المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : واحة الشاي تحكي تاريخها لروادها


abo _mohammed
01-28-2005, 05:03 PM
26 Jan 2005 07:58:32 GMT
ثاني شراب انساني بعد الماء
واحة الشاي تحكي تاريخها لروادها


خلية نحل بشرية تعمر شارع السيف في دبي بآلاف المتسوقين والزائرين والمتنزهين الآتين للاستمتاع بفعاليات مهرجان دبي للتسوق 2005 التي نظمت على جانبي الشارع. والمحظوظ جداً فقط هو الذي قد يجد موقفاً لسيارته. وهذا ما حدث مع فريق «البيان» لكن بعد عناء وجهد جهيد جاء الفرج من رجال الأمن الذين تولوا مسؤولية تنظيم الحركة المرورية وبادروا بتقديم المساعدة للاعلاميين وتوقفنا قليلاً في هذا الشارع، الفريد بين الأماكن التي تشهد فعاليات مهرجان دبي للتسوق.

وعلى امتداد الشارع تطل واحة الشاي التي يتوقف الزائرون عليها لاحتساء كوب من الشاي الساخن، وسط الأجواء الباردة التي سادت خلال الأيام القليلة الماضية.

بدأنا رحلة الشاي بالتعرف أولا على تاريخه واليكم قصته.. من المتعارف عليه أن الشاي من أصل صيني. وقد سماه علماء النبات في القرن الثامن عشر باسم تلك البلاد hea sinensisُّ لكن آخرين يرون أن الشاي من اصل هندي. وشاعت بالتالي نظرية الأصل المزدوج التي تقول ان الشاي الذي تكون أوراقه صغيرة صيني المنشأ وشاي الأوراق العريضة هندي.


وجاءت فكرة الاصول المتعددة من انحاء جغرافية مختلفة في جنوب شرق آسيا لتخلص إلى أن أصل الشاي مصدره مناطق متقاربة جغرافيا من تخوم الصين إلى الهند وبورما وسيلان « سريلانكا» والشاي من أشهر المشروبات في العالم. وقد أخذ المرتبة الثانية بعد الماء في عدد من يتناولونه.


وللشاي العديد من الألوان والنباتات التي يشتق منها مثل الشاي الاسود والعادي والأخضر وهو الشاي الآسيوي والأصفر والأحمر.


ونباتات الشاي كثيرة مثل النعناع والفاكهة والكاميليا. ومع اختلافها في الطعم إلا أنها تتشابه في تأثيرها المنبه للأعصاب.. ولعل كثيرين يعتقدون أن الشاي الأخضر أكثر فائدة.. لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن كل أنواع الشاي تحمل التأثير ذاته على الجسم ويكمن الفرق بين الشاي الأخضر والأسود في طريقه التصنيع فقط.

ويؤكد خبراء الصحة والرشاقة أهمية الشاي ايضا في الحفاظ على الرشاقة. فهو يحتوي على مكونات طبيعية تعمل على زيادة احراق الدهون والسعرات الحرارية في الجسم، ويعمل على تنظيم عمل السعرات الحرارية وعمليات حرق الدهون.

ومن فوائد الشاي أنه يساعد على منع تجلط الدم والتقليل من مستوى الكوليسترول فيمنع تأكسد الكوليسترول الضار في الشرايين ويقول بعض الخبراء ان تناول فنجان شاي يومياً يحمي اللثة من الالتهابات ويقي الاسنان خطر التسوس ويقاوم البكتيريا الضارة التي تسبب نخر الاسنان ورائحة التنفس الكريهة ويساعد الشاي على تقليل خطر الاصابة بالسرطان ويحمي الجلد من أضرار أشعة الشمس.

ويحتوي الشاي الأخضر على مركبات كيماوية تسمى بوليفينول. وهي مواد قوية مضادة للأكسدة وتمنع أذى الأشعة فوق البنفسجية.


احتياطات

في واحة الشاي يقول كيتور بصفته من المطلعين على خبايا الشاي: الشاي مشروب منعش وذو قيمة ايضا. ويجيب ان يشرب باعتدال لأن الفنجان العادي الواحد يحتوي على نصف حبة أو حبة كاملة من الكافيين. وإذا تعود شخص ان يشرب في اليوم ما بين 7 إلى 14 كوباً من الشاي فإن هذا يعتبر مقداراً كافيا لاحداث ضرر بالجسم، يتمثل في حدوث الصداع واضطرابات في ضربات القلب وعسر الهضم وضيق التنفس، وفقدان الشهية.. وإذا ما تم تناوله بطريقة صحيحة أي ما يقارب كوبين الى ثلاثة أكواب على الأكثر يوميا.

ويضيف قائلا: يستوي في ذلك الشاي الأخضر والأسود «غير المغلي» وان شرب الشاي بكميات كبيرة من قبل الاطفال يكون سببا رئيسيا لاصابتهم بمرض فقر الدم، نتيجة خلل في حيازة الجسم لحاجته من الحديد ويشير الى ان مادة «التابنين» وهي الصبغة التي تعطي الشاي لونه، تتحد مع الحديد الموجود في الدم فتؤلف مركبات غير قابلة للامتصاص من جدار الأمعاء، الأمر الذي يؤدي إلى الاصابة بمرض الأنيميا.

ويقول كيشورا ان الاقبال كبير على واحة الشاي «فالأجواء باردة، ونبيع يوميا ما يقارب 2500 كوب شاي، وهو يعتبر المهرجان فرصة للترويج لهذا المشروب الساخن وتقول البائعة نيشا ان سريلانكا «سيلان» رائدة في تاريخ صناعة الشاي، بفضل مناخها الاستوائي الذي يجعل الزراعة والحصاد عمليتين مستمرتين طوال العام وتقدر أن اغلب العاملات في القطاف نساء وان العاملة الواحدة تقطف يوميا 20 كيلوغراما وتوضح ان طول شجرة الشاي يصل الى نحو 15 مترا، ولكن يتم قطع الشجرة باستمرار ليبقى طولها في حدود متر واحد، لتسهيل عملية القطف.


وتقول ان مصانع الشاي تجمع حصادها في اوقات محددة، ليعرض في مزادات الشاي في العاصمة كولومبو. ويتنافس سماسرة الشاي الدوليون في المزاد فترتفع الاسهم وتنخفض، حسب جودة المحصول، وكميته، وكمية العرض ومدى الطلب.

تقول مزنة الأميري التي تعمل في واحة الشاي: التحقنا بواحة الشاي ونظمنا هنا فكرة القهوة الشعبية التي تقدم الشاي بأنواعه بالحليب، والزنجبيل، والزعتر، للزائرين، ويطيب الشاي بوجود بعض الأكلات الشعبية اللذيذة، وطرحت هذه الفكرة شقيقتي نعيمة الاميري، ولاقت استحسان المسؤولين في لجنة المهرجان وسعينا نحن المواطنات، للاشراف على هذه الفعالية كاملة، وارتدينا الملابس التقليدية (البرقع) مع العبايا والشيلة، لتعريف زائري المهرجان بتراثنا.


المحصول العالمي


بلغ عدد انتاج العالم من الشاي العام الماضي ما يقارب 15 .3 ملايين طن، وتعتمد كمية الانتاج على الظروف المناخية. وتقول منظمة الاغذية والزراعة «الفاو» ان الهند تصدرت الانتاج العالمي في نسبة 4 .27 في المئة من الاجمالي وجاءت بعدها الصين بنسبة 6 .24 في المئة، وسريلانكا بنسبة 75. 9 في المئة، وكينيا 4 .9 في المئة، وبلغ انتاج الهند الى 857 الف طن.. ويقدر انتاج الصين بنحو 791 الف طن بما فيها الشاي الأخضر، بنسبة 73 في المئة. وبلغت صادرات المنتجين الكبار من الشاي 4,1 مليون طن.


كتبت عائشة عثمان:

abo _mohammed
01-30-2005, 08:33 PM
29 Jan 2005 22:18:56 GMT

المقهى الإيراني في القرية العالمية

شاي على إيقاع المطر

لم يوقف هطول الأمطار الإقبال المتزايد الذي شهده المقهى الإيراني والذي يحتل مدخلاً قرب بوابة الجناح، حيث أخذ أبناء الجالية الإيرانية وغيرهم وضيوف القرية التوافد على المقهى من أجل تذوق رشفات من الشاي الإيراني المعد على الطريقة التقليدية فالغلايات الذهبية والفضية الأنيقة والمصنوعة من المعدن المحفور.

والذي تعلوها أباريق الشاي الفضية والذهبية برائحة الهيل والنعناع والزعفران لتلبية أذواق الضيوف والزوار من رواد القهوة الإيرانية.

قام فرشيد كيانائس بتقديم الشاي الإيراني لنا مصحوبا ببعض الحلوى المصنوعة من الزعفران والمكسرات الإيرانية عملا بالعادات والتقاليد المتبعة في إكرام الضيوف.

كما كانت هناك بعض أطباق الشوربة الإيرانية الشعبية والتي تحضرها النساء الإيرانيات إلى المقهى، وما ان بدأنا بتذوق رشفات من الشاي الإيراني المتميز، حتى أخذ فرشيد بالترحيب بنا قائلا: إن مقهاي الصغيرة يأتي إليه ألف زائر يوميا سواء من أبناء الجالية الإيرانية، أو زوار وضيوف المهرجان، فالكل يأتي لتذوق الشاي والحلوى الإيرانية.

وبينما كنا نتحدث كانت الفرقة الموسيقية الإيرانية تغني لزوار المقهى، أغنيات شعبية حيث بدأ أحد أفراد الفرقة بالرقص مما أثار حماس ضيوف القهوة، فتحول جو المقهى، إلى طقس من الفرح والمرح، وأخذ الجميع يصفق للفرقة وراقصها.

وأضاف فرشيد انه كل أسبوع تتغير الفرقة الموسيقية، فتعود الفرقة إلى إيران وتأتي فرقة جديدة. وسألته عن الأغاني التي كانت ترددها الفرقة باللغة الفارسية فقال: الأغاني هي شعبية إيرانية من واقع الحياة والمجتمع الإيراني.

وفيما أخذت تتعالى الضحكات والتصفيق من المتابعين لنشاط الفرقة، دارت الأطباق النحاسية والفضية حاملة المزيد من أكواب الشاي الزجاجية الصغيرة لتنبعث روائح الهيل والنعناع والزعفران لتضفي نكهة خاصة لجو القهوة والتي يعمل بها ستة أشخاص لتلبية طلبات الزبائن.

abo _mohammed
01-30-2005, 08:35 PM
.