكان الزبور ، وفضلت بالمفصل ، وأنا سيد ولد آدم في الدنيا وفي الآخرة ولا فخر ، وأنا أول من تنشق الأرض عني وعن أمتي ولا فخر ، وبيدي لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر وآدم وجميع الأنبياء من ولد آدم تحتي ، وإلى مفاتيح الجنة يوم القيامة ولا فخر ، وبي تفتح الشفاعة يوم القيامة ولا فخر ، وأنا سائق الخلق إلى الجنة يوم القيامة ولا فخر ، وأنا إمامهم وأمتي بالأثر ".
عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وقد سمع ناساً من أصحابه يتذاكرون في تفاضل الأنبياء فقال : (( قد سمعت كلامكم وعجبكم .. إن إبراهيم خليل الله وهو كذلك ، وموسى نجي الله وهو كذلك ، وعيسى روح الله وكلمته وهو كذلك ، وآدم اصطفاه الله وهو كذلك ، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر ، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فيدخلنها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر ، وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر ))أخرجه الترمذي.

النهي عن مخاطبته باسمه

نهى الله عزوجل أن يُخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه ، وأخبر عن سائر الأمم أنهم كانوا يخاطبون أنبيائهم ورسلهم بأسمائهم كقولهم " قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ " ، وقوله : " يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ ".
وقال : " لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً " عن ابن عباس قال : كانوا يقولون يا محمد ! يا أبا القاسم ! فنهاهم الله عن ذلك إعظاما لنبيه صلى الله عليه وسلم ، قال فقالوا : يا نبي الله ! يا رسول الله ! .

ملاطفة الله عز وجل له صلى الله عليه وسلم

قال تعالى : (( عفا الله عنك لما أذنت لهم ))
وهو افتتاح كلام بمنزلة أصلحك الله وأعزك الله ، فأخبره بالعفو قبل أن يخبره بالذنب ، ومعناه : عافاك الله يا سليم القلب لما أذنت لهم ، ولو بدأ بالذنب لخيف عليه أن ينشق قلبه من هيبة هذا الكلام ، لكن الله أخبره بالعفو حتى سكن قلبه .

نور وجهه صلى الله عليه وسلم

عن عائشة رضي الله عنها قالت : استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة كنت أخيط بها ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت عني الإبرة فطلبتها فلم أقدر عليها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة لشعاع نور وجهه فضحكت ، فقال : يا حميراء بم ضحكت ؟ قلت : كان كيت وكيت ، فنادى بأعلى صوته : يا عائشة الويل ثم الويل ثلاثاً لمن حرم النظر إلى هذا الوجه " ..

ثناءه صلى الله عليه وسلم على ربه جل في علاه

" لما أثنى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم على ربه عز وجل عندما اجتمع بالأنبياء في المسجد الأقصى قال: « فكلكم أثنى على ربه ، وإني مثن على ربي، فقال: الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيراً ونذيراً، وأنزل عليَّ الفرقان فيه بيان كل شيء وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس، وجعل أمتي أمة وسطا وجعل أمتي هم الأولون وهم الآخرون، وشرح لي صدري ووضع عني وزري، ورفع لي ذكري، وجعلني فاتحاً وخاتماً » فقال إبراهيم عليه السلام : بهذا فضلكم محمد صلى الله عليه وسلم" .

اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ربي إغفر لي ولوالدي ربي إرحمهما كما ربياني صغيرا