المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فيتنام .. 2500 عام من الفن والحضارة


abo _mohammed
01-28-2005, 04:28 PM
22 Jan 2005 20:19:17 GMT
تاريخها خلاصة معتقدات آسيا
فيتنام .. 2500 عام من الفن والحضارة


لن تتوقف القرية العالمية في مهرجان دبي للتسوق 2005 عند ثقافات وحضارات الدول، فالعالم في دبي أصبح واحداً، والعائلات أيضاً. نغوص اليوم في حضارة جمهورية فيتنام الاشتراكية، عاصمتها هانوي، واسم عملتها «دونغ». هذه الدولة ملمسها كالحرير ولونها يتغير كألوان قوس قزح، حيث تتنوع فيها الفنون والثقافات، وحضارتها عريقة ترجع إلى 2500 سنة، ولدى سماع اسم فيتنام يفكر البعض بسحر طبيعتها وجمالها ومناظر جبالها وحياتها والباكودات التي تنعكس في البحيرات وحقول الأرز الخضراء، ونتذكر هنا أيضاً الحروب التي خاضتها فيتنام من أجل حريتها.

لقد امتزجت حضارة وثقافة فيتنام بالحضارتين الهندية والصينية، وقد اتحدت هاتان الثقافتان والحضارتان مع الفيتنامية لتشكل معاً في النهاية معلماً واحداً هو فيتنام التي نعرفها اليوم والتي نزور جناحها في مهرجان التسوق.


التقينا «مي وانغ» مسؤول الجناح الفيتنامي الذي قال لنا: في نظرة على تاريخ 2500 سنة من عمر فيتنام، فهو يبدأ من تطور ونشأة الدويلات في الدلتا من البحر الأحمر وبعدها مملكة الجامبا وتطورت المملكة حتى وصلت إلى جمهورية فيتنام الاشتراكية، وتضم ست مجموعات من الشعوب، ومنها الداو ومونككيار ايكمير وفييت، وكلها تمتلك لغات خاصة وأبجدية وديانة وطقوساً وموسيقى وملابس تميزها عن غيرها.


وتبدأ قصة الفن والحضارة الفيتنامية من القرن السابع قبل الميلاد بحضارة الدونك صون والتي انتمت إلى العصر البرونزي. ومن مميزات هذا العصر الطبول البرونزية والمزخرفة بصورة رائعة وواحدة من هذه الطبول كانت تسمى «نكوك لولل» والتي كانت تعتبر إلى يومنا هذا من المقدسات الفيتنامية الوطنية ولن تغادر هذه الطبول أرض فيتنام نهائياً. وبعد عصر الدونك صون البرونزي يأتي العصر الصيني «أسرة هان» ويبدأ هذا العصر من عام 111 قبل الميلاد.


حيث يصور روائع من الخزف في القرن الأول الميلادي، ونشأت في فيتنام دول «الجامبا والفونان» وبين هاتين الدولتين والهند ازدهرت التجارة بينها وعلى هذا الطريق التجاري جاءت الديانة البوذية والحضارة الهندية إلى فيتنام، ويلاحظ التأثير الهندي في أدوات الزينة وتماثيل الآلهة المصنوعة من البرونز والحجارة، وبعد هذا العصر يأتي زمن المستقلين الفيتناميين وهو أول عصر للعائلات الفيتنامية، منها عائلة «لي»، ويبدأ من 1009 ميلادية ولغاية 1225.


أما العائلة الثانية فهي «تران» وتبدأ من 1225 ولغاية 1400، وفي هذا العصر بني معهد الأدب الكونفوشي والمعابد البوذية والتي تعد من أكبر معالم فيتنام، أما العائلة الثالثة فهي عائلة «لي» وجاءت في القرن الخامس عشر للميلاد، وكانت في هذا الوقت صناعة فن الخزف في أوج قمتها، وتأتي مرحلة غير مستقرة من عمر فيتنام في القرنين الـ 17 و18 وذلك بنشوب حربين بين العائلتين وهما «عائلة ترنيه في الشمال وعائلة كويين في الجنوب».


وفي القرن الـ 20 نشبت حربان كبيرتان، الأولى ضد الفرنسيين والثانية ضد الأميركيين، وقد استخدمت في هذه الحروب الأسلحة الحربية التاريخية.


ويضيف: ومنذ آلاف السنين والتصورات والأفكار الدينية تسيطر على أفكار الناس، وهناك 3 ديانات في فيتنام وهي البوذية والتاووية والكونفوشية، وقد اتحدت هذه الأديان في طريق مقدس واحد، وكانت الكونفوشية من القرن الخامس عشر ولغاية التاسع عشر الفلسفة الرسمية للدولة، وايضاً الأساس العقائدي للحكم القيصري. وأما الشعب وعامة الناس فقد كانوا يقدسون الأجداد وعبادة آلهة القرية وذلك لنظرتهم لها بأنها تحمي القرية من كل سوء، ويوجد في كل بيت فيتنامي مذبح مقدس للأجداد.


ويؤكد مي وانغ بأن هذا التنوع الديني في فيتنام يعرض بصورة وثائقية في المتاحف عبر تماثيل بوذا والتماثيل التاوية ومذابح الأجداد.


ويضيف مي وانغ: هذه المشاركة الخامسة لنا في مهرجان دبي للتسوق والتي انبهرنا بها عندما شاهدناها للمرة الأولى، فقد تطورت كثيراً خلال فترة وجيزة، وهذه التظاهرة تؤكد متانة علاقاتها مع الدول الاخرى، خاصة المتقدمة، وشاركنا هذا العام بأكبر قدر من الشركات الخاصة بالجمهورية (فيتنام)، وبما أن فيتنام لعبت دوراً كبيراً في إنعاش التجارة البحرية من القرن الخامس عشر ولغاية السابع عشر.


حيث كانت في ذلك الوقت تسمى «داي فييت» والدلالة على إنعاش التجارة البحرية كانت بسبب العثور على سفينة غارقة على سواحل جزيرة كولاوجام وفيها تقريباً 250 ألف قطعة من الخزف، فقد تم استقطاب العديد من هذه القطع الخزفية إلى دبي وعرضها على الناس لشرائها واقتناء بعض من حضارة فيتنام العريقة، فالفيتناميون أنفسهم متخصصون بصورة متقنة في فن الخزف، والدلالة على قوة وجودة فن الخزف الفيتنامي، أخذ امبراطور الصين بعضاً من الخزف الفيتنامي إلى الصين ليصبح مركزاً رئيسياً« لصناعة الخزف.


كما التقينا في الجناح الفيتنامي بتي إج يو التي قالت لنا: هذه المشاركة حقاً قوية من قبل جمهورية فيتنام العريقة، فالحضارة الآن كلها في دبي وأمام مرأى الجميع ويعتبر مسرح الدمى المائي هو شكل فريد من نوعه من الفنون ولا يوجد إلا في فيتنام فقط ونحاول بمختلف الطرق تعريف زوار الجناح به، وقد اكتشف هذا الفن من قبل راهب فيتنامي (توداو هانه) في القرن الحادي عشر وإلى يومنا هذا تقام العروض في البرك المائية في القرى والأرياف أمام جموع المشاهدين على شكل مشاهد متسلسلة وبالأخص في الاحتفالات والطقوس الدينية والتي تدور حول الحياة اليومية أو عروض تعليمية، وللدمى ألوان زاهية وقد ��نعت بإتقان جيد.


وتضيف: فيما يختص بالألبسة الفيتنامية فهناك ملابس تقليدية قديمة خاصة بفيتنام وترجع إلى زمن الامبراطور والملابس الأخرى في القرن العشرين والتي تتميز بفنيتها وجماليتها. ولا بد أن نعرف القارئ هنا بأن للموسيقى مكانة رفيعة في بلادنا (فيتنام) فهناك آلات موسيقية قديمة خاصة بفيتنام وأغلبها مصنوعة من الخشب وبعض آلات الأطفال الموسيقية.


كتبت عائشة عثمان: