المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السكري والأمراض المصاحبة


أفاق الفكر
02-17-2006, 04:18 AM
السكري والأمراض المصاحبة


داء السكري من الامراض الشائعة في العالم حيث تبلغ نسبة اصابة سكان العالم كله حوالي 177 مليون مريض بينما تصل نسبته في الولايات المتحدة الى حوالي 15 مليون مريض او بنسبة 6% من السكان، وتقدر هذه النسبة في الامارات العربية المتحدة بنحو 20% من السكان، وهي ظاهرة يعلل زيادتها إما لأسباب وراثية او على الأغلب هنا لزيادة نسبة البدانة الناتجة عن تبني نمط الحياة الغربية الحديثة سواء من قلة الحركة والرياضة والاكثار من تناول الوجبات السريعة والمواد الدهنية. وقد ازدادت نسبة البدانة في الولايات المتحدة حيث وصلت الى حوالي 30% من السكان. والملاحظ ان البدانة وداء السكري لهما علاقة شديدة ببعضها حيث تصل نسبة البدانة عند مرضى السكري الى حوالي 80%.

ويتشكل داء السكري من عدة اضطرابات استقلابية في الجسم الناجمة عن زيادة الجلوكوز في الدم وهذا يحدث نتيجة خلل في افراز الانسولين من البنكرياس او نتيجة خلل في وظيفة الانسولين ويمكن ان يحدث داء السكري سواء تواجد هذين العاملين بصورة منفردة او بصورة مجتمعة.

إن زيادة نسبة الجلوكوز في الدم بصورة مزمنة الموجودة في داء السكري تسبب أذى على المدى البعيد على عدة اعضاء بالجسم وهذا الاذى يؤدي الى قصور في وظيفة هذا العضو او فشل العضو عن العمل.

ومن أهم الاعضاء التي تتأذى من داء السكري هي القلب والأوعية الدموية، الكلية والعين والاعصاب.

ويصيب داء السكري معظم الأوعية الدموية في الجسم سواء الصغيرة منها او الكبيرة بحالة التصلب الشرياني مما يؤدي الى حدوث نقص في تروية العضو المصاب، فإذا اصابت اوعية الاطراف السفلية فيمكن حدوث آلام في الساقين عند المشي في البداية، اما اذا استمر هذا المرض وازدادت شدته لفترة طويلة فقد يحدث انسداد في هذه الأوعية الدموية مسببة حدوث “الغانغرين” وهي حالة خطيرة تستدعي اجراء عمليات جراحية لتحسين التروية في هذه الاوعية وفي حالات قليلة قد يستدعي العلاج بالبتر فلذلك من الضروري على الطبيب فحص النبض بالأوعية المختلفة في الاطراف السفلية بصورة دورية لتشخيص هذه الحالة بصورة مبكرة.

اما الخطر الاكبر فهو الاوعية الدموية التابعة للقلب بالتصلب الشرياني مما يؤدي الى حدوث الذبحة الصدرية او جلطة القلب، فلذلك من الضروري على المريض اخبار الطبيب بأي اعراض قد تنذر باصابة القلب كآلام الصدر وضيق التنفس خاصة عند الجهد للكشف عن هذه الحالة بصورة مبكرة.

اما اصابة اوعية الدماغ فهذا يؤدي الى حدوث الفالج، وتتأذى الكلية ايضاً من داء السكري خاصة في حالة عدم انتظامه لفترة طويلة، ففي البداية يبدأ تسرب المواد البروتينية الدقيقة او الميكروألبومين عن طريق الكلية، وتزداد نسبته في البول تدريجياً، وهذا يؤدي مع مرور السنين وخاصة في حالة عدم علاج السكري بصورة منتظمة الى حدوث قصور بوظيفة الكلية في تنقية الجسم من السموم وهذا ينتهي بالفشل الكلوي الذي يحتاج الى اجراء غسيل الكلية الدائم او حتى زرع الكلية لعلاجه، فلذلك من الضروري مراقبة وظائف الكلية باستمرار عند مرضى السكري عن طريق اجراء فحوصات الدم والبول بصورة مستمرة.

اما اصابة العين فتؤدي الى حدوث بعض الاضطرابات بالرؤية في البداية واحياناً من دون وجود أي اعراض اخرى لداء السكري ويمكن ان يكتشف هذا المرض لأول مرة عند مراجعة طبيب العيون ولكن اذا استمرت هذه الحالة لفترة طويلة من غير معالجة وخاصة اذا كان داء السكري غير منتظم لسنوات طويلة فإن هذا يؤدي الى حدوث ضعف النظر التدريجي منتهياً بالعمى، ولذلك ننصح جميع مرضى داء السكري بمراجعة طبيب العيون سنوياً للكشف المبكر عن اصابة الشبكية بهذا المرض وعلاجه بالليزر بصورة مبكرة.

وأخيراً تصاب الاعصاب المختلفة في الجسم بداء السكري مما يؤدي الى حدوث اضطرابات في حاسة اللمس والألم ففي البدء يمكن ان يشعر المريض بحدوث التنميل منتهياً بالتخدير في الاطراف سواء السفلية او العلوية فتسمى الاضطرابات العصبية السكرية، حيث يفقد المريض الاحساس جزئياً او كلياً بذلك الطرف المصاب. بالاضافة الى ذلك قد تصاب اعصاب الجهاز الهضمي مما يسبب حدوث تأخير في عملية الهضم بالمعدة. اما اصابة اعصاب الجهاز التناسلي فتسبب حدوث الضعف الجنسي خاصة عند الذكور.

