المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصتي مـع القـرآن


أفاق : الاداره
06-08-2004, 01:36 AM
قصتي مـع القـرآن

حوار/ عز الدين فرحات
6/6/1424
04/08/2003

(فادي زكي شريف) مدير إدارة بإحدى الشركات، و أب لعشرة من الأبناء؛ يحفظ ستة منهم القرآن الكريم، والباقون على الدرب سائرون، وهم أوائل دفعاتهم في مدارسهم وكلياتهم،كيف حفظوا القرآن الكريم؟ وما أثر ذلك على مستوياتهم الدراسية؟.
للتعرف على ذلك كان هذا الحوار معه لموقع (الإسلام اليوم):

نود في البداية التعرف على شخصكم الكريم
- أخوكم في الله فادي بن زكي عبد العال شريف، من مواليد عام 1373هـ الموافق 1953م، تخرجت في كلية التجارة – جامعة طنطا عام 1975 وتزوجت عام 1978م بعد أن أديت الخدمة العسكرية.

كيف كانت بدايتكم مع القرآن الكريم؟
- كانت بدايتي مع القرآن الكريم في بداية السبعينيات الميلادية في المرحلة الجامعية، وكان ذلك على يد أحد الإخوة الفلسطينيين، والذي كان يجلس معنا جلسات يعلمنا فيها أحكام التجويد، ثم كان للجمعية الشرعية بمصر دور آخر، ثم كانت المساجد والدروس والمحاضرات خاصة بعد أن تم الإفراج عن الدعاة من جماعة الإخوان المسلمين من المعتقلات، وكان ذلك عام 1973م .

ومتى أتممت حفظه؟
- حتى الآن لم يتيسر لي إتمام الحفظ وإن كنت قد قطعت شوطاً والحمد لله، ولكني استعضت عن ذلك بإتمامه مع أبنائي ولله الحمد والمنة، حيث دفعت بأول أبنائي وثانيهما إلى الأزهر الشريف بغرض حفظ كتاب الله تعالى، وحيث كنا نعاني من التضييق على من يعتلون المنابر من غير الأزهريين؛ فأحببت أن أدفع بابني لما عجزت عنه، وذلك من خلال الأزهر الشريف.

كم من أبنائك يحفظون القرآن الكريم؟
- لقد منَّ الله عليّ بعشرة من الأبناء: ثلاثة ذكور، وسبع بنات، وحفيد واحد والحمد لله رب العالمين ، أتم ستة منهم حفظ القرآن الكريم، والسابع (عبد الله) في الصف السادس، وهو الآن في الجزء العشرين وباقي له عشرة أجزاء، وبعده (سمية) في الصف الرابع الابتدائي، وهي الآن انتهت من حفظ عشرة أجزاء، والتاسعة (ابتهال) في الصف الأول الابتدائي، وقد أوشكت على الانتهاء من حفظ الجزء الثلاثين.

في أي عمر أتموا الحفظ؟
- البنت الكبرى والتي تخرجت في كلية الدراسات الإسلامية قسم الشريعة بالمنصورة بمصر؛ أتمت حفظ كتاب الله وهي في الصف الأول المتوسط.
- (محمد) وهو حاصل على ليسانس أصول الدين قسم التفسير من جامعة الأزهر هذا العام 1424هـ؛ فقد أتم الحفظ وهو في الصف الثاني المتوسط.
- أما (أسماء) وهي تدرس الآن في السنة الثالثة بكلية الطب جامعة طنطا بمصر، وتنجح كل عام بتقدير عام (ممتاز)؛ فلها مع ختم القرآن الكريم قصة مباركة حيث كنا في رحلة عمرة إلى مكة المكرمة، وكنا في نهاية شهر رمضان عام 1415هـ ثم عيد الفطر وصلينا العيد، وجلسنا في المسجد الحرام بعد صلاة العيد إلى أن صلينا الضحى، وسألت ابنتي كم بقي من القرآن يا بنيتي؟ فأجابت: بقي لي ربع أو ربعين؛ فقلت لها: لو أنك جلست أمام الكعبة المشرفة ولم تخرجي حتى تنتهي من حفظ ما تبقى فإن ذلك سيكون ذكرى لك على مر السنين، وستذكرين ذلك لأبنائك وأحفادك وستقولين لهم يومئذ: "إنني انتهيت من ختم القرآن الكريم في المسجد الحرام أمام الكعبة المشرفة يوم عيد الفطر"، وسيظل ذلك حافزاً لك ولأبنائك وأحفادك لكي تستحضري القرآن دائماً في صدرك.
والحمد لله ما زالت أسماء مستحضرة للقرآن الكريم حتى اليوم وتحوز على المركز الأول في المسابقات التي تجريها كلية طب طنطا كل عام.
- (هاجر) في السنة الأولى بكلية الهندسة جامعة طنطا؛ فقد أتمت حفظ كتاب الله وهي في الصف الأول متوسط، وكان ذلك قبل عيد الفطر بيومين عام 1417ـ أما (حسناء) والتي نجحت في الثانوية العامة هذا العام 1424هـ بمجموع 94% ؛ فقد ختمت القرآن وهي في الصف الثاني المتوسط.
- (حفصة) ختمت حفظ القرآن الكريم بعد نهاية الصف الأول المتوسط، وكان ذلك في العام الماضي.
- أما (إبراهيم)؛ فقد تأخر في ختم كتاب الله حيث شغلناه بمنهج دراسي إضافي مما أثر على حفظه لكتاب الله تعالى، وعندما لاحظنا ذلك أوقفنا دراسته في المنهج الإضافي ليستكمل حفظ القرآن الكريم.
- ندعو الله –تعالى- أن ينتهي (عبد الله) من ختمه في هذا الصيف 1424هـ.
- أما (سمية وابتهال) فما زالتا في البدايات، وقد بدأت أختهما الكبرى برنامجاً صيفياً معهما لحفظ القرآن الكريم، ومن بشائره أن سمية أتمت حفظ سورة البقرة خلال الشهر الماضي (جمادى الأولى 1424هـ)، ونسأل الله تعالى أن يعيننا على توريث القرآن الكريم لكل ابن من أبنائنا. اللهم آمين.

ما البرنامج الذي اتبعته مع أبنائك لحفظ القرآن؟
01 كان الابن يحفظ في البيت الجزء الثلاثين قبل دخوله المدرسة.
02 فإذا دخل المدرسة (الأزهر في مصر) لاحظ أساتذته تفوقه على أقرانه في الحفظ وفي طلاقة اللسان وفي اللغة العربية؛ فيقدمونه في الإذاعة وباقي الأنشطة مما يعطي الطفل ثقة في نفسه تعينه على الانطلاق والتركيز في حفظ القرآن الكريم، حيث يشعر أنه تقدم وتفوق على أقرانه بالحفظ فيضاعف جهوده.
03 مع انتقالنا للمملكة العربية السعودية وفقنا الله إلى إلحاق البنت الكبرى في ذلك الوقت بمدرسة تحفيظ القرآن الكريم الثانية بالرياض، وكذلك الابن محمد.
توالى دخول البنات والبنين إلى مدرسة التحفيظ، وكنا نتبع معهم أسلوباً سهلاً؛ حيث نعمل معهم في البيت على أن يحفظوا مقرر التلاوة؛ وبذلك يشعر الطفل بأنه متقدم على المدرسة؛ فيضاعف مجهوده ليحافظ على تقدمه حتى ينتهي الطفل من الحفظ مع نهاية المرحلة الابتدائية أو بداية المرحلة المتوسطة.

ما دور الأم مع الأبناء في سبيل حفظ القرآن الكريم؟
لقد كان دور الأم دوراً رئيساً في تحفيظ الأولاد القرآن الكريم، وأيضاً كان لها الدور الأساس في تفوق الأبناء في حياتهم الدراسية، حيث إن الأم خريجة كلية التجارة عام 1975م من جامعة طنطا، وكان لها سابق خبرة بالتدريس فكانت وما زالت – حفظها الله- تقوم بدور الأم والمعلمة والزوجة والمديرة للبيت، وكان يقتصر دوري على شرح قواعد التجويد للأبناء، وأحياناً مراجعة الحفظ معهم أو التدخل أثناء التسميع لتصحيح بعض الأخطاء إن وجدت. فإن كان من فضل بعد الله في هذه النعمة فهو للأم، وكذلك للأخوات المعلمات في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم اللاتي كن يشجعن البنات بالمدرسة بشتى الوسائل.

نصيحة توجهها لمن يريدون حفظ القرآن الكريم؟
- أنصح نفسي أولاً ثم إخواني الذين مَنَّ الله عليهم بالذرية أن :
01 أن يتقوا الله في هذه النعمة التي أنعم الله بها عليهم (الذرية) ويوجهوا أولادهم للقرآن.
02 أن يحفزوهم برصد الهدايا والمكافآت، وأحياناً يمكن أن يكون العقاب في حال التقصير.
03 أن يتفقوا مع الأولاد على برنامج للحفظ يتم متابعته (التخطيط، التنفيذ، المتابعة........)

نصيحة توجهها للآباء الذين يريدون لأبنائهم حفظ القرآن الكريم؟
- إن من يريد لقلبه أن يمتلئ بكلام الله لا بد أن يفرغه من كلام غيره، خاصة الأغاني والمسلسلات وغيرها من لغو الحديث.

يظن البعض أن انشغال الأولاد بحفظ القرآن الكريم قد يؤثر على مستواهم الدراسي؛ فما رأيكم في ذلك؟
- أقول لمن يظن أن عملية تحفيظ الأولاد للقرآن الكريم في سن مبكرة تؤثر على أدائهم الدراسي: "لا، والدليل على ذلك أن بناتي -ولله الحمد- من أوائل دفعاتهم في الكليات سواء النظرية أو العملية، بل إن حفظ القرآن له نور وعطاؤه مستمر في الدنيا قبل الآخرة.