المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ورشة الحدادة.. حرفة على شفير النار


abo _mohammed
02-04-2005, 05:02 PM
3 Feb 2005 21:41:04 GMT

ورشة الحدادة.. حرفة على شفير النار

في ورشة الحدادة كان يقف حسن مراد في برميل قديم مدفون في الرمال في ورشة بالشندغة فيما كان يطرق بمطرقته الحديدية الثقيلة اسياخ الحديد، في حين افترشت أمامه أدوات حديدية قام بتعريفنا إليها خالد علي غريب، مدير قرية حتا التراثية قائلاً: تلك هي السكاكين، والراس وهي أدوات حادة تأخذ شكل السكاكين مع اختلاف حجمها وتقويسها، المخلب يشبه السيف ولكن بمقدمة حديدية عريضة.

أما المقشرة فكانت تستخدم لقشر خشب السفن خلال تشكيلها، وهذا هو الجراف اليدوي المستخدم لحفر الرمال، اما المهباش وهو عبارة عن كماشة حديدية لالتقاط أحجار الفحم فيما يستخدم المحماس لحمس أي «تحميص» القهوة أما المفلقة فهي لفلق أصداف المحار، وكانت شائعة جداً في زمن الغوص وهي أداة لا غنى لغواص اللؤلؤ أما الملحق الدوار والذي يتخذ شكل حلقتين حديديتين يشتبكان مع بعضهما البعض فكانت تستخدم في القديم لربط المواشي وخاصة الأبقار.

حيث تدور تلك الحلقات الحديدية بدوار البقرة وبالتالي تحميها من احتمالات التفاف الحبل المربوطة به حول رقبتها وبالتالي التسبب في خنقها، وأخيراً التاوه وهي أداة حديدية تشبه في شكلها المغرفة العميقة، وهي تستخدم في تحميص حبات القهوة على النار، وفيما تابع خالد حديثه معنا حيث أخذ يشرح لنا خطوات الحدادة بينما كنا نتابع بشغف الخطوات العملية التي صاحبت شرحه لنا حيث قال: يقف الحداد في برميل معدني مدفون في الأرض لحمايته من حرارة النار وشظايا الحديد المتطاير من جراء عملية الطرق.

ومن ثم يقوم بطرق تلك الأسياخ الحديدية المراد تصنيعها بشكل معين أو بآخر، وبعد ذلك يقوم بوضعها في النار المشتعلة والتي تكون حرارتها مرتفعة جداً، والتي يحرص الحداد على ابقائها مشتعلة وحامية من خلال المنفاخ اليدوي القديم حيث يمسك الحداد بطرفي المنفاخ محركاً ساعديه لملء المنفاخ بالهواء وبالتالي ابقاء النيران حامية ومشتعلة والتي يتم من خلالها صهر الأسياخ الحديدية.

وبالتالي تشكيلها من خلال إعادة طرقها لحين الوصول لشكل الأداة الحديدية المراد تشكيلها ومن ثم توضع الأداة المعدنية الساخنة في الماء البارد لخفض درجة حرارتها، أما العملية الأخيرة في خطوات الحدادة فتتمثل في عملية تنظيف للأداة الحديدية والتي تم الانتهاء من تصنيعها وأخيراً صقل تلك الأداة الحديدية.

وأضاف لاحظنا الاقبال الكبير من قبل زوار قرية التراث على ورشة الحدادة، وخاصة من قبل الغربيين حيث يظهر هؤلاء اعجابهم الكبير بمراحل الحدادة.

كما أننا نريد من خلال تلك الورشة احياء حرفة قديمة استبدلت بمصانع الحدادة الحديثة، في حين أننا نذكر بتراث وتاريخ حرفة قديمة امتهنها أجدادنا في القديم، وبللت جباههم بعرقها وشقائها، نحن لا نريد لتلك الحرف التراثية ان تموت في أذهاننا وأذهان أجيالنا القادمة.


كتبت كفاية أولير: