المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «سقيا الإمارات» استمرار لمسيرة زايد الخير


OM_SULTAN
08-08-2014, 08:12 PM
«سقيا الإمارات» استمرار لمسيرة زايد الخير


علياء العامري
التاريخ: 02 يوليو 2014

تثبت دولة الإمارات في كل لحظة، أنها عاصمة عالمية لعمل الخير، ومحطة دولية رئيسة لإغاثة الملهوفين والمحتاجين، بل إن قلوب قادتها، حفظهم الله، على نبض إخوانهم في الإنسانية، يستشعرون مشاكل المحتاجين، ويغيثون المستغيثين، ويمدون يد العون للمنكوبين وأصحاب الأزمات، مستلهمين ذلك من روح مؤسس هذا الاتحاد، والدهم الشيخ زايد عليه رحمة الله، صاحب البصمات الواضحة والأيادي البيضاء والمواقف الإنسانية العظيمة، التي أكسبته احترام العالم أجمع.

فقد كان كما وصفه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «قدوة إنسانية، ليس فقط لشعب الإمارات، بل للكثير من الشعوب، في مجال العمل الخيري والإنساني، ولعلّ أهم ما كان يُميز زايد يرحمه الله، في العمل الإنساني، هو أنه جزء أساسي من فطرته وطبيعته وحقيقته، ولهذا السبب أحبه الناس، وقدرته الشعوب وارتفع قدره في القلوب».

فقد أسس زايد دولة عظيمة ليست منكفئة على نفسها أو مستأثرة بالخير الذي وهبه الله لأبنائها فحسب، بل وضع أسساً قوية للبعد الإنساني في سياسة الدولة، وسار على نهجه خليفته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، صاحب القلب الإنساني الكبير والأيادي المعطاء، حتى صار عمل الخير في عهده ثقافة إنسانية، وجزءاً أساسياً من حياة شعبه وهويته ومؤسسات نظامية تطبق فيها أفضل المعايير الإدارية والنظم المالية المتقدمة، وما يمر عام إلا ومبادرات الخير الإنساني تنطلق من الإمارات بصورة مبدعة وخلاقة، تدهش العالم كله.

وفي هذا الإطار، جاءت المبادرة الخلاقة والمبدعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، «سقيا الإمارات»، لتوفير مياه الشرب النظيفة لخمسة ملايين شخص حول العالم، عن طريق حفر الآبار وتوفير المضخات وتزويد المناطق المحتاجة بأدوات تنقية المياه، وبدأت الحملة مع بداية شهر رمضان المبارك.

ومثل هذه المبادرات ليست غريبة على صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، فهو دائم التدبر والتفكر في قضايا المستضعفين، والوقوف بجانبهم في أحلك الظروف، وتبني المبادرات التي تعزز قدرتهم على مواجهة أوضاعهم..

كما يسعى سموه لاستنهاض الهمم وتعزيز جانب المسؤولية الاجتماعية لدى الأفراد والهيئات والمؤسسات، تدعيماً للرسالة الإنسانية التي وضعتها الدولة لنفسها، والتي تقوم دعائمها على فعل الخير وإغاثة المحتاجين والمتضررين على مستوى العالم، ما جعلها تحتل المرتبة الأولى عالمياً في تصنيف الدول المانحة للمساعدات الإنمائية الرسمية.

حيث بلغ حجم المساعدات الإنمائية الإماراتية 5.2 مليارات دولار، ما يعادل 19.13 مليار درهم في 2013. وجاءت تلك المبادرة مع استقبال شهر الخير، تأكيداً لحرص قيادتنا الرشيدة على تطبيق روح الإسلام العظيمة، ومبادئه الإنسانية التي تدعونا إلى التكافل والتراحم وفعل الخير، يقول تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) (الحج: 77)، بل يدعونا الله سبحانه إلى التسابق في فعل الخيرات ((فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ)) (البقرة: 148)، وليس هناك مجال للتسابق أعظم من إدخال السرور على أهل الحاجات والمعوزين، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجته، أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً..»، السلسلة الصحيحة (906).

والمواقف تثبت أن حكام الإمارات وقيادتها الحكيمة، يحرصون لإدخال السرور على المسلمين وبني البشر عامة، بل يفزع الناس إليهم في حوائجهم، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله عباداً اختصهم بحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله».

يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: «نستقبل هذا الشهر الفضيل كعادتنا السنوية في دولة الإمارات، بمبادرات الخير وبروح العطاء، وبأيد ممدودة لكل محتاج وملهوف، راجين من الله أن يتقبل طاعاتنا وأعمالنا، ولا شك أيضاً أن أبناء الإمارات هم أبناء زايد الخير، ودولة الإمارات هي عاصمة للخير، وقلوب أهل الإمارات ظلت وما زالت مفتوحة دائماً لمد يد العون لكل محتاج».

وقيادتنا الرشيدة كذلك تعلم بحكمة قادتها، أن الإنسان الذي وهبه الله من الخير ووسع له في رزقه، عليه مسؤولية إنسانية عظيمة لإخوانه من المسلمين خاصة، ولبني البشر عامة، فمن حكمة الله سبحانه وتعالى، أن جعل بعض الناس أغنياء والبعض الآخر فقراء، ليساعد بعضهم بعضاً، خاصة في أمور معاشهم ومعاونتهم على شظف الدنيا، ويشهد لذلك ما رواه البخاري عَنْ أَبِي مُوسَى أنه قَالَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ» (صحيح البخاري 2306)، ويقول الله تعالى عن ذي القرنين: ((وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا(83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَءَاتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا(84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا(85)..))، وهذا يعني أنّ صاحب الإمكانات تكون التبعة عليه أكثر من غيره، بسبب ما أعطاه الله. وتجلت حكمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، في اختيار الماء رمزاً لتلك المبادرة «سقيا الإمارات»، لإنقاذ حياة الملايين الذين يواجهون خطر الموت بسبب شح المياه النظيفة، فالله جعل الماء أساس الحياة وسببها الذي لا تستمر بدونه، يقول تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة سقي الماء» و«ليس صدقة أعظم أجراً من ماء».

ويقول الشيخ محمد: «أطلقنا بحمد الله اليوم مبادرة #سقيا_الإمارات، لتوفير مياه الشرب النظيفة لخمسة ملايين إنسان حول العالم. خير الصدقة سقي الماء، وتشير الإحصاءات إلى أن 3.4 ملايين شخص يموتون سنوياً بسبب شح المياه النظيفة.

مبادرات الخير هي عادة رمضانية سنوية، ولن نتوقف عن مبادرات الخير السنوية، لأن هذه الدولة قامت على عمل الخير، وستستمر عليه. في كل كبد رطبة أجر، وفي كل بقعة من العالم سنغرس غرساً للخير باسم الإمارات، ونسأل الله أن يحفظ هذه البلدة الطيبة وأهلها». وكما عودتنا الجهات الخيرية والمؤسسات الحكومية والخاصة والإعلامية والدعوية في الإمارات، فجميعها تتعاون بمشاركة فاعلة في تلبية دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وإظهار الإمارات بوجهها الحضاري والإنساني الذي تستحق.

http://www.albayan.ae/opinions/articles/2014-07-02-1.2156459?utm_medium=social&utm_source=twitter