المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحجاب الشرعي هل يبرز منه الشعر؟


شمس الامارات
04-03-2006, 06:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الحجاب الشرعي هل يبرز منه الشعر؟


المقدمة:
يلفت الانتباه حجاب سيدات مثقفات وفتيات مسلمات ببروزخصل او جزء
من شعورهن وبالذات عند خروجها على شاشة التلفاز ممثلة اخواتها المسلمات فمن سياق الحديث الشريف ان كل شعرة بجمرة من النار!!!
فغطاء الوجه فيه قولان ولكن غطاء الشعر واجب ولايجوز ابراز اي جزء منه وقد اعجبني في صحيفة الوفاق الالكترونيه هذا الموضوع عن الحجاب
والعباءة فاحببت ان اطرحه في سياق طرحي لديكم


وبين الحجاب السوري كما اشتهر والشيله والغشوه والعباءه والنقاب
ففي الامارات و دول الخليج تختلف مسميات محلات العباءات وتتشابه
في نوعيتها من عباءة راس الى عباءت كتف واسعة محتشمه وعباءة للزيارات فخمه وعباءة للتسوق اكثر حشمه وستر المفروض
الى العباءة الفرنسية المخصره والشادور الايراني
والدانتيل والشفاف ونصف الشفاف لابراز الملابس في المناسبات العائليه وما شابه ذلك من تقاليع مطروحه وعباءة المناسبات لاتلبس في الاسواق وتبقى اخواتي الكريمات الحشمه ثم الحشمه ثم الحشمه والتوسط في الامور والابتعاد عن التبرج المبالغ فيه
والمذموم اجتماعيا وتتبع مرضات الله سبحانه وتعالى ثقافة ودين

مااجمل الدين والدنيا اذا اجتمعوا
لا بارك الله في دنيا بلا دينا


العباءة النسائية بالألوان .. بين اختبار الأناقة والحكم على الظاهر

تقرير كتبه : سراء الشهري

يزخر السوق بكل جديد للمرأة ، فلم تترك صرعات الموضة شيئاً من أساسيات المرأة أو كمالياتها لم تعالجه . آخر صرعات الموضة عباءتها التي يفترض فيها أن تبحث عن ما يستر .
ولكن ، بحسن نية أو بخبث ومكر في أحيان أخرى ، انتقلت العباءة إلى مصدر ربح من الدرجة الأولى للباعة ، ومصدر أناقة وتنافس للمشتريات من جهة أخرى .

وهذا الاندفاع المحموم كان له تبريرات عند بعض السيدات .. كانت كالتالي ..

لمى .. شابة في العشرينات ، تنتقي أغلى العباءات ، وبآخر الصرعات ، وكانت من الجرأة أن قالت أن هذه هي الطريقة الوحيدة ليختبر الآخرون أناقتها . بادرت متسائلة ، هل المقصود هو جذب الانتباه .. هل يحقق لك اشباعا ذاتيا أن يلتفت اليك الموجودون . قالت " من حقي أن أكون أنيقة ، أنا لم أكشف جسدي ، إنه رداء خارجي " .
تتأمل عباءتها ، فإذ هي أشبه بالعباءة الرجالية ، من خامة حريرية منسدلة ، رسم في آخرها وعلى الطرحة كلمات عربية لا يمكن قراءتها ، فهي رسوم لحروف بدون نقاط ، تظهر كأبيات الشعر القديمة .

سألت لمى .. ألا تتعرضين لشيء من المضايقات ، قالت " أكيد يضايقوني " . فما السبب إذن ، تقول مسرعة " أنا ما أعطيهم وجه ، هم يفكرون أني قليلة أدب " . إذن الحكم هنا للظاهر فقط . صمتت .. ثم التفتت إلى هاتفها ، أي أن النقاش انتهى .

أخذت أتأمل المتسوقات في هذا المجمع الجديد في الخبر ، المكتظ بالعائلات ، إنما الأغلبية ابتعدوا عن ذويهم ليبدأ كل منهم مغامرته الخاصة .. ذكوراً .. وإناث .

في باحة المطعم .. دخلت إحداهن لتناول الطعام .. عباءتها وثيابها وحقيبتها تجمع كل التناقضات . العباءة سوداء من الـ( دانـتيل ) ـ وهو قماش يظهر أجزاء مما تحته ـ مبطن بلون أزرق يميل للاخضرار ، و غطاء الرأس على العكس تماماً ، أزرق ببطانة
سوداء . أما الحقيبة فزرقاء ، وظلال العين بدرجة أزرق غامق .. و خصلة شعرها الصفراء تتدلى ، رغم ظهور جذور الشعر الحقيقي الأسود في مقدمة الرأس .

في ركن آخر سيدة ممتلئة القوام ، تكدس جسمها في عباءة فرنسية ـ مصطلح العباءة المخصرة ـ حتى إن غطاء الرأس انحسر عن جزء من الرقبة ، لتستـشف ربما أنها كانت فيما مضى أقل وزناً ، وأكثر قصراً .

باءت مجمل محاولات استمالة الفتيات للحديث إلى فشل ... إلا لمى ، وأم شهد ـ رغم كونها لم تتزوج بعد ـ . أوضحت لها الهدف من هذا التقرير ، ولماذا الرغبة في الحديث .. لتقول " أشد الظلم أن نحكم على الآخرين من ملابسهم ، أنا ارتدي عباءة الرأس منذ عرفت الحجاب ، وسأظل بها بأذن الله إلى أن أموت ، ويؤسفني أن أشاهد فتياتنا بهذه المناظر التي تسيء لهن . أنا لن أتحدث عنهن بسوء ، أو اتهمهن في أخلاقهن ، ولكني مصرة على أن بعض عباءات الكتف هي ليست فاتنة ، فكثير من المصريات والسوريات معي في مركز خديجة لتحفيظ القران يلبسن عباءات كتف ، ولكنهن تخفين أجسامهن ، وقد تقابلين سيدة بعباءة رأس من النوع الجديد الذي يضم أسفل الكتف ، فيظهر الصدر .. فهي عباءة فاتنة " .

وتضيف .. محاولة توضيح فكرتها " إن المقياس هي الفتاة نفسها ، أن ترتدي ما تعرف انه لائق . قريبات لي يرتدين عباءات كتف ، لكن ليس بها ما هو ملون ولا هي مخصرة ، واجلس معهن بفخر في المجمعات أو المطاعم لأنهن لا يسئن لمظهري . إنما .. انظري لمشية بعض الفتيات ونظراتها الجريئة وضحكها بصوت مرتفع ، وعباءة بأبيات شعرية من الخلف ، أو كتابات مشينة ، فما هدف فتاة تلبس عباءة كتب عليها بالإنجليزية اتصل بنا ، أو أتحداك تلمسني ، أو عباءة توشحت بسيفين ونخلة " .
هممت بعد هذا التفصيل بالمغادرة .. فإذ بها تشير إلى سيدة تحمل طعاما ، وقالت انظري إلى هذه .. عباءة ممزقة الأطراف ومتسخة .. هل هذا من الإسلام ، وقالت " أيعتبر غسل العباءة وكيها تبرجاً " .
إلى واجهات المحلات في المجمع .. محلات العباءات بات يصعب تفريقها عن محلات ( الجلابيات) ، إلا بالاسم ، فالتصاميم أصبحت متـشابهة . فإلى أشهر محلات العباءات كانت الجولة الأخيرة . إلى ذلك المحل المفضل لفتيات نادي شاليهات الغروب .. وهو حزب نسائي ما . هو أبرزها .. وأشهرها .. بمدينة الخبر ، فرعه الأساسي في جدة ، بدأ عمله منذ أقل من عام . العباءة فيه تبدأ بما لا يقل عن 2000 ريال . تلك واحدة عليها عين ، وخرزة زرقاء ضد الحسد ، أي أن من تلبسها رائعة الجمل .. تخشى الحسد .. وإن كانت غير ذلك .
وأخرى نقشت عليها قصيدة باللغة الإنجليزية ، بها آثار صورة لـ(فلنتاين) سيد العشاق ، سعرها 3500 ريال .
أما تلك .. فللمثقفات ، عباءة بالكتابات الصينية .. ؟ . وأسماء أخرى لأنواع وأشكال لا تنتهي ، فهذه عباءة الفراشة ، وهناك .. عباءة الوطواط .. وهي عباءة قصيرة من الأمام طويلة من الخلف . وعباءة السمكة التي يتم تقصيرها من الجوانب بطريقة منحنية ، وتلبسها السيدات من حجم السمكة إلى حجم الحوت .. كما يقال . أما العباءة الأشد غرابة فهي عباءة (الروب) وهي من قماش ناعم يلتصق بالجسد ، وهي الخامة المستخدمة في صناعة قمصان النوم .

ثم .. إلى محل آخر .. في مجمع صغير على طريق الأمير فيصل بن فهد ، وهو لشابة في نهاية العقد الثاني ، تمتلك عقلية تجارية ، حيث استأجرت محلا ووضعت عليه ملصقات من صحف متنوعة .. ليبدو من بعيد مكاناً لم يفتتح بعد .. بينما تأتي السيدة .. فتطرق الباب ، لتستقبلها العاملة الأثيوبية فتباع العباءة من 1400 ريال وصولا إلى 3800 ريال . والسبب بضع إكسسوارات كبيرة تلصقها بالعباءة ، تجلبها من مصر ، ولبنان ، بأسعار زهيدة ، تتضاعف قيمتها عندما توضع على العباءة .. لتجتمع على العباءة السوداء .. كل الألوان التي يأتي بها قوس قزح .. والذي غادر مع ساعة الإقفال .
تاريخ النشر : 13/11/1426هـ

المصدر الوفاق

والمقدمه من وضعي
وانتظر اضافاتكم وارائكم معي


اللهم لك الحمد والشكركما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

أختكم : شمس الإمارات

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


جزاكم الله خيرا


اضافة عبر النت لاثراء الموضوع :

قال الله - تبارك وتعالى - في محكم التنزيل :
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ
يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا
يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " سورة الأحزاب

فمن هذه الآية الكريمة نستخلص الحكم الذي لا يجب علينا مناقشته .. وهو من كلام الله سبحانه وتعالى
أن تغطي جميع الجسم عدا ما استثناه القرآن الكريم في قوله
(إلا ما ظهرمنها)
وأرجح الأقوال في تفسير ذلك أنه الوجه والكفان ... كما تم بيانه لنا في
السنة النبوية التي جاءت مفسرة لما جاء في القرآن الكريم

(يدنين عليهن من جلابيبهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)

لذلك قبل مناقشة شكل العباءة والموضة والمسميات المختلفة نقف وقفة تأمل مع هذه الآية الكريمة التي هي من شرع الله والواجب اتباعه دون مناقشة والامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى وما جاءنا به الرسول صلى الله عليه وسلم

فباختصار ... هذه الموضات والصرعات التي تخرج لنا كل يوم ... كلها أمور مفتعلة لتزيين الذنب الذي تقترفه المرأة التي تنصاع لمثل هذا كله ليست إلا أمور يعتقدون أنها للرقي بالمرأة المحجبة وهي من رفعها الإسلام وزاد من قدرها في أول ما فرض عليها وهو الحجاب لتحافظ به على نفسها من الأيدي العابثة والعيون الخائنة المتربصة لها ....

لذلك هي دعوة لكل الفتيات الالتزام ثم الالتزام ثم الالتزام بما أمرنا الله به ونصّه واضح وليس فيه نقاش هذا ان أرادت السعاة في الدنيا والآخرة
والله ولي التوفيق


اضافات عبر النت لاثراء الموضوع:

أدلة فرض الحجاب على نساء المؤمنين :

أولاً : الأدلة من القرآن الكريم

قال الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل :
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ
يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا
يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " سورة الأحزاب

الدليل الأول : قول الله تعالى : ( وَقَـرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ (

قال الله تعالى : ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرضٌ وقلن قولاً معروفاً . وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وءاتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) - الأحزاب: 32/33- .

هذا خطاب من الله تعالى لنساء النبي صلى الله عليه وسلم ، ونساء المؤمنين تبع لهن في ذلك، وإنما خصَّ الله سبحانه نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالخطاب: لشرفهن، ومنزلتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنهن القدوة لنساء المؤمنين، ولقرابتهن من النبي صلى الله عليه وسلم ،

والله تعالى يقول: ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً ) - التحريم: 6

فمن أدلة الحجاب وتحريم السفور من الكتاب قوله سبحانه وتعالى : (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))

فجاء في هذه الآية الكريمة ما يدل على وجوب الحجاب وتحريم السفور في موضعين منها : الأول : قوله تعالى : وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وهذا يدل على النهي عن جميع الإبداء لشيء من الزينة إلا ما استثنى وهو ملابسها الظاهرة وما خرج بدون قصد ويدل على ذلك التأكيد منه سبحانه وتعالى بتكريره النهي عن إبداء الزينة في نفس الآية .

والثاني : قوله تعالى : وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ فهو صريح في إدناء الخمار من الرأس إلى الصدر . لأن الوجه من الرأس الذي يجب تخميره عقلا وشرعا وعرفا ولا يوجد أي دليل يدل على إخراج الوجه من مسمى الرأس في لغة العرب ، كما لم يأت نص على إخراجه أو استثنائه بمنطوق القرآن والسنة ولا بمفهومهما واستثناء بعضهم له وزعمهم بأنه غير مقصود في عموم التخمير مردود بالمفهوم الشرعي واللغوي ومدفوع بأقوال بقية علماء السلف والخلف ، كما هو مردود بقاعدتين أوضحهما علماء الأصول ومصطلح الحديث إحداهما : أن حجة الإثبات مقدمة على حجة النفي . والثانية : أنه إذا تعارض مبيح وحاظر قدم الحاظر على المبيح .

ولما كان الله سبحانه وتعالى يعلم ما في المرأة من وسائل الفتنة المتعددة للرجل أمرها بستر هذه الوسائل حتى لا تكون سببا للفتنة فيطمع بها الذي في قلبه مرض . والزينة المنهي عن إبدائها : اسم جامع لكل ما يحبه الرجل من المرأة ويدعوه للنظر إليها سواء في ذلك الزينة الأصلية أو المكتسبة التي هي كل شيء تحدثه في بدنها تجملا وتزينا .

وأما الزينة الأصلية : فإنها هي الثابتة كالوجه والشعر وما كان من مواضع الزينة كاليدين والرجلين والنحر وما إلى ذلك . وإذا كان الوجه أصل الزينة وهو بلا نزاع القاعدة الأساسية للفتنة بالمرأة ، بل هو المورد والمصدر لشهوة الرجال فإن تحريم إبدائه آكد من تحريم كل زينة تحدثها المرأة في بدنها . قال القرطبي في تفسيره : الزينة على قسمين خلقية ومكتسبة :

فالخلقية : وجهها فإنه أصل الزينة وجمال الخلقة ومعنى الحيوانية لما فيه من المنافع وطرق العلوم .

وأما الزينة المكتسبة : فهي ما تحاول المرأة في تحسين خلقتها به كالثياب والحلي والكحل والخضاب . أ هـ .