وهناك نوعان لداء السكري النوع الاول TypeI والنوع الثاني Type II، والفرق بين هذين النوعين هو ان المريض بالنوع الاول يتميز بعدم وجود افراز الانسولين من البنكرياس على الاطلاق، وهذا النوع يبدأ عادة بسن مبكرة قبل الثلاثين من العمر وقد يشاهد عند الاطفال ولا تتم معالجته سوى بحقن الانسولين.

أما النوع الثاني الذي يشكل حوالي 85% من مجموع مرضى السكري وهو الاكثر شيوعاً، فيتميز بقدرة البنكرياس على افراز كميات قليلة من الانسولين بالاضافة الى وجود حالة مقاومة الجسم لعمل وفعالية الانسولين، فلذلك يمكن معالجة هذا النوع عن طريق الادوية المختلفة ولكن في الحالات الشديدة او المتأخرة من هذا المرض، قد يضطر الى اللجوء لحقن الانسولين، بالاضافة الى هذه الادوية السابقة، وقد يحتاج علاج هذا النوع لاعطاء عدة ادوية بصورة مجتمعة حتى يتم ضبط هذا المرض.

ويمكن ان يحدث النوع الثاني من السكري خلال اي عمر ولكنه يحدث على الأغلب بين الثلاثين والخمسين من العمر، وهو نوع وراثي، فمثلاً اذا كان الأب والأم مصابين به فإن احتمال اصابة الاطفال هي 50% اما اذا كان أحد الوالدين مصاباً بالسكري فقط فإن احتمال حدوثه عند الاطفال ينخفض الى 20%.

وكما هو معروف فإن الانسولين هو المسؤول عن اخفاض نسبة الجلوكوز بالدم وتسهيل استخدامه من قبل خلايا الجسم المختلفة وفي كلا هذين النوعين من السكري تزداد نسبة الجلوكوز بالدم.

وعن اعراض هذا المرض، فإنه في البداية قد لا يشعر المريض بأي اعراض وقد تمتد هذه الحالة لعدة شهور ولكن عندما تزداد نسبة الجلوكوز بالدم بصورة عالية تبدأ بعض الاعراض بالحدوث مثل العطش الزائد وزيادة التبول واحياناً اختلاف الوزن والتعب والارهاق وبعض الالتهابات المختلفة نتيجة نقص المناعة.

ومن أبسط وسائل تشخيص داء السكري هو قياس نسبة الجلوكوز في الدم صباحاً قبل الطعام، والحد الطبيعي للجلوكوز هو بين 109 - 65 فإذا كان القياس اكثر من 126 خلال فحصين مختلفين او قياس الجلوكوز بعد ساعتين من الطعام اكثر من 200 فيشخص عند المريض الاصابة بداء السكري.

اما اذا كان قياس الجلوكوز بين 125 - 110 فتسمى هذه الحالة المهمة بالفترة ما قبل داء السكري او ضعف تحمل الجلوكوز.



وتؤكد البحوث الحديثة على ضرورة متابعته ومراقبته بصورة مستمرة في هذه الحالة وبدء الحميات الغذائية والتمارين الرياضية وانقاص الوزن وفي حالات خاصة البدء بالمعالجة.

وبالاضافة الى فحص السكر بالدم هناك فحص آخر يجب ان يجرى على كل مريض مصاب بداء السكري كل ثلاثة أشهر ويسمى بالخضاب السكري.

وهذا الفحص يعطي معلومات عن حالة انتظام او عدم انتظام هذا المرض خلال الأشهر الثلاثة السابقة للفحص والمعدل المقبول حالياً الذي يدل على ان السكري مثالي او شديد الانتظام هو 6،5% او اقل وعندما يرتفع هذا الرقم الى 8% او اكثر فهذا يدل على ان السكري غير منتظم على الاطلاق وتزداد حدوث اختلاطات هذا المرض اذا بقي داء السكري على هذه الحالة لفترات طويلة.

وأحب ان أشدد على ضرورة مراجعة الطبيب للكشف عن داء السكري بصورة مبكرة من خلال اجراء الفحص الطبي الوقائي السنوي الذي يتضمن اجراء فحص الدم والبول وخاصة في حالة وجود قصة عائلية لداء السكري او امراض القلب وكذلك ضرورة الكشف المبكر عن السكري عند المرضى المصابين بالبدانة وارتفاع شحوم الدم وارتفاع الضغط الشرياني.

وبما ان الوقاية خير من العلاج والكشف المبكر عنه وعلاجه بصورة مبكرة يؤدي الى تفادي المضاعفات والاختلاطات الخطيرة الناتجة عنه خاصة اذا أهمل علاج السكري بصورة منتظمة لفترة طويلة. والنصائح التالية تساعد على تفادي هذه الاختلاطات:

- حمية غذائية منتظمة خاصة بداء السكري تحت اشراف الطبيب.

- مزاولة الرياضة اليومية.

- انقاص الوزن.

- تناول ادوية داء السكري من دون انقطاع وحسب نصائح الطبيب.

- مراجعة الطبيب كل ثلاثة أشهر لمراقبة هذا المرض واجراء فحص الخضاب السكري والمحافظة عليه حوالي 6،5%، بالاضافة الى مراقبة الضغط ليكون حوالي 70/120 ومراقبة الكولسترول الحميد ليكون مقداره تحت 100 وأخذ أدوية الضغط والكولسترول عند الحاجة ومراقبة الميكروألبومين في البول وفي حال ارتفاعه أخذ الدواء المناسب للحفاظ على وظيفة الكلية.

- مراجعة طبيب العيون سنوياً.

- اخبار الطبيب بأي اعراض تثير الشك باصابة القلب لاجراء الفحوص اللازمة للتأكد من عدم اصابة الأوعية الدموية بالتصلب الشرياني عن طريق تخطيط القلب واختبار الجهد.

منقوووووووووووول