المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صناعة الخوص


أفاق : الاداره
03-29-2006, 06:06 AM
صناعة الخوص

صناعة الخوص واحدة من الصناعات التقليدية التي تنتشر في الإمارات خاصة في المناطق التي يوجد فيها النخيل ، ونظراً لأهمية هذا الفن الشعبي فقد تم إنشاء مراكز لرعاية الحرف والصناعات بشكل عام والحفاظ عليها وإبعاد يد النسيان عنها في هذا الزمن الذي تكتسحه الآلات .

وقد كـان الخوص في الماضي من ضروريات الحياة عندما كانت المرأة في الإمارات تؤمن معظم احتياجاتها من منتجات الخوص على اختلاف أشكالهـا .

والخوص الذي يصنع في الإمارات من النوع الخفيف ويقصد به الخوص ذو التجديلة العريضة التي تشكل حسب نوعية الإنتاج ومن طبقة واحدة من الخوص لا أكثر .

تسمى صناعة الخوص ( بالسعـفيات ) ويمكن تسميتها بإسم ( صناعة النخيل ) لارتباطها بالنخلة كذلك يصطلح بعض الباحثين على تسميتها بـ( صناعة المنسوجات النباتية ) ، أما المصادر العربية القديمة فتسمى صناعة الخوص باسم حرفة ( الخواصـة ) .

وما زالت صناعة الخوص في هذه المنطقة ، وفي مناطق أخرى من الخليج ، من الصناعات الواسعة الانتشار حتى عهد قريب ، ويتفاوت انتشارها وإتقان صنعها تبعاً للكثافة في زراعة النخيل وفي السكان.

وتستخدم صناعة الخوص أوراق شجر النخيل ( سعفها ) مما سهل للإنسان ممارسة هذه الصناعة اليدوية ، ولذلك نجد إلى يومنا هذا أعداداً كبيرة من الناس يعتمدون على هذه الصناعة ويتخذونها حرفة لهم ، وأدوات العمل الرئيسية فيها بسيطة وميسورة ، وهي اليدان والأسنان بالدرجة الأولى والعظام والحجارة المدببة ، أو المخايط أو المخارز التي تقوم مقام الإبرة بالدرجة الثانية ، إلى جانب بعض الأدوات الأخرى كالمقص ووعاء تغمر فيه أوراق النخيل ، وورق النخيل من النوع المركب ، واستعمالاته عديدة حسب موقعه من النخلة ، فالذي في القلب تصنع منه السلال والحصران والسفرة والميزات ، والنوع الذي يليه أخضر اللون يستعمل لصناعة الحصير وسلالة الحمالات الكبيرة والمصافي والمكانس وغيره ، ومن الجريد تصنع الأسره والأقفاص والكراسي .

وتتميز أعمال الخوص في دولة الإمارات بأن النساء يعملن في هذه الصناعة وهي ( السفافة ) ويقمن بها إلى جانب أعمال النسيج الأخرى،كما أن النساء لا يعملن الأقفاص بل يقوم بعملها الرجال ، كما أنهن لا يتعيشن من هذه المهـن بل يعتبر عائدها دخلاً إضافياً .

وتتميز صناعة الخوص في الإمارات بالإتقان والدقة والجمال ومنتجاتها لا تختلف كثيراً عما ينتج من الخوصيات في بقية أنحاء الخليج .

والخوص عبارة عن أوراق سعف النخيل تجمع وتصنع باليد بطريقة تجديلة عريضة تضيق أو تتسع باختلاف الإنتاج ، وتتشابك أوراق الخوص مع بعضها في التجديلة بعد أن تتحول إلى اللون الأبيض نتيجة تعرضها للشمس .

والخوص نوعان : الأول : هـو لبة الخوص وتتميز اللبة بنصاعة بياضها وصغر حجمها ، وسهولة تشكيلها وتستخدم لنوعية معينة من الإنتاج .

أما النوع الثاني : فهو من بقية أوراق النخيل العادية وهي أوراق أكثر خشونة وطولاً ويتم غمرها بالماء لتطريتها حتى يسهل تشكيلها .

كما يتم تلوين الخوص ولا يكتفي باللون الأبيض أو الحليبي بل يتم صبغ الخوص بالألوان الأخضر ، العنابي ، والبنفسجي – حسب ألوان الطبيعة – وتتوافر هذه الأصباغ في محال العطارة .

وتبـدأ الصباغة بغلي الماء في وعاء كبير وتوضع فيه الصبغة المطلوبة ، ثم يتم إسقاط الخوص المطلوب تلوينه ويترك لمدة 5 دقائق ثم يرفع من الماء ويوضع في الظل وبالنسبة للخوص الأبيض أو الحليبي فإنه يكتسب هذا اللون نتيجة لتعرضه للشمس فيتحول لونه الأخضر إلى اللون الأبيض .

وعند تصنيع الخوص لابد من نقعه في الماء لتلينه ، سواء كـان خوصاً عادياً أو ملوناً ، لأن الصبغة لا تزول بالماء ، وبعد تطرية الخوص يسهل تشكيله ويبدأ التصنيع بعمل جديلة طويلة وعريضة متقنة الصنع متناسقة الألوان ، ويختلف عرض الجديلة حسب نوع الإنتاج ، وكلما زاد العرض كلما زاد عدد أوراق الخوص المستعملة وباتت الصناعة أصعب ، وبعد صنع الجديلة يتم تشكيل الخوص بالاستعانة بإبرة عريضة وطويلة وخيط قد يكون من الصوف الأسود للتزيين .

وأهـم أشغال الخوص هـي :

( الكرمة ) : من جلد الماعز والخوص وتستخدم لحفظ المياه ويعمل منها لبن الزبادي .

( السلال ) : من الخوص ، وعادة ما تكون أشكالها مستديرة وعميقة بعض الشيء وهي ذات أحجام ومساحات مختلفة وتستخدم في عدة أغراض كنقل التمر أو حفظ الملابس .

( المجبـة ) أو ( المكبة ) : مثلثة الشكل وتستخدم لتغطية الأطعمة حتى لا ينالها الحشرات أو الغبار .

( المهفة ) :وتشبه القمع وأحجامها تتراوح بين الصغير والكبير وتستعمل كمروحة للتهوية لترطيب الجو.

( المشب ) : وهو دائري الشكل صغير الحجم ويستخدم في شب -النار- لإشعالها خاصة خلال صناعة
الخبز أو التهوية على الطعام .

( الجراب ) : يأخذ الشكل المستدير ، ويشبه الأواني الحديثة في العمق ويستخدم لحفظ التمر ونقله من مكان لآخر .

( الضميدة ) : جراب صغير من سعف النخيل يوضع فيه التمـر أيضاً .

( الميزان ) : نفس شكل الميزان العادي لكنه من الخوص معلق على طرفي عصى طويلة ومربوط بخيوط قوية ويستخدم أساساً في شهر رمضان لوزن التمر والرطب .

( المخرفة ) : سلة من الخوص لها يد طويلة يعلقها الرجل في رقبته ويصعد بها على النخيل لجمع التمر .


( المنـز ) : سرير الطفل الصغير وله يـد ليسهل حملـه .

( السرود ) : دائرية الشكل من الخوص تستخدم كمائدة يوضع عليها الطعام وتكبر وتصغر حسب حاجة الأسرة وقد اختفى (السرود) حالياً وحلت محله المفارش النايلون والموائد ، ومن الخوص أيضاً كانت المرأة تصنع السلال بأحجام مختلفة وتستخدمها في حفظ الثياب والأغراض الخاصة بها ، كما صنعت من الخوص الملون أشكالاً مختلفة الأحجام منها ما يستخدم في تقديم التمر أو المكسرات وغيرها.

كمـا تصنع ( سجادة الصلاة ) من الخوص ولونهـا أبيض وبيضاوية الشـكل