المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير سورة البقرة - 21-22


أفاق الفكر
04-27-2006, 01:25 AM
تفسير سورة البقرة - 21-22




تفسير سورة البقرة - 21

المنتخب - (ج 1 / ص 22)

وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93) قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)



92- بل لقد كفرتم - أيها اليهود - كفراً صريحاً بكتبكم ، ورجعتم إلى الشرك فى عهد موسى نفسه ، فلقد جاءكم موسى بالبينات والمعجزات الناطقة بصدقه ، لكنكم حين تغيب موسى لمناجاة ربه عبدتم العجل ورجعتم إلى سابق وثنيتكم وأنتم ظالمون مبطلون .

93- وحينما جاءكم بالتوراة ، ورأيتم ما فيها من تكاليف شاقة ، فاستثقلتم أعباءها وارتبتم فيها ، أراكم الله آية على صدق هذا الكتاب وفائدة تعاليمه لكم ، فرفع جبل الطور فوق رءوسكم حتى صار كأنه ظُلَّة وظننتم أنه واقع بكم ، وحينئذٍ أعلنتم القبول والطاعة ، فأخذنا عليكم ميثاقاً ألا يأخذكم هوى فى الامتثال لما جاء فى هذا الكتاب ، فقلتم : آمنا وسمعنا ، ولكن أعمالكم تكشف عن عصيانكم وتمردكم ، وأن الإيمان لم يخالط قلوبكم ، ولا يمكن أن يكون الإيمان قد خالط قلوب قوم شغفوا حباً بعبادة العجل . فلبئس ما دفعكم إليه إيمانكم إن كنتم مؤمنين .

94- ولقد زعمتم أن الله سيخصكم من بين سائر الناس بنعيم الجنة بعد الممات ، فإن كنتم مؤمنين حقاً بما تقولون فليكن الموت محبباً إليكم ، ولتتمنوه حتى لا يبطئ عنكم هذا النعيم الذى تدَّعون .

95- ولكنهم فى الواقع لا يرغبون فى الموت أبداً لما اقترفوه من ظلم لا يخفى أمره على الله ، الذى يُعلِمُهُم أنهم كاذبون فيما يدعون ، وأن النعيم يوم القيامة للمتقين ، لا للفجار أمثالهم .

96- بل إنك لتجدنهم أحرص الناس جميعاً على حياتهم على أى شكل عزيزة أو ذليلة ، وحرصهم أكثر من حرص المشركين الذين لا يؤمنون ببعث ولا جنة ، ولذلك يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ، ولن يبعد عنه تعميره - مهما طال - ما ينتظر من عذاب الله ، إنه عليم بالظالمين وسيذيقهم جزاء ما اقترفوه .



تفسير سورة البقرة - 22



المنتخب - (ج 1 / ص 23)

قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)



97- ولقد زعم بعضهم أنهم يعادونك ويكفرون بكتابك لأنهم أعداء لجبريل الذى يبلغك هذا الكتاب ، فقل أيها النبى لهم : من كان عدواً لجبريل فهو عدو الله ، لأن جبريل ما يجئ بهذا الكتاب من عنده ، وإنما ينزله بأمر الله مصدقاً لما سبقه من الكتب السماوية ، ومصدقاً لكتابهم نفسه ، وهدى وبشرى للمؤمنين .

98- فمن كان عدواً لجبريل أو ميكائيل أو لأى ملك أو رسول من ملائكة الله ورسله الذين لا يفعلون ولا يبلغون إلا ما يأمرهم به الله ، فإنه بذلك يكون عدواً وكافراً به ، والله عدو الكافرين .

99- وما ينزل جبريل على قلبك إلا بآيات بينات لا يسع طالب الحق إلا الإيمان بها ، وما يكفر بمثلها إلا المعاندون الخارجون عن سنة الفطرة .

100- وكما تذبذبوا فى العقيدة والإيمان ، تذبذبوا كذلك فيما يبرمونه من عهود ، فكانوا كلما عاهدوا المسلمين وغيرهم عهداً نبذه فريق منهم . لأن معظمهم لا يؤمن بحرمة عهد ولا بقداسة ميثاق .

101- ولما جاءهم رسول من عند الله مطابقة أوصافه لما فى أسفارهم - وهو محمد صلى الله عليه وسلم - نبذ فريق منهم ما ذكر فى كتبهم عن هذا الرسول ، كأنه لم يرد فيها ولم يعلموا شيئاً عنه .



من تفسير المنتخب – المجلس الاعلى للشؤن الاسلامية