المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكشاك صغيرة


abo _mohammed
01-28-2005, 06:40 PM
27 Jan 2005 20:19:13 GMT
أحلامهم بسيطة.. ورغباتهم كبيرة

أكشاك صغيرة


البعض يسميها محطات عابرة في عالم السوق والبعض الآخر يصفها بالحصان الرابح في كل زمان ومكان ولكنها على الرغم من تواضع موجوداتها وسرعة انجازها تعتبر شكلاً من أشكال تطور حركة الشراء، «الأكشاك» التي لا يُعرف من أطلق عليها هذه التسمية، أو متى وأين ظهرت على وجه التحديد؟ ولكنها باختصار حوانيت متنقلة تتمترس على خاصرة الرصيف أو في منتصفه، أو في أي مكان آخر، من جسد الشارع.


ولعلنا مع مهرجان دبي للتسوق، نقف أمام توزع هذه المحال الصغيرة، التي بنيت جدرانها على عجل من خشب، وتم سقفها بألواح من التويتاء، كي تقيها حرارة الشمس دون ان يعلم أصحابها، أنها ستحميهم أيضاً من تساقط أمطار غزيرة.


على شارع المرقبات الرئيسي وفي شارع الرقة المجاور له توزعت أكشاك منظمة، وممدودة متصلة ببعضها البعض أو منفصلة، ضمت معظم السلع التجارية التي يمكن ان يقصدها الزائر أو السائح، حرفاً يدوية وأشكالاً عديدة من صناعة الزجاج.. ولوحات بألوان متعددة ومطاعم صغيرة وألعاب أطفال وملاهي مصغرة. ومحال وألبسة وغيرها الكثير مما نستطيع ان نتابعه.


فحينما ينطلق صوت جهاز التسجيل عالياً، بهدف الترويج لأغنية ما من أحد هذه الأكشاك، يصبح من الصعوبة بمكان متابعة ماذا يوجد في الأكشاك الأخرى، وهذه واحدة من المشاهدات التي حققناها اثناء زيارتنا الميدانية لنشاط هذين الشارعين اللذين كانا خاليين من الناس إثر يوم ماطر، وبرد لم يعتده زائرو مهرجان التسوق طيلة السنوات العشر الماضية.


ثمة ما يثير الدهشة وأنت تتنقل بين هذه الأكشاك وثمة ما يثير الضحك، ولكننا لا نخفي أننا قد مررنا عرضاً على أكشاك لم يقدم أصحابها جديداً لزوار المهرجان، دائماً هناك من يستقبلك هاشاً باشاً، وبابتسامة عريضة يقودك إلى الداخل الذي لا يتجاوز الأمتار القليلة، يعرض عليك منتجاته ويرغبك بشرائها وبأن الأسعار لا يمكن ان تضاهى «وأنت على علم بأن ما تجده الان هو أغلى مما يمكن ان تشتريه في الأيام العادية».


صاحب أحد محال العطور يعلق ضاحكاً: سأخصص هدية لكل من يزور الكشك، كنا نأمل بأن يكون الحضور أهم وأشمل ولكن يبدو انها مرة تصيب وأخرى تخيب.


يعرض الناس داخل الأكشاك ـ وأكثرهم من الجاليات العربية ـ كل ما يمكن ان يكسبوا منه ولكن الطريف ان بعض الأكشاك تلجأ إلى المراهنة على الألعاب التي تغري الزائرين بالشراء واللعب أو القيام بحيل لاستقدام الزبائن ولكن حقاً أطرف ما رأيناه هو استحداث مواطن أردني لغرفة زرع فيها مرايا تشوه شكل الناظر اليها مع صوت ضحكات متتالية عبر مكبر الصوت صادر من جهاز تسجيل تجعل المرء يضحك رغماً عنه نتيجة هذه التشوهات.. وفي النهاية تدفع قبل المغادرة خمسة دراهم لقاء ضحكاتك.


حياة متشعبة وأساليب مبتكرة وبدع جديدة تسعى للحصول على المال أولاً، وجذب الزبائن ثانياً.


منهل وعلي الحريري صاحبا محل الزبداني للخط وطباعة الصور الشخصية لا ينفيان هذا، بل يؤكدان ان طلبات الناس تدفعهم لابتكار أساليب جديدة في صناعة علاقات مفاتيح، وطباعة الصور الشخصية على المخدات والمناديل، وغير ذلك ولكنهما لابد ان يشيرا في نهاية الأمر إلى ان ارضاء الزبائن غاية لا تدرك.


ومحمد علي الذي يسعى لجذب الزبائن إلى مطعمه الصغير، عبر أغنيات «نانسي عجرم وروبي» يعتقد أن أكشاك الطعام هي الوسيلة الأفضل للتعاطي مع الزبائن، وهذه المهنة رابحة دائماً. يقول ضاحكاً: البطون الخاوية لا تستطيع الحركة أو النوم ويشير أيضاً إلى أنه يعمل عملاً آخر في عجمان، لكنه في شهر التسوق، لا يستطيع إلا ان يكون في مطعمه الصغير هذا.


وحكاية معمر علي صالح «يمني» مع مهرجان التسوق لا يفهمها إلا زبون يقصد حاجة، أو تاجر يتفنن في تجارته، دراجات نارية بمقاسات مختلفة، ولوحات أنيقة ووزعت على كشكين متجاورين وبعض قطع غيار وزينة لتلك الدراجات.


وإذا كانت العائلة لا تقصد فعاليات التسوق بمفردها، فإن لأولادهم مساحة مخصصة في هذه الأكشاك، ألعاب الكترونية ودراجات وأشياء أخرى، خصها خالد حجاج في كل ماجيك بلانيت، وقد ازدحم الأطفال عنده، للاستمتاع بالألعاب التي استقدمها خصيصاً لشهر التسوق.. كل ذلك داخل كشك صغير، لا تتجاوز مساحته خمسة أمتار، مشيراً ان سعر الألعاب، ليس كبيراً قياساً بباقي أيام السنة، والعائلة ينبغي ان تستمتع وتجد ما يسعد أولادها.


وإلى جانب أكشاك الأحلام الصغيرة، وجدت الشركات العملاقة، حيزاً تبيع من خلاله بضائعها، مثل السيارات والاطارات، ومعدات البناء، وما إلى ذلك وهذا يظهر حقيقة لعبة السوق، ورأس المال وحاجة الناس إلى التسوق، ويؤكد من طرف آخر ان مهرجان دبي للتسوق، يسعى بأصحابه والقائمين عليه إلى الافادة من كل النشاطات التجارية، فهناك من بدأ بمهنة قبل عشر سنوات، وغيرها، وهناك من استمر في عمله.


كما حدث مثلاً مع محل زهرة اللوتس لمستحضرات التجميل والأعشاب الطبيعية، حيث يمتلك رامي عزام محالاً كثيرة في دبي، تحمل جميعها نفس الاسم وهو مستمر في هذا العمل منذ سنوات طويلة ويرى ان المصداقية التي يتمتع بها، ساهمت في جذب الزبائن اليه، إلى درجة ان صار له زبائن سنويين يأتون اليه خصيصاً من أجل شراء منتجاته المتعلقة بالتنحيف، والتخلص من الشعر الزائد، وتبييض البشرة، والإقلاع عن التدخين، وغيرها من ذلك.


من هنا يمكن ان نعرج، على كشك يحمل اسم كنوز البحر الميت، وقد استقبلتنا نجاة عيسى التي تعمل هناك لتحكي لنا عن جودة هذه المنتجات وأهميتها وقد استخرجت، من معادن البحر الميت وقالت بأن تميز هذه المنتجات لم تكن حافزاً لجذب الناس اليها. وقبل الشروع في اغلاق أبواب الكشك الكبير، الذي يديره الافغانستاني سيد جواد علي، توقفنا عنده قليلاً لنسأله، عن خلطة المكسرات الكبيرة، وكيف حصل عليها.


فرد قائلاً: جميعها من افغانستان فهو يأتي كل عام خصيصاً إلى مهرجان التسوق محملاً بعدته وعتاده التي تلقى القبول والرواج من الزبائن ولا ينسى أن يشير بعربية مكسرة، ان افغانستان بلد الخير، ولكنهم أساؤوا جميعاً اليه، نغادره، كما نغادر مكاناً كان يعج بالكثيرين قبل قليل، منهم من أراد ان يجرب بأحلام وامكانات بسيطة، ومنهم من سعى إلى تأكيد اسمه ودوره، وآخرون ينطبق عليهم المثل القائل «كل عرس لهم قرص».


كتبت فاديا دلا: