المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حلقات توجيهية للمرأة للتكيف مع الحياة (1)


OM_SULTAN
09-30-2011, 03:08 PM
حلقات توجيهية للمرأة للتكيف مع الحياة (1)

السعودية / د. أسماء بنت راشد الرويشد

ما هي أخطر علاقة إنسانية ؟

إن أخطر علاقة إنسانية هي (العلاقة الزوجية) وذلك لأنها هي العلاقة الوحيدة التي تؤثر على مستقبل المجتمع .. بل الأمة كلها .. إذا وظفت هذه العلاقة لتحقيق مقاصدها الصحيحة.. ولأن فيها توظيف للكثير من طاقاتها الفطرية.

فتربية الأجيال ورؤيتهم لقدوات ناجحة في علاقتهم الزوجية سيترتب عليها توريث هذا النجاح من الأبوين للأولاد، فيتحقق التوازن النفسي، والاستقرار العائلي ،ويزيد الإنتاج ويكثر العمران المعنوي والمادي بسبب نجاح العلاقة الزوجية.

ومما يؤكد ذلك وصف القرآن الارتباط الزوجي بالميثاق الغليظ حيث لم يعبر عن أي ارتباط آخر بالميثاق الغليظ إلا ميثاق النبوة.

لماذا الحديث عن التكيف؟ وماذا يعني التكيف؟

نريد بذلك كيف يكون الزواج ناجحاً فالتكيف يعني النجاح من منطلق التعامل واجتياز العوائق التي تعترض نجاح الحياة الزوجية فهناك تكيفان :

- تكيف سلبي (تنازل عن المبادئ وتضييع الحقوق).

- تكيف إيجابي ( تنمية وتعزيز الجوانب الإيجابية ومعالجة السلبيات والتغلب على المشاكل واستيعاب تغير المرحلة الاجتماعية).

من المؤسف أ، 86% من حالات الطلاق هن من المثقفات ، ونقل عن ( سوزان شان) نائبة وحدة التنمية الاجتماعية في سنغافورة( ارتفاع نسب الطلاق بسبب العمران ، وارتفاع مستوى التعليم).

هل تعلمون لماذا؟

لأن الجامعات والمعاهد علمت المرأة كيف تكون مدرسة ناجحة وطبيبة ماهرة،وسكرتيرة متقنة، لكنها لم تعلمها كيف تكون زوجة سعيدة وربة بيت ناجحة، ولأن الثقافة الشائعة أقنعت المرأة بأن تكون ذات شخصية مستقلة لا تخضع لأحد أياً كان ذلك الشخص حتى وإن كان زوجها.

إن نجاح المرأة في إقامة بيت مستقر آمن .. أهم من نجاح المهندس في ورشته .. ومن نجاح الطبيب في عيادته .. ومن نجاح العالم في مختبره .. بل إن هؤلاء جميعاً مدينون في نجاحهم لتلك المرأة الناجحة في حياتها الأسرية أماً كانت أو زوجة .

لابد من العوائق في طريق الزواج الناجح؟

الأصل الثابت في النصوص الشرعية أن الزواج سكن وراحة وفيه مودة ورحمة ولكن ينبغي أن يعرف المقلبين على الزواج والمتزوجين "بالعوائق التي تعتري الزواج الناجح" مع الترغيب لهم بالزواج لكي يحسنوا التعامل مع حياتهم الزوجية بحلوها ومرها.

وهذه سنة الله في الخلق والحياة وأن الحياة مبنية على الابتلاء والكبد فلابد من توقع العوائق والمشكلات التي تعترض حياة الزوجين فيكونان متهيئين نفسياً لذلك .وكما قيل بداية طريق النجاح الفشل فمن لم يفشل لن يعرف كيف يصل إلى النجاح ومن بذل الاسباب وصل إلى الأبواب.

التكيف مطلوب مع :

1-شخصية الزوج وطباعه:

فمن المؤكد أنه سيكون هناك فروق واختلاف في بعض الطبائع والامزجة والقناعات فلابد من التغلب والنجاح في القدرة على الكسب والتعايش.

2-الظروف والأوضاع الجديدة:

سواء الاجتماعية أو المادية أو المكانية كأن تنتقل إلى بلد آخر، فمن المهم أن تكون الزوجة متهيئة لهذا التغير ومتكيفة معه.

3-أهل الزوج:

وأم الزوج بشكل خاص، فلابد من تعزيز العلاقة الطيبة مع أهل الزوج والتغلب على طباعهم السلبية واحتوائهم بالمواقف الكريمة والأساليب الذكية.

ما هو معيار التكيف الناجح في الحياة الزوجية ؟

إن المقياس الحقيقي الذي نعنيه في العلاقة الزوجية هو أن يكون النجاح في الدنيا والآخرة، أي يكون الزوجين ناجحين في حياتهما الدنيوية على وجه يبلغان به رضا الله والجنة ويرجوان امتداد اللقاء والحياة معاً في الجنة.

كوني واقعية واسألي نفسك ؟

س1: ما هي نظرتك للزواج؟

س2: ماذا ستفعلين إذا لم يحقق زوجك توقعاتك؟

س3: هل ستشعرين بالإحباط والفشل أم ستتغلبين على ذلك؟

الإغراق في الأحلام الوردية لا تنفع بل كثيراً ما تضر، هيئي نفسك لعدم تحقق ما تتوقعينه.

وقد يكون من المناسب أن يتحدث الزوجان معاً عن توقعاتهما حتى لا يصطدما في بداية الطريق، وأن يتحاورا فيما بينهما،وتكون المصارحة رائدهما في حياتهما الزوجية، فإن ذلك سيقلل من الصدمات الزوجية عند حدوث الأمور غير المتوقعة.

وعلى الزوجة أن تتعلم في حياتها الزوجية أن تعطي حتى تأخذي وليكن شعار الزوجة .. كيف أكسبه لا كيف أغيره، لأنها إذا كسبت حبه وثقته تكون قد حصلت على أكسير النجاح في تغييره.
http://www.asyeh.com/ArticDet.asp?Articals.aspx=5249

موضوعات ذات صلة:


حلقات توجيهية للمرأة للتكيف مع الحياة 2

حلقات توجيهية للمرأة للتكيف مع الحياة الجديدة 3


حلقات توجيهية للمرأة للتكيف مع الحياة (2)

السعودية / د. أسماء بنت راشد الرويشد

طريقك إلى التكيف (توجيهات ووصايا )

1-كيف يكون التكيف يسيراً ؟

لو وعد الزوج زوجته باصطحابها معه في رحلة من رحلاته إلى بلد تشتاق لرؤيته لحرصت على طاعته، على الأقل قبل أن تتم الرحلة، حتى لا يحدث خلاف يقرر بسببه عدم اصطحابها معه في السفر !!

ألا يغري الزوجة وعد خير الناس الرسول صلى الله عليه وسلم لتلك الزوجة الناجحة المحافظة على ود زوجها بأن يدخلها الله الجنة ألا يغريها ذلك بالحرص على طاعته وإسعاده؟ عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة ماتت وزوجها عناه راضٍ دخلت الجنة".

هل رأيت أختي المسلمة ... كم هو عظيم الجزاء الذي تناله من أرضت عنها زوجها بحسن عشرتها وصبرها؟

نجاة من نار جهنم، وفوز بنعيم الجنة الأبدي.. ألا يجعل هذا الثواب الكبير طاعة الزوج – بالمعروف وفي غير معصية – أمراً هيناً يسيراً؟

2-على من تعتمدين؟

يكون الاعتماد على الله تبارك وتعالى ، فمن توكل على الله فهو حسبه ومن كان الله حسبه تكفل بأمره وذلل الصعاب أمامه وجعله يتخطى العوائق ويجتاز الصعوبات بسهولة ويسر.

فالشعور بمعية الله تعالى أمر مطلوب، وهو ما ذكره موسى عليه السلام عندما قال :

"كلا إن معي ربي سيهدين" [سورة الشعرا] وكانت العوائق تحيط به، فالعدو من خلفه والبحر أمامه ، ولكن صدق الإيمان بمعية الله تعالى والاعتماد عليه والتوكل عليه، كان هو سبب النجاة، فكيف إذا كان العائق يسيراً بين الزوجين؟!

3 - هل تعرفين حقه؟

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : أتى رجل بابنته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن ابنتي هذه أبت أن تتزوج. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أطيعي أباك" فقال : والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته؟ قال : " حق الزوج على زوجته لو كانت به قرحة فلحستها، أو انتثر منخراه صديداً أو دماً ثم ابتلعته ما أدت حق" قالت : والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبداً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تنكحوهن إلا بإذنهن " .

كم سيكون الفارق كبيراً لو قارنا بين هذه الفتاة وبين فتيات هذه الأيام اللواتي يقبلن على الزواج وهن يحلمن بالزوج وما سيأخذن منه من حب ومال واهتمام ورعاية " دون أن تسأل إحداهن نفسها ماذا عليها تجاهه من حقوق عظيمة" !!

فلنعمل على إعداد الشباب والفتيات إعداداً صحيحاً للزواج نبصرهم فيه بما عليهم من واجبات مع ما لهم من حقوق .. عسانا ننجح في خفض نسب الطلاق المتزايدة عاماً بعد آخر.

4-الإرادة والإصرار على تحويل الفشل إلى نجاح والمستحيل إلى ممكن:

- أعطي نفسك فرصة أطول وأطول...

فتح محمد الفاتح القسطنطينية " استانبول" وعمره ثمانية عشر عاماً رغم صعوبة قلاعها وجيشها وحصانتها ونجح بهذه التجربة.

حاول " كنتاكي " إقناع (1080) شخصاً بخلطته الخاصة للدجاج وكان يطرد من كل شخص صاحب مطعم حتى قال له أحدهم وهو رقم (1080) دعنا نجرب، فجرب ونجحت التجربة، وفتح بعدها سلسلة مطاعمه المشهورة.

وهناك زوجة صبرت على شرب زوجها للخمر مدة عشر سنوات وهي تحاول تغييره وإصلاح حاله ونجحت في هذه المهمة.

وهناك رجلاً مضى له مع زوجته حتى الآن ثمانية أعوام وهي تأتيها نوبات الصرع أربعة أشهر من كل عام، فيراعيها ويصبر عليها ويقوم بكامل الخدمات التي تقوم بها وما زال صابراً وعنده أمل بشفائها.

مثل هذه المواقف وغيرها تبعث الأمل في إمكانية النجاح وبلوغ الهدف عند تكرار المحاولات وتجديد التجربة فيتحول عندها الفشل إلى نجاح والمستحيل إلى ممكن إذا كان عند صاحب الموقف إرادة ثم أمل ثم إرادة مع توكل على الله واستعانة به.

5-تفهمي حاجات زوجك ..

هناك خمسة حاجات نفسية للرجل:

1. أن يكون مقبولاً في مظهره.

2. أن تكون سجاياه الرجولية موضع تقدير.

3. حاجته لأن يطمئن إلى أنه هو القائد والمعيل والموجه والحامي لأسرته.

4. الإحساس بأنه الشخص الأكثر أهمية في حياة زوجته وأن يكون موضع تقديرها.

5. حاجته إلى أن يحظى بتعاطف زوجه وتفهمها ومشاركتها الوجدانية.

إن هذه الحاجات الخمس حاجات مشتركة بين جميع الأزواج، لكن كثير من النساء لسوء الفهم بقين على وهمهن بإمكانية تشكيل أزواجهن.

إذا استطاعت الزوجة أن تفهم الطريقة التي يفكر بها زوجها وأن تراعي احتياجاته وتقدرها، وتذكرت أن زوجها مثل سائر البشر له حسناته وسيئاته وله عيوبه وفضائله، فإنها تكون قد وضعت قدميها على طريق الحياة الأسرية الهادئة الناجحة.

ثم لا تنسى الزوجة تلك النصيحة الذهبية المختصرة " حاولي أن تكسبيه .. لا أن تغيريه " .

6-تعلمي قفز الحواجز ...

أن الزوجين وهم يسيران في حياتهما الزوجية الناجحة لابد أن يتعرضا لعوائق وحواجز، وهنا نقول للزوجين تعلما كيف تقفزان الحواجز وتتخطيان تلك العوائق. وهناك عدة أمور يمكن أن تساعد الزوجين على تخطي العوائق واجتياز الصعوبات، وتجعل حياتهما الزوجية أكثر نجاحاً وسعادة،ويصبحان أكثر ارتباطاً ومحبة، لأنهما استطاعا أن يتغلبا على العائق معاً.

ويمكن إجمال هذه الأمور في أهمها وأقواها تأثيراً ألا وهي معرفة كل من الزوجين حقوقهما وواجباتهما وتوقع العوائق التي يمكن أن تتعرض حياتهما وتفاديها بالمصارحة ومعالجتها بالحوار الهادئ والأخذ بالأسهل والأيسر – كما أشرنا إلى ذلك سابقاً.

7-تعلمي مهارات المصارحة وفن الحوار :

أحياناً يفكر أحد الزوجين ويخطط كثيراً لإزالة العائق من حياته الزوجية، وتكثر أحلام اليقظة عنده، وأحياناً يسهر الليالي في التفكير في كيفية الخروج من ذلك.

ويغيب عن ذهنه أن العائق الذي يفكر في إزالته قد يتعاون معه الطرف الآخر في تجاوزه لو جلس معه جلسة مصارحة وحوار هادئ في :

- مكان مناسب.

- ووقت مناسب.

- ونفسية متهيئة للاستماع.

- وكلمات رقيقة بعيدة عن الاتهام والتشهير والتوتر والعصبية.

عندها يعترف الإنسان بتقصيره في هذا الجو المريح، والذي تكسوه المحبة والمودة بألفاظها ولمساتها،فيتحول الوضع من حال إلى حال في تلك اللحظات الهادئة.

ويذكر أحد المستشارين أنه اتصلت به إحدى الزوجات تشتكي من سوء معاملة زوجها لها، فطلب منها أن تحضر وزوجها إليه فحضرا وجلس زوجها على يمين المكتب وهي على الشمال، وقال لها تفضلي قولي ما عندك من ملاحظات ، فتكلمت ربع ساعة ثم التف المستشار إلى زوجها وقال له : تفضل تكلم ، فتحدث ربع ساعة كذلك، ثم تناقشا أمامه فاتفقا من غير تدخل المستشار ، ثم قاما فقبل كل واحد مهما رأس الآخر وشكرا المستشار عندها قال لهما : لكني لم أفعل شيئاً ، فقال الزوجة : " أن نصف الساعة هذه التي قضيناها هنا ، لو أننا كنا نعطيها أنفسنا في البيت نتحاور فيه، لما بلغ بنا الأمر إلى هذه المرحلة، وإنما هو مشغول عني وأنا مشغولة بأعمالي ومن ثم لا نلتقي ولا نتحاور".

أختي المسلمة : إن هذا العائق يمكن التغلب عليه إذا علم الزوجان كيف يديران الحوار بينهما إدارة جيدة، من غير غضب أو توتر.

ونواصل ما تبقى من المحاور في حلقات قادمة..

http://www.asyeh.com/ArticDet.asp?Articals.aspx=5250

حلقات توجيهية للمرأة للتكيف مع الحياة الجديدة(3)

السعودية / د. أسماء بنت راشد الرويشد


انتبهي ... إنه مختبئٌ خلف الستار ...

كان الزوجان يختلفان حول أمر من الأمور وبدأ الخلاف يتطور إلى شجار بسبب همس يسمعه الزوج، ولا يرى صاحبه يقول له: هل ترى كيف تهين زوجتك كرامتك؟ ألا تلاحظ أنها تلمس رجولتك؟ كيف تسكت؟ كيف ترضى؟ أتغلبك امرأة؟!

وكان الهمس ينتقل إلى الزوجة، ولا ترى صاحبه أيضاً: لقد تمادى زوجك . صبرك عليه أطعمه فيك! حلمك جعله يهينك ويجرح أنوثتك!عليك أن تضعي حداً لهذه الإهانات المتكررة منه.

واستمر الهمس في نفس كل من الزوجين، يشعل فيهما الغضب، ويؤجج جمر البغض، ويؤلب كل منهما على الآخر.

وبينما الزوجان كذلك ظهر صاحب الصوت الذي كان مختبئاً خلف الستار، بعد أن هبت ريح النافذة، واكتشف الزوجان أن صاحب الصوت هو الذي أوقع بينهما ما أوقع، وأنه هو الذي زاد خلافهما اشتعالاً واحتداماً وتأزماً فاندفعا يضربانه، وانشغلا بضربه عن خلافهما الذي هدأ، وظلا وراءه يطاردنه وهما يضربانه حتى خرج من باب الدار.

وعاد يضحكان بعد أن أدركا أن الخلاف ما كان ليصل بينهما إلى ما وصل إليه من حدة وشجار وعنف .. لولا هذا الذي كان متوارياًٍ يهمس في نفس كلاَ منهما ما لم يكن يسمعه الآخر.

أردت بهذه الحادثة الرمزية أن يتنبه كلاً من الزوجين أن هذا ما يحدث في كل خلاف حاد بينهما، لكنهما لا يريان هذا الذي يهمس في كل منهما ليشعل الخلاف بينهما. وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الشيطان ليضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه في الناس، فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة. يجيئ أحدهم فيقول: ما زلت بفلان حتى تركته يقول كذا وكذا . فيقول إبليس: لا والله ما صنعت شيئاً! ويجيئ أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله قال: فيقربه ويدينه ويلتزمه ويقولن: نعم أنت " .

لذلك على الزوجين أن يتذكرا أن الشيطان وقبيله يرونهما من حيث لا يرونه فعليهما أن يحرصا أن يرجعا كل همس يشعل فيهما الغضب إلى جندي من جنود إبليس يقف معهما خلف الستار . فهلا تعاونا الزوجان في ضربه وطرده كما فعل الزوجان في القصة الرمزية؟

احذري ...! المعاصي والذنوب ...

قال الفضيل بن عياض رحمه الله:

" إني لأعصي الله تعالى فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي وامرأتي وفأر بيتي".

إن هذا الشعور الذي بينه الفضيل بن عياض يبين أن المعصية لها أثرها على العبد، فللمعصية آثار عقلية ونفسية وصحية على العاصي، بل وحتى آثار اجتماعية قال تعالى: " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " [ سورة الشورى ]، فالظلم بين الزوجين معصية لا يرضاها الله تعالى والعلاقة بين الزوجين قبل الزواج معصية، وتضييع الصلاة معصