المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا رحمة الله إن البعد أشقانـا


sultan
02-04-2006, 08:24 AM
يا رحمة الله إن البعد أشقانـا

يا رحمة الله إن البعد أشقانـا***وصب في فجوات النفس أشجانـا
يا رحمة الله إن الشوق أرّقنـا*** والحب عذّبنا، والهمّ أضنانا
يا رحمة الله يا خير البريّة لـن*** ننسى الذي نعرات الجهل أنسانا
دمعي شهودي على حبّي،فهل بقيت ***في مهجتي دمعة لم أبكها الآنَا؟
أنت الرسول الذي ما زال في دمنــا***يضخه فيصير الحب شريانا!
أنت الرسول حبيبي والهوى لغـة***تمتد عبر خطوط الأرض أزمانـا!
فالبلبل امتصّ معنى الحب منك فقد ***صيّرته بعد درس الحب ولهانـا
يترجم الحب لحنا ليس تفهمــه***إلا الحبيبة والغصن الذي لانــا!
أنت الذي رشف العطشان سيرتــه ***هدياً قويماً ويبقى بعد عطشانـا
أنت الوفاء فهل يا سيّدي رمقـت ***عيني وفيّا يؤدّي عهد من خانـا!
أنت الشجاعة، والأسياف شاهــدة*** تقول: هذا الذي بالموت أحيانــا!
فكم ضربت بسيف الحق منتصــراً ***أنسيت من ظلموا عرشاً وسلطانـا
يا من تكسّرت الأسياف في يـــده ***دلالةٌ أن موت الظلم قد حانــا
أنت الضياء، وهذي الشمس تذكره ***والبدر ينسى، فينسى النور أحيانـا!
فالشمس مشرقة من ذكركم أبـداً****والبدر صار هلالاً بعدما ازدانـا
يا سيّدي أنت نور العين في زمــن***بالظلم والظلمات السود أعيانـا
أنت الهدى، وضلال الدرب يسكــننا*** فهديكم كضياء البرق يغشانــا
نمشي على ضوء ذاك الهدي أزمنة*** وننثني في ضلال التيه أزمانــا
يا ويحها من نفوس لست سيّدهــا***سفينة قذفت في الموج ربّانـا
لا طعم للعذب من كف مملّحـة***يا أعذب الناس الناس أخلاقاً وأيمانــا
من ليس يبصر في عينيك مقصدهُ ***صار الضياع له والتيه إخوانـــا
أنت الضمير لكون كلّه جســدٌ ***من طينه صنعت كفّاك إنسانــا
فبالهدى تحرق الأوهام تسحقهـا***ليمطر الوحي في الأعماق قرأنا
ما أعمق البحر لمّا كنت تمخـره***الموج يبعث في الآفاق أوزانا
ما أعبق الورد لما صرت تقطفـه***قد صار ينفث في الأرجاء ريحانا
ما أروع الطيف لمّا جئت تبصـره***قد زاد من خفقات الحسن ألوانـا
كل الحياة لها طعم وأنت بـها***الورد يكسو بلا منٍّ زوايانـا
والطير يغبطه لمّا يشــاهـده***في سكرةٍ، فيحيل الجوّ ألحانـا
أنت الرسول وهل في الكون قُبّرةٌ***ما أنشدت فيك من شوق الجوى دانـا؟
من ذا الذي يجهل الروح التي خلقت***في جوفه، فيرى في البغض إمكانا؟
من ذا الذي انكشفت للناس عورتــه؟ ***لمّا بدا في عيون الخلق عريانا؟
من ذا الذي أمسك الفرشاة منتشيــاً***في خسّة ليصب الحقد ألوانا؟
من ذلك المسخ؟ كيف اشتدّ ساعده؟***ليرسم الكفر، إن الكفر قد بانـا
ليرسم الحب بالحقد الذي اضطرمت***نيرانه، فيكون الحب نيرانـا
من ذا الذي امتلأت بالقيح نظرتــه؟***وقد غدا قلبه بالقيح ملآنـا
إنّا لنفدي رسول الله سيّدنـا***فكل غالٍ إذا سيم الهدى هانـا
إنّا نموت على أعتاب شرعتـه*** هذي دمانا تشق الأرض وديانـا
إنا لنوسع من يهتز منكبـه***كبراً وسخرية، قتلاً وإمعانــا
هذا الحبيب رسول الله قدوتنـا***هذا الذي في سماء المجد أعلانا
كنّا وراء جدار الموت قد أرمــت***منّا العظام، فلمّا جاء أحيانـا
إن صار وجه رسول الله سخريـة***صرنا جميعاً_ بإذن الله_ بركانـا
صرنا سيولاً تصب الموت ترسله***في أرض من أرسلت كفّاه طغيانــا
صرنا سيوفاً، تكيل الويل تبعثــه***لينبت الثأر زيتوناً ورمّانـا
سنرسل الشؤم فيمن نال سيّدنــا***نحوّل العمر في عينيه أحزانــا
نقضي عليه،وبالأشلاء نمسحه***رسماً ظلوما رمى بالظلم أزكانـا
إن كان حب رسول الله أرّقنـا***فالنيل من شخصه القدسيّ أشقانـا
يا ويل من رسم الكـذب الملفّق في ***جريدة الكذب لن ننسى الذي كانـا
للظلم يوم وإن شالت عقـاربه***والجرح ينبت في الثارات أغضانـا

منقول من الساحات العربيه