ماما حواء
09-30-2004, 04:00 AM
كيف تحولين طلاقك إلى حياة إيجابية
إعداد: عبدالفتاح الشهاري 9/8/1425 / 23 /09/2004
شارك في التحقيق:
من السعودية: فاطمة سعد الجوفان
من فلسطين: إبراهيم الزعيم
من مصر: هدى سيد أحمد
من العراق: ضحى الحداد
على الرغم من كون الزواج حلم كل شاب وفتاة إلا أن الحياة الزوجية قد تعوقها مشكلات وعراقيل كثيرة تحول دون استمرارها .. والطلاق رغم أنه أبغض الحلال عند الله -عز وجل- إلا أنه الحل الذي يعالج هذه النفوس المشحونة بعدم القدرة على الاندماج والتفاهم والاستمرار في الحياة .. لكن الكثيرين ينظرون للطلاق على أنه الطامة الكبرى أو نهاية المطاف، خاصة للفتاة وأهلها.. لكن المسلمة المؤمنة لابد أن تتعامل بإيجابية مع تلك المحنة التي ألمَّت بها وتعاود الحياة بكل ثقة وإيمان تحاول جاهدة إثبات نجاحها في الحياة؛ لتؤكد أن الطلاق ليس نهاية المطاف، ولن تتوقف الحياة بعده..
وأرقام الطلاق في عالمنا العربي والإسلامي أرقام مهولة وتنبئ عن وجود شرخ في الحياة الاجتماعية، تتفاوت نسبياً من مجتمعٍ إلى آخر، وتتداخل عوامل تؤجِّج من جذوة هذا الشرخ، وفي جولة خاطفة وسريعة لأرقام الطلاق في معظم الدول العربية اصطاد موقع (الإسلام اليوم) عدداً من المعلومات الإحصائية المتكئة إلى بيانات رسمية، أو دراسات بحثية، ونعرض عليكم فيما يلي خلاصة موجزة لهذه الجولات:* يتم طلاق 33 امرأة يومياً في السعودية، وبلغت الحالات (12192) حالة في السنة، وفي مدينة الرياض وحدها طلقت 3000 امرأة من أصل 8500 حالة زواج.
* أشارت دراسة أعدتها وزارة التخطيط السعودية إلى أن نسبة الطلاق في السعودية ارتفعت خلال الأعوام الأخيرة بنسبة 20%، كما أن 65% من حالات الزواج التي تمت عن طريق طرف آخر أو ما يعرف بـ(الخاطبة) تنتهي هي الأخرى إلى الطلاق.
* سجلت المحاكم والمأذونون أكثر من 70 ألف عقد زواج ونحو 13 ألف صك طلاق خلال العام 2001م.
السعودية
أكدت دراسة تناولت ظاهرة الطلاق في المجتمع القطري وجود 319 حالة طلاق مقابل 987 حالة زواج، وأن أكبر نسبة من المطلقين 47% تتركز في الفئة العمرية 15 – 29 سنة، مما يعني أن أغلب المطلقين والمطلقات من الشباب.
قطر
أظهر تقرير إحصائي صدر حديثاً أن إجمالي المتزوجين في الكويت بلغ ما يقارب 976 ألف متزوج ومتزوجة حتى العام 2002، وأوضح التقرير الذي أصدره قطاع الإحصاء والمعلومات في وزارة التخطيط أن إجمالي عدد المطلقين في الكويت حتى العام المذكور بلغ ما يقارب 36 ألف حالة طلاق.
الكويت
أوضحت إحصاءات أنه في عام واحد وصلت حالات الطلاق في مدينة الرباط 1262 حالة من أصل 2735 زيجة أي بنسبة 43%.
المغرب
يظهر التقرير الإحصائي السنوي لدائرة قاضي القضاة في الأردن أن عدد حالات الطلاق في العاصمة عمَّان بلغ 4201 حالة.
الأردن
أشارت دراسة أعدتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أن 76% من المطلقات لم تتجاوز أعمارهن 39 عاماً، وهذا يدل على أن غالبيتهن من متوسطات الأعمار.
الإمارات
تشير إحصاءات أعدها مركز سلمان الاجتماعي إلى نتائج سلبية في الطلاق إذ وصلت نسبة الطلاق إلى 34% من حالات الزواج
البحرين
إصرار على النّجاح ، تحدّي الآلام والمعاناة ، تحويل المِحْنة إلى مِنْحة، هذه هي حال كثير من النساء المطلّقات التي لم تنجح لسبب أو لآخر في حياتها الزوجيّة، ومع ذلك فقد أدركن أنّ الطّلاق ليس نهاية المطاف، ومازالت الحياة مستمرّة، وبإمكانهن أنْ يُضفن شيئاً للحياة، ولايستسلمن للأمر الواقع .. قد يبدو هذا الكلام صعباً، إلا أنّه ليس مستحيلاً، ولعلّ البداية هي التغيير الداخليّ، ومن ثم تأتي الخطوات تباعاً.
قام موقع (الإسلام اليوم) بعمل تحقيق موسع لعينات عدة ممن تغلبن على الحياة وواصلن مشوارهن بكل ثقة وعزم وتحد، الهدف منه أن نفتح آمال المستقبل أمام أولئك اللواتي انكفأن على أنفسهن، وطلَّقنَ الحياة كما طُلِّقن، فازدادت حياتهن بؤساً ودماراً، نقدمه لأولئك النساء اللاتي يبحثن عن السعادة لنقدم لهن نماذج قاومن المعوقات وتغلبن عليها..
من السعودية
مها القحطاني (معلمة)، تقول: بعد طلاقي كنت أظن أن حياتي انتهت، وخاصة أنه تم بعد شهرين فقط، ولكن - بحمد الله - كنت مقتنعة أن نصيبي لم يكن معه رغم أنه رجل طيب؛ بعدها سلطت جهودي على تطوير نفسي في جميع النواحي وخاصة من الناحية الاجتماعية.. أصبحت اجتماعية أكثر؛ متواصلة مع الأقارب وركزت اهتمامي بوالدي المقعد أكثر وأكثر بالرغم أنه مشلول منذ زمن طويل إثر إصابته في حادث مروري، لكني كنت بعيدة عنه، وحالياً أشعر بسعادة حقيقة وأنا أقوم برعايته وعندما يدعو لي بالتوفيق والذرية الصالحة، وأشعر كأنه لأول مرة يدعو لي؛ مما أكسبني ودًّا وتقديرًا لكبار السن، لأحسن التعامل معهم، وبعد أربع سنوات من زواجي الأول تزوجت، وكأني أخرج لأول مرة؛ فقد أحسست أني الآن مستعدة للبيت والمسؤولية وقادرة على التعامل مع الزوج بشكل أفضل، وأنا الآن لي سنتان ورُزقت بطفلة وأصبحت أشعر بسعادة كبيرة بفضل الله.
هيا بنت سليمان: أنا الآن أملك رصيدًا كبيرًا وأسهمًا وعقاراتٍ، والأهم من ذلك راحة البال والرضى بالنصيب
هيا بنت سليمان (موظفة)، تقول: زواجي كان مجرد صفقة بين والدي وصديقه الثري الذي تجاوز الستين، تزوجت بدون إرادتي وطُلِّقت بعد معاناة سنة كاملة كلها ذكريات مؤلمة، بعدها قررت عدم الخضوع لكائن من كان، حينها ركزت نشاطي في التجارة - وبدعم من صديقتي وبنت عمي - وقدمنا بعض الاستشارات النسائية البسيطة، كسبنا وخسرنا في البداية، ولكننا اكتسبنا خبرة، ودخلت عالم المال وتعلمت الكثير من طبائع البشر وأساليب التجارة، فأنا أدعو لله لأبي وطليقي السابق فهما مصدر غير مباشر لدخولي عالم التجارة، ولله الحمد والفضل أنا الآن أملك رصيدًا كبيرًا وأسهمًا وعقاراتٍ، والأهم من ذلك راحة البال والرضى بالنصيب، وخاصة إني أهتم بـ 14 طفلاً وطفلة وأحبهم كثيرًا واستمتعت بقضاء أسعد الأوقات معهم رغمًا أني لم أتزوج ثانية، ولكنهم أطفال رعاية الأيتام أهتم بهم وأخصص لهم مصروفًا شهريًا والتقيهم كل أسبوع، ومعهم أصل إلى قمة فرحتي.
لطيفة المطيري: الحياة جميلة حتى وإن قال الناس عني مطلقة، بل أنا طير طليق يحلق في الحياة بكل رضا
لطيفة المطيري (جامعية)، فضلت الزواج وتركت الدراسة وأنا في الصف الثاني الثانوي؛ لأني بصراحة كنت أريد أن أتزوج وأسعد بحياتي، وأقضي يومي في الأسواق والمطاعم، ولكن الأحلام لم تتحقق؛ فقد كنت بحق مراهقة لا أعرف معنى الزواج الحقيقي، فكان طلاقي شيئًا طبيعيًا ومن ثم وقوف أهلي ضدي، عندها غرقت في حزني كثيرًا، ولكن أمي - حفظها الله - جعلتني أعود للحياة بشكل آخر، وخاصة أنها كانت رافضة لمبدأ الزواج قبل إتمام الدراسة؛ فرجعت للدراسة من جديد رغم رسوبي، ولكن هذا لم يمنعني من المواصلة وخاصة أن فكرة الزواج لم تعد تشغلني فنجحت في الدور الثاني في الثانوية بمعدل ممتاز، وأنا الآن في السنة النهائية بالجامعة.. تعلمت في هذه السنين أشياء كثيرة وتغيرت شخصيتي، لم أعد أهتم كثيرًا بالموضة والسهرات، وبتشجيع إحدى أستاذاتي في الجامعة عملت في المراكز البحثية التابعة للجامعة بمكافأة بسيطة ولكنها تعني الشيء الكثير، وتعرفت على أساليب التعامل الجيد مع الناس، واستفدت من فرص العمل غير المباشرة، فلقد أحضرت آلة تصوير وكمبيوتر وأصبحت أطبع البحوث والملازم للطالبات وتعاونت مع مركز خدمات طالب قريب من منزلنا لكي يكون لدي رأس مال كي أفتتح محلاً خاصاً بي بعد التخرج، وبمشاركة أختي الصغيرة وإحدى قريباتي يتم إنجاز الأعمال عندما يكون هنالك ضغط بالعمل. والآن أنا فخورة جدًا بنفسي وبمستقبلي القادم - إن شاء الله - والزواج عندما يكون في السنوات القادمة سيكون بشكل مختلف وبعقلية مختلفة وناضجة؛ فالحياة جميلة حتى وإن قال الناس عني مطلقة، بل أنا طير طليق يحلق في الحياة بكل رضا.
منيرة بنت محمد (أم عبد المجيد)، تقول: طلاقي بعد عِشرة 12 سنة كانت بداية جديدة لتربية أبنائي من جديد بعيدًا عن أب لا يهمه إلا نفسه ورغباته الشخصية. وعندما أصبح الجو في المنزل أفضل (لا مشاكل ولا زعل) مما جعلني أسخّر حياتي لأبنائي، ولله الحمد فابني عبد المجيد مهندس والآخر مدرس، والبنات إحداهن معلمة والأخرى طالبة في كلية الطب، سعيدة أنا بنجاح أولادي، وخاصة أنهم يملكون كنوزًا من الحب والحنان حتى بعد زواجهم واستقلالهم بحياتهم؛ فهم يزورونني كل يوم ويلبّون كل طلباتي وكل منهم يعطيني مبلغ من راتبه كل شهر بدون طلب مني؛ بل دائمًا يقولون عندما أرفض: نحن كلنا ملك لكِ يا أمي والمال يرخص لك والجنة تحت أقدامك.
