المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أدخلوها عبر بوابة سواكن السودان قرية من سلام وتوابل


مــــريـــــــم
02-09-2005, 04:10 AM
8 Feb 2005 21:06:55 GMT

أدخلوها عبر بوابة سواكن السودان قرية من سلام وتوابل


الدخول الى الجناح السوداني في القرية العالمية، لابد ان يمر عبر بوابة ميناء سواكن، اقدم الموانيء الافريقية في البحر الاحمر، وهي البوابة التي دخل منها الاسلام الى السودان. مدينة سواكن تقع في ولاية البحر الاحمر، اقصى الشمال الشرقي، وتقع جنوب مدينة بورسودان وميناء سواكن الذي اتخذ من بوابته مجسماً للجناح السوداني، ويعتبر حالياً الميناء البحري كما يستقبل البواخر والسفن القادمة من مختلف الدول العربية، وكان في القديم ميناءاً تجارياً دخل عن طريقه المسلمون اثناء الفتوحات العربية ومنه دخل الاسلام الى السودان.

المهندس نزار صالح عبدالله أول من استقبل «البيان» وتحدث عن الجناح السوداني قائلاً: يضم الجناح هذا العام أغلب الولايات السودانية، وهو الامر الذي عكس وحدة الجميع، خاصة بعد ان شهد السودان في الداخل اعياد اتفاقية السلام، التي وقعت بين الحكومة والفصيل الجنوبي، واضاف: نشعر اليوم ان الوئام بين السودانيين هو السائد ولذلك نحرص على ان نبرهن وحدتنا في هذا الجناح، بالاضافة الى كشف الثروات التي يملكها السودان خاصة في المجال الزراعي والثروة الحيوانية.


وأشار المهندس نزار: ان اغلب الولايات في السودان شاركت في هذا الجناح بالمنتوجات الزراعية، خاصة الحبوب التي تشتهر بها معظم الولايات، واضاف قائلاً: «الولايات التي تشارك في هذا الجناح هي: الشمالية وعاصمتها دنقلا، وولاية القضارف، والتي تشتهر بالزراعة المطرية، وولاية النيل الازرق التي تعد من أخصب الاراضي الزراعية في السودان، اضافة الى ولاية بحر الجبل وعاصمتها جوبا وهذه الولاية مشهورة بانتاج الفاكهة على انواعها وتزرع طبيعياً من غير أي مواد كيميائية.


المستشار عوض محمد احمد فرح تحدث عن المشاركة السودانية في القرية العالمية موضحاً ان جناح السودان اقيم على مساحة 1000 متر مربع، ويوجد فيه اكثر من 48 مشاركاً، يعرضون مختلف البضائع المنتوجة محلياً. والتي يمتاز بها السودان عن غيره. واهمها البهارات، الحبوب، الصناعات الجلدية وغيرها من المنتوجات الزراعية.


وقال المستشار عوض: في الجناح السوداني وضعنا في الاعتبار ابراز الجانب السياحي والاستثماري في السودان. اذ يحظى هذا الجانب باهتمام ورعاية المسؤولين وكان بالفعل من أول اهتماماتنا في مهرجان دبي للتسوق، حيث نسعى لنبرز لابنائنا المغتربين في الامارات، الاعمال الاستثمارية، التي يقوم بها القطاع الحكومي وايضاً القطاع الخاص في مجالي البناء العمراني ومشاريع التنمية.


حول المشاركة الفنية والثقافية في المهرجان قال المستشار عوض فرح: من الطبيعي جداً ان يكون هناك تواصل في الجانب الثقافي، وان لا نكتفي فقط في عرض المنتوجات الزراعية، لذلك تشارك في المهرجان فرقة استعراضية جاءت من الخرطوم، مكونة من مجموعة راقصين وراقصات، يقدمون لزوار الجناح عروضاً فنية استعراضية من البيئة السودانية، وهذه المشاركة هي واحدة من مشاركات عديدة في هذا المهرجان.


المهندسة سارة أيوب الطيب احدى المشرفات على المنتوجات الزراعية اوضحت، ان الزراعة في ولاية القضارف السودانية، تقوم اساساً على مياه الامطار، التي تستمر سبعة اشهر في السنة، تبدأ من شهر ابريل حتى شهر نوفمبر، هذه المياه هي التي تسقي الارض ويطلق عليها في السودان الزراعة المطرية، اي التي تسقى من مياه الامطار وهذه نعمة ربانية تنشأ الثروة الحيوانية السليمة، والتي تعتبر السودان واحدة من اكثر الدول انتاجاً في الزراعة وايضاً في الثروة الحيوانية.


وتضيف قائلة: ايضاً عرفت ولاية القضارف بزراعة الحبوب بشتى انواعها مثل الذرة الرقيقة والسمسم، وهناك ايضاً القطن المصري والصمغ المصنوع من الاخشاب، وما يطلق عليه اسم الصمغ العربي، ويعتبر من أهم المنتوجات الحرجية، ويصدر منه حوالي 85 بالمئة ويتم استخراجه في شهري اكتوبر ونوفمبر.


مبارك عبدالباسط مدني من ولاية النيل الازرق تحدث عن مشاركته موضحاً ان الولاية التي قدم منها تعتبر منطقة زراعية، ينتج فيها القطن المصري والذرة الشامية، بالاضافة الى المنتوجات الخشبية، واشار الى ان ولاية النيل الازرق في نظر السودانيين هي خارطة استثمارية يمكن الاستفادة منها في حالة وضع لها خطط استثمارية على مدى أوسع. من الاشياء الجميلة التي تلفت نظر زائر الجناح السوداني معروضات القمح والبقوليات والخضروات والتوابل، هذه المنتوجات تزرع في أكثر من ولاية.


ولكن الولاية الشمالية التي تعتبر بوابة السودان عن طريق الشمال ومنها عبرت الرسالات وكانت ايضاً ملتقى الحضارات، وهي تمتد من عمار مصر «هبة النيل»، الى عمق الصحراء الكبرى عند الحدود الليبية، ويجري فيها النيل من الجنوب الى الشمال وفيها اراضي الجروف واراضي السواقي والاراضي الصحراوية والغابات.


كما تشتهر بالثروة الحيوانية والانتاج الحيواني مثل سلالات الضأن الصحراوي والنيلي والوراي والهجين، والماعز، خاصة النوبي ويغطي المناطق الرعوية في الاحواض الفيضية واشتهرت الولاية ايضاً بالابقار والابل وغيرها من الثروات الحيوانية والزراعية.


ركن المقهى


البساطة التي تميز السودانيون بها تمثلت ايضاً في ركن المقهى الشعبي، حيث افتتح في الجناح ركن صغير يقوم بتوزيع جميع أنواع القهوة السودانية، الى جانب ركن آخر اهتم ببيع الموسيقى السودانية، التي تعتبر من الموسيقى الغنية بروادها وموسيقاها، وتتميز بأقنعة الوجوه وادوات المعارك، والصيد الى جانب الجلود بمختلف اشكالها وألوانها.


الجناح السوداني في القرية العالمية هو نموذج مصغر للحياة الطبيعية في الريف السوداني، وبإمكانات بسيطة استطاع ان ينقل للعالم قدرات وامكانات الارض السودانية الحبلى بالثروات الطبيعية والسمكية والزراعة، التي فعلاً تنتظر من يخرجها الى عالم النور والاضواء.


كتب جميل محسن: