الطبيب والعليل

[ابراهيم تايحي]

الطبيب والعليل
لا تستعجل بتخديري أيها الطبيب ؟ / العليل/
لا تخف فهذه وسيلة لإزالة العيب؟/الطبيب/
أيها الحكيم المطبب أنت تخدر الجسم, وتخمد الإحساس , لتجتث منه الخبيث من الحديد والنحاس , وتذهب عنه البأس , بحول الله رب الناس.
أما أنا فإني أخدر العقول رضا أو بالفأس , ولا يهمني الا تحقيق غاياتي بدينار كان أو بفلس.
الكبير فينا من صال وجال , فإذا تعب وحل به نصب , ينام على ظهر فرس.
لا يخيفه هدير الوادي وما يعلو الرأس , يمضي قدما شطر القصر ... لا يوقفه حرس , ولا يبالي برنين جرس .
كل أمامه صغير لكن فؤاده ملئ ضغينة ودس.
فهل أنت لي بمداوي أيها الطبيب أم أنك مثلهم أصم أخرص , أم أبحث عن آخر أقل منك ثمنا وأرخص.؟
لما توقفت عن تخديري؟ أشيئا بجسمي وجدت فهو نجس ؟ أم أن بشرتي علمت عنها أنها موطن للبرص ؟.
لا تنزع القفاز من على يديك لئلا يصيبك مني نجس ؟
إني عليل منذ سنين وعلتي ليست قنى ولكن من الورى من قالوا أنه بي لطم ومس
ورثناها عن أبينا وأخي قد مات منذ الأمس , فلا تقنط من علاجي ولا تيأس .
فإما أن أعيش سيدا سعيدا أو قل لهم أن يحفروا الرمس ؟ فقد آن زمن رحيل الشمس
عفاك الله يا حكيم, يا حاكم الإبرة باليمنى وبالأخرى منظار الجس, أخلص لوجه الله صنعك؟ ولاتكن عبدا للسماعة والتجسس .
ابراهيم تايحي