المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دهاء عضد الدولة


أفاق : الاداره
03-27-2006, 02:08 AM
دهاء عضد الدولة



حكي انه قدم رجل إلى بغداد ومعه عقد يساوي ألف دينار ، فأراد أن يبيعه فلم يتفق . فجاء إلى عطار موصوف بالخير والديانة ، فأودع العقد عنده ، وخرج حاجاً .

ثم انه عاد إلى العطار فسلم عليه ، فقال : من أنت ! ومن يعرفك ؟
فقال : أنا صاحب العقد
فلما كلمه رفسه والقاه عن دكانه ، فأجتمع الناس وقالوا : ويلك ! هذا رجل صالح ، فما وجدت رجلاً تكذب عليه إلا هذا !
فتحير الحاج ، وتردد عليه ، فما زادوه إلا شتماً وضرباً ، فقيل له : لو ذهبت إلى عضد الدولة لحصل لك من فراسته خيراً
فكتب قصته في رقعة ودفعها إلى عضد الدولة ، فقال : ما شأنك ؟ فقص عليه القصة .
فقال : اذهب غداً واجلس على دكان العطار ثلاثة أيام حتى أمرّ عليك في اليوم الرابع ، فأقف واسلم عليك فلا ترد علي السلام ، فإذا انصرفت فأعد عليه ذكر العقد ثم أعلمني بما يقول لك ، ففعل الحاج ذلك

فلما كان اليوم الرابع ، جاء عضد الدولة في موكبه العظيم ، فلما رأى الحاج وقف ، وقال : سلام عليكم
فقال الحاج : وعليكم السلام
فقال : يا أخي تقدم من العراق ولا تأتينا ، ولا تعرض علينا حوائجك !
فقال : ما اتفق هذا
ولم يزد على ذلك شيئاً ، هذا والعسكر واقف بكماله ، فانذهل العطار ، وأيقن بالموت .

فلما انصرف عضد الدولة ، التفت العطار إلى الحاج ، وقال له : يا أخي متى أودعتني هذا العقد ! وفي أي شيء ملفوف ؟ فذكرني لعلي اتذكر
فقال : من صفته كذا وكذا
فقام وفتش ، ثم فتح جراباً واخرج منه العقد . وقال : الله اعلم إنني كنت ناسياً ، ولو لم تذكرني ما تذكرت .
فأخذ الحاج عقده ومضى إلى عضد الدولة ، فأعلمه ، فبعث به مع الحاجب إلى دكان العطار ، فعلقه على عنقه ، وصلبه على باب دكانه ونودي عليه : هذا جزاء من استودع فجحد ، ثم اخذ الحاج عقده ومضى إلى بلاده .

منقول