المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دروس محمد بن راشد..


أفاق : الاداره
02-14-2013, 05:12 AM
كل يوم
دروس محمد بن راشد..
المصدر: سامي الريامي التاريخ: 12 فبراير 2013

درس ممتع في القيادة، قدمه أمس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في جلسته الحوارية بالقمة الحكومية الأولى من نوعها على مستوى العالم، التي استضافتها دبي أمس، بحضور أكثر من ‬2500 شخص، فقد أجاب سموه عن أسئلة كثيرة، وقدم من خلال الأجوبة النموذج الذي نبتغيه في المسؤولين وفي شكل العلاقة بين المؤسسات الحكومية والمواطن، وهو القائم على تقديم الخدمة بهدف إسعاد المواطن.

لم يشعر أحد بالساعتين ونصف الساعة، فقد مر الوقت بسرعة شديدة، لكنه مملوء بالحكم، والطاقة الإيجابية التي تكفي لتسيير دولة بأكملها سنوات عدة مقبلة، فالتأثير الإيجابي من كلمات الشيخ محمد لا يمكن قياس أثره في المسؤولين والموظفين والناس العاديين.

كان حواراً مميزاً من شخصية مميزة، دأبت على تنظيم حدث سنوي بهذه الضخامة، أصبحنا ننتظره كل عام، ففيه شحذ للهمم، وفيه شرح للرؤية، وفيه اطمئنان للنفس، وفيه تحفيز وتشجيع لكل موظف، مهما كان حجم العمل الذي يؤديه، ألا يكفي أن يقول سموه، إن «سر تطور الإمارات هو بفضل آلاف الموظفين المجتهدين والمميزين الذين يخدمون الدولة كلٌ في مجاله»، وألا يكفي أن يؤكد أن «لكل موظف في الدولة بصمة في تطوير بلده»، وألا يكفي أن يقول أيضاً: «أنا فخور بكل موظف مجتهد»؟

أجاب سموه عن سؤال حول القيادة، هل هي فطرية أم مكتسبة؟ فقال: «قد تكون فطرية يمكن توارث بعض صفاتها من الأجداد والآباء، لكنها بالتأكيد لا تكفي لبناء القائد، فالتدريب وصقل الموهبة والتعليم من الأمور المهمة في تكوين القائد». وكان سموه كذلك على المسرح أمس، قائداً بالفطرة وبالوراثة، وقائداً مصقولاً بخبرات سنوات طويلة، بعد أن نال تعليماً وتدريباً يفوق تعليم الكليات، مع أنه تمرس أيضاً في الكليات، لكن شخصيته بناها من خلال نهله من مدرستي المغفور لهما زايد بن سلطان وراشد بن سعيد، فكان نتاج كل هذا قائداً يمتلك مواهب و«كاريزما» مميزة جداً.

ما أكثر الدروس التي استفدناها من كلمات الشيخ محمد، أمس، فهي قدمت خلاصة رؤيته لمستقبل المدينة والدولة والحكومة، وعرفنا من خلالها مكونات الحب والكراهية في شخصيته، فهو يحب العمل والإنتاج والتفاؤل والإيجابية، ويكره السلبية والتشاؤم والانطواء.. يعشق التحديات التي يحولها إلى فرص، ويكره الخوف من التحديات وعدم اقتحام الصعوبات.

قالها سموه بشكل مباشر في رده على سؤال حول كيفية احتساب المخاطر عند تنفيذ المشروعات والخطط الاستراتيجية: «من يخشَ المخاطرة لن يبرح مكانه، ولكل عمل مخاطر خاصة به، فهل نتوقف عن ركوب السيارات لوجود خطر الحوادث، وهل نتوقف عن السفر بالطائرات لاحتمالية وقوعها.. الحياة عمل وتفاؤل، ومن يُرد العالمية والمكانة المرموقة فليترك السلبية والتفكير المتشائم».

سموه يعطي ثقته لكل موظف مجتهد، لا يهمه كثيراً الخبرات المتراكمة، بقدر ما يهمه الإبداع والابتكار، ما عرفته أمس، أن هذا النهج لا يتبعه سموه مع البشر فقط، بل طبقه حتى على حصانه الذي امتطاه ليفوز به في بطولة العالم، فلقد كانت هذه البطولة هي الأولى لذلك الحصان، لكنه أحرز المركز الأول، لأن سموه عرف إمكاناته ووظفها للفوز، فاستحق لقب البطولة.

القمة الحكومية في حد ذاتها فكرة إبداعية مبتكرة، وجلسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد كانت قمة الذكاء والإبداع، والكرة الآن في ملعب المسؤولين والموظفين للتميز والانطلاق بإيجابية.
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2013-02-12-1.549010

كل يوم
كانا مذهلَين..
المصدر: سامي الريامي التاريخ: 13 فبراير 2013

أجاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أول من أمس، في جلسته الحوارية، عن سؤال حول السر في تطور الإمارات، فقال «سر التطور هو عشق أهل الإمارات لتراب الإمارات»، ولا شك أبداً في أن الحب يصنع المعجزات، وأهل الإمارات صنعوا كثيراً من الإنجازات بحماس ينبع من هذا الحب لهذه الأرض.

في يوم أمس من القمة الحكومية، المميزة في فكرتها وتنظيمها وحضورها، ونوعية المتحدثين فيها، اكتشفنا سبباً آخر لسر تطور الإمارات، لا يقل أهمية عما قاله الشيخ محمد بن راشد، هذا السر هو وجود قادة ومسؤولين لديهم رؤية واضحة، وعزيمة صلبة لبذل كل جهد في سبيل تطوير ابن الإمارات، وتنمية اقتصاد الإمارات، والعمل على رقي الإمارات في كل المجالات.

الأمور في دولة الإمارات لا تسير بشكل عشوائي، وإنما تسير وفقاً لرؤية متكاملة اتضحت صورتها، أمس، بشكل شديد الوضوح، وتسير على خطط استراتيجية متوسطة وبعيدة الأمد، ويعمل بها فرق عمل مكونة من آلاف الأشخاص تقودهم كفاءات إدارية وقيادية مذهلة.

الكفاءات الإدارية والاستراتيجية على مستوى القيادة مذهلة حقاً، ليس في ذلك مجاملة لأحد، فلقد رأيناهم أمس بشكل مباشر وواضح، وجهاً لوجه، واجهوا الجمهور، وتحدثوا فأبدعوا، وأجابوا عن الأسئلة بشفافية شديدة، فليس لديهم ما يخفونه.

مقنعان، متمكنان، في قمة الذكاء والحضور على المسرح، واثقان بنفسيهما، يمتلكان قدرة فائقة على الإقناع، يعرفان تفاصيل التفاصيل في عملهما بشكل خاص، وقضايا المجتمع بشكل عام، كانا في قمة التألق والإبداع، هكذا كان سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، في جلسات أمس، فعلاً يستحقان بحق كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في حقيهما، قبل بدء الجلسة، عندما قال: «سيف ومنصور هما محركا مجلس الوزراء، وأنا أعتمد عليهما بشكل رئيس».

كان بإمكانهما الاكتفاء بلقب «سمو الشيخ»، وكان بإمكانهما الإشراف على العمل من بعيد وترك المهام للمستشارين والمديرين التنفيذيين، لكنها لم يفعلا ذلك، ولا أعتقد أنهما سيفعلانه يوماً، فهما تربية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، فسمو الشيخ منصور عمل في مكتبه سبع سنوات، كانت بمثابة سبعين عاماً، فلم يعرف خلالها معنى ساعات الدوام المحددة، ولم يعرف معنى الإجازة الأسبوعية، أو السنوية، كان جاهزاً لتنفيذ الأوامر، ومستعداً للاستفسار عن أي سؤال، بل كان يستحضر في نفسه ما لا يقل عن ‬150 سؤالاً متوقعاً في حالة وصول ضيف لزايد، رحمه الله، ويجهز نفسه للإجابة إن طُلبت منه أي معلومات أو استفسار.

وهكذا كان سمو الشيخ سيف بن زايد، أيضاً، فهو يذكر أن الشيخ زايد اتصل به صباح أول يوم في زواجه، وطلب منه البحث في كل سجون الدولة عن شخص ما، وكان عليه تنفيذ الأوامر، بغض النظر عن الزمان والمكان.

فخورون برجال الدولة وقادتها، وفخورون بكل متميز من أبناء الإمارات أياً كان موقعه أو منصبه، فحقاً سر تطور الإمارات يكمن خلف عشق تراب الإمارات، وذهنية قادة الإمارات.

http://www.emaratalyoum.com/opinion/2013-02-13-1.549268