المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مـــــــايسن للمولـــــود


أفاق الفكر
02-17-2006, 01:37 AM
مـــــــايسن للمولـــــود

(1) الاذان والإقامة في أذني المولود:

من السنن التي علمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، التأذين في أذن المولود اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى: عن أبى رافع قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن على حين ولدته فاطمة.
حقا إنها سنة عظيمة حينما يستهل الطفل إلى الدنيا، ويتنسم نسائم الحياة يقرع أذنيه كلمات التوحيد لله عز وجل ولفظ الجلالة.

يقول ابن القيم في كتابه تحفة المودود بأحكام المولود:
أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلمات النداء العلوي المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا،؟ يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها، وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه، وتأثره به وإن لم يشعر، مع ما في ذلك من فائدة أخرى: وهي هروب الشيطان من كلمات الأذان، وهو كان يرصده حتى يولد فيسمع شيطانه ما يضعفه ويغيظه أول أوقات تعلقه به .
وفيه معنى آخر وهو أن تكون دعوته إلى الله وإلى دينه الإسلام وإلى عبادته سابقة على دعوة الشيطان، كما كانت فطرة الله التي فطر الناس عليها سابقة على تغيير الشيطان لها ونقله منها إلى غير ذلك من الحكم. اهـ.

(2) تحنيك المولود عند الولادة:

يستحب للمولود عند ولادته، (التحنيك): هو مضغ التمرة وذلك حنك المولود بها، وذلك بوضع جزء من الممضوغ على الأصبع وإدخال الأصبع في فم المولود، ثم تحريكه يميناً وشمالاً بحركة لطيفة حتى يبلغ الفم كله بالمادة الممضوغة، وإن لم يتيسر التمر فليكن التحنيك بأية مادة حلوة كالعقود أو رائب السكر الممزوج بماء الزهر، تطبيقاً للسنة واقتداء بفعله صلى الله عليه وسلم .
ولعل الحكمة منه تقوية عضلات الفم بحركة اللسان مع الحنك مع الفكين بالتلمظ حتى يتهيأ المولود للقم الثدي،وامتصاص اللبن بشكل قوي وحالة طبيعية،ومن الأفضل أن يقوم بعملية التحنيك من يتصف بالتقوى والصلاح تبركاً به وتيمناً بصلاح المولود وتقواه.اهـ(تربية الأولاد في الإسلام ص71).

عن أبي موسى رضي الله عنه قال: ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إلي [رواه الشيخان]

وعن أنس رضي الله عنه قال: كان ابن لأبي طلحة يشتكي، فخرج أبو طلحة فقبض الصبي، فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل الصبي؟ قالت أم سليم: هو أسكن ما كان، فقربت إليه العشاء فتعشى، ثم أصاب، فلما فرغ قالت: وار الصبي (أي قم على دفنه)، فلما أصبح أبو طلحة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره قال: " أعرستن الليلة؟ " قال: نعم، قال: " اللهم بارك لهما "، فولدت غلاماً، فقال لي أبو طلحة: احمله حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم وبعث معه بتمرات فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم أخذها من فيه فجعلها في فيّ الصبي ثم حنكه وسماه عبد الله.

وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: حملت بعبد الله بن الزبير بمكة فأتيت المدينة فنزلت قباء، فولدت بقباء، ثم أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه، في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حنك بالتمرة، ثم دعا لي وبارك فيه [رواه الشيخان]

(3) حلق رأس المولود يوم سابعه:

يستحب حلق رأس المولود يوم السابع والتصدق بوزن شعره ذهب أو فضة روي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: وزنت فاطمة رضي الله عنها شعر حسن وحسين وزينب وأم كلثوم فتصدقت بزنة ذلك فضة .

والحكمة في ذلك تتعلق بشيئين:

(1) حكمة صحية:

لأن في إزالة شعر رأس المولود تقوية له، وفتح مسام الرأس، وتقوية كذلك لحاسة البصر والشم والسمع.

(2) حكمة اجتماعية:

لأن التصدق بوزن شعره فضة، ينبوع آخر من ينابيع التكامل الإجتماعي وفي ذلك قضاء على الفقر، وتحقيق لظاهرة التعاون والتراحم والتكافل في ربوع المجتمع اهـ.

(4) تسمية المولود:

يستحب تسمية المولود في اليوم السابع لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال" كل غلام مرهون بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه ويسمى ويحلق رأسه))
ولا حرج إذا سمي المولود يوم ولادته، لحديث أنس رضي الله عنه أنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم " [رواه مسلم]
وعن سهل بن سعد الساعدي قال: أتي بالمنذر بن أبي أسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد، فوضعه النبي صلى الله عليه وسلم على فخذه وأبوه أسيد جالس، فلهى النبي بشيء بين يديه، فأمر"أبو أسيد بابنه فاحتمل من على فخذ النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أين الصبي؟ " فقال أبو أسيد: قلبناه يا رسول الله فقال: ما اسمه؟ " قال: فلان. قال: " لا، ولكنه المنذر " [رواه الشيخان].
ولقد حض النبي صلى الله عليه وسلم على اختيار أحسن الأسماء وأجملها، لما صح عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وبأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم " [رواه أبو داود]

وعن ابن عمي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن أحب أسمائكم إلى الله عز وجل: عبد الله وعبد الرحمن " [رواه مسلم]

وعن أبي وهب الجشمي الصحابي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله تعالى: عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها: حارث وهمام وأقبحها: حرب ومرة " [رواه أبو داود والنسائي وغيرهما]

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الأسماء القبيحة ويغيرها إلى أسماء حسنة، وكان ينهى عن الأسماء المختصة بذات الله أو التي فيها تزكية أو شؤم. فعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن ابنة لعمر يقال لها: عاصية، فسماها: جميلة. [رواه الترمذي وابن ماجه]

وعن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" ما اسمك؟ " قلت: حزن، قال: " أنت سهل "، قال: لا أغير اسماً سمانيه أبي. فقال ابن المسيب: فما زالت تلك؟ الحزونة فينا [رواه البخاري]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن زينب كان اسمها برة فقيل: تزكي نفسها،فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب [رواه الشيخان]

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كانت جويرية اسمها برة، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها جويرية، وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة [رواه مسلم]

وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسمين غلامك يساراً، ولا رباحاً، ولا نجاحاً، ولا أفلح، فإنك تقول: أثم هو فلا يكون، فتقول: لا، إنما هن أربع فلا تزيدن علي " [رواه مسلم]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن أخنع- وفي رواية لمسلم- أغيظ رجل عند الله يوم القيامة وأخبته رجل كان يسمى ملك الأملاك (مثل شاهنشاه) لا ملك إلا الله [رواه الشيخان]

وعن أبي شريح رضي الله عنه أنه لما وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه سمعهم يكنونه بأي الحكم، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن الله هو الحكم وإليه الحكم، فلم تكني أبا الحكم؟ " فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أحسن هذا، فمالك من الولد؟ " قال: لي شريح ومسلم وعبد الله، قال: " فمن أكبرهم؟ " قلت: شريح، قال:فأنت أبو شريح)) [رواه أبو داود والنسائي]

(5) العقيقة:

تعريفها: هي الشاة تذبح للمولود يوم سابع ولادته،. وهي سنة مؤكدة للقادر، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: ((كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه، ويسمى ويحلق رأسه )) [رواه أبو داود والنسائي]

وعن سلمان بن عمار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دماً وأميطوا عنه الأذى " [رواه البخاري]

وعن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة " (رواه أحمد والترمذي)

ما الحكمة التشريعية من العقيقة؟

يكفي العقيقة فائدة وحكمة أنها:

قربان يتقرب بها المولود إلى الله في أول لحظة يستنشق فيها نسائم الحياة. فدية يفدى بها المولود من المصائب والآفات،؟ افتدى الله إسماعيل عليه السلام بالذبح العظيم.
فكان لرهان المولود في الشفاعة لوالديه:
إظهار للفرح والسرور بإقامة شرائع الاسلام، ويخرج نسمة مؤمنة، يكاثر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الأم يوم القيامة.
تمتين لروابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، لاجتماعهم على موائد الطعام ابتهاجا بقدوم المولود الجديد.
إرفاد موارد التكافل الاجتماعي برفد جديد، يحقق في الأمة مبادىء العدالة الاجتماعية.، ويمحو من المجتمع ظواهر الحرمان والفاقة " .

(6) الختان:

تعريفه: قطع القلفة (أي الجلدة) التي على رأس الذكر وهو الحرف المستدير أسفل الحشقة، وهو الذي يترتب عليه الأحكام الشرعية لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل ":

ومن الأحاديث الدالة على مشروعية الختان:

- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الفطرة خمس: الختان والاستحداد، وقص الشارب ، وتقليم الأظافر . ونتف الإبط

- وعن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من الفطرة: المضمضة، والاستنشاق، وقص الشارب، والسواك، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، والاستحداد، والاختتان.

- وفي البخارى ومسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن إبراهيم عليه السلام اختتن وهو ابن الثمانين سنة).