المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كُتّاب: توثيق تاريخ الـــدولة مسؤولية وطنية


أفاق : الاداره
11-30-2011, 01:45 PM
دعوا في ندوة «دبي للصحافة» إلى الكتابة بالكثير
من القيم الوطنيـــــــة وبعيداً عن الحشو والإنشاء
كُتّاب: توثيق تاريخ الـــدولة مسؤولية وطنية


المصدر: هنادي أبونعمة - دبيالتاريخ: 22 نوفمبر 2011

من اليمين: أيوب يوسف وفاطمة الصايغ وصالحة غباش وجمال الشحي وناصر الظاهري. تصوير: باتريك كاستيلو

ناقش كتّاب ومثقفون إماراتيون السبل الفعالة في توظيف فنون الكتابة المختلفة، سواء في توثيق تاريخ البلاد أو في تعزيز حب الوطن وخدمته، وذلك في لقاء نظمه نادي دبي للصحافة، أمس، بمناسبة اليوم الوطني الـ40 لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وشارك في الجلسة النقاشية التي حملت عنوان «الإمارات في ذاكرة الكتاب» وأدارها المذيع أيوب يوسف، كل من الدكتورة فاطمة الصايغ، والكاتب الصحافي ناصر الظاهري، والأديبة صالحة غباش، والكاتب والناشر جمال الشحي.

فاطمة الصايغ

أكدت الأستاذ المشارك في قسم التاريخ والآثار في جامعة الإمارات العربية المتحدة فاطمة الصايغ، انه ليس من السهل ترسيخ الهوية الوطنية بين ابناء جيل اليوم، الذي اكتظت مداركه بشتى مصادر المعلومات ووسائل المعرفة، ويعيش في بلد اتسع لأكثر من 200 جنسية، تحمل كل منها نموذجاً ثقافياً متبايناً عن الثقافة المحلية للبلاد.

ورأت الصايغ أن الجيل الجديد يتطلع إلى تلقي المعلومات عبر ما وصفته بـ«كبسولة» تحتوي بشكل منظم وبسيط وسريع ومكثف كل المعلومات المتعلقة بتاريخ بلاده ومنابع ثقافتها، ما يتطلب ـ في رأيها ـ من المعنيين من الجيل القديم من مسؤولين تربويين وثقافيين ان يتخلوا عن أساليبهم التقليدية والعمل على اعداد تلك «الكبسولات» بالكثير من القيم الوطنية وبعيدا عن الحشو والإنشاء.

وأشارت الصايغ إلى أن كتابة وتوثيق تاريخ البلاد مسؤولية وطنية تتطلب توافر عدد من الشروط. وأضافت ان المؤرخ والموثق يجب ان يحمل صفات معينة أهمها قدرته على البقاء حيادياً، وعدم الخضوع للمؤثرات التي تتمثل في المال أو السلطة، مشيرة إلى أن المنطقة عجت بكتابة تاريخ الأنظمة في وقت تحتاج فيه البلاد إلى توثيق تاريخ الشعوب بشفافية وصدق.

ولخصت الصايغ أسباب نجاح اتحاد الإمارات، الذي يعتبر في رأيها تجربة يصعب تصديرها الى بلدان وشعوب أخرى قد لا تتوافر لديها المقومات التي وجدت في الإمارات. وتضمنت الأسباب التي ذكرتها الصايغ، أن الاتحاد اشتق عوامل نجاحه من البيئة المحلية ولم يستورد مفاهيم وحدته من الخارج، وقام على أسس من النظام القبلي، فجاء وليد بيئته الطبيعية. وأضافت ان نجاح الاتحاد جاء نتيجة رفع «العمل» شعاراً ووسيلة بناء، بدلاً من الشعارات والمصطلحات الرنانة التي انشغلت بها أنظمة أخرى، ونسيت العمل على بناء بلادها. وأوضحت أن قيام الاتحاد بين الإمارات العربية تأسس على المنح والعطاء المعنوي دون اللجوء إلى نزع السلطات والتنافس على الصلاحيات، مشيرة إلى أثر قيام الاتحاد في أواصر العلاقة الأبوية بين الحاكم والشعب.

صالحة غباش

من جهتها أكدت الأديبة صالحة غباش أن الكتابة مسؤولية تاريخية ووطنية، لأن من يملك القلم يملك كل الأدوار المنوطة بعدد من الأفراد الفاعلين والمسؤولين في المجتمع. وقالت انه حين نتكلم عن الوطن فإننا نتكلم عن تاريخ وعلم وحس ووجدان، إلا أن ذلك لا يعني أن الكلمة في حب الوطن تعبر عنها القصيدة، علماً بأن القصيدة مهمة وضرورية، غير أن الكتابة عن الوطن تتطلب ما هو أوقع وأعمق من شرح أحاسيس عبر أبيات شعرية. وأكدت غباش أن على كل كاتب في أي من مجالات المعرفة أن يتسلح بثقافة تاريخية ومجتمعية تجعله في مستوى الكتابة عن الوطن.

ورأت غباش أن هناك خطراً يكمن في ما يسمى «السعودة» أو «الخلجنة»، سواء في اللغة أو في أي لون من ألوان الثقافة الأخرى، معتبرة أن كل دولة تبحث عن خصوصيتها ورموزها الوطنية، وتتمسك بمكونات ثقافتها المحلية، رغم حاجتها إلى التفاعل مع كل الثقافات والحضارات الإنسانية الأخرى.

جمال الشحي

وعن دور النشر في دعم واستقطاب الكتاب الإماراتيين وتشجيعهم على الإنتاج الأدبي والفكري عن الوطن وآماله وشجونه، رأى جمال الشحي ان الكتاب الإماراتيين تنقصهم مهارة التسويق والدعاية لأنفسهم، مشيرا إلى افتقار الإمارات إلى رموز كتابية رغم انها تشهد طفرة.

واعترف الشحي بأن الكتاب التقليدي يواجه مشكلة في ظل انتشار وتفوق نظيره الإلكتروني، حسب ما أعلنت مؤسسة أمازون العالمية في معلومات حديثة نشرتها الأسبوع الماضي.

واعتبر أن ثقافة دولة الاتحاد نهلت من نتاج أدبي وفكري صنعه مبدعون في زمن لم تكن قد توافرت فيه أبسط مقومات العيش. وأضاف أن حياة التجهيل والفقر والعزلة التي فرضها الاحتلال البريطاني على أبناء الإمارات جعلت من قدرة أبنائه على الإنتاج الثقافي تحدياً تصعب مواجهته.

وقال الشحي إن الشعوب التي تمتلك المقومات الأصيلة لا يخيفها الآخر أو يقلقها، معتبراً أن تمازج اللهجة والعادات مع ألوان مختلفة من الثقافة لا يشكل خطرا على الهوية الإماراتية، طالما كان هناك عمل أعمق وأشمل لتعزيز تلك الهوية وبناء الانتماء.

ناصر الظاهري

أما ناصر الظاهري فقال إنه يجب الإجماع على ان الوطن هو الذي يبني الإنسان، وأن الوطن في اتحاد وتكاتف ابنائه. وتطرق الظاهري الى دور العلم والتعليم في بناء الانسان الإماراتي، مشيراً إلى حكمة الأب المؤسس الشيخ زايد ـ رحمه الله ـ في تشجيع أبناء البلد على التعلم، فقال إنه كان يدفع لهم رواتب شهرية ليتفرغوا للعلم حتى لا يضطروا للعمل والانصراف عن المدارس لمساعدة أسرهم المحتاجة مالياً.

وأكد الظاهري أن التعبير عن الهمّ الإنساني والمعاناة البشرية هو الوسيلة الناجعة بالنسبة اليه في التعبير عن الوطن وقضاياه، مشيرا إلى أنه حين يتذكر عجوزاً فإنه يتحدث عن الوطن، وحين يكتب عن شجرة قديمة اقتلعت فإنه يتكلم عن الوطن، مؤكدا أن في قلب كل منا وطناً كبيراً ووطناً صغيراً. من جهة أخرى، قال الظاهري إن الكاتب المبدع من يكتب التاريخ الموازي للتاريخ الرسمي، مشيراً إلى ان تجربة الاتحاد من الصعب ان تتكرر في مكان آخر، لأنها نتجت بشكل طبيعي عن انسجام وترابط بين مجموعة من البشر يشتركون في التاريخ والجغرافيا والثقافة.

وفي رد على سؤال حول مدى قابلية استفادة بلدان عربية أخرى من تجربة اتحاد دولة الإمارات، رأى الظاهري ان تكرار تجربة اتحاد على المستوى العربي قابلة للتنفيذ على الصعيد الاقتصادي الذي بدوره سيؤدي إلى اتحاد واتفاق في النظام السياسي.
http://www.emaratalyoum.com/national-day/2011-11-22-1.439209