المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اثارالمملكة العربية السعودية


أفاق : الاداره
11-09-2004, 09:18 AM
اثارالمملكة العربية السعودية
http://www.sa3udi.info/

تقع المملكة العربية السعودية في الركن الجنوبي الغربي من قارة أسيا ، بين خطي طول24.35 و 55.37 شرقا ًودائرتي عرض و 32.15 شمالاً ، وتحتل موقعاً استراتيجياً بين قارات العالم وتتفاوت المظاهر الطبيعية فيها حيث تمتد السهول الساحلية في الغرب على البحر الأحمر ، وتتألف هذه السهول من تكوينات رسوبية قارية وبحرية تحف بها جزر وأرصفة مرجانية ، يليها مرتفعات جبلية تمثلها جبال السروات في الجنوب وجبال الحجاز في الشمال تمتد من شمال المملكة إلى جنوبها بمحاذاة الساحل الغربي وتكون هذه الجبال مجموعة من الصخور تتمثل في الصخور البركانية والنارية والبازلتية بالإضافة إلى الصخور المتحولة وتغطي بعض أجزائها حرات بركانية ، وتضم هضبة نجد في الوسط سلسلة جبلية تعرف باسم جبال طويق وهي على شكل قوس كبير ذات انحدار شديد نحو الغرب إضافة إلى جبال أجا وسلمى التي تتخللها مجموعة من الأودية وتتكون من الصخور الرسوبية والرملية والجيرية ، وتمثل الصحاري الرملية الجزء الأكبر من مساحة المملكة التي تتمثل في صحراء الربع الخالي في الجنوب وصحراء النفوذ في الشمال بالإضافة إلى صحراء الدهناء التي تقع في الشرق ، وتتألف هذه الصحاري من كثبان رملية عالية هلالية الشكل وطولية معقدة التكوين .

ذكرت المصادر التاريخية الكثير من المعلومات المفيدة عن المواقع الأثرية والتاريخية في الجزيرة العربية كما كان لظهور الأبحاث العلمية المنظمة عن آثار الجزيرة العربية في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي دور بارز في إلقاء الضوء على معلومات جديدة وهامة عن الجزيرة العربية بشكل عام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص ، هذا بالإضافة إلى أعمال المسح الأثري والتنقيب التي قامت بها وكالة الآثار والمتاحف في المملكة ، إضافة إلى المعلومات السابق اكتشافها عن توفر المعلومات والبيانات الإحصائية التي تجد شبكة العلاقات الحضارية الواسعة التي شهدتها جزيرة العرب في تاريخها مع الحضارات القديمة .

لقد دلت الاكتشافات الأثرية الأخيرة على أن المملكة العربية السعودية قد أستقر بها الإنسان الأول على نطاق واسع حيث تم الكشف عن دلائل فعلية لوجود مواقع في المملكة العربية السعودية ترجع إلى حوالي 750.000 سنة ق.م. ، وهي فترة العصر الحجري القديم وتتمثل في الأدوات الحجرية التي وجدت في كل من مواقع صفاقة ، وادي فاطمة ، والشويحطية . كما وجدت في المملكة دلائل فعلية من العصر الحجري الوسيط تؤرخ ب 50.000 سنة ق.م. تقريباً في كل من موقع جبه وموقع بئر حما ، ووجدت أيضاً دلائل فعلية ترجع إلى العصر الحجري الحديث تؤرخ بحوالي 10.000سنة ق.م. وتتركز مواقع هذه الحقبة في كل من المنطقة الشرقية والمنطقة الشمالية وفي غضون هذه الفترة الزمنية بدأ ظهور مستوطنات تعود إلى الفترة المعروفة بفترة العبيد في المملكة والتي تؤرخ بحوالي 3.500 – 5.000 سنة ق.م. وقد ظهرت في هذا التاريخ بدايات صناعة الفخار .

إن أولى المستوطنات المدنية في المملكة العربية السعودية ظهرت في الألف الثالث ق.م. كما أن بدايتها قد تركزت على ساحل الخليج العربي ، وكان ذلك نتيجة مباشرة للاتصالات الأولية مع بلاد الرافدين ، وأتساع العلاقات التجارية القديمة التي تركزت على طول طرق تجارة الخليج العربي أثناء الألف الثالث ق.م. ، أما الألف الثاني قبل الميلاد فقد شهد تطور مجموعة من المدن ذات الأسوار الكبيرة وخاصة في المناطق الوسطى والشمالية الغربية من المملكة ، ومن أهم هذه المدن مدينة تيماء ، ديدان ( العلا الحديثة ) ثاج ، دومة الجندل ، (قرية ) الفاو ، حيث وجد فيها أول شبكة لنظام الري القديم وقد تركزت هذه المدن على طرق التجارة القديمة .

كما شهد الألف الأول ق.م. نمواً سريعاً في المدن ذات الأسوار التي ظهرت بدايتها في الألف الثاني ومنها مراكز على طول وادي السرحان الذي عرف باسم ( بوابة الجزيرة العربية الشمالية ) وصاحب هذا تطور مماثل في منطقة نجـد وعلى امتداد وادي الدواسر تمثله ( دولة كنـدة ) التي جعلت ( قرية ) الفاو مركزاً سياسياً وحضارياً في قلب الجزيرة العربية ومن أهم التطورات خلال الألف الأول ق.م. أيضاً ما حدث في الشمال الغربي للمملكة في أراضي ( مدين ) من تمركز ممالك متعاقبة مثل مملكة ديدان ثم مملكة لحيان في العلا .

وفي القرن الأخير من الألف الأول ق.م. ظهر في شمال غرب الجزيرة قوة مسيطرة تتمثل في مملكة الأنباط التي حلت محل الممالك المتعاقبة في وقت مبكر من تاريخ الجزيرة ومن أهم مدنها الحجر ( مدائن صالح ) .

وبعد القرن الأول الميلادي وحتى ظهور الإسلام كانت الصراعات السياسية بن إمبراطوريتي الشرق والغرب قائمة للسيطرة على طرق التجارة في الجزيرة العربية حيث ظهرت الإمارات العربية الموالية إما للروم أو الفرس ومن هذه الإمارات إمارة الغساسنة في الشمال الغربي والمناذرة في الشمال الشرقي ، وأدت الاضطرابات والفوضى إلى تقلص التجارة وبالتالي انكماش المدن الحضارية القائمة على طرق التجارة وتدهور المدن الزراعية ، وأستمر هذا الوضع قائماً حتى ظهور الإسلام .

يعتبر ظهور الإسلام منعطفاً حاسماً في تاريخ شبه الجزيرة العربية حيث حققت الدولة الإسلامية الناشئة أول وحدة شاملة لأجزاء شبة الجزيرة العربية المختلفة ، وقد أثرت الجزيرة تأثيراً فعالاً في المرحلة الأساسية من تكوين الدولة الإسلامية بدءاً من فترة البناء وما تلاها من مراحل التوسع والانتصارات في العصر الذهبي للإسلام .

وحينما انتقلت مراكز الثقل السياسي من شبة الجزيرة العربية إلى بلاد الشام فالعراق في عصر الدولة الأموية فالعباسية أستمر النمو الحضاري في معظم أجزاء الجزيرة العربية حيث أنشئت الطرق التجارية وطرق الحج في زمن الأمويين ثم العباسيين بصفة خاصة حيث أقاموا مرافق حيوية عديدة لخدمة قوافل الحج والتجارة تتمثل في أتشاء المنازل والمحطات وبناء البرك والسدود وحفر الآبار والعيون والقنوات والقلاع والحصون ولا تزال آثارها باقية على كل من درب زبيدة وطريق الحج المصري والشامي وطريق الحج اليمني .

وقد تأثرت شبه الجزيرة العربية أيضاً بما آل إليه حال الخلافة الإسلامية من الاضمحلال والتمزق في عصورها المتأخرة أثناء الحكم العثماني .

ومنذ منتصف القرن الحادي عشر الهجري ظهرت بالمنطقة قوة جديدة هي الدولة السعودية بفترتيها الأولى والثانية التي حكمت أغلب أرجاء الجزيرة العربية حتى أوائل القرن الرابع عشر الهجري حيث قام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ( يرحمه الله ) بتوحيد أقاليم المملكة العربية السعودية التي خطت وبكل ثقة نحو آفاق المستقبل ولا تزال تخطو بخطوات أسرع وأكثر ثقة وإطمئناناً وهي اليوم تعيش عهدها الزاهر عهد التطور والنماء عهد العلم والمعرفة