وقال البيضاوي في تفسيره : وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ كالحلي والثياب والأصباغ فضلا عن مواضعها لمن لا يحل أن تبدى له . ا هـ . فإذا كان الوجه هو أصل الزينة بلا نزاع في النفل والعقل فإن الله جلت قدرته حرم على المرأة إبداء شيء من زينتها وهذا عموم لا مخصص له من الكتاب والسنة ولا يجوز تخصيصه بقول فلان أو فلان فأي قول من أقوال الناس يخصص هذا العموم فهو مرفوض لأن عموم القرآن الكريم والسنة المطهرة لا يجوز تخصيصه بأقوال البشر ، ولا يجوز تخصيصه عن طريق الاحتمالات الظنية ، أو الاجتهادات الفردية ، فلا يخصص عموم القرآن إلا بالقرآن الكريم أو بما ثبت من السنة المطهرة أو بإجماع سلف الأمة ، ولذلك نقول : كيف يسوغ تحريم الفرع وهو الزينة المكتسبة وإباحة الأصل وهو الوجه الذي هو الزينة الأساسية .

والمراد بقوله جل وعلا : إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا كما قال بذلك ابن مسعود رضي الله عنه ، وجمع من علماء السلف من المفسرين وغيرهم- " ما لا يمكن اخفاؤه " كالرداء والثوب وما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها ، وما يبدو من أسافل الثياب وما قد يظهر من غير قصد كما تقدمت الإشارة لذلك ، فالمرأة منهية من أن تبدي شيئا من زينتها ومأمورة بأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة .

وحينما نهى سبحانه وتعالى المرأة عن إبداء شيء من زينتها إلا ما ظهر منها- علمها سبحانه وتعالى كيف تحيط مواضع الزينة بلف الخمار الذي تضعه على رأسها فقال : وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ يعني من الرأس وأعالي الوجه عَلَى جُيُوبِهِنَّ يعني الصدور حتى تكون بذلك قد حفظت الرأس وما حوى والصدر من تحته وما بين ذلك من الرقبة وما حولها لتضمن المرأة بذلك ستر الزينة الأصلية والفرعية .

وفي قوله تعالى أيضا في آخر هذه الآية : وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ الدلالة على تحريمه سبحانه على المرأة ما يدعو إلى الفتنة حتى بالحركة والصوت . وهذا غاية في توجيه المرأة المسلمة ، وحث من الله لها على حفظ كرامتها ودفع الشر عنها .

ويشهد أيضا لتحريم خروج الزينة الأصلية أو المكتسبة فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بزوجته صفية ، وفعل أمهات المؤمنين ، وفعل النساء المؤمنات في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية وآية الأحزاب من الستر الكامل بالخمر والجلابيب ، وكانت النساء قبل ذلك يسفرن عن وجوههن وأيديهن حتى نزلت آيات الحجاب . . وبذلك يعلم أن ما ورد في بعض الأحاديث من سفور بعض النساء كان قبل نزول آيات الحجاب فلا يجوز أن يستدل به على إباحة ما حرم الله لأن الحجة في الناسخ لا في المنسوخ كما هو معلوم عند أهل العلم والإيمان .

ومن آيات الحجاب الآية السابقة من سورة النور ، ومنها قوله تعالى في سورة الأحزاب : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا قال العلماء : الجلابيب جمع جلباب وهو كل ثوب تشتمل به المرأة فوق الدرع والخمار لستر مواضع الزينة من ثابت ومكتسب .

وقوله تعالى : ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ يدل على تخصيص الوجه؛ لأن الوجه عنوان المعرفة ، فهو نص على وجوب ستر الوجه ، وقوله تعالى : فَلَا يُؤْذَيْنَ هذا نص على أن في معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولغيرها بالفتنة والشر ، فلذلك حرم الله تعالى عليها أن تخرج من بدنها ما تعرف به محاسنها أيا كانت ، ولو لم يكن من الأدلة الشرعية على منع كشف الوجه إلا هذا النص منه سبحانه وتعالى لكان كافيا في وجوب الحجاب وستر مفاتن المرأة ، ومن جملتها وجهها ، وهو أعظمها؛ لأن الوجه هو الذي تعرف به وهو الذي يجلب الفتنة .

قالت أم سلمة : ( لما نزلت هذه الآية : يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها ) . قال ابن عباس : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة . وقال محمد بن سيرين : سألت عبيدة السليماني عن قول الله عز وجل : يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى . وأقوال المفسرين في الموضوع كثيرة لا يتسع المقام لذكرها

. ومن آيات الحجاب أيضا قوله تعالى : (( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)) فهذه الآية نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن منهم ، وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية الحكمة في ذلك وهي أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها .

وهذه الآية عامة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن من المؤمنات . قال القرطبي رحمه الله ويدخل في هذه الآية جميع النساء بالمعنى ، وبما تضمنته أصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة بدنها وصوتها فلا يجوز كشف ذلك إلا لحاجة كالشهادة عليها أو داء يكون ببدنها إلى غير ذلك من الآيات الدالة على وجوب الحجاب ، وقول القرطبي رحمه الله : إن صوت المرأة عورة؛ يعني إذا كان ذلك مع الخضوع ، أما صوتها العادي فليس بعورة ، لقول الله سبحانه : يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا فنهاهن سبحانه عن الخضوع في القول لئلا يطمع فيهن أصحاب القلوب المريضة بالشهوة ، وأذن لهن سبحانه في القول المعروف ، وكان النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يكلمنه ويسألنه عليه الصلاة والسلام ولم ينكر ذلك عليهن ، وهكذا كان النساء في عهد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكلمن الصحابة ويستفتينهم فلم ينكروا ذلك عليهن ، وهذا أمر معروف ولا شبهة فيه .


ثانيا : الادلة من السنة

وأما الأدلة من السنة فمنها :

ما ثبت في الصحيحين لتلبسها أختها من جلبابها متفق عليه ، فدل على أن المعتاد عند نساء الصحابة ألا تخرج المرأة إلا بجلباب ، وفي الأمر بلبس الجلباب دليل على أنه لا بد من التستر والحجاب وكذا ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات دافعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس

وقد أجمع علماء السلف على وجوب ستر المرأة المسلمة لوجهها وأنه عورة يجب عليها ستره إلا من ذي محرم . قال ابن قدامة في المغنى : والمرأة إحرامها في وجهها ، فإن احتاجت سدلت على وجهها ، وجملته أن المرأة يحرم عليها تغطية وجهها في إحرامها كما يحرم على الرجل تغطية رأسه ، إلا ما روي عن أسماء أنها كانت تغطي وجهها وهي محرمة ، وقد روى البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين فأما إذا احتاجت إلى ستر وجهها لمرور الرجال قريبا منها فإنها تسدل الثوب فوق رأسها على وجهها ، لما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفنا

وإنما منعت المرأة المحرمة من البرقع والنقاب ونحوهما مما يصنع لستر الوجه خاصة ولم تمنع من الحجاب مطلقا ، قال أحمد : إنما لها أن تسدل على وجهها فوق وليس لها أن ترفع الثوب من أسفل . ا هـ .

وقال ابن رشد في " البداية " وأجمعوا على أن إحرام المرأة في وجهها وأن لها أن تغطي ، رأسها وتستر شعرها وأن لها أن تسدد ثوبها على وجهها من فوق رأسها سدلا خفيفا تستتر به عن نظر الرجال إليها .

إلى غير ذلك من كلام العلماء . فيؤخذ من هذا ونحوه أن علماء الإسلام قد أجمعوا على كشف المرأة وجهها في الإحرام ، وأجمعوا على أنه يجب عليها ستره بحضور الرجال ، فحيث كان كشف الوجه في الإحرام واجبا فستره في غيره أوجب .

وكانت أسماء رضي الله عنها تستر وجهها مطلقا ، وانتقاب المرأة في الإحرام ، لا يجوز لنهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك في الحديث المتقدم وهو من أعظم الأدلة على أن المرأة كانت تستر وجهها في الأحوال العادية ومعنى لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين أي لا تلبس ما فصل وقطع وخيط لأجل الوجه كالنقاب ولأجل اليدين كالقفازين ، لا أن المراد أنها لا تغطي وجهها وكفيها كما توهمه البعض فإنه يجب سترهما لكن بغير النقاب والقفازين . هذا ما فسره به الفقهاء والعلماء ومنهم العلامة الصنعاني رحمه الله تعالى . وبهذا يعلم وجوب تحجب المرأة وسترها لوجهها وأنه يحرم عليها إخراج شيء من بدنها وما عليها من أنواع الزينة مطلقا إلا ما ظهر من ذلك كله في حالة الاضطرار أو عن غير قصد كما سلف بيان ذلك ، وهذا التحريم جاء لدرء الفتنة . ومن قال بسواه أو دعا إليه فقد غلط وخالف الأدلة الشرعية ولا يجوز لأحد اتباع الهوى أو العادات المخالفة لشرع الله سبحانه وتعالى . لأن الإسلام هو دين الحق والهدى والعدالة في كل شيء ، وفيه الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال والنهي عما يخالفها من مساوئ الأخلاق وسيئ الأعمال . والله المسئول أن يوفقنا وجميع المسلمين لما يرضيه وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين...

هذه بعض أبيات من الشعر (كتبتها السيدة عائشة التيمورية رحمها الله


بيد العفاف أصون عزّ حجابي *** و بعصمتي أسمـو على أترابـي
و بفــكرةٍ و قـّادةٍ و قـريــحةٍ *** نــقـّادةٍ قـد ’كــمّــلــت آدابـي
ما ضرّني أدبي و’حسـن تعلمي *** إ لّـا بـكـونـي زهــرة الألـبـاب
ما ساءني خدري و عقد عصابتي *** و طراز ثوبي واعتزاز رحابي
ما عـاقـني خجـلي عن العـليـا ولا *** سـدْل الخمار بلِـمّتـي و نقـابـي
عن طي ّ مضمارالرهان إذا اشتكت *** صعْـب السباق مطامح الركاب


شروط الحجاب الشرعي:

1. أن يستر الحجاب كل الجسم بلا استثناء.
2. ألا يكون زينة في نفسه.
3. أن يكون سميكا غير شفاف.
4. أن يكون واسعا فضفاضا غير ضيق.
5. ألا يكون الحجاب مشابها لملابس الرجال.
6. ألا تكون الملابس معطرة أو مبخرة.
7. ألا يشبه لباس الكافرات.
8. ألا يكون لباس شهرة.

قال تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن..)(الأحزاب:59).
قال تعالى: (ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين)(الأحزاب:59)
قال تعالى: (وقرن في بيوتكن)(الأحزاب:33)
قال تعالى (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)(الأحزاب:33)
قال تعالى: (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن)(النور:31)
الصلاة في خمار، ولو صلت بدونه ما صحت صلاتها. لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار"
[رواه الترمذي وأحمد وأبو داود وابن ماجه]


اضافة رائعة من احد الاخوات عبر النت:
جزاها الله خيرا

حكم كشف الوجه واليدين للمرأة أمام الرجال الأجانب


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد .
فقد اختلف العلماء رحمهم الله في حكم تغطيتهما وكثير من الناس يجهل ويخلط في هذه المسألة ، ولذا لابد من تحرير محل النزاع بين العلماء فيها .

أولاً : محل الخلاف إنما هو الوجه واليدين ، أما ما عداهما فيجب فيها التغطية بالاتفاق ؛ كالقدم ، والساعد ، وشعر الرأس،كل هذا عورة بالاتفاق.

ثانياً : اتفق العلماء على وجوب تغطية الوجه واليدين إذا كان فيهما زينة كالكحل في العين ، والذهب والحناء في اليدين .

ثالثاً: اتفق العلماءعلى وجوب تغطية الوجه واليدين إذا كان في كشفهما فتنة.

وقد نص كثير من العلماء القائلين بأن وجه المرأة ليس بعورة على وجوب تغطية الشابة لوجهها دفعاً للفتنة .

وعليه فإن كشف أكثر النساء اليوم لوجوههن أمر محرم باتفاق العلماء ؛ لكونها كاشفة عن مقدمة الرأس والشعر ، أو لأنها قد وضعت زينة في وجهها أويديها ؛ كالكحل أو الحمرة في الوجه ، أو الخاتم في اليد .

فمحل الخلاف إذاً بين العلماء هو الوجه واليدين فقط ، إذا لم يكن فيهما زينة ، ولم يكن في كشفهما فتنة ، واختلفوا على قولين :
الوجوب والاستحباب .

فالقائلون بأن وجه المرأة عورة قالوا بوجوب التغطية ، والقائلون بأن وجه المرأة ليس بعورة قالوا يستحب تغطيته .

ولم يقل أحد من أهل العلم إن المرأة يجب عليها كشف وجهها ، أو أنه الأفضل .

إلا دعاة الفتنة ومرضى القلوب .

أما العلماء فإنهم لما بحثوا المسألة بحثوا عورة المرأة ؛ هل الوجه عورة ؟ أو ليس بعورة . بمعنى هل تأثم المرأة إذا كشفت وجهها أو لا تأثم ؟ أما استحباب تغطية الوجه للمرأة فهو محل اتفاق بين القائلين بأن وجه المرأة ليس بعورة .

ومن العلماء المعاصرين القائلين بأن وجه المرأة ليس بعورة الألباني رحمه الله ، لكنه يقول بالاستحباب ويدعو النساء إلى تغطية الوجه تطبيقاً للسنة حتى قال في كتابه جلباب المرأة المسلمة : " ولقد علمت أن كتابنا هذا كان له الأثر الطيب ـ والحمد لله ـ عند الفتيات المؤمنات ، والزوجات الصالحات ، فقد استجاب لما تضمنه من الشروط الواجب توافرها في جلباب المرأة المسلمة الكثيرات منهن ، وفيهن من بادرت إلى ستر وجهها أيضاً ، حين علمت أن ذلك من محاسن الأمور ، ومكارم الأخلاق ، مقتديات فيه بالنساء الفضليات من السلف الصالح ، وفيهن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن " انتهى كلامه رحمه الله .

‎( جلباب المرأة المسلمة ص26 )

وأردت بهذا أن يتميز كلام العلماء القائلين بأن وجه المرأة ليس بعورة ، وبين دعاة الرذيلة .

فإن العلماء لم يدعُ واحد منهم إلى أن تكشف المرأة وجهها ، بل أقل ما قيل بينهم إن التغطية هو الأفضل.

بخلاف دعاة السوء الذين يطالبون بكشف المرأة لوجهها .

وما الذي يَضُرهم ، و ما الذي يُغيظهم من تغطية المرأة لوجهها ؟! إنه سؤال يحتاج منا إلى جواب .

نسأل الله الكريم أن يحفظ نساء المسلمين من كيدهم .

وأعود مرةً أخرى إلى محل النزاع في حكم تغطية المرأة لوجهها ويديها هل هو واجب أو مستحب ؟ الراجح من قولي العلماء وجوب تغطية المرأة لوجهها ويديها أمام الرجال الأجانب .

والأدلة على ذلك كثيرة منها :
الدليل الأول : قوله تعالى : " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن " ( النور 30) .

فالله جل وعلا يقول ( ولا يبدين زينتهن ) وقد استقر في فطر الناس أن أعظمَ زينة في المرأة هو وجهها ، ولذلك فإن أهم ما يراه الخاطب هو الوجه ، وكذلك الشعراء حاضراً وقديماً في غرض الغزل ، فالوجه أعظم مقياس عندهم للفتنة والجمال .

وقد اتفق العلماء على وجب ستر المرأة لقدمها وشعرها أمام الرجال الأجانب ؛ فأيهما أعظم زينة الوجه واليدين أم القدم ؟! ، و لاشك بأن الوجه واليدين أعظم في الزينة وأولى بالستر .

بل قد جعل الله ضرب المرأة بقدمها الأرض أثناء مشيها لسماع الرجال صوت الخلخال من الزينة المحرم ابداؤها كما في الآية التي تليها ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ) (النور 31) وكشف المرأة لوجهها ويديها أمام الرجال الأجانب أعظم زينة من سماعهم لصوت خلخالها ، فوجوب ستر الوجه واليدين ألزم وأوجب .

الدليل الثاني : حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان) . أخرجه الترمذي بإسناد صحيح ( الإرواء 1/303) (وأصل الاستشراف: وضع الكف فوق الحاجب ورفع الرأس للنظر. والمعنى أن المرأة إذا خرجت من بيتها طمع بها الشيطان ليغويها أو يغوي بها).

وهذا الحديث نص في أن المرأة كلها عورة ولم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم منها شيء .

الدليل الثالث : حديث عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك وهم راجعون من غزوة بني المصطلق وقد نزلوا في الطريق فذهبت عائشة لقضاء حاجتها ثم عادت إليهم وقد آذنوا بالرحيل فلم تجد عقدها فرجعت تتلمسه في المكان الذي ذهبت إليه فلما عادت لم تجد أحداً فجلست .

وقد حملوا هودجها على البعير ظناً منهم أنها فيه ولم يستنكروا خفة الهودج ؛ لأنها كانت خفيفة حديثة السن.

وكان من فطنتها أن جلست في مكانها الذي كانت فيه ، فإنهم إن فقدوها رجعوا إليها .

قالت رضي الله عنها : فبينما أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت ، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش ، فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني وكان رآني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني ، فخمرت " وفي رواية : فسترت " وجهي عنه بجلبابي ...) متفق عليه .

فصفوان بن المعطل رأى سواد إنسان فأقبل إليه . وهذا السواد هو عائشة ـ رضي الله عنها ـ وكانت نائمة ، كاشفة عن وجهها ، فعرفها صفوان ، فاستيقظتْ باسترجاعه ؛ أي بقوله : ( إنا لله وإنا إليه راجعون) فعائشة رضي الله عنها لما قالت ( فعرفني حين رآني ) بررت سبب معرفته لها ولم تسكت فكأن في ذهن السامع إشكال : كيف يعرفها وتغطية الوجه واجب . فقالت : (وكان رآني قبل الحجاب ) .

وفي قولها (وكان رآني قبل الحجاب ) فائدة أخرى ، ودليل على أن تغطية الوجه هو المأمور به في آية الحجاب .

ثم قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ (فخمرت " وفي رواية : فسترت " وجهي عنه بجلبابي ) وقولها هذا في غاية الصراحة .

الدليل الرابع : قول عائشة -رضي الله عنها-: "كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات ، فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه” أخرجه أحمد وأبو داود وسنده حسن .

الدليل الخامس : عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : ( كنا نغطي وجوهنا من الرجال ، وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام ) إسناده صحيح أخرجه الحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي ( انظر الإرواء 4/212) .

ويقول بعض الناس إن النصوص الواردة في تغطية الوجه خاص بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم . وهذه الشبهة الضعيفة تروج عند كثير من
العامة والجواب عنها أن يقال :

اولا : إن الأصل في نصوص الشرع هو العموم إلا إذا دل الدليل على التخصيص ، ولا دليل . هذا أولاً.

ثانياً : أنه قد ثبت عن نساء الصحابة تغطية الوجه كما في أثر أسماء السابق ( كنا نغطي وجوهنا من الرجال) فأسماء ليست من زوجات النبي، وقولها ( كنا نغطي ) يعم نساء الصحابة .

ثالثاً : أن الأمر بالحجاب ورد مصرحاً به لجميع نساء المؤمنين في قوله تعالى : " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً ".

وأنقل هنا أقوال بعض العلماء في وجوب تغطية المرأة لوجهها أمام الرجال الأجانب :

قال أبو بكر الرازي الجصاص الحنفي (ت370هـ) في تفسيره لقوله تعالى : ( يدنين عليهن من جلابيبهن ) : " في هذه الآية دلالة على أن المرأة الشابة مأمورة بستر وجهها عن الأجنبيين ، وإظهار الستر و العفاف عند الخروج لئلا يطمع أهل الريب فيهن ".( أحكام القرآن 3/371) .
قال أبو بكر بن العربي المالكي رحمه الله (ت 543هـ) عند تفسيره لقوله تعالى ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ) : " و المرأة كلها عورة ؛ بدنها وصوتها ، فلا يجوز كشف ذلك إلا لضرورة أو لحاجة ، كالشهادة عليها ، أو داء يكون ببدنها " (أحكام القرآن 3/616).
قال النووي رحمه الله (ت676هـ) في المنهاج ( وهو عمدة في مذهب الشافعية ) : " و يحرم نظر فحل بالغ إلى عورة حرة كبيرة أجنبية وكذا وجهها وكفها عند خوف الفتنة ( قال الرملي في شرحه : إجماعاً ) وكذا عند الأمن على الصحيح " . قال ابن شهاب الدين الرملي رحمه الله (ت1004هـ) في شرحه لكلام النووي السابق : " و وجهه الإمام : باتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه ، وبأن النظر مظنة الفتنة ، و محرك للشهوة .. وحيث قيل بالتحريم وهو الراجح : حرم النظر إلى المنتقبة التي لا يبين منها غير عينيها و محاجرها كما بحثه الأذرعي ، و لاسيما إذا كانت جميلة ، فكم في المحاجر من خناجر "اهـ (نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج في الفقه على مذهب الشافعي 6/187ـ188) .
قال النسفي الحنفي رحمه الله (ت701هـ) في تفسيره لقوله تعالى : ( يدنين عليهن من جلابيبهن ): " يرخينها عليهن ، و يغطين بها وجوههن وأعطافهن " (مدارك التنزيل 3/79) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (ت728هـ): " وكشف النساء وجوههن بحيث يراهن الأجانب غير جائز. وعلى ولي الأمرِ الأمرُ بالمعروف والنهى عن هذا المنكر وغيره ، ومن لم يرتدع فإنه يعاقب على ذلك بما يزجره " ( مجموع الفتاوى 24 / 382 ) .
قال ابن جزي الكلبي المالكي رحمه الله (ت741هـ) في تفسيره لقوله تعالى : ( يدنين عليهن من جلابيبهن ) : " كان نساء العرب يكشفن وجوههن كما تفعل الإماء ، وكان ذلك داعياً إلى نظر الرجال لهن ، فأمرهن الله بإدناء الجلابيب ليستر بذلك وجوههن " ( التسهيل لعلوم التنزيل 3/144).
قال ابن القيم رحمه الله (ت751هـ) في إعلام الموقعين ( 2/80) : " العورة عورتان : عورة النظر ، وعورة في الصلاة ؛ فالحرة لها أن تصلي مكشوفة الوجه والكفين ، وليس لها أن تخرج في الأسواق و مجامع الناس كذلك ، والله أعلم ".
وقال تقي الدين السبكي الشافعي رحمه الله (ت756هـ) : " الأقرب إلى صنيع الأصحاب أن وجهها و كفيها عورة في النظر " ( نهاية المحتاج 6/187) .
قال ابن حجر في شرح حديث عائشة رضي الله عنها وهو في صحيح البخاري أنها قالت : " لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) أَخَذْنَ أُزْرَهُنَّ فَشَقَّقْنَهَا مِنْ قِبَلِ الْحَوَاشِي فَاخْتَمَرْنَ بِهَا " . قال ابن حجر (ت852هـ) في الفتح (8/347) : " قوله ( فاختمرن ) أي غطين وجوههن " .
قال السيوطي (ت911هـ) عند قوله تعالى : ( يدنين عليهن من جلابيبهن ) : " هذه آية الحجاب في حق سائر النساء ، ففيها وجوب ستر الرأس والوجه عليهن " (عون المعبود 11/158 ) .
قال البهوتي الحنبلي رحمه الله (ت1046هـ) في كشاف القناع ( 1/266) : " الكفان والوجه من الحرة البالغة عورة خارج الصلاة باعتبار النظر كبقية بدنها " .

وغيرهم كثير ولولا خشية الإطالة لنقلت أقوالهم .

وقد قال بوجوب تغطية المرأة لوجهها وكفيها جمع كبير من العلماء المعاصرين ، منهم أصحاب الفضيلة : عبدالرحمن بن سعدي ، ومحمد بن إبراهيم آل الشيخ ، ومحمد الأمين الشنقيطي ، و عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ، وأبو بكر جابر الجزائري ، و محمد بن عثيمين ، وعبدالله بن جبرين ، وصالح الفوزان ، وبكر بن عبدالله أبو زيد ـ رحمهم الله ، وحفظ الأحياء منهم ـ وغيرهم كثير .

و أنقل هنا كلام العلامة محمد بن عثيمين . قال رحمه الله بعد أن قرر وجوب تغطية المرأة لوجهها وكفيها : " وإني لأعجب من قوم يقولون : إنه يجب على المرأة أن تستر قدمها ، ويجوز أن تكشف كفيها !! فأيهما أولى بالستر ؟! أليس الكفان ؛ لأن نعمة الكف وحسن أصابع المرأة وأناملها في اليدين أشد جاذبية من ذلك في الرجلين .
وأعجب أيضاً من قوم يقولون : إنه يجب على المرأة أن تستر قدميها ، ويجوز أن تكشف وجهها !! فأيهما أولى بالستر ؟! هل من المعقول أن نقول إن الشريعة الإسلامية الكاملة التي جاءت من لدن حكيم خبير توجب على المرأة أن تستر القدم ، وتبيح لها أن تكشف الوجه ؟! .
الجواب : أبداً هذا تناقض ؛ لأن تعلق الرجال بالوجوه أكثر بكثير من تعلقهم بالأقدام .
( إلى أن قال رحمه الله ) : " أنا أعتقد أن أي إنسان يعرف مواضع الفتن ورغبات الرجال لا يمكنه إطلاقاً أن يبيح كشف الوجه مع وجوب ستر القدمين ، وينسب ذلك إلى شريعة هي أكمل الشرائع وأحكمها .
ولهذا رأيت لبعض المتأخرين القول بأن علماء المسلمين اتفقوا على وجوب ستر الوجه لعظم الفتنة ؛ كما ذكره صاحب نيل الأوطار عن ابن رسلان .. " ( فتاوى المرأة المسلمة 1/403ـ404 ) .
http://www.q999q.com/uploads/d1de15357a.gif (http://www.q999q.com/)
http://www.q999q.com/uploads/67a478df4f.gif (http://www.q999q.com/)