أفاق الفكر
08-05-2004, 05:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه رسالة قيمة بعثها لي الدكتور محمد فؤاد البرازي من سوريا وقد تتطرق في رسالته وفقه الله التحذير مما يخطط له أعداء المرأة المسلمة ، وقد استعرض بدايات فصول المؤامرة على المرأة المسلمة وكيف خطط الأعداء ونفذوا مخططهم بدهاء .
ونحن ندعوا الدكتور محمد فؤاد البرازي بأن يكون عضوا في الساحة العربية فقلمه مكسب للساحة نسأل الله أن ينفع به وجزاه الله خيرا .
أخي القدير / أبو لُجين إبراهيم حماك اللّه ورعاك
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته وبعـد
إن الذي يستعرض فصول المؤامرة على المرأة المسلمة يجد بدايتها على أيدي غير المسلمين الذين خططوا في خفاء ونفذوا في دهاء وجندوا من هذه الأمة من فقد اعتزازه بعقيدته وتمسكه بدينه وانتماءه لأمته فصنعوا منهم أبطالاً خلعوا عليهم ألقاباً ضخمة ليُخدروا بهم المغفلين ويفتنوا بأقوالهم الجاهلين ويصدوا الناس عن هذا الدين .
فهذا : (( الزعيم )) و(( معبود الجماهير )) - نعوذ بالله من هذا الكفر الصّراح – وذاك : (( الزعيم الملهم )) وثالث : (( عميد الأدب )) ّّّ ورابع : (( محرر المرأة ))!!! وخامس : (( أستاذ الجيل )) وسادس : (( من رجال الإصلاح )) !!! وسابع (( المجاهد الأكبر )) وهكذا ..
ألقابُ مملكةٍ في غير موضعها
كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسـد
وكم لقي المسلمون من كيدهم وأصابهم من مكرهم ما أوقع بهم كلّ فتنة ...
(( ومكروا ومكَرَ اللّه واللّه خيرُ المَاكرين ))
لقد استخـدم أعداء الإسلام وأذنابهم المرأة وسيلة لتفتيت المجتمع وأداة لتفسخه وبدأوا عملهم بخطى وئيدة ، وكلمات معسولة ليسلك باطلهم إلى القلوب ، وترتاح له النّفوس ، ثمّ ما لبثوا أن وصلوا إلى ما يُريدُون ، وحقّقوا ما كَانوا بِهِ يَحْلمون.
لقد بَدَأت مُؤَامرة السّفُور بالدّعوةِ إِلى كَشفِ الوَجهِ ، وامتدّت إِلى الجلسات المُختَلَطةِ المُحْتَشمة ، ثمّ إلى السَّفَرِ من غيرِ محرمٍ بِدَعْوى الدّراسةِ في الجامعة ، ثمّ زُينت الوجوه المَكْشُوفة بأدواتِ الزّينة ؛ وبدأَ الثّوب يَنْحَسِر شيئاً فَشيئاً حتّى وَقَعت الكارِثة ، فَخَرَجَت المرأة سَافشرَة عن مفاتِنها كاشفة عن المواضع التي امر اللّه بسترها ، حتّى أضحَتْ شِبهَ عارية !
وراح أهل الكيد يتلذذون بالنظر إليها ، ويستدرجونها للإيقاع بها ، حتّى كان لهم ما أرادوه منها ؛ ففسدت الأخلاق ، وكَثثرت محلات البِغاء ، وانتشر اللُّقَطاء ، وتفسَّخ المجتمع ، فلا حول ولا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم .
ولم يقف هؤلاء عند هذا الحد ؛ بل روَّجوا للأدب الهابِط ، أدب الجنس الوضيع ، وسُخِّرت وسائلُ الأعلام ، لتزيد في الإثارة وتوغلَ في إفساد الأمة .. فالصحف الهابطة تنشر المقالات ، والمجلاّت السّاقطة تُخصِّص صفحاتها لصور العاريات ، والتلفاز يعرض ذلك كلَّه بصورة مسرحياتٍ وتمثيليات .. لا تُبقي للأخلاق بقيّة ، ولا تَدَعُ للفضيلة مظهراً من المظاهر الحيَّة ، ولا تدَّخر للأمة قوّة تجابه عدوّا ، أو تَدْحَرُ مُحتلاّ .
إنها خُطّة مُحْكمة رسمَها اليهود وسجلوها في : (( بروتوكولات حكماء صهيون )) ليتحكموا في مصيرنا ، ولتبقى لهم الغلبة علينا ، وقام بتنفيذها ببغاواتنا ، فكان لأعدائنا ما أرادوا ، حيث جنّدوا (( جواسيس )) استخدموا (( المرأة )) و(( الخمرة )) فنالوا بذلك أعلى الرتب ، وبلغوا غاية الأرَب ، حيث حصلوا على أدَقِّ الأسرار الاقتصادية والعسكرية والسياسية ، ثم اَعطَوها لـ (( إسرائيل )) لتُنزل ضربتها القاصمة على هذه الأمة في حروب متلاحقة .
لقد وصل الجاسوس اليهودي ( إيلي كوهين )) إلى أعلى الرتب الحزبية بحزب البعث في (( سورية )) وكان منزله – المزوَّد بأجهزة التّجسس والإرسال ، والقريب من قيادة الجيش – منتدى السياسة ، وملهى لكبار القادة يَحْتَسُون في الخمور ، ويعاشرون المومسات ، وتُنتزع منهم أثناء ذلك أدقُّ الأسرار السياسية والعسكرية والاقتصادية ، ثمّ تُبَثُّ إلى (إسرائيل ) .
وفي ( مصر) أقام الجواسيس من أصحاب المناصب الكبرى حفلاً ماجناً إلى قبيل الـفجر لـ( ضباط القوات الجويّة ) في ليلة الخامس من حزيران – يونيو عام 1967م ، احتسوا فيه الخمور ، وراقصوا الغانيات ، ثم عاشروا العاهرات ...
وبعد أن انفضَّ الحفل ، غادرَ ( الجواسيس ) أرض ( مصر ) بعد انتهاء مهمتهم الناجحة ، ونام القادة من ( نسور الجو البواسل ) – وليتهم لم يستيقظوا – وغطُّوا في سُباتٍ عميق – وليتهم لم يفيقوا- فأغارت (إسرائيل) على المطارات ، ودمّرت الطائرات ، وعطلت المدارج ، و حطمت كثيراً من المدافع والدبابات ، وقتلت الألوف بسبب فساد أولئك (الجنرالات) وخسرت الأمة المنكوبة بهؤلاء حرباً كانت أشبه شئ بالمسرحيات والتمثيليات .. وفقدت مع ذلك : ( سيناء ) ، و ( الجولان ) ، و( الضفة الغربية ) التي فيها : ( المسجد الأقصى أولى القبلتين ، وثالث الحرمين الشريفين .
أما ( القوات الإسرائيلية ) فقد دخلت سيناء حاسرة الرؤوس ، ساكبة الدموع ، وقلوبها تهفوا إلى ( أرض الميعاد) وتوجهت قواتها الأخرى التي دخلت القدس إلى ( حائط المبكى ) وهي تبكي في خشوع ، وتتضرع في خنوع ،وتدعو في خضوع . ثمّ أدَّت صلاة الشّكر للّه الذي هزم العرب على أيدي اليهود .
لقد حاربتنا ( اسرائيل ) بدين ، فانتصرت رغم ما أدخَلتْ عليه من تحريف وتدجين ، وقاتلناها ( بفصل الدين عن الحياة ) ، و ( تحرير المرأة ) وبـ( محمد عبدالوهاب ) ، و( عبدالحليم حافظ ) ، و( أم كلثوم ) فخسرنا الدنيا والدّين .
إي واللّه لقد كانت الإذاعة في مصر أثناء حرب (1967) تقول : ( معكم في المعركة محمد عبدالوهاب ، وعبدالحليم حافظ ، وأم كلثوم ) !!! ويُبشِّر ( أحمد سعيد ) مُعلِّق إذاعة ( صوت العرب ) متابعي هذه المسرحية – لا الحرب العسكرية- بأن سِرباً من الطائرات الجزائرية في طريقه الآن إلى الجبهة لقتال إسرائيل فتعترضه الطائرات الإسرائيلية وتُسقِطُ جميع طائراته قبل وصولها إلى جبهة المعارك ..
نعم ... لقد أُسقِطت هذه بسبب تبجح إعلامي ، ودُمِّرت تلك على مدارجها بتآمر خيانيّ وراح وزير الحرب الإسرائيلي ( موشي ديَّان ) ينتشي ويقول ( لقد دمَّرنا الطائرات وهي رابضة على مدارجها كالبط ).
ورغم عار الهزيمة الساحقة ، وذل الفرار المهين خرج إعلامنا الهجين قائلاً بملءِ فيه : ( لقد خرجنا من المعركة منتصرين ، لأنّ إسرائيل لم تنجح في إسقاط النظام ) . فوجدتُني أكرر متهكماً بهؤلاء الذين يستينون بعقول الأمة : ( اللّه أكبر .. اللّه أكبر .. عاش البطل .. عاش البطل )) .
هذه هي النتائج التي سبّبتها لنا ( الخمرة ) و ( تحرير المرأة ) وذلك هو ثمرة الجهد الذي بذله : ( محرروا المرأة ) و( أساتذة الجيل ) و( التقدميون ) و(الأبطال ).
وهكذا تُهْدر كرامة المرأة باسم ( تحرير المرأة ) وتُستخدم وسيلة للدعاية والإغراء ، والإفساد ، والجاسوسية ، لينتهي الحالُ إلى تحطيم المجتمع وانهياره ( فاعتبروا يا أولي الأبصار ) .
إن على المرأة المسلمة أن تستعليَ على هذه المؤامرة الرّهيبة ، وتدرك الثمن الكبير الذي تدفعه هي وأمتها إن استجابت لذلك السُّعار المجنون ، الذي تغذيه أيدٍ صليبية وأخرى يهودية ويقوم بالدّعوة إليه ابطال من بلاد إسلامية . وإن عليها أن تتسلحَ بالعقيدة الرّاسخة ، والأخلاق القويمية ، والوعي الكبير .
لقد أضاعت هذه المخططات المرأة التّركية حتّى شبَّت عن الطوق ، ولكنها أدركت في النهاية أنّها مستخدمة للمتعة ، وإفساد الأمة ، وعرفت أن الحرية التي منحت لها كانت أداة لتحطيمها ، ووأداً لكرامتها وهدماً لمجتمعها فسارعت في الانتخابات البلدية التي جرت في 27/3/،1994م لإعطاء صوتها (لحزب الرفاة ) الذي يسعى إلى تحريرها من رقّ العلاقة الجنسية ، إلى شرف العلاقة الزّوجية .
فلا يخدعنّك – أختي المسلمة – هؤلاء المتآمرون ، ولا يصرفنَّك عن الحق أولئك الكائدون ، وضعي نصب عينيك قول الله تعالى لنبيه الكريم : ( فاصبر إن وعد اللّه حقٌّ ولا يستخفنّك الّذين لا يوقنون ) .
ولئن كان من واجب المرأة الاستعلاء على تلك المؤامرة الرّهيبة ، فإن من واجب ولاة الأمور أن يحكِّموا شرع ربهم ، وأن يحاربوا المفاسد الدخيلة على مجتمعاتهم ، وأن يحرروا المرأة من رقّ التّبعية لأعدائنا لئلا تبقى وسيلة إغراء ، وأداة إفساد . وقديماً قال الخليفة الثالث ( إنّ اللّه لَيَزعُ بالسلطان مالا يزعُ بالقرآن ).
أما نحن معاشر الأزواج والآباء فلنعلم أننا مسؤولون أمام اللّه تعالى عما استرعانا من زوجه وبنت وأخت وحين نُقَصّرُ في تقويم نسائنا لحملهنّ على الالتزام بالإسلام سلوكاً وحجاباً نكون قد عرَّضنا أنفسنا لسخط اللّه عز وجل وشاركناهن في الإثم ...
فعن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : (( اللّه سائل كل راع عما استرعاه ، حفظ أم ضيّع ، حتى يُساَلَ الرجل عن أهل بيته )) .
والمرأة إذا صَلَحت صلَحَ المجتمع كله ؛لأنها مربيّة الأجيال ، وحين تكون عفيفة صالحة فإنها تُخَرّج الرّجال ...
نسأل اللّه تعالى أن يُصلح نساءنا ، ويقوم سلوكنا ، ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وآخر دعوانا أنِ الحمد للّه رب العالمين .
أخوكم
د. محمد فؤاد البرازي
سورية
هذه رسالة قيمة بعثها لي الدكتور محمد فؤاد البرازي من سوريا وقد تتطرق في رسالته وفقه الله التحذير مما يخطط له أعداء المرأة المسلمة ، وقد استعرض بدايات فصول المؤامرة على المرأة المسلمة وكيف خطط الأعداء ونفذوا مخططهم بدهاء .
ونحن ندعوا الدكتور محمد فؤاد البرازي بأن يكون عضوا في الساحة العربية فقلمه مكسب للساحة نسأل الله أن ينفع به وجزاه الله خيرا .
أخي القدير / أبو لُجين إبراهيم حماك اللّه ورعاك
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته وبعـد
إن الذي يستعرض فصول المؤامرة على المرأة المسلمة يجد بدايتها على أيدي غير المسلمين الذين خططوا في خفاء ونفذوا في دهاء وجندوا من هذه الأمة من فقد اعتزازه بعقيدته وتمسكه بدينه وانتماءه لأمته فصنعوا منهم أبطالاً خلعوا عليهم ألقاباً ضخمة ليُخدروا بهم المغفلين ويفتنوا بأقوالهم الجاهلين ويصدوا الناس عن هذا الدين .
فهذا : (( الزعيم )) و(( معبود الجماهير )) - نعوذ بالله من هذا الكفر الصّراح – وذاك : (( الزعيم الملهم )) وثالث : (( عميد الأدب )) ّّّ ورابع : (( محرر المرأة ))!!! وخامس : (( أستاذ الجيل )) وسادس : (( من رجال الإصلاح )) !!! وسابع (( المجاهد الأكبر )) وهكذا ..
ألقابُ مملكةٍ في غير موضعها
كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسـد
وكم لقي المسلمون من كيدهم وأصابهم من مكرهم ما أوقع بهم كلّ فتنة ...
(( ومكروا ومكَرَ اللّه واللّه خيرُ المَاكرين ))
لقد استخـدم أعداء الإسلام وأذنابهم المرأة وسيلة لتفتيت المجتمع وأداة لتفسخه وبدأوا عملهم بخطى وئيدة ، وكلمات معسولة ليسلك باطلهم إلى القلوب ، وترتاح له النّفوس ، ثمّ ما لبثوا أن وصلوا إلى ما يُريدُون ، وحقّقوا ما كَانوا بِهِ يَحْلمون.
لقد بَدَأت مُؤَامرة السّفُور بالدّعوةِ إِلى كَشفِ الوَجهِ ، وامتدّت إِلى الجلسات المُختَلَطةِ المُحْتَشمة ، ثمّ إلى السَّفَرِ من غيرِ محرمٍ بِدَعْوى الدّراسةِ في الجامعة ، ثمّ زُينت الوجوه المَكْشُوفة بأدواتِ الزّينة ؛ وبدأَ الثّوب يَنْحَسِر شيئاً فَشيئاً حتّى وَقَعت الكارِثة ، فَخَرَجَت المرأة سَافشرَة عن مفاتِنها كاشفة عن المواضع التي امر اللّه بسترها ، حتّى أضحَتْ شِبهَ عارية !
وراح أهل الكيد يتلذذون بالنظر إليها ، ويستدرجونها للإيقاع بها ، حتّى كان لهم ما أرادوه منها ؛ ففسدت الأخلاق ، وكَثثرت محلات البِغاء ، وانتشر اللُّقَطاء ، وتفسَّخ المجتمع ، فلا حول ولا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم .
ولم يقف هؤلاء عند هذا الحد ؛ بل روَّجوا للأدب الهابِط ، أدب الجنس الوضيع ، وسُخِّرت وسائلُ الأعلام ، لتزيد في الإثارة وتوغلَ في إفساد الأمة .. فالصحف الهابطة تنشر المقالات ، والمجلاّت السّاقطة تُخصِّص صفحاتها لصور العاريات ، والتلفاز يعرض ذلك كلَّه بصورة مسرحياتٍ وتمثيليات .. لا تُبقي للأخلاق بقيّة ، ولا تَدَعُ للفضيلة مظهراً من المظاهر الحيَّة ، ولا تدَّخر للأمة قوّة تجابه عدوّا ، أو تَدْحَرُ مُحتلاّ .
إنها خُطّة مُحْكمة رسمَها اليهود وسجلوها في : (( بروتوكولات حكماء صهيون )) ليتحكموا في مصيرنا ، ولتبقى لهم الغلبة علينا ، وقام بتنفيذها ببغاواتنا ، فكان لأعدائنا ما أرادوا ، حيث جنّدوا (( جواسيس )) استخدموا (( المرأة )) و(( الخمرة )) فنالوا بذلك أعلى الرتب ، وبلغوا غاية الأرَب ، حيث حصلوا على أدَقِّ الأسرار الاقتصادية والعسكرية والسياسية ، ثم اَعطَوها لـ (( إسرائيل )) لتُنزل ضربتها القاصمة على هذه الأمة في حروب متلاحقة .
لقد وصل الجاسوس اليهودي ( إيلي كوهين )) إلى أعلى الرتب الحزبية بحزب البعث في (( سورية )) وكان منزله – المزوَّد بأجهزة التّجسس والإرسال ، والقريب من قيادة الجيش – منتدى السياسة ، وملهى لكبار القادة يَحْتَسُون في الخمور ، ويعاشرون المومسات ، وتُنتزع منهم أثناء ذلك أدقُّ الأسرار السياسية والعسكرية والاقتصادية ، ثمّ تُبَثُّ إلى (إسرائيل ) .
وفي ( مصر) أقام الجواسيس من أصحاب المناصب الكبرى حفلاً ماجناً إلى قبيل الـفجر لـ( ضباط القوات الجويّة ) في ليلة الخامس من حزيران – يونيو عام 1967م ، احتسوا فيه الخمور ، وراقصوا الغانيات ، ثم عاشروا العاهرات ...
وبعد أن انفضَّ الحفل ، غادرَ ( الجواسيس ) أرض ( مصر ) بعد انتهاء مهمتهم الناجحة ، ونام القادة من ( نسور الجو البواسل ) – وليتهم لم يستيقظوا – وغطُّوا في سُباتٍ عميق – وليتهم لم يفيقوا- فأغارت (إسرائيل) على المطارات ، ودمّرت الطائرات ، وعطلت المدارج ، و حطمت كثيراً من المدافع والدبابات ، وقتلت الألوف بسبب فساد أولئك (الجنرالات) وخسرت الأمة المنكوبة بهؤلاء حرباً كانت أشبه شئ بالمسرحيات والتمثيليات .. وفقدت مع ذلك : ( سيناء ) ، و ( الجولان ) ، و( الضفة الغربية ) التي فيها : ( المسجد الأقصى أولى القبلتين ، وثالث الحرمين الشريفين .
أما ( القوات الإسرائيلية ) فقد دخلت سيناء حاسرة الرؤوس ، ساكبة الدموع ، وقلوبها تهفوا إلى ( أرض الميعاد) وتوجهت قواتها الأخرى التي دخلت القدس إلى ( حائط المبكى ) وهي تبكي في خشوع ، وتتضرع في خنوع ،وتدعو في خضوع . ثمّ أدَّت صلاة الشّكر للّه الذي هزم العرب على أيدي اليهود .
لقد حاربتنا ( اسرائيل ) بدين ، فانتصرت رغم ما أدخَلتْ عليه من تحريف وتدجين ، وقاتلناها ( بفصل الدين عن الحياة ) ، و ( تحرير المرأة ) وبـ( محمد عبدالوهاب ) ، و( عبدالحليم حافظ ) ، و( أم كلثوم ) فخسرنا الدنيا والدّين .
إي واللّه لقد كانت الإذاعة في مصر أثناء حرب (1967) تقول : ( معكم في المعركة محمد عبدالوهاب ، وعبدالحليم حافظ ، وأم كلثوم ) !!! ويُبشِّر ( أحمد سعيد ) مُعلِّق إذاعة ( صوت العرب ) متابعي هذه المسرحية – لا الحرب العسكرية- بأن سِرباً من الطائرات الجزائرية في طريقه الآن إلى الجبهة لقتال إسرائيل فتعترضه الطائرات الإسرائيلية وتُسقِطُ جميع طائراته قبل وصولها إلى جبهة المعارك ..
نعم ... لقد أُسقِطت هذه بسبب تبجح إعلامي ، ودُمِّرت تلك على مدارجها بتآمر خيانيّ وراح وزير الحرب الإسرائيلي ( موشي ديَّان ) ينتشي ويقول ( لقد دمَّرنا الطائرات وهي رابضة على مدارجها كالبط ).
ورغم عار الهزيمة الساحقة ، وذل الفرار المهين خرج إعلامنا الهجين قائلاً بملءِ فيه : ( لقد خرجنا من المعركة منتصرين ، لأنّ إسرائيل لم تنجح في إسقاط النظام ) . فوجدتُني أكرر متهكماً بهؤلاء الذين يستينون بعقول الأمة : ( اللّه أكبر .. اللّه أكبر .. عاش البطل .. عاش البطل )) .
هذه هي النتائج التي سبّبتها لنا ( الخمرة ) و ( تحرير المرأة ) وذلك هو ثمرة الجهد الذي بذله : ( محرروا المرأة ) و( أساتذة الجيل ) و( التقدميون ) و(الأبطال ).
وهكذا تُهْدر كرامة المرأة باسم ( تحرير المرأة ) وتُستخدم وسيلة للدعاية والإغراء ، والإفساد ، والجاسوسية ، لينتهي الحالُ إلى تحطيم المجتمع وانهياره ( فاعتبروا يا أولي الأبصار ) .
إن على المرأة المسلمة أن تستعليَ على هذه المؤامرة الرّهيبة ، وتدرك الثمن الكبير الذي تدفعه هي وأمتها إن استجابت لذلك السُّعار المجنون ، الذي تغذيه أيدٍ صليبية وأخرى يهودية ويقوم بالدّعوة إليه ابطال من بلاد إسلامية . وإن عليها أن تتسلحَ بالعقيدة الرّاسخة ، والأخلاق القويمية ، والوعي الكبير .
لقد أضاعت هذه المخططات المرأة التّركية حتّى شبَّت عن الطوق ، ولكنها أدركت في النهاية أنّها مستخدمة للمتعة ، وإفساد الأمة ، وعرفت أن الحرية التي منحت لها كانت أداة لتحطيمها ، ووأداً لكرامتها وهدماً لمجتمعها فسارعت في الانتخابات البلدية التي جرت في 27/3/،1994م لإعطاء صوتها (لحزب الرفاة ) الذي يسعى إلى تحريرها من رقّ العلاقة الجنسية ، إلى شرف العلاقة الزّوجية .
فلا يخدعنّك – أختي المسلمة – هؤلاء المتآمرون ، ولا يصرفنَّك عن الحق أولئك الكائدون ، وضعي نصب عينيك قول الله تعالى لنبيه الكريم : ( فاصبر إن وعد اللّه حقٌّ ولا يستخفنّك الّذين لا يوقنون ) .
ولئن كان من واجب المرأة الاستعلاء على تلك المؤامرة الرّهيبة ، فإن من واجب ولاة الأمور أن يحكِّموا شرع ربهم ، وأن يحاربوا المفاسد الدخيلة على مجتمعاتهم ، وأن يحرروا المرأة من رقّ التّبعية لأعدائنا لئلا تبقى وسيلة إغراء ، وأداة إفساد . وقديماً قال الخليفة الثالث ( إنّ اللّه لَيَزعُ بالسلطان مالا يزعُ بالقرآن ).
أما نحن معاشر الأزواج والآباء فلنعلم أننا مسؤولون أمام اللّه تعالى عما استرعانا من زوجه وبنت وأخت وحين نُقَصّرُ في تقويم نسائنا لحملهنّ على الالتزام بالإسلام سلوكاً وحجاباً نكون قد عرَّضنا أنفسنا لسخط اللّه عز وجل وشاركناهن في الإثم ...
فعن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : (( اللّه سائل كل راع عما استرعاه ، حفظ أم ضيّع ، حتى يُساَلَ الرجل عن أهل بيته )) .
والمرأة إذا صَلَحت صلَحَ المجتمع كله ؛لأنها مربيّة الأجيال ، وحين تكون عفيفة صالحة فإنها تُخَرّج الرّجال ...
نسأل اللّه تعالى أن يُصلح نساءنا ، ويقوم سلوكنا ، ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وآخر دعوانا أنِ الحمد للّه رب العالمين .
أخوكم
د. محمد فؤاد البرازي
سورية