المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبابه صلى الله عليه وسلم


أفاق الفكر
05-01-2006, 02:22 AM
شبابه صلى الله عليه وسلم


شب الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم بفضل رحمة الله وعنايته مستقيماً على الحق ومترفعاً عن ذميم الأخلاق والعادات . ونشأ عليه الصلاة والسلام هاجراً للشرك ولكل موجبات العذاب . وخُلق عليه الصلاة والسلام عظيما قبل أن يوحى إليه ، وقبل أن يكون رسولاً ..
وقد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو لم يزل صبياً ، عبادة الأصنام والأوثان فلم يعظمها أو يسجد لها ، وما شارك قومه في عيد من أعيادها ، ولا ذاق من لحوم قرابينها . بل كان ينفر منها ويبغضها بغضاً شديداً . فقد اُستحلف ذات مرة وهو دون الثالثة عشر بأوثان قريش المعروفة في أيام الجاهلية ، فأنكر عليه الصلاة والسلام ذلك بكل حزم وقوة ..
ولم يكن الرسول الكريم في نشأته جارياً على المألوف في شباب الجاهلية من الإقبال على التهتك واللهو المبتذل والمباهج الآثمة ، فلم يحضر مجالس مجونهم ولا خالط فجارهم ، فقد اتخذ من لباس الفضيلة والعفاف درعاً يقي عاديات الدنس والفساد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أدبني ربي فأحسن تأديبي )) ولما سُئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم أجابت : (( كان خلقه القرآن )) فنصرة الضعيف والفقير ، هي من أحب الأمور إلى نفسه ..
حرب الفجار
سبب حرب الفجّار :
لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة سنة أو خمس عشرة سنة ، هاجت حرب الفجار بين قريش ، ومن معها من كنانة ، وبين قيس عيلان ، وكان الذي هاجها أن عروة الرحال بن عتبة من بني هوازن ، أجار لطيمة للنعمان بن المنذر ؛ فقال له البراض بن قيس ، أحد بني ضمرة أتجيرها على كنانة قال : نعم ، وعلى الخلق كله . فخرج فيها عروة الرحال وخرج البراض يطلب غفلته ، حتى إذا كان بتيمن ذي طلال بالعالية ، غفل عروة فوثب عليه البراض فقتله في الشهر الحرام ، فلذلك سمي الفجار .
فأتى آت قريشاً ، فقال : إن البراض قد قتل عروة ، وهم في الشهر الحرام بعكاظ ، فارتحلوا وهوازن لا تشعر بهم ، ثم بلغهم الخبر فأتبعوهم ، فأدركوهم قبل أن يدخلوا الحرم ، فاقتتلوا حتى جاء الليل ، ودخلوا الحرم ، فأمسكت عنهم هوازن ، ثم التقوا بعد هذا اليوم أياما ، والقوم متساندون على كل قبيل من قريش وكنانة رئيس منهم ، وعلى كل قبيل من قيس رئيس منهم .
وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أيامهم ، أخرجه أعمامه معهم . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كنت أُنَبِّل على أعمامي : أي أرد عليهم نبل عدوهم إذا رموهم بها " .
بناء
تحنثه صلى الله عليه وسلم في غار حراء
كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يحب التحنث في غار حراء بأعلى مكة في كل عام ، ومعه أهله قريباً منه ، يطعم من جاءه من المساكين ويقضي وقته في العبادة والتفكير فيما حوله من مشاهد الكون وفيما وراءها من قوة مبدعة ، بقي على هذا الحال إلى أن وصل الأربعين من عمره ، وبعدها وبينما هو مستغرق في ذاته في ذلك الغار هتف به صوت عظيم تكرر مرتين كان عليه السلام ينحي الصوت عنه ولكنه شعر بثقل يأخذ عليه روحه حتى ليكاد يزهقها . وصاح الصوت من أعماقه : " اقرأ " قال عليه الصلاة والسلام : " ما أنا بقارئ " فأخذه فغته ( أي حبس نفسه ) ثم أرسله وقال : " اقرأ " فقال عليه الصلاة السلام : " ما أنا بقارئ " ، فأخذه فغته لثالثة ثم أرسله وقال : (( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الإِْنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَْكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الإِْنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ )) ( العلق : 1-5 ) ..
وكان يشارك قومه في أعمال الصلاح والخير فخاض حرب الفجار دفاعاً عن قداسة الأشهر الحرم ومكانة أرض الحرم وهو دون العشرين من عمره وشهد حلف الفضول لنصرة المظلومين قال عنه رسول الله حين أرسله الله تعالى : لقد شهدت مع عمومتي حلفاً في دار أبي جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعيت إليه في الإسلام لأجبت ..
أول من ألقى السلام
عن زيد بن سلام أن جده أبا سلام حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو بالبطحاء فإذا هو برجل عليه ثياب شعر فقال : السلام عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعليك ، فقال الراكب سبحان الله ما رأيت رجلا رد السلام قبلك ! ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا إله إلا الله ما رأيت رجلا سلم قبلك ! فقال : يا فتى من أهل مكة أنت ؟ قال : نعم .. ولدت بها ونشأت بها ، قال : فهل فيها محمد أو أحمد ، قال : ما فيها محمد ولا أحمد غيري ، قال : فاكشف عن ظهرك ، فكشف عن ظهره فإذا خاتم النبوة بين كتفيه ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، فقال : يا راكب بما أمرت ، فقال : أمرت أن عملا أعناق قومك بالسيف حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا راكب ألا أزودك " ، قال : إن شئت فعلت.
قال فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خديجة ووجهه يتهلل فقالت : يا ابن عبد المطلب ما رأيتك قط أحسن تهلل وجه منك اليوم ، قال : وما يمنعني وقد أمرت أن أضرب أعناق قومك بالسيف حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، قالت : إن هذا خليق أن لا يكون وكانت كلمة آذته بها ، فقال : يا خديجة هل عندك ما يزود راكبا ، قالت : ما عندي إلا تمرات ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم التمر في طرف ردائه ، فقال : يعني الراكب الحمد لله الذي لم يمتني ولم يخرجني من الدنيا حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل إليّ الزاد في ثوبه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا راكب هل لك من حاجة ، قال : نعم أنت تدعو الله أن يعرف بيني وبينك يوم القيامة فذهب فلم ير ..
المصدر صور من حياة الرسول لأمين دويدار