المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبرات الخور مهرجان على ضفتين


abo _mohammed
02-04-2005, 05:34 PM
3 Feb 2005 21:41:52 GMT

عبرات الخور مهرجان على ضفتين

عبرات الخور شاهدة على انطلاقته الأولى
المهرجان على ضفتين

على الرغم من أن حركتها لا تتوقف من السادسة صباحاً إلى منتصف الليل تقريباً على مدار العام، إلا أن لمهرجان دبي للتسوق مكانة خاصة في حياة عبرات الخور.. وجوه جديدة تقصدها وجهات أخرى تضاف إلى محطاتها الأربع الرئيسية عبر ضفتي الخور، فكثير من السياح الأجانب بل وحتى المواطنين والمقيمين في الدولة تستهويهم رحلات خاصة على متن هذه العبرات متأملين في صفحة الخور وأجواء البهجة التي يوفرها لهم المهرجان..

بعضهم يرغب في جولات لمدة نصف ساعة أو ساعة كاملة بين ضفتي الخور مستمتعين برؤية المباني العتيقة لدبي القديمة ومنظر الطيور وهي تتهادى على الأمواج وبعضهم يستقلها للذهاب إلى منطقة الشندغة حيث الأجواء الساحرة المتوفرة فيها أو إلى شارع السيف.

حيث الفعاليات الجميلة والألعاب والأسواق المؤقتة وأماكن التسلية والترفيه فينعكس الأمر بشكل ايجابي على أصحاب العبرات وقائديها، ولا يتوقف الأمر على مرتاديها العاديين الذين يستخدمونها يومياً للذهاب إلى أماكن عملهم في بر دبي أو ديرة أو للتسوّق من السوق القديم وسوق نايف وسوق الذهب وغيرها من الأسواق التقليدية التي يقصدها الناس.

أياً كان الأمر، فإن العبرات تشكّل للجميع وسيلة النقل الأسرع والأكثر اقتصادية للانتقال من ديرة إلى بر دبي وبالعكس، فالأجرة موحدة ولا تزيد على 50 فلساً، وتستغرق من 7 إلى 10 دقائق ناهيك عن الاستمتاع بمياه الخور وانعكاس المباني والأنوار عليه في رحلة خاصة تكلف 50 درهماً فقط في الساعة، أو 10 دراهم للانتقال من ضفة لأخرى بشكل سريع وهو الثمن الذي يتحصل عليه قائد العبرة إذا ما كان سينقل مجموعة تتكون من 20 شخصاً.

كما ستظل العبرات جزءاً مهماً من التراث الإماراتي وشاهدة على مسيرة النهضة التي تشملها دبي، فإيقاع التطور سريع من حولها، وتبقى كما هي تؤدي الدور نفسه في التيسير على المتنقلين بين جانبي الخور بسرعة وبتكلفة زهيدة، أكثر من 40 ألف راكب يستخدمها يومياً، وأكثر من 10 ملايين شخص سنوياً بلا ملل أو كلل، بل وتظللهم حينما تشتد الحرارة صيفاً.

عبدالرحمن سجري، من باكستان يعمل على العبرة منذ 12 سنة، يقول: أنقل الناس من محطة السبخة في ديرة إلى محطة بر دبي وبالعكس، بعض الناس يذهبون إلى السوق القديم حيث المنسوجات والإلكترونيات، وبعضهم يتوجه من هناك إلى الشندغة، فالمنطقة قريبة من المحطة في بر دبي ويزيد العمل معي خلال أيام المهرجان حيث الحركة أكثر. وكل الناس يستخدمون العبرة «مواطنين ووافدين، سائحين وأجانب».

ويوضح أن العبرة تستخدم الديزل بقيمة 40 درهماً يومياً وتبدأ العمل من الخامسة صباحاً حتى الثانية عشرة ليلاً.

محيي الدين عبدالله، من الهند و يعمل منذ 16 عاماً يوضح أن العبرة لا تعوق حركة مرور السفن، كما أن السفن لا تعوق حركتها، لأن العبرات تسلك طرقاً قريبة من الشواطئ لتخلي وسط البحر للمراكب والسفن، هي فقط تتقاطع معها بشكل منظم حتى أنه صارت لدينا صداقة مع قائدي السفن والمراكب السياحية وأصبح كل منا يألف الآخر ويحييه على طريقته.

ويوضح أبوبكر صديقي، من الهند بأن الرحلة الخاصة على متن العبرة تكلف الشخص أو المجموعة 50 درهماً إذا كانت لمدة ساعة وكثيراً من الناس يرغب في هذا خاصة في الشتاء والربيع. ويضيف: من الممكن أن تكون الرحلات العادية في نقل المجموعات من ضفة إلى أخرى 20 رحلة بمعدل 10 رحلات في كل اتجاه تستوعب الباخرة 20 شخصاً بقيمة نصف درهم فقط للراكب وبالتالي هي وسيلة نقل زهيدة للغاية، وخلال المهرجان قد ترتفع الرحلات إلى نحو 27 رحلة يومياً.

حيث يرغب الناس في العبور بها والذهاب من محطة بر دبي إلى الشندغة أو إلى فعاليات شارع السيف. المهم أن تكلفة الرحلة 10 دراهم للمجموعات حتى لو كان العدد أقل. وهذا ما يحدث بعد منتصف الليل فقد يرغب أربعة أو خمسة أشخاص في نقلهم من شاطئ إلى آخر فنطلب منهم هذه القيمة.

أوليفيا موليير وصديقتها ساندرينا، سائحتان من فرنسا تزوران دبي حالياً كانتا تهبطان من العبرة في طريقهما من السوق القديم في بر دبي، وقالت أوليفيا: إنها وسيلة سهلة للغاية وسريعة وسط هذا الزحام والاختناق المروري في الشوارع، من الممكن أن انتقل بتاكسي من الفندق الذي أقيم فيه في ديرة إلى منطقة بر دبي، لكن هذا قد يستغرق مني ساعة كاملة، لكن العبرة تنقلني في 7 دقائق إلى جانب استمتاعي برؤية البحر والطيور ومناظر المباني الجميلة التي تقف بشموخ على ضفتي الخور.

وتضيف انها عرفت وسيلة النقل هذه عن طريق الفندق الذي تقيم فيه بديرة. وأعربت عن سعادتها بطيبة الناس هنا وتعاملاتهم الودودة ولهذا كان جميلاً أن تركب معهم العبرة.

تيريزا انجلمان سائحة المانية كانت هي الأخرى في طريق عودتها من بر دبي إلى ديرة، على متن العبرة تقول وهي سعيدة بهذه الرحلة: انها تجربة مثيرة وجميلة ان تنتقل بالعبرة ليلاً أو نهاراً ففي كل مرة يتوفر لك مناخ مختلف في الليل ترى انعكاس الانوار في الماء ونسمات الهواء العليلة، وفي النهار ترى الطيور والمباني الجميلة على ضفتي الخور.

اضافت بانها تزور دبي للمرة الأولى وكانت قد عرفت بالعبرة من خلال البروشور الذي وفرته لها شركة السياحة الالمانية التي رتبت لها هذه الزيارة لكنها لم تتخيل أن تكون دبي بهذا الجمال قبل أن تأتي إلى هنا.. لم تتخيل كل هذه النهضة أو التعامل الحضاري من مواطنيها ولهذا قررت ان تزور دبي كثيراً في المستقبل خاصة بعد ما شاهدته من تراث جميل وفعاليات في منطقة الشندغة التراثية التي زارتها على الجانب الثاني وتقول ان العبرة وسيلة آمنة تماماً وسريعة.

اما مختار حكيم فهو رجل أعمال من طشقند بأوزبكستان فيقول انه يزور دبي من 13 سنة وبشكل مستمر لأنه يعمل في مجال التجارة ويستورد بضائع كبيرة من دبي وكثيراً مايستخدم العبرة لتنقلاته من ديرة إلى السوق القديم حيث يلتقي بتجار المنسوجات هناك. ويضيف التاكسي ليس مشكلة لكنه يستغرق وقتاً طويلاً تختصره لي العبرة إضافة للمنظر الجميل الذي يتوفر لي وانا استقلها.

كما تزور برجيتا نيلسون وهي صحافية من السويد مع صديقتها سيمون دبي للمرة الرابعة وتقول: استهوتني العبرة كثيراً والمناخ النفسي المريح الذي توفره من خلال رحلاتها ولهذا فهي لاتنهي زيارتها لدبي بدون أن تقوم بهذه التجربة وتضيف انها عائدة من منطقة السوق القديم في بر دبي حيث كانت تجري تحقيقاً صحافياً هناك عن الاسواق القديمة في دبي ورغبت في العودة إلى مقر سكنها في ديرة من خلال العبرة وبعد ان تناولت طعام العشاء أيضاً في منطقة الشندغة بعد عملها الصحافي.

أما اسامة يوسف (من سوريا) فهو يستقل العبرة بصورة يومية منذ عدة سنوات كوسيلة انتقالية من سكنه في ديرة وعمله في وزارة المالية على الجانب الآخر من الخور ويقول انها وسيلة اقتصادية للغاية وتزداد الحاجة اليها يوميا بسبب هذا الزحام على الطرقات.

ويضيف أن من المناظر الجميلة التي يستمتع بها يوميا رؤيته للطيور صباحاً وهي تتغذى على الاسماك التي ترتفع لاعلى ويعجبه كثيراً رؤية طائر النورس كما يستمتع بمنظر السفن الكبيرة التي تعبر الخور باستمرار وهي محملة بالبضائع في طريقها إلى إيران أو الهند ودول شرق أفريقيا.

على الجانب الآخر من الخور وتحديدا في منطقة الشندغة كان أبوبكر سليمان (من الامارات) يغادر وعائلته احدى العبرات وترتسم عليهم جميعا علامات الفرح والسعادة، قال بالفعل نحن سعداء بعد هذه الرحلة الجميلة التي استغرقت منا ساعة كاملة بين ضفاف الخور وفي ليالي دبي الجميلة فمتعة الخور ليلا لاتوصف.

هذه الرحلة تولد لديك شعوراً جميلاً بالتواصل بين القديم والجديد ونبع الحضارة في دبي من خلال المباني والمعالم المنتشرة على الضفتين كما يسرك منظر الأضواء وهي تتلألأ في البحر ونسمات الليل الجميلة. لهذا فأنا حريص على أن اصطحب اسرتي من وقت لآخر في رحلة بحرية من خلال العبرة فلهذه الرحلة مذاق خاص بعيد عن روتين الحياة اليومي وضوضاء الشوارع والسيارات وزحام العمل.


كتب وجيه عبدالعاطي:

abo _mohammed
02-04-2005, 05:42 PM
.