أفاق : الاداره
04-29-2012, 06:24 PM
لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ iiنُقصانُ أبو البقاء الرندي
أبو البقاء الرندي
لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ iiنُقصانُ = فَـلا يُـغَرَّ بِـطيبِ العَيشِ iiإِنسانُ
هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدتُها iiدُوَلٌ = مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ
وَهَـذِهِ الـدارُ لا تُبقي عَلى iiأَحَدٍ = وَلا يَـدُومُ عَـلى حـالٍ لَها شانُ
يُـمَزِّقُ الـدَهرُ حَـتماً كُلَّ iiسابِغَةٍ = إِذا نَـبَت مَـشرَفِيّات iiوَخـرصانُ
وَيَـنتَضي كُـلَّ سَيفٍ للفَناء iiوَلَو = كـانَ ابنَ ذي يَزَن وَالغِمد iiغمدانُ
أَيـنَ المُلوكُ ذَوي التيجانِ مِن iiيَمَنٍ = وَأَيـنَ مِـنهُم أَكـالِيلٌ iiوَتـيجَانُ
وَأَيـنَ مـا شـادَهُ شَـدّادُ في iiإِرَمٍ = وَأيـنَ ما ساسَه في الفُرسِ iiساسانُ
وَأَيـنَ مـا حازَهُ قارونُ من iiذَهَبٍ = وَأَيـنَ عـادٌ وَشـدّادٌ iiوَقَـحطانُ
أَتـى عَـلى الـكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ iiلَهُ = حَـتّى قَضوا فَكَأنّ القَوم ما iiكانُوا
وَصـارَ ما كانَ مِن مُلكٍ وَمِن iiمَلكٍ = كَما حَكى عَن خَيالِ الطَيفِ iiوَسنانُ
دارَ الـزَمانُ عَـلى دارا وَقـاتِلِهِ = وَأَمَّ كِـسرى فَـما آواهُ iiإِيـوانُ
كَـأَنَّما الصَعبُ لَم يَسهُل لَهُ iiسببٌ = يَـوماً وَلا مَـلَكَ الـدُنيا سُلَيمانُ
فَـجائِعُ الـدُهرِ أَنـواعٌ مُـنَوَّعَةٌ = وَلِـلـزَمانِ مَـسرّاتٌ iiوَأَحـزانُ
وَلِـلـحَوادِثِ سـلوانٌ iiيُـهوّنُها = وَمـا لِـما حَـلَّ بِالإِسلامِ سلوانُ
أَتـى عَـلى الـكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ iiلَهُ = حَـتّى قَضوا فَكَأنّ القَوم ما iiكانُوا
دهـى الـجَزيرَة أَمـرٌ لا عَزاءَ iiلَهُ = هَـوَى لَـهُ أُحُـدٌ وَاِنـهَدَّ iiثَهلانُ
أَصـابَها العينُ في الإِسلامِ فاِرتزَأت = حَـتّى خَـلَت مِـنهُ أَقطارٌ iiوَبُلدانُ
فـاِسأل بَـلَنسِيةً مـا شَأنُ iiمرسِيَةٍ = وَأَيـنَ شـاطِبة أَم أَيـنَ iiجـيّانُ
وَأَيـن قُـرطُبة دارُ الـعُلُومِ iiفَكَم = مِـن عـالِمٍ قَد سَما فِيها لَهُ iiشانُ
وَأَيـنَ حـمص وَما تَحويِهِ مِن iiنُزَهٍ = وَنَـهرُها الـعَذبُ فَـيّاضٌ iiوَمَلآنُ
قَـوَاعد كُـنَّ أَركـانَ البِلادِ iiفَما = عَـسى الـبَقاءُ إِذا لَم تَبقَ أَركانُ
تَـبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَاءُ مِن iiأَسَفٍ = كَـما بَـكى لِفِراقِ الإِلفِ iiهَيمَانُ
عَـلى دِيـارٍ مـنَ الإِسلامِ iiخالِيَةٍ = قَـد أَقـفَرَت وَلَها بالكُفرِ iiعُمرانُ
حَيثُ المَساجِدُ قَد صارَت كَنائِس ما = فـيـهِنَّ إِلّا نَـواقِيسٌ iiوصـلبانُ
حَـتّى المَحاريبُ تَبكي وَهيَ iiجامِدَةٌ = حَـتّى الـمَنابِرُ تَـبكي وَهيَ عيدَانُ
يـا غـافِلاً وَلَـهُ في الدهرِ iiمَوعِظَةٌ = إِن كُـنتَ فـي سنَةٍ فالدهرُ iiيَقظانُ
وَمـاشِياً مَـرِحاً يُـلهِيهِ iiمَـوطِنُهُ = أَبَـعدَ حِـمص تَـغُرُّ المَرءَ iiأَوطانُ
تِـلكَ الـمُصِيبَةُ أَنسَت ما iiتَقَدَّمَها = وَمـا لَـها مِن طِوَالِ المَهرِ iiنِسيانُ
يـا أَيُّـها الـمَلكُ الـبَيضاءُ رايَتُهُ = أَدرِك بِـسَيفِكَ أَهلَ الكُفرِ لا iiكانوا
يـا راكِـبينَ عِـتاق الخَيلِ iiضامِرَةً = كَـأَنَّها فـي مَـجالِ السَبقِ عقبانُ
وَحـامِلينَ سُـيُوفَ الـهِندِ iiمُرهَفَةً = كَـأَنَّها فـي ظَـلامِ الـنَقعِ iiنيرَانُ
وَراتِـعينَ وَراءَ الـبَحرِ فـي iiدعةٍ = لَـهُم بِـأَوطانِهِم عِـزٌّ iiوَسـلطانُ
أَعِـندكُم نَـبَأ مِـن أَهلِ iiأَندَلُسٍ = فَـقَد سَـرى بِحَدِيثِ القَومِ iiرُكبَانُ
كَم يَستَغيثُ بِنا المُستَضعَفُونَ iiوَهُم = قَـتلى وَأَسـرى فَـما يَهتَزَّ iiإِنسانُ
مـاذا الـتَقاطعُ في الإِسلامِ iiبَينَكُمُ = وَأَنـتُم يـا عِـبَادَ الـلَهِ إِخـوَانُ
أَلا نُـفوسٌ أَبـيّاتٌ لَـها iiهِـمَمٌ = أَمـا عَـلى الـخَيرِ أَنصارٌ iiوَأَعوانُ
يـا مَـن لِـذلَّةِ قَـوم بَعدَ iiعِزّتهِم = أَحـالَ حـالَهُم كـفرٌ iiوَطُـغيانُ
بِـالأَمسِ كانُوا مُلُوكاً فِي iiمَنازِلهِم = وَالـيَومَ هُـم في بِلادِ الكُفرِ عُبدانُ
فَـلَو تَـراهُم حَيارى لا دَلِيلَ iiلَهُم = عَـلَيهِم مـن ثـيابِ الذُلِّ iiأَلوانُ
وَلَـو رَأَيـت بُـكاهُم عِندَ iiبَيعهمُ = لَـهالَكَ الأَمـرُ وَاِستَهوَتكَ أَحزانُ
يـا رُبَّ أمٍّ وَطِـفلٍ حـيلَ iiبينهُما = كَـمـا تُـفَرَّقُ أَرواحٌ iiوَأَبـدانُ
وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَمسِ إِذ iiبرزت = كَـأَنَّما هـيَ يـاقُوتٌ وَمُـرجانُ
يَـقُودُها الـعِلجُ لِلمَكروهِ iiمُكرَهَةً = وَالـعَينُ بـاكِيَةٌ وَالـقَلبُ iiحَيرانُ
لِـمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن iiكَمَدٍ = إِن كـانَ فـي القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ
http://www.adabeh.com/poem/create.php?card_id=137
أبو البقاء الرندي
لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ iiنُقصانُ = فَـلا يُـغَرَّ بِـطيبِ العَيشِ iiإِنسانُ
هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدتُها iiدُوَلٌ = مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ
وَهَـذِهِ الـدارُ لا تُبقي عَلى iiأَحَدٍ = وَلا يَـدُومُ عَـلى حـالٍ لَها شانُ
يُـمَزِّقُ الـدَهرُ حَـتماً كُلَّ iiسابِغَةٍ = إِذا نَـبَت مَـشرَفِيّات iiوَخـرصانُ
وَيَـنتَضي كُـلَّ سَيفٍ للفَناء iiوَلَو = كـانَ ابنَ ذي يَزَن وَالغِمد iiغمدانُ
أَيـنَ المُلوكُ ذَوي التيجانِ مِن iiيَمَنٍ = وَأَيـنَ مِـنهُم أَكـالِيلٌ iiوَتـيجَانُ
وَأَيـنَ مـا شـادَهُ شَـدّادُ في iiإِرَمٍ = وَأيـنَ ما ساسَه في الفُرسِ iiساسانُ
وَأَيـنَ مـا حازَهُ قارونُ من iiذَهَبٍ = وَأَيـنَ عـادٌ وَشـدّادٌ iiوَقَـحطانُ
أَتـى عَـلى الـكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ iiلَهُ = حَـتّى قَضوا فَكَأنّ القَوم ما iiكانُوا
وَصـارَ ما كانَ مِن مُلكٍ وَمِن iiمَلكٍ = كَما حَكى عَن خَيالِ الطَيفِ iiوَسنانُ
دارَ الـزَمانُ عَـلى دارا وَقـاتِلِهِ = وَأَمَّ كِـسرى فَـما آواهُ iiإِيـوانُ
كَـأَنَّما الصَعبُ لَم يَسهُل لَهُ iiسببٌ = يَـوماً وَلا مَـلَكَ الـدُنيا سُلَيمانُ
فَـجائِعُ الـدُهرِ أَنـواعٌ مُـنَوَّعَةٌ = وَلِـلـزَمانِ مَـسرّاتٌ iiوَأَحـزانُ
وَلِـلـحَوادِثِ سـلوانٌ iiيُـهوّنُها = وَمـا لِـما حَـلَّ بِالإِسلامِ سلوانُ
أَتـى عَـلى الـكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ iiلَهُ = حَـتّى قَضوا فَكَأنّ القَوم ما iiكانُوا
دهـى الـجَزيرَة أَمـرٌ لا عَزاءَ iiلَهُ = هَـوَى لَـهُ أُحُـدٌ وَاِنـهَدَّ iiثَهلانُ
أَصـابَها العينُ في الإِسلامِ فاِرتزَأت = حَـتّى خَـلَت مِـنهُ أَقطارٌ iiوَبُلدانُ
فـاِسأل بَـلَنسِيةً مـا شَأنُ iiمرسِيَةٍ = وَأَيـنَ شـاطِبة أَم أَيـنَ iiجـيّانُ
وَأَيـن قُـرطُبة دارُ الـعُلُومِ iiفَكَم = مِـن عـالِمٍ قَد سَما فِيها لَهُ iiشانُ
وَأَيـنَ حـمص وَما تَحويِهِ مِن iiنُزَهٍ = وَنَـهرُها الـعَذبُ فَـيّاضٌ iiوَمَلآنُ
قَـوَاعد كُـنَّ أَركـانَ البِلادِ iiفَما = عَـسى الـبَقاءُ إِذا لَم تَبقَ أَركانُ
تَـبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَاءُ مِن iiأَسَفٍ = كَـما بَـكى لِفِراقِ الإِلفِ iiهَيمَانُ
عَـلى دِيـارٍ مـنَ الإِسلامِ iiخالِيَةٍ = قَـد أَقـفَرَت وَلَها بالكُفرِ iiعُمرانُ
حَيثُ المَساجِدُ قَد صارَت كَنائِس ما = فـيـهِنَّ إِلّا نَـواقِيسٌ iiوصـلبانُ
حَـتّى المَحاريبُ تَبكي وَهيَ iiجامِدَةٌ = حَـتّى الـمَنابِرُ تَـبكي وَهيَ عيدَانُ
يـا غـافِلاً وَلَـهُ في الدهرِ iiمَوعِظَةٌ = إِن كُـنتَ فـي سنَةٍ فالدهرُ iiيَقظانُ
وَمـاشِياً مَـرِحاً يُـلهِيهِ iiمَـوطِنُهُ = أَبَـعدَ حِـمص تَـغُرُّ المَرءَ iiأَوطانُ
تِـلكَ الـمُصِيبَةُ أَنسَت ما iiتَقَدَّمَها = وَمـا لَـها مِن طِوَالِ المَهرِ iiنِسيانُ
يـا أَيُّـها الـمَلكُ الـبَيضاءُ رايَتُهُ = أَدرِك بِـسَيفِكَ أَهلَ الكُفرِ لا iiكانوا
يـا راكِـبينَ عِـتاق الخَيلِ iiضامِرَةً = كَـأَنَّها فـي مَـجالِ السَبقِ عقبانُ
وَحـامِلينَ سُـيُوفَ الـهِندِ iiمُرهَفَةً = كَـأَنَّها فـي ظَـلامِ الـنَقعِ iiنيرَانُ
وَراتِـعينَ وَراءَ الـبَحرِ فـي iiدعةٍ = لَـهُم بِـأَوطانِهِم عِـزٌّ iiوَسـلطانُ
أَعِـندكُم نَـبَأ مِـن أَهلِ iiأَندَلُسٍ = فَـقَد سَـرى بِحَدِيثِ القَومِ iiرُكبَانُ
كَم يَستَغيثُ بِنا المُستَضعَفُونَ iiوَهُم = قَـتلى وَأَسـرى فَـما يَهتَزَّ iiإِنسانُ
مـاذا الـتَقاطعُ في الإِسلامِ iiبَينَكُمُ = وَأَنـتُم يـا عِـبَادَ الـلَهِ إِخـوَانُ
أَلا نُـفوسٌ أَبـيّاتٌ لَـها iiهِـمَمٌ = أَمـا عَـلى الـخَيرِ أَنصارٌ iiوَأَعوانُ
يـا مَـن لِـذلَّةِ قَـوم بَعدَ iiعِزّتهِم = أَحـالَ حـالَهُم كـفرٌ iiوَطُـغيانُ
بِـالأَمسِ كانُوا مُلُوكاً فِي iiمَنازِلهِم = وَالـيَومَ هُـم في بِلادِ الكُفرِ عُبدانُ
فَـلَو تَـراهُم حَيارى لا دَلِيلَ iiلَهُم = عَـلَيهِم مـن ثـيابِ الذُلِّ iiأَلوانُ
وَلَـو رَأَيـت بُـكاهُم عِندَ iiبَيعهمُ = لَـهالَكَ الأَمـرُ وَاِستَهوَتكَ أَحزانُ
يـا رُبَّ أمٍّ وَطِـفلٍ حـيلَ iiبينهُما = كَـمـا تُـفَرَّقُ أَرواحٌ iiوَأَبـدانُ
وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَمسِ إِذ iiبرزت = كَـأَنَّما هـيَ يـاقُوتٌ وَمُـرجانُ
يَـقُودُها الـعِلجُ لِلمَكروهِ iiمُكرَهَةً = وَالـعَينُ بـاكِيَةٌ وَالـقَلبُ iiحَيرانُ
لِـمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن iiكَمَدٍ = إِن كـانَ فـي القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ
http://www.adabeh.com/poem/create.php?card_id=137