المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفوق الدراسي هل المدرسة تصنعه؟


أفاق : الاداره
07-13-2004, 05:04 AM
التفوق الدراسي هل المدرسة تصنعه؟

العنوان تعليمي الموضوع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. المشكلة التي سأعرضها قد تبدو سهلة ولكني فعلاً متحيرة؛ لذلك أرجو أن أحظى باهتمامكم.
المشكلة تخص أخي الصغير آخر العنقود. أنا أهتم بدراسته باعتباري الأخت الكبرى وأحس بالمسئولية تجاه مستقبله الدراسي.. أخي كان حتى الصف الثالث في مدرسة عربية خاصة، وكان يدرس بعض الإنجليزية أيضًا، ثم رأينا أن ننقله لمدرسة أجنبية لتتحسن لغته الإنجليزية بشرط أن يدرسوا له العربية أيضًا، ثم انتقل إلى مدرسته الجديدة وبدأت مشاكل جديدة معه، فلقد بدأت تصلنا شكاوى من مدرساته بسبب مشاغباته وعدم اهتمامه بالدرس واللعب والحركة الكثيرين.

حاولت أمي أن تعرف السبب، وزارت المدرسة عدة مرات فوجدت أن في مدرسته الجديدة معظم المدرسات أجنبيات، ويتعاملن مع التلاميذ برحابة صدر، بعكس مدرسته العربية التي كانت المدرسات فيها يعاقبن التلاميذ الأشقياء؛ لذلك كان أخي ملتزمًا ولا يشكو منه أحد، باختصار فإن أخي أصبح يستغل وضعه الجديد؛ لأن مدرساته لا يعاقبنه، بل يكتفين بإبلاغنا في نهاية السنة الدراسية.
طرد أخي من باص المدرسة لكثرة شجاراته مع الأطفال، ثم لمحت لنا المديرة بضرورة نقل أخي من المدرسة.

نقلناه هذه السنة لمدرسة أخرى أجنبية أيضًا والحمد لله تحسن كثيرًا مما دعاني لاعتقاد أن المشكلة السابقة كانت من المدرسة وليس من أخي، ولكني لا أنكر أننا ما زلنا نتلقى بعض الشكاوى من مدرساته؛ وذلك لأنه دائمًا (منذ أيام مدرسته الأولى) يصادق الأطفال المشاغبين، ولكن الشكاوى الآن أخف بكثير، ثم إنه يجد صعوبة في الدراسة بسبب اختلاف اللغة، مع أنني سجلته في دورة تقوية، كما أنه أخذ دروسًا إضافية في المدرسة في اللغة الإنجليزية، وأحضرت له مدرسًا في المنزل، ثم وجدت أنني لا أحتاج المدرس؛ لأن أخي لا يسمع كلامه ويأبى أن يدرس معه، فقمت بتدريسه مرة أخرى. وللعلم أخي الآن في الصف الخامس وهو أصغر التلاميذ في صفه؛ لأنه دخل المدرسة مبكرًا.

الآن أنا أفكر في أن أغير له مدرسته مرة أخرى؛ وذلك للأسباب التالية:
أولاً: أريد أن يعيد الصف الخامس؛ لأن مستواه الآن ضعيف جدًّا، وأشك في أن ينجح وأنا أريده أن يفهم الصف الخامس جيدًا ليستطيع أن يكمل بقوة في الصف السادس.
ثانيًا: أخي أصغر من باقي التلاميذ، وأحس بأن المواد التي يدرسها أكبر من عمره ولو أعاد الصف الخامس فسيكون في الصف المناسب لعمره.
ثالثًا: أخي الآخر الذي يكبر عبد الله بسبع سنوات دخل المدرسة أصغر من عمره أيضًا وإلى الآن يعاني من الدرجات المنخفضة؛ ولذلك أهلي يحسون بالندم؛ لأنهم لم يعيدوا له السنة عندما كان في الابتدائية، ولا أريد أن يتكرر الأمر مع عبد الله.
وأخيرًا لا أريد أن يعيره أصدقاؤه بأنه كسول عندما يعيد السنة وخصوصًا أنهم مشاغبون.

ولذلك أرى أنه من الأفضل أن أغير له المدرسة، ولكني خائفة أن أندم، فلا أجد من أخي التقدم المرجو، كما أخاف أن يعود للمشاغبة في المدرسة التي سأنقله إليها؛ لأنني الآن أرى أنهم في مدرسته الحالية يسيطرون بشكل طيب على الأطفال، أما عندما أنقله أخاف ألا تكون المدرسة الجديدة قادرة على السيطرة على المشاغبين، وللعلم أنا سأسافر بعد شهر لأتزوج ولن أعود إلا في الإجازات؛ لذلك أود أن أطمئن أن أخي بإمكانه الدراسة دون مساعدتي؛ لأنه لا أحد في المنزل لديه وقت ليدرسه..
أتمنى أن تكون المشكلة واضحة ، وشكرًا.
الاستشارة
أ/دعاء ممدوح اسم الخبير
الحل

الأخت الغالية.. مرحبًا بك وبأخيك وأسرتك، وجزاك الله خيرًا على اهتمامك بشأن أخيك ودراسته ومستقبله إلى هذا الحد، وجزى الله والديك خيرًا أن يعطياك صلاحيات عديدة تمكنك من معاونة أخيك، والتفكير في الأصلح له بكل حرية وقدرة على التنفيذ.

في الحقيقة إن ما عرضته ليس بمشكلة على الإطلاق، فمسألة البحث عن الأفضل أمر مطلوب، ولكن لا بد من أمرين هامين:
1 - أن يكون مضار التغيير أقل بكثير من منافعه.
2 - أن يكون هناك فعلاً البديل الأفضل الذي يستحق التضحية بالاستقرار في البديل الحالي.

وأعتقد أن الشرطين ليسا متوفرين في حالة أخيك، فلا أنت استقر بك الحال على بديل أفضل من المدرسة الحالية والتي تلمسين مزاياها القائمة، ولا تضمنين أن الانتقال في مصلحة أخيك، ولا أخفيك أنني مثلك كلما سمعت عن مدرسة جيدة وددت أن أنقل ابنتي إليها، وكلما افتقدت ميزة في مدرستها الحالية وددت أن أتفاداها بنقلها إلى مكان آخر، ولكن وبعد التفكير ومتابعة تجارب الآخرين أجد أن مزايا استقرارها في مكان تآلفت معه ومع مدرسيه وتلاميذه ونظام التعامل فيه -مع اعتبار أن به مزايا عديدة إلى جانب ما يقلقني مما ينتقص منه- قد يدعم مصلحتها بخير من تواجدها في مكان تشعر فيه بالغربة مما قد يحرمها من الاستمتاع بمزاياه.

والخلاصة أن الضرورات تقدر بقدرها.. فإن كان ما تبغينه هو مجرد البحث عن الأفضل، فلا بد أن تجدي هذا البديل أولاً، ثم تقيمي إيجابياته وسلبياته إلى جانب البديل الحالي ليرجح أحدهما على الآخر.. وإن كان يفي بالغرض تحويل الطفل من فصل لآخر لتفادي فئة مشاغبة من الأطفال يصادقها، أو أن يكون الفصل أقل في الكثافة فتكون الرقابة أعلى واستفادة الأطفال من الشرح أكثر تركيزًا.. فيكون حينئذ الانتقال من الفصل هو الأجدى، مع الاستعانة بالمدرسين لينصحوك بأفضل الفصول التي يمكن أن تتحقق فيها أمنياتك لأخيك؛ بسبب التزام مدرسيه وحزمهم وقلة عدد الأطفال ونجابتهم.. إلى غير ذلك من مقومات تنهض بمستوى أخيك الدراسي.

أما مسألة أن يعيد عامًا دراسيًّا؛ لكونه صغير السن، فالأمر كذلك يحتاج لمشورة معلميه الذين يدرسونه إن كانوا يلمسون فيه اختلافًا عن أقرانه، وأن قدرته على الاستيعاب تختلف عنهم بسبب سنه فحينها تصبح إعادته للسنة الدراسية المناسبة لعمره هي القرار الصائب، وإلا فلا داعي لأن يعيد عامًا دراسيًّا فقد تكون قدراته مناسبة، وتمكنه من التغلب على صغر عمره في تقبل واستيعاب ما يدرس، وإن احتجت لنقله للصف الأصغر فلا داعي كذلك لنقله من المدرسة، بل يمكن تغيير الفصل فقط مع إفهام أخيك ما يردّ به على أي مضايقات، مثل أنه يصغر زملاءه عمرًا وهذا ممنوع، ولا بد أن يكون كل تلميذ في الصف المناسب لعمره ولا بد أن يكون متفوقًا ومتميزًا.

ويمكنك الاطلاع علي:
تبكير التعليم.. هل يؤثر على التفوق؟
توابع القرارات المصيرية وفقه الواقع

وتأكدي من أن المدرسة لا تكفي وحدها لكي يكون الطفل متفوقًا، بل لا بد من معونة المنزل أو التأكيد على جهد المدرسة بجهد يبذل في المنزل من قبل التلميذ بإرشادات والديه أو من يعي أهمية وكيفية أداء هذا الدور، وتدريجيًّا يمكن لعبد الله أن يعتمد على نفسه في هذه الجزئية ما دام قد اعتاد أن يكون الشرح في المدرسة بداية لبذل الجهد في التطبيق والحل والاستيعاب الأمثل في المنزل.

وكما يبدو من انشغال والديك فلا بد من أن يخلفك أحد إخوتك في أداء هذا الدور من المتابعة مع أخيك والاطمئنان إلى استيعابه، والسؤال عنه في المدرسة واختبار فهمه بطرح أسئلة عليه (ويمكن الاستعانة بنماذج أسئلة مجاب عنها بالإجابات النموذجية) بشكل دوري يجعله مستعدًّا ومراجعًا لدروسه باستمرار، وهكذا...

وأخيرًا.. نتمنى لك التوفيق والبركة في زواجك.. ولأخيك دوام التفوق وإلى لقاء قريب.