المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زايد.. قيادة تاريخية ومواقف مضيئة


أفاق : الاداره
03-27-2006, 04:05 AM
زايد.. قيادة تاريخية ومواقف مضيئة

الدكتورة فاطمة سهيل المهيري


ينطبق القول المأثور: " إن التاريخ لا يصنع الرجال، إنما الرجال هم الذين يصنعون التاريخ " على صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حفظه الله فهو القائد الملهم وأبرز أولئك الرجال الذين كان لهم الأثر الكبير في صناعة التاريخ، والذين سطروا بأعمالهم صفحات مشرقات ومشرفات في سجل الزمن وأصبحوا منارات تُهتدى وقدوة تُحتذى. وكان الرجل على قدر التحدي وهو يواجه الصعاب والمشاق؛ لأنه " يمتاز بصفاء الرؤية وصدق الروية وتحديد الهدف والوسيلة المناسبة ".

أجمع خبراء السياسة والمحللون السياسيون على أن صاحب السمو الشيخ زايد قائد محنك، مقدام لا يهاب الصعاب، عركه الزمن فوجد عوده صلباً لا يلين، فهو القائد الرائد الذي وضع الركائز الأساسية لدولتنا الناهضة، ووضع لها العناوين، وقادها في الاتجاه الصحيح إلى بر الأمان بطريقة علمية مدروسة، وبخطوات واثقة، لِما يحافظ على تراثها الأصيل وحضارتها العريقة، لكي يضمن للبلاد مستقبلاً مشرقاً، وللأجيال القادمة نمواً واعداً.

ترى زايداً يجوب ويتنقل بين جنبات بلاده ليصنع البسمات على شفاه شعبه من خلال مشروعات التنمية الضخمة المستمرة غير المسبوقة ليهىء لأبنائه مستقبلاً يليق بهم ويحقق ما يتمناه لهم في المستقبل القريب والبعيد؛ فهو يمتاز بتفكير متجدد مع متطلبات هذا العصر حتى يطور البلاد لتأخذ مكانها بين الأمم الناهضة دون تفريط في ثوابتنا الوطنية والقومية. وأهم ما يتميز به قائدنا وزعيمنا زايد أنه سخّر العمل السياسي- بكل صوره - لخدمة الوطن والمواطن؛ فلقد شيد زايد الخير اتحاداً منيعاً حصيناً يجمع ولا يفرق، يصون ولا يبدد، حتى أصبح هذا الزعيم بلا منازع المثل الأعلى لزعماء العالم في السلوك السياسي، ولسوف تبقى إنجازات القائد زايــد - حفظه الله - شاهداً حياً على قيادته الرشيدة وفكره النير، وحكمته البالغة ورأيه الحصيف.

انطلق زايد لبناء الإنسان منذ اليوم الأول الذي تسلّم فيه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي؛ فقد اعتبر زايد الإنسان العنصر الأساسي لكل تقدم، والثروة الأثمن من كل غال ونفيس، فهو أساس الحضارة ومحورها، وصانع مجدها وازدهارها. لقد أعطى زايد بلاده وشعبه أقصى ما يستطيع من طاقات العطاء حباً ووفاء، وجعل نظام الحكم عدلاً وإخلاصاً، وبنى وطناً تظلله القيم والمبادىء الإنسانية النبيلة، وتسوده حركة البناء ويملؤه الرخاء.

عندما اعتلى زايد سدة الحكم في أبوظبي، عبر بوضوح عن توجهاته الوحدوية وعن رغبته في إقامة نمط من أنماط التعاون الاقتصادي والسياسي بين الإمارات المتصالحة. وكان يقول دائماً: " إن الاتحاد أمنيتي وأسمى الأهداف لشعب الإمارات. " فقد كانت فكرة الاتحاد تراوده بإلحاح منذ أن كان حاكماً لمدينة العين (1946-1966) بل كانت فكرة الاتحاد كما تؤكد قرينته سمو الشيخة فاطمة : " أغلى أحلام رئيس الدولة منذ كان حاكماً للمنطقة الشرقية. وكان طيف هذا الأمل يمثل بالنسبة إليه الكثير؛ يعني له القوة والتضامن والعطاء .. والوحدة هي أهم وسائل التغلب على تحديات الواقع، وهي في رأيه أيضاً إرادة التغيير وتحقيق الرفاهية للمواطنين، كل المواطنين، وفي كل عيد وطني يزداد حاضرنا وثوقاً بنفسه، ويزداد مستقبلنا تألقاً بإمكانية تحقيق المستحيل؛ لأنه كان دائماً يؤمن بأن هذه المنطقة منطقة واحدة في أرضها وشعبها وتاريخها ".

وقد تصرف زايد منذ اليوم الأول الذي تولى فيه حكم البلاد على أساس أن الاتحاد بين الإمارات قد تم بالفعل، ووضع ثروات أبوظبي في خدمة كل سكان الإمارات. فقد كان القائد يشعر بمسؤولية تجاه الإمارات الأخرى من منطلق العلاقات الأخوية، وكان يرى أن الخير الذي يتمتع به أبناء إمارته يجب أن تتسع دائرته لتضم أبناء الإمارات الأخرى. وكان دائماً يؤكد أن الثروة التي أنعم الله بها على أبوظبي هي ملك الأمة العربية جمعاء، وقد تُرجمت هذه الأقوال وباتت حقيقة ماثلة بالمساعدات التي قدمها سموه إلى الإمارات الأخرى، والتي فاضت حتى عمت العديد من الدول العربية الشقيقة ووصلت إلى الدول الإسلامية. ولم تقف يد زايد العامرة بالعطاء عند حدود أبناء بلدته وإخوانه في الوطن والعروبة والإسلام بل تعدت هؤلاء جميعاً، ومسحت آثار الكوارث التي ألمّت بالآخرين دون النظر في أعراقهم ومللهم.

وبعد ثلاثة أشهر فقط من اعتلاء الشيخ زايد كرسي الحكم في أبوظبي كتب المقيم السياسي البريطاني إلى حكومته ما نصّه :" إن من يلتقي بالشيخ زايد في مركزه الجديد لن يستطيع إلا أن يلاحظ الصفتين اللتين تميز بهما بصورة واضحة وهما : ذكاؤه واستعداده الكبير لتقديم المساعدة للآخرين، وقدرته وحكمته في توظيف الثروة الهائلة المتوافرة لديه " ويذكر هذا التقرير أيضاً: " أن الشيخ زايداً يريد أن يكون " أباً لشعبـه Father of his people ".

وحين أبلغت الحكومة البريطانية في شهر فبراير 1968 حكام الإمارات قرارها بالانسحاب من المنطقة مع نهاية عام 1971، وإنهاء سلسلة الاتفاقيات المبرمة معهم منذ عام 1820، أدرك زايد ضرورة اتحاد الإمارات بعضها مع بعض بشكل أو بآخر لكي تواجه هذه الإمارات المستقبل دولة قوية ذات سيادة ومنعة. فزايد كان مدركاً أن قيام الاتحاد ضرورة ملحة؛ لأنه الضمان الأساسي للاستقرار السياسي في كل المنطقة، ولأنه البديل الوحيد لسد الطريق أمام كل القوى المتربصة بها، والتي كانت تحاول ملء الفراغ الذي قد تتركه بريطانيا بعد انسحابها من الخليج العربي. وعندما سأل أعضاء بعثة التلفزيون الفرنسي الشيخ زايداً في 11 نوفمبر 1971 عما إذا كان باستطاعة أبناء الخليج الدفاع عن بلادهم ومنطقتهم بعد الانسحاب البريطاني أجاب :

" ليس في ذلك من شك، إن أبناء الخليج كفيلون بسد أي فراغ قد يحدث نتيجة الانسحاب البريطاني ثم إن بريطانيا لم تكن تواجه أية مشاكل في الخليج أو صعاباً، عندما كانت تتولى أمر الحماية، فلقد كان الخليج يسوده الهدوء والاستقرار والطمأنينة. وفي الماضي كانت بريطانيا تقوم بحماية الخليج، أما اليوم فقد أصبح لدى أبنائه وأهله الإمكانيات والثروة والإدراك، وأصبح باستطاعتهم ملء الفراغ وتحمل مسؤولية وطنهم وأرضهم، ولذا أصبح لزاماً على بريطانيا أن تترك هذه البلاد لأهلها ".

ورسم الشيخ زايد خطة واضحة تقوم على إيمانه العميق، وعقيدته الراسخة، وقناعته الكاملة بضرورة الوحدة، وتمكن زايد بهذه الخطة من تحقيق أنجح تجربة وحدوية في تاريخ العالم العربي المعاصر. بدأت هذه التجربة بتوقيع اتفاقية ثنائية بينه وبين حاكم دبي المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد نصّ أحد بنودها على دعوة حكام الإمارات الخمس الأخرى، الشارقة ورأس الخيمة والفجيرة وأم القيوين وعجمان، للتداول حول مستقبل المنطقة، والعمل على قيام اتحاد يجمع شتاتهم. وقد استمرت الاجتماعات والمداولات الخاصة بالاتحاد حتى عام 1971 حين وافقت الإمارات الخمس على الانضمام إلى الاتحاد، وتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي ديسمبر عام 1971 تم انتخاب صاحب السمو الشيخ زايد رئيساً للدولة الاتحادية.

أخذت دولة الإمارات منذ اللحظة الأولى لقيامها تحتل مكانها اللائق بين دول العالم. وكانت هذه الدولة ثمرة ناضجة للجهد الحثيث الذي بذله الشيخ زايد وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى، حكام الإمارات، وبدأ بعد قيام الاتحاد أكبر عمليات التنمية التي شهدتها المنطقة، فانصب الاهتمام على تعميم الثروة، وإعمار الوطن، وتشجيع الزراعة والصناعة، وبناء المؤسسات الاجتماعية، ودفع الدولة نحو آفاق جديدة من التقدم والتطور العلمي والتقني بتنفيذ المشاريع، ومد الطرق، وبناء المطارات والموانىء.

وعمل الشيخ زايد على مكافحة التصحر، ونشر اللون الأخضر في ربوع الإمارات، ونجح في ذلك نجاحاً باهراً، فقد تمكن من تذليل العقبات الكثيرة التي واجهت التشجير مثل:

ظاهرة تحرك الرمال نحو المناطق المزروعة وطمرها، وظاهرة الحرارة الشديدة التي يزيد معدلها في الصيف على نحو 45 درجة مئوية، وارتفاع نسبة التبخر وشح الأمطار. لقد تمكن الشيخ زايد بمثابرته من التغلب على كل هذه المعوقات، وجعل من الإمارات أرضاً خضراء تجد حتى الطيور فيها ملاذاً، وتزدهر في ربوعها الحياة البشرية والبرية.
لقد اكتست الصحراء - بتخطيط من الشيخ زايد - بملايين الأشجار. والجدير بالذكر أنه هو الذي كان يشرف على أدق تفاصيل مشاريع التخضير، وعمرت البادية والصحراء بالقرى والمدن التي أمر بإنشائها لتوطين البدو، وذلك وفق مخططات مدروسة تعتمد أدق التفاصيل. وفي ذلك يقول سموه: " كان نحو ثلثي المواطنين عندنا من البدو الرحل، وبدلاً من دفعهم للانتقال إلى المدن الحديثة، عملنا على أن ننقل إليهم أساليب الحياة العصرية حيث هم، أوصلنا إليهم الماء والغذاء والسيارات والمضخات لرفع المياه، كما بنينا المساكن والمراكز الصحية والمدارس، وزرعنا الغابات في الصحراء حتى بلغت الأشجار تخوم الربع الخالي ..." وقد كتب أونال أونسال يقول :" لقد تحققت تلك الإنجازات الهائلة بفضل إرادة التصميم والتحدي والعقل الحكيم لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رجل القيادة الحكيمة ذي النظرة الثاقبة، وبفضله تحول السراب إلى حقيقة، فقد أوجد واحة خضراء لدولة متقدمة في أحضان الصحراء القاحلة، وترك بصماته على رمال الصحراء التي تحولت إلى أرض رخاء وازدهار لن يمحى أبداً على مدى الدهور من ذاكرة التاريخ".

تكمن الصفة الأساسية في شخصية القائد زايد في الشجاعة وقوة العزيمة التي تبرز في أحرج الأوقات وأدق الظروف، ولولا شجاعته الفائقة التي أثبت فيها دائماً أنه يقاتل منافحاً عن أفكاره ومبادئه ومعتقداته، ما استطاع أن يقوم بالمهام العظيمة التي تولاها بدءاً من تصميمه الجاد على بناء دولة الاتحاد، والإصرار الكامل على مباشرة خطط التنمية لتعويض وطنه ما كان قد وجده من تخلف وحرمان، وتحقيق الأحلام التي بدت في وقت ما مستحيلة في الانتقال بدولة الإمارات من أرض قاحلة إلى أرض خضراء، ومن بلد يفتقر إلى أبسط الصناعات التقليدية إلى بلد يضم في ثناياه أرفع مستوى تكنولوجي معاصر.

لم يفتقر زايد إلى الشجاعة لمجابهة الأحداث الكبيرة والخطرة، فقد اعتدنا أن نجد فيه الرجل الذي لا يهتز ولا يضطرب، فهو الذي يواجه المشكلات السياسية والاجتماعية بكل جرأة، ويتخذ القرار الحكيم الصائب. لقد تعلم زايد من الصحراء فضائل الصبر والجلد والتريث، واستمد من قسوتها الشجاعة والإقدام والاجتهاد في العمل، فضلاً عن الصدق والوضوح. ونحن حين نعد خصال زايد نذكر كرمه وجوده، وهما صنوان ملازمان للشجاعة التي لا تعوزه في أحلك الظروف. لقد فرض زايد شخصيته بسجايا الكرم والجود والحلم والسماحة والحكمة، وهي من الخصال العربية العريقة التي تمسك بها زايد، وتمثلها في مواقفه ومقابلاته اليومية مع مواطنيه، ومع كل من يقصد مجلسه المفتوح من داخل البلد أو من خارجه.

وصف الرحالة ولفرد تيسجر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في كتابه "الرمال العربية" فقال : " إن زايداً رب أسرة كبيرة، يجلس دائماً للاستماع إلى مشاكل الناس ويقوم بحلها، ويخرج من عنده المتخاصمون في هدوء، وكلهم راضون بأحكامه التي تتميز بالذكاء والحكمة والعدل ". وما زال زايد يؤكد دائماً أن كل مسؤول سوف يحاسب على عمله، لا فرق في ذلك بين كبير وصغير. وفي حديثه إلى أعضاء المجلس الوطني الاتحادي بتاريخ 20/7/1972 ركز سموه في ضرورة التزام الصراحة، وقال إنه يتحدث إليهم بصراحة، وهو يناشدهم كذلك التزام الصراحة الكاملة التي يجب أن تكون شعار كل مواطن في الدولة. وقال: " إن المجاملة لا تجوز على حساب المصلحة العامة، ولا يمكن أن يقال إن المجاملة هي الدبلوماسية؛ لأن الدبلوماسية يتعامل بها الذين لا يربطهم المصير المشترك". وأكد الشيخ زايد أن تحقيق العدالة هو الطريق إلى الديمقراطية، وأن أي إنقاص من العدالة هو نقيض الديمقراطية. وبهذا مهد سموه الطريق أمام الشعب للمشاركة السياسية ولتحقيق التضامن وجمع الصفوف تحت شعار أن الجميع من أجل الفرد، والفرد من أجل الجميع.

