المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العيد على أنغام الفرق الشعبية


abo _mohammed
01-28-2005, 05:29 PM
23 Jan 2005 20:19:06 GMT

العيد على أنغام الفرق الشعبية

العيد في الشندغة « شكل تاني»

كانت الفرحة بادية على كل ا،لوجوه وكان السرور يطل من أعين الحاضرين جميعا، وخاصة من عيني هذه الطفلة الصغيرة الأنيقة في ثوبها الجديد الذي ترتديه لأول مرة احتفالا بالعيد... كانت تقف إلى يمين والدتها امام مدخل الساحة التراثية في الشندغة ممسكة بيديها تترقب تلك المسيرة الاحتفالية الجميلة التي تمر أمامها بألوان الدول والشعوب، فهذه السعودية تعزف لحن الطمأنينة في القلوب.وها هم أبناء الإمارات يرزفون برقصاتهم التقليدية يليهم اهل اليمن بأهازيجهم الصعدية والتي انسابت بعذوبتها في فيض الأصالة السورية وإيقاعات الدبكة الأردنية، والتي تمايلت وتراقصت عليها بنت الصحراء الجزائرية.

كل هذا يمر كشريط أحداث يختزل في عقل طفلتنا الصغيرة التي فجأة سألت والدتها، هل من عرس هنا يا امي وعرس من واين العروس ولماذا هذه الزفة الطويلة التي لا اري لها نهاية ؟ فأجابتها الأم لا يا صغيرتي هذه ليست زفة عرس ولكنها مسيرة فرح بالعيد، العروس فيها دبي والبهجة فيها لنا ولكل من زار منطقة الشندغة التراثية في أول أيام العيد.

فمنذ عصر امس أول أيام العيد ازدانت الشندغة كعهدها وارتدت حلة العيد وادخرت مبالغ مالية وهدايا جميلة كالأم الحنون انتظارا لمجيء زوارها وعشاقها من العائلات والاطفال لتغدق عليهم بفيضها العيدية المعتادة في أجواء من البهجة والسعادة وتفتح لهم ابواب الغوص في التراث بكل حكاياته وتفاصيله، بألعابه وأهازيجه ورقصاته، لترسم بذلك لوحة العيد في حضن التراث وفي زمن الأصالة.

وبعد ان حصد الأطفال عيديتهم فروا فرحا الى ساحة التراث يستمتعون بالألعاب الشعبية والتقليدية لست دول عربية ليتعرفوا على احتفالات أمثالهم في تلك الدول بالعيد، فيما انشغل آباؤهم بالبحث عن فنجان قهوة أصيل او رشفة شاي داخل خيمة شعر وها هم يستمعون لمعزوفة ربابة او قصيدة غزل، اما الأمهات فلم يبعدن كثيرا عن تلك الاجواء حيث استهوتهن العروض الفلكلورية التي تقدمها الدول المشاركة على المسرح المفتوح في ساحة الشندغة.

وما ان عاد الجميع في الموعد المحدد وعند منطقة التجمع أمسكت الأم بأيدي طفلتها وبينما الاب يحمل ابنه فوق عنقه ويمسك بآخر في يده، فاذا بمسيرة ضخمة من الوجوه المتباينة في أشكالها، المتناغمة في بشاشتها وبهجتها تحول دون خروجهم الى بيت الشيخ عبيد بن ثاني حيث مقصدهم التالي، فسارع الأب والام يسألان ما هذا؟

فيجيب احد مسؤولي دائرة السياحة والتسويق التجاري في سرعة انها «مسيرة فرحة العيد»، عندها انغمس الآباء والأبناء في سعادة غامرة في مراقبة ذلك المشهد الجميل بألوانه ورقصاته وأغانيه حتي انسل الأبناء خلسة من أيدي والديهم لينخرطوا في المسيرة ليتراقصوا وليتمايلوا معها احتفالا وابتهاجا بالعيد.

ووسط هذا الحشد الكبير من الوجوه التي اصطفت على جانبي المسيرة التي انطلقت من بيت الشيخ سعيد وحتى قرية الغوص ذهابا وايابا ، شاهدنا اكثر من 70 شخصا من المنظمين من دائرة السياحة والشرطة والدفاع المدني ومنطقة دبي التعليمية، يتسابقون من اجل ان تكلل المسيرة بالنجاح وان تكون حقا مسيرة فرح، رغم زخات المطر الجميلة التي انهمرت من السماء وكأنها تبتهج هي الاخرى بعيد الاضحي المبارك.

وقال مروان بن بيات رئيس اللجنة المنظمة لفعاليات دائرة السياحة في مهرجان دبي للتسوق 2005 إن الجمهور اعتاد ان يشاهد في هذا التوقيت من كل عام فعاليات عديدة ومتنوعة تجسد هذه البهجة، وذلك من خلال البرامج المتميزة التي تنفذها الدائرة في هذه الاحتفالية ورأينا ان نضفي هذا العام ومن خلال تلك المسيرة مزيدا من البهجة والسرور على فعالياتنا وان نشرك الجميع فرحتنا بالعيد..

وأوضح بن بيات انه رغم كون هذه الايام احتفالاً لا يخلو منه مكان على ارض الإمارات إلا ان أجواءه تحمل معنى آخر عندما يكون الاحتفال في المناطق التراثية التي يسترجع فيها الجمهور من الزوار من ذكريات العيد الجميلة ويتعرف السياح على عادات وتقاليد بلادنا الطيبة وغرس روح الأصالة والتمسك بالماضي في ابنائنا.

وأشار بن بيات إلى مشاركة اكثر من 500 شخص في مسيرة الفرحة بالعيد والمهرجان والتي تضمنت عدداً كبيراً من فرق الدول المختلفة التي تم تمثيلها في زفة خاصة بها تنسجم وبقية الزفات الأخرى حيث بلغ عدد المشاركين في كل زفة اكثر من 50 شخصا.

وأضاف بن بيات ان الدائرة حرصت على إشراك تلاميذ مدارس عدد من الدول في دبي لإبراز أساليب الاحتفالات بالعيد عند هذه الدول مثل باكستان والهند ، جنبا الى جنب مع وفود الدول العربية الأخرى التي شاركت بفرقها الفلكلورية والبدوية كالفرقة السعودية واليمنية والسورية والأردنية والجزائرية والفرق الإماراتية كالرزفة والعيالة والحربية والنهامين والليوا والانديما.

ودعا بن بيات أهل الإمارات والمقيمين عليها لزيارة الأماكن التراثية في هذه المناسبة حيث أعدت لهم الدائرة العديد من المفاجآت غير المسبوقة والاستمتاع بتلك الأجواء الساحرة التي يجسدها عبق المكان، مشيراً إلى ان اكثر زوار المناطق التراثية في هذه الاحتفالات يتمثل في المواطنين الذين يحنون إلى العيش في هذه الأجواء بين أحضان التراث.

وكذلك المقيمين الذين يحرصون على عادات وتقاليد اهل الإمارات في العيد وأيضا الزوار من مختلف أنحاء العالم وفي مقدمتهم الإخوان من دول مجلس التعاون الخليجي.


دبي ـ البيان: