المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عروض فلكلورية وحرف وأكلات تروي الحنين لزمن البراءة في حتا


abo _mohammed
01-28-2005, 06:24 PM
23 Jan 2005 20:19:06 GMT

عروض فلكلورية وحرف وأكلات تروي الحنين لزمن البراءة في حتا


تجتمع في قرية حتا التراثية مجموعة من المميزات الطبيعية والتاريخية تجعل لزيارتها نكهة مختلفة، فبين جبلها الصخري وواحة النخيل التي تحفها تقف الأبراج التراثية كبوابة سحرية لعبور الزمن، حيث تم إحياء أنماط وطرق الحياة القديمة بالكامل بما فيها خصوصيات حتا التي تنفرد بها وتميزها عن غيرها من المناطق التراثية.


يعود تاريخ قرية حتا إلى 2000 عام مضت، وقد تم إحياء هذا الحضور الإنساني العريق باستخدام نفس المواد التي استعملها أبناء القرية في هذه الأزمنة القديمة لبناء البيوت وهي الحجر الرملي وسعف النخيل والطين وبالمقاسات نفسها، ليجد الزائر نفسه بعدما يقطع نحو 115 كيلومتراً جنوب شرق دبي أمام وجه آخر للحياة،وإيقاع مختلف للزمن.


وتبدو براعة الإحياء في طرق المعيشة المختلفة التي تسود القرية موزعة على بيوتها الثلاثين، والتي تجتذب الكثير من السياح الأجانب مثلما تستهوي أبناء الجيل الشاب من الإماراتيين وتثير دهشتهم بما يرونه من طرق المعيشة والتي تختلف كثيرا عن نمط الحياة الحديثة الذي تفتحت عيونهم عليه، أما الأجيال الأسبق فتجد في هذه القرية المتكاملة نوعا من الفرحة يصعب وصفه أو التعبير عنه أشبه بالعلاقة الأبدية برحم الأم.


شهدت قرية حتا خلال أيام عيد الأضحى المبارك إقبالا كثيفا من الزوار من أجيال إماراتية متعددة وسياح من جنسيات أوروبية وخليجية وعربية ومن اليابان ودول آسيوية أخرى، وتواصل الإقبال خلال الأيام التالية للعيد المبارك بحثا عن المذاق المختلف للحياة والروح الأصيلة والتي لا تمنح حتا زوارها منه جرعة واحدة بل حياة كاملة.


فالقرية تستقبل زوارها خلال مهرجان دبي للتسوق 2005 من الثامنة صباحا حتى الثامنة والنصف مساء عدا يوم الجمعة الذي تفتح فيه أبوابها في الثانية والنصف ظهرا، ليعيش الزائر مختلف مراحل اليوم على الطريقة التقليدية ويتابع تفاصيل مشوقة لإعداد الطعام وعمل المشغولات اليدوية المختلفة.


ويستمتع بمذاق القهوة على الفحم ويتذوق حلاوة الملتقى الاجتماعي التقليدي والذي لا يزال الإماراتيون وأبناء الدول الخليجية يحافظون على امتداداته،أما في قرية حتا فالمجلس مطابق تماما لما كان عليه قديما، بينما يستمتع الأطفال بتسلق الأبراج القديمة إذ يمنحهم المكان مرح الحياة القديمة الصافي.


يقول سعيد المرزوقي واصفا إعجابه كواحد من أبناء الجيل الشاب في الإمارات بقرية حتا «لقد سمعنا عن شكل الحياة قديما من آبائنا،ومتعة أن تجلس تحت سقف من سعف النخيل لتعد القهوة العربية أمامك على الفحم،وغير ذلك من طرق المعيشة التقليدية كألعاب الأطفال وأجواء الحياة في البيوت وأساليب إعداد الطعام،وهنا لا تجد صورة منه بل تجده،وقد كان يوما جميلا أمضيته برفقة زملائي».


تجتذب المصنوعات اليدوية المختلفة الزوار من مختلف الجنسيات،حيث تبدو طرق العمل شديدة الأصالة وتكشف عن الروح الحقيقية للحرف التقليدية وعلاقة العامل الحميمية بالخامات وأدوات الصنعة،وما إن تدخل إلى أحد البيوت التي تم إنشاؤها ليمارس فيها الحرفيون التقليديون أعمالهم حتى يتوالى بريق فلاشات الكاميرات التي تحاول الإمساك بما هو نادر وإن توفر في حتا بسخاء.


حيث تعد النساء الروب بينما يصنع النجارون أبوابا قديمة من خشب الخيزران وفي ناحية أخرى تخيط النساء الملابس التقليدية القديمة والبراقع، ويمكنك أن ترى الدهشة والفضول طازجين في تعبيرات الوفود السياحية عند تذوق أكلات الهريس والثريد والخبيصة كما بدت على وجوه وفد سياحي ياباني في أول أيام العيد.


ويكشف حصن حتا من خلال غرفه ونوعية أثاثها عن نمط حياة الوالي ودوره في تصريف شؤون أبناء القرية،حيث كانت غرفة المجلس هي مقر اجتماعاته،بينما تأثثت غرفة نومه من سرير خشبي مميز بنقوشه التقليدية،والغرفة موصولة بالحمام التقليدي،بينما تم تحويل غرفة أخرى من بيته إلى معرض للصور يتضمن أيضا شاشة عرض تعرض فيلما عن نمط الحياة قديما في الإمارات.


مشهد الأطفال من الزوار ومن القرية وهم يتسابقون على صعود السلالم إلى غرفة السلاح التي تقع في أعلى برج المراقبة يظل عالقا المخيلة كذكرى عن روح الحياة القديمة والتي تبعث نفسها من جديد تلقائيا،أما غرفة السلاح نفسها فتضم الأسلحة البيضاء الخفيفة السكاكين والسيوف والخناجر.


وكذلك البنادق والمسدسات ويقوم حراس بتجسيد أنماط المراقبة وأسلوبها القديم والذي كان مسؤولا عن تأمين القرية من الأخطار،والمثير أن للمكان سحراً سرعان ما يسري في الزوار وأول من يستجيب له هم أبناء الإمارات بالطبع الذين سرعان ما يندمجون مع نمط المجلس شاعرين بألفة تنتقل منهم على الفور إلى الزوار من السياح.


لا تخلو القرية من الحيوانات المختلفة،والتي تضفي مزيدا من الروح الحقيقية مع أدوات المطبخ التقليدية وسلال التمر،أما في «بيت التراث» فتتردد أصداء الشعر النبطي مسموعة عبر تسجيلات تصحبها الموسيقى والإيقاعات التقليدية للرقصات الشعبية. أما في «بيت النخيل» والبيوت التي تستعرض أشكال الحياة والعلاقات بين أبناء القرية فتوجد مجسمات بالحجم الطبيعي للأشخاص تبين مختلف العادات الخاصة بالمنطقة وخاصة احتفالات الأعراس.