إن الشيخ زايداً يهوي صناعة الرجال، وقد واجه في بداية بناء الدولة مشكلة عدم وجود الأطر الوطنية المؤهلة، ولكنه سرعان ما أقام المدارس وجاء بالمعلمين وبدأت المسيرة الواعدة. ويؤثر عن زايد تواضعه، فما صافحه أحد إلا نهض، وما حدثه مواطن إلا أصغى إليه بكل جوارحه، لا يتكبر ولا يترفع، ولا يجعل بينه وبين الناس حاجزاً أو حاجباً.

لقد اعتاد زايد أن يعالج شؤون الدولة بالحكمة والأناة والصبر. وله من جاذبية الحديث ورقة الشمائل وقوة المحاججة ما يمكنه من إقناع الناس بأفكاره ومشروعاته. فقد وهبه الله عقلاً راجحاً وذاكرة قوية، وبديهة حاضرة ونظرة ثاقبة، وذهناً متوقداً وإيماناً راسخاً ... فإذا ما اجتمعت هذه الصفات في رئيس دولة، كان بمقدوره أن يقود سفينة دولته إلى بر الأمان. استطاع زايد أن يقود مسيرة التحديث والحضارة والتقدم في بلادنا شوطاً بعيداً ما أذهل الكثيرين، وبالمقابل يحرص القائد زايد على حماية التقاليد الشعبية والتراث القومي. ويكرر القائد على الدوام أن إحياء تراث وتاريخ الجيل الماضي فيه تعريف لأبناء الجيل الجديد، ليتعلم منه كيف استطاعت تلك الأجيال مواجهة كافة الظروف والتحديات الصعبة قبل أن تتمتع بالخير الوفير. يقول صاحب السمو: " ... إن تراثنا الشعبي يدل على القيم الأصيلة والنبيلة التي يتصف بها شعبنا منذ القدم،، ومن هنا تجيء أهمية إحياء هذا التراث العظيم". والهدف الذي يرمي إليه زايد هو أن يقدّر الجيل الجديد دور جيل الآباء والأجداد، وأن يتخذ منهم القدوة والمثل الأعلى في الصبر وقوة التحمل الجاد في أداء الواجب. لقد برهن زايد على حبه لشعبه ومبادلة شعبه له هذا الحب.

كان زايد أول من دعا إلى الاتحاد في منطقة الخليج العربي ... فسموه يعتقد جازماً أن الوحدة طاقة كامنة في الأمة ينبغي استغلالها حتى تستكمل الأمة وجودها التاريخي والسياسي والحضاري. والوحدة مطلب أساسي في عصر العمالقة، وما سطر العرب المسلمون أنصع الصفحات في التاريخ إلا بوحدتهم. وزايد قارىء واعٍ للتاريخ وهو القائل:" إن الذي يقرأ التاريخ ويتقنه، ويستوعب خبرات من سبقوه يستفيد كثيراً من التجارب التي مرت على الأجيال من البشر، والإنسان الذي لا يقرأ التاريخ لا يتعلم شيئاً". وهو القائل: " إن الاتحاد طريق القوة، طريق العزة والمنعة، طريق الخير المشترك، أما الفرقة فلا ينتج منها إلا الضعف ... وإن الكيانات الهزيلة لا مكان لها في عالم اليوم .. تلك هي عبر التاريخ على امتداد عصوره ".

وهكذا فقد كان الشيخ زايد - ولا يزال - رجل البناء، ورجل العلم، ورجل الاتحاد، ورجل الوحدة، ورجل المواقف، وصانع الرجال. ونحن حين نحتفل في الثاني من ديسمبر بعيد الاتحاد فإننا نعتبره يوم فرح كبير ليس للإمارتيين أو الخليجيين فحسب، وإنما لكل الأمة العربية التي أنجبت زعيماً فذاً، وقائداً حقيقياً، وأباً لشعبه بكل ما تعنيه كلمة الأبوة من معان سامية. ويعتبر الشيخ زايد بكفاحه من أجل شعبه وبإصراره على إحياء الموات ونجاحه في تحقيق الرخاء والازدهار لبلاده واحداً من القادة العظام القلائل الذين عرفتهم أمتنا في ماضيها وحاضرها.


http://liwa.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=133687