المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ذكرى راعي العمل الإنساني زايد الخير


OM_SULTAN
07-19-2014, 01:31 AM
في ذكرى راعي العمل الإنساني زايد الخير

http://almezmaah.com/assets/uploads/news/Kds_13750007777207.jpg

اللهم اغفر وارحم الوالد الشيخ زايد واجعل قبره روضة من رياض الجنة واغسله اللهم بالماء والثلج والبرد.

يوم ليس كباقي الأيام.. إنه ذكرى رحيل باني نهضة الإمارات ومؤسس الدولة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، فذكراه في قلوب ووجدان الإماراتيين والعرب، فزايد نذر نفسه وكرس كل جهده وعمل بتفان وإخلاص لخدمة وطنه وشعبه وأمته العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء ونقش سيرته في التاريخ كنموذج للقيادات الملهمة الحكيمة التي تجمعت وتوحدت قلوب البشر جميعا حولها، وأجمعت على مبادلته الحب والوفاء والولاء المطلق، وقد حفل سجل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بصفحات ثرية ناصعة من المنجزات الوطنية الباهرة التي سطرها التاريخ بأحرف من نور على مدى نحو 66 عاماً متواصلة من العطاء في العمل الوطني والقومي، فقد وهب زايد نفسه لبناء وطنه وخدمة مواطنيه وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في الحياة الكريمة الرغدة ، وقاد ملحمة البناء من مرحلة الصفر منطلقاً من رؤية ثاقبة بتسخير عوائد الثروات الطبيعية لبناء الإنسان، وإقامة المدارس ونشر التعليم وتوفير أرقى الخدمات الصحية وأحدث المستشفيات والعيادات العلاجية في كل أرجاء الوطن وإنجاز المئات من مشاريع البنية الأساسية العصرية والمستوطنات البشرية التي شكلت منظومة من المدن العصرية الحديثة التي حققت الاستقرار للمواطنين.. لقد كان بحق رجل التنمية ومن الزعماء القلائل الذين تفانوا وكرسوا حياتهم وأعطوا بكل سخاء من أجل عزة وطنهم وإسعاد شعبهم.



وقد أشاد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي "يوم العمل الإنساني الإماراتي" التي تنطلق فعالياتها التاسع عشر من رمضان 1434 هـجرية تحت شعار حب ووفاء لزايد العطاء، وتتزامن مع الذكرى التاسعة لرحيل الوالد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، فيما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، أنه لا يمكن الحديث عن عمل الخير في دولة الإمارات بدون استذكار سيرة رائد العطاء والخير ومؤسس الدولة وباني سيرتها الإنسانية العالمية زايد رحمه الله.. فهو المعلم وهو القدوة الإنسانية ليس فقط لشعب الإمارات بل للكثير من الشعوب في مجال العمل الخيري والإنساني.. ولعل أهم ما كان يميز زايد رحمه الله في العمل الإنساني هو أنه جزء أساسي من فطرته.. وطبيعته.. وحقيقته.. لم يكن زايد رحمه الله يحب المفاخرة أو المباهاة أو التحدث والتوقف كثيراً عند ما كان يقدمه.. كان عمل الخير فطرة عنده وكان البذل والعطاء جزء من شخصيته رحمه الله.



ويتضمن هذا اليوم إطلاق مبادرات إنسانية وخيرية في مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة احتفاء بذكرى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وفي مطلع شهر رمضان المبارك أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في 11 يوليو 2013 حملة "يوم زايد للعمل الإنساني" التي استمرت حتى يوم 19 رمضان الذي يصادف الذكرى التاسعة لرحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وتهدف هذه الحملة إلى كسوة مليون طفل محروم حول العالم، ومساندتهم ودعمهم في ظروفهم الصعبة التي يعيشونها وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر والذي يمتلك خبرة طويلة في مجال العمل الإنساني الدولي بالإضافة إلى وجود مكاتب وممثلين له في العديد من دول العالم الفقيرة في آسيا وأفريقيا بالإضافة لحضوره الفاعل في المناطق التي تضم مخيمات رئيسية للاجئين، وحظيت هذه المبادرة لما لزايد الخير والعطاء من مكانة في قلوب ونفوس مواطنيه بتجاوب وتفاعل كبير من قبل المجتمع بكل فئاته وشرائحه حيث نظمت أكثر من 275 وزارة ومؤسسة وجمعية وهيئة على مستوى الدولة مجموعة كبيرة من الفعاليات والبرامج الخيرية والثقافية والإنسانية استمرت حتى 19 رمضان وذلك ضمن فعاليات "يوم العمل الإنساني الإماراتي" شملت تنفيذ عدد من المبادرات الخيرية والإنسانية على الصعيدين المحلي والخيري.



فزايد الخير رسم في أحد أحاديثه صورة حية وصادقة لما كان عليه حال الوطن عند قيام الاتحاد وكيف أصبح الآن قائلاً "إن بعض المدن في الإمارات لم يكن فيها قبل الاتحاد مدرسة واحدة وأصبح فيها الآن عشرات المدارس الحديثة وبعض المدن لم يكن فيها قبل الاتحاد صيدلية وأصبح فيها الآن العديد من المستشفيات والعيادات وبعض الإمارات لم يكن فيها طريق معبد والآن أصبحت الطرق الحديثة السهلة تربط بين المدن والقرى وتسهل انتقال المواطنين من الصحراء إلى المدن، وعمل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان خلال المسيرة الاتحادية على تحقيق الوحدة الوطنية بين المواطنين وتوفير الحياة الكريمة لهم مؤكداً "إن هدف إقامة اتحاد الإمارات العربية المتحدة هو توحيد الكلمة.. وهدف الاتحاد الأول هو خدمة المواطنين ورفع مستواهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم والاهتمام بثقافتهم وصحتهم وأمنهم".. كما أكد قائلاً "لقد أثبتت تجربتنا أن الوحدة هي السبيل إلى تحقيق الإنجازات الضخمة والانتقال من التخلف والحرمان إلى التقدم والخير"، وعمل الشيخ زايد على مدى سنوات حكمه الحافلة بالمنجزات الشامخة على بناء الوطن بصورة موازية مع بناء الإنسان ورعاية المواطن والنهوض بالمجتمع حيث كان يؤكد "أن الإنسان هو العنصر الأساسي لكل تقدم وإن أثمن ثروة لهذا البلد هي الإنسان الذي يجب أن نعتني به كل العناية ونوفر له كل الرعاية فلا فائدة للمال بدون الرجال" .. وكان يؤكد دائماً أن رصيد أي أمة متقدمة هو أبناؤها المتعلمون وأن تقدم الشعوب والأمم إنما يقاس بمستوى التعليم وانتشاره.



ووضع زايد الاهتمام ببناء الإنسان ورعاية المواطن في أولويات توجهات السياسة العامة للدولة عندما أعلن بكل وضوح أن الدولة تعطي الأولوية في الاهتمام لبناء الإنسان ورعاية المواطن في كل مكان من الدولة.. فلا قيمة للقدرة المالية دون أن تكون هناك ثروة بشرية وكوادر وطنية مؤهلة وقادرة على بناء الوطن لأن طريق نهضة الوطن سيظل دائماً يتطلب من كل فرد في هذا المجتمع بذل الجهود الشاقة لأجل أن تثمر جهودنا، وقد تكللت هذه الجهود المخلصة في بناء الإنسان بالنجاح الباهر وأصبح الواقع المعاش يعكس اليوم ما وصل إليه الإنسان في دولة الإمارات من قدرات في التميز والعطاء ويجسّد مدى أهمية هذا الإنجاز في مسيرة الاتحاد والوطن.. كما أكد ذلك زايد بقوله "لقد حصدنا الكثير وحصدنا ما لم يتصوره المواطن أو الصديق أو الشقيق وأن خير ما حصدناه في هذا الوطن هو بناء الإنسان الذي نعطي له الأولوية في الاهتمام والرعاية".

مركز المزماة للدراسات والبحوث