إعداد: عبدالفتاح الشهاري 9/8/1425 / 23 /09/2004
شارك في التحقيق:
من السعودية: فاطمة سعد الجوفان
من فلسطين: إبراهيم الزعيم
من مصر: هدى سيد أحمد
من العراق: ضحى الحداد
على الرغم من كون الزواج حلم كل شاب وفتاة إلا أن الحياة الزوجية قد تعوقها مشكلات وعراقيل كثيرة تحول دون استمرارها .. والطلاق رغم أنه أبغض الحلال عند الله -عز وجل- إلا أنه الحل الذي يعالج هذه النفوس المشحونة بعدم القدرة على الاندماج والتفاهم والاستمرار في الحياة .. لكن الكثيرين ينظرون للطلاق على أنه الطامة الكبرى أو نهاية المطاف، خاصة للفتاة وأهلها.. لكن المسلمة المؤمنة لابد أن تتعامل بإيجابية مع تلك المحنة التي ألمَّت بها وتعاود الحياة بكل ثقة وإيمان تحاول جاهدة إثبات نجاحها في الحياة؛ لتؤكد أن الطلاق ليس نهاية المطاف، ولن تتوقف الحياة بعده..
وأرقام الطلاق في عالمنا العربي والإسلامي أرقام مهولة وتنبئ عن وجود شرخ في الحياة الاجتماعية، تتفاوت نسبياً من مجتمعٍ إلى آخر، وتتداخل عوامل تؤجِّج من جذوة هذا الشرخ، وفي جولة خاطفة وسريعة لأرقام الطلاق في معظم الدول العربية اصطاد موقع (الإسلام اليوم) عدداً من المعلومات الإحصائية المتكئة إلى بيانات رسمية، أو دراسات بحثية، ونعرض عليكم فيما يلي خلاصة موجزة لهذه الجولات:* يتم طلاق 33 امرأة يومياً في السعودية، وبلغت الحالات (12192) حالة في السنة، وفي مدينة الرياض وحدها طلقت 3000 امرأة من أصل 8500 حالة زواج.
* أشارت دراسة أعدتها وزارة التخطيط السعودية إلى أن نسبة الطلاق في السعودية ارتفعت خلال الأعوام الأخيرة بنسبة 20%، كما أن 65% من حالات الزواج التي تمت عن طريق طرف آخر أو ما يعرف بـ(الخاطبة) تنتهي هي الأخرى إلى الطلاق.
* سجلت المحاكم والمأذونون أكثر من 70 ألف عقد زواج ونحو 13 ألف صك طلاق خلال العام 2001م.
السعودية
أكدت دراسة تناولت ظاهرة الطلاق في المجتمع القطري وجود 319 حالة طلاق مقابل 987 حالة زواج، وأن أكبر نسبة من المطلقين 47% تتركز في الفئة العمرية 15 – 29 سنة، مما يعني أن أغلب المطلقين والمطلقات من الشباب.
قطر
أظهر تقرير إحصائي صدر حديثاً أن إجمالي المتزوجين في الكويت بلغ ما يقارب 976 ألف متزوج ومتزوجة حتى العام 2002، وأوضح التقرير الذي أصدره قطاع الإحصاء والمعلومات في وزارة التخطيط أن إجمالي عدد المطلقين في الكويت حتى العام المذكور بلغ ما يقارب 36 ألف حالة طلاق.
الكويت
أوضحت إحصاءات أنه في عام واحد وصلت حالات الطلاق في مدينة الرباط 1262 حالة من أصل 2735 زيجة أي بنسبة 43%.
المغرب
يظهر التقرير الإحصائي السنوي لدائرة قاضي القضاة في الأردن أن عدد حالات الطلاق في العاصمة عمَّان بلغ 4201 حالة.
الأردن
أشارت دراسة أعدتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أن 76% من المطلقات لم تتجاوز أعمارهن 39 عاماً، وهذا يدل على أن غالبيتهن من متوسطات الأعمار.
الإمارات
تشير إحصاءات أعدها مركز سلمان الاجتماعي إلى نتائج سلبية في الطلاق إذ وصلت نسبة الطلاق إلى 34% من حالات الزواج
البحرين
إصرار على النّجاح ، تحدّي الآلام والمعاناة ، تحويل المِحْنة إلى مِنْحة، هذه هي حال كثير من النساء المطلّقات التي لم تنجح لسبب أو لآخر في حياتها الزوجيّة، ومع ذلك فقد أدركن أنّ الطّلاق ليس نهاية المطاف، ومازالت الحياة مستمرّة، وبإمكانهن أنْ يُضفن شيئاً للحياة، ولايستسلمن للأمر الواقع .. قد يبدو هذا الكلام صعباً، إلا أنّه ليس مستحيلاً، ولعلّ البداية هي التغيير الداخليّ، ومن ثم تأتي الخطوات تباعاً.
قام موقع (الإسلام اليوم) بعمل تحقيق موسع لعينات عدة ممن تغلبن على الحياة وواصلن مشوارهن بكل ثقة وعزم وتحد، الهدف منه أن نفتح آمال المستقبل أمام أولئك اللواتي انكفأن على أنفسهن، وطلَّقنَ الحياة كما طُلِّقن، فازدادت حياتهن بؤساً ودماراً، نقدمه لأولئك النساء اللاتي يبحثن عن السعادة لنقدم لهن نماذج قاومن المعوقات وتغلبن عليها..
من السعودية
مها القحطاني (معلمة)، تقول: بعد طلاقي كنت أظن أن حياتي انتهت، وخاصة أنه تم بعد شهرين فقط، ولكن - بحمد الله - كنت مقتنعة أن نصيبي لم يكن معه رغم أنه رجل طيب؛ بعدها سلطت جهودي على تطوير نفسي في جميع النواحي وخاصة من الناحية الاجتماعية.. أصبحت اجتماعية أكثر؛ متواصلة مع الأقارب وركزت اهتمامي بوالدي المقعد أكثر وأكثر بالرغم أنه مشلول منذ زمن طويل إثر إصابته في حادث مروري، لكني كنت بعيدة عنه، وحالياً أشعر بسعادة حقيقة وأنا أقوم برعايته وعندما يدعو لي بالتوفيق والذرية الصالحة، وأشعر كأنه لأول مرة يدعو لي؛ مما أكسبني ودًّا وتقديرًا لكبار السن، لأحسن التعامل معهم، وبعد أربع سنوات من زواجي الأول تزوجت، وكأني أخرج لأول مرة؛ فقد أحسست أني الآن مستعدة للبيت والمسؤولية وقادرة على التعامل مع الزوج بشكل أفضل، وأنا الآن لي سنتان ورُزقت بطفلة وأصبحت أشعر بسعادة كبيرة بفضل الله.
هيا بنت سليمان: أنا الآن أملك رصيدًا كبيرًا وأسهمًا وعقاراتٍ، والأهم من ذلك راحة البال والرضى بالنصيب
هيا بنت سليمان (موظفة)، تقول: زواجي كان مجرد صفقة بين والدي وصديقه الثري الذي تجاوز الستين، تزوجت بدون إرادتي وطُلِّقت بعد معاناة سنة كاملة كلها ذكريات مؤلمة، بعدها قررت عدم الخضوع لكائن من كان، حينها ركزت نشاطي في التجارة - وبدعم من صديقتي وبنت عمي - وقدمنا بعض الاستشارات النسائية البسيطة، كسبنا وخسرنا في البداية، ولكننا اكتسبنا خبرة، ودخلت عالم المال وتعلمت الكثير من طبائع البشر وأساليب التجارة، فأنا أدعو لله لأبي وطليقي السابق فهما مصدر غير مباشر لدخولي عالم التجارة، ولله الحمد والفضل أنا الآن أملك رصيدًا كبيرًا وأسهمًا وعقاراتٍ، والأهم من ذلك راحة البال والرضى بالنصيب، وخاصة إني أهتم بـ 14 طفلاً وطفلة وأحبهم كثيرًا واستمتعت بقضاء أسعد الأوقات معهم رغمًا أني لم أتزوج ثانية، ولكنهم أطفال رعاية الأيتام أهتم بهم وأخصص لهم مصروفًا شهريًا والتقيهم كل أسبوع، ومعهم أصل إلى قمة فرحتي.
لطيفة المطيري: الحياة جميلة حتى وإن قال الناس عني مطلقة، بل أنا طير طليق يحلق في الحياة بكل رضا
لطيفة المطيري (جامعية)، فضلت الزواج وتركت الدراسة وأنا في الصف الثاني الثانوي؛ لأني بصراحة كنت أريد أن أتزوج وأسعد بحياتي، وأقضي يومي في الأسواق والمطاعم، ولكن الأحلام لم تتحقق؛ فقد كنت بحق مراهقة لا أعرف معنى الزواج الحقيقي، فكان طلاقي شيئًا طبيعيًا ومن ثم وقوف أهلي ضدي، عندها غرقت في حزني كثيرًا، ولكن أمي - حفظها الله - جعلتني أعود للحياة بشكل آخر، وخاصة أنها كانت رافضة لمبدأ الزواج قبل إتمام الدراسة؛ فرجعت للدراسة من جديد رغم رسوبي، ولكن هذا لم يمنعني من المواصلة وخاصة أن فكرة الزواج لم تعد تشغلني فنجحت في الدور الثاني في الثانوية بمعدل ممتاز، وأنا الآن في السنة النهائية بالجامعة.. تعلمت في هذه السنين أشياء كثيرة وتغيرت شخصيتي، لم أعد أهتم كثيرًا بالموضة والسهرات، وبتشجيع إحدى أستاذاتي في الجامعة عملت في المراكز البحثية التابعة للجامعة بمكافأة بسيطة ولكنها تعني الشيء الكثير، وتعرفت على أساليب التعامل الجيد مع الناس، واستفدت من فرص العمل غير المباشرة، فلقد أحضرت آلة تصوير وكمبيوتر وأصبحت أطبع البحوث والملازم للطالبات وتعاونت مع مركز خدمات طالب قريب من منزلنا لكي يكون لدي رأس مال كي أفتتح محلاً خاصاً بي بعد التخرج، وبمشاركة أختي الصغيرة وإحدى قريباتي يتم إنجاز الأعمال عندما يكون هنالك ضغط بالعمل. والآن أنا فخورة جدًا بنفسي وبمستقبلي القادم - إن شاء الله - والزواج عندما يكون في السنوات القادمة سيكون بشكل مختلف وبعقلية مختلفة وناضجة؛ فالحياة جميلة حتى وإن قال الناس عني مطلقة، بل أنا طير طليق يحلق في الحياة بكل رضا.
منيرة بنت محمد (أم عبد المجيد)، تقول: طلاقي بعد عِشرة 12 سنة كانت بداية جديدة لتربية أبنائي من جديد بعيدًا عن أب لا يهمه إلا نفسه ورغباته الشخصية. وعندما أصبح الجو في المنزل أفضل (لا مشاكل ولا زعل) مما جعلني أسخّر حياتي لأبنائي، ولله الحمد فابني عبد المجيد مهندس والآخر مدرس، والبنات إحداهن معلمة والأخرى طالبة في كلية الطب، سعيدة أنا بنجاح أولادي، وخاصة أنهم يملكون كنوزًا من الحب والحنان حتى بعد زواجهم واستقلالهم بحياتهم؛ فهم يزورونني كل يوم ويلبّون كل طلباتي وكل منهم يعطيني مبلغ من راتبه كل شهر بدون طلب مني؛ بل دائمًا يقولون عندما أرفض: نحن كلنا ملك لكِ يا أمي والمال يرخص لك والجنة تحت أقدامك.