المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفراح الطفولة في التراث الشعبي


أفاق : الاداره
03-28-2006, 12:02 AM
أفراح الطفولة في التراث الشعبي


أفراح الطفوله المستمرة في الماضي هي المناسبة السعيدة التي يتوج بها المجتمع أواصرة وتبرز من خلالها قمة السعادة والفرحة ولا يكاد يخلو مجتمع ما من عادات وتقاليد تنبع من صميم حياته حيث تنبىء هذه العادات والتقاليد عن المستوى الحضاري والاريحية التي تغمر النفوس بالفرحة بابنائهم ثمرة فؤادهم

وفي ثقافتنا الشعبية ذكريتنا مليحة وعبارات صريحة يختلجها الجمال والعفة والشرف والفضيلة حيث تمتزج الثقافات والعادات والتقاليد فيما بين الشعوب في أمثال هذه المناسبات ولعل المأثورات الواردة تقرب لنا حنين النفوس الوادعة في احضان التاريخ وعطره الفواح فما إن تلامس مسامعنا تلك العبارات سرعان ما تكسو الفرحة اشجار قلوبنا بالقهقات والابتسامات والتندر فتفتر الشفاه بثغرها الباسم

تعالوا بنا نتذكر شيئاً من تلك المأثورات الرائعة

فالشاب يبدأ التندر على الفتاة من صغرها فيقول

يا صبيان ما أكثركم ** السم الحار قطعكم

فترد البنات قائلات بتهكم وحرقة وهن يمطمطون افواههم يميناً ويساراً غيضاً لكي يعتل الصبيان قائلات

ويا بنات ما أكثركم ** ما الورد رشرشكم

ويكلوون انتصارهم على الصبيان قائلين

طلعنا من باب اسرور ** بيرقنا بيرق منصور

دور دور ياعصفور
فاطمه بنت الرسول
عندها ورق الحنه
تكتب على باب الجنه
والجنه مااحلاها
ربي عطاني اياه
باب النار للكفار
باب الجنة للاسلام


إن طبيعة المعرفة بمرحلة الصغر وذكريات الطفوله لها أثر كبير في معرفة الشاب في الفرجان أثناء مرحلة الألعاب في الطفولة فلم يكن المجتمع يضع اسواراً حديدية في الصغر بل كان تداخل العوائل ومعرفتها وطيبة النفوس وغض الابصار والعفة هي السائدة فلم تكن هناك حواجز اجتماعية وكان التزاور وبهذا لم تكن الفتاة أو الشاب يجد عائقاً في اختيار بعضهما لانه يعرف مجتمعه جيداً وتبتدر الام الابن الشاب بأسم الزوجه التي سكنت فؤاد ابنها قبل أن ينبس ببنت شفه بلسانه خجلاً

وتلعب مرحلة التعارف قديماً دوراً كبيراً في تقريب العوائل لان مرحلة الطفولة هي مرحلة الانطلاقة ولم يكن يخلو شارع ولا طريق ولا ساباط ولا زرنوق من شوارع الفرجان
الا وترى الاطفال صبية وبنات يرددون الاهازيج العفوية بحس اخوي جميل يكونون به نسيج العلاقات فتراهم يرددون هذه الانشودة الجميلة

دوري دوري يا البطه
لالعن أبو من حطه

ما حطته إلا اسويره
واسويره راحت البر

تجيب العيش الاحمر
واتحطه بالصواني
على جية خوالي
خوالي يا دلالي
يا معضدي يالاسود
سود على وجه الصبي
ترى الصبي ما يستحي
يلعب مع البنيتي

من هذا المنطوق يعرف الجميع مستوى العفة في عبارات الصبيان والاحترام وحب الفتاة للطموح وروح التحدي والتندر تجاه الصبيان الاولاد ولكن مع فارق استخدام مدلول كلمة مُصبنة والتي يستحسنها البعض فتقول المرأة اصبيانش أما بعض المناطق فتعد هذه الكلمة عيب لان لها مدلول مختلف .

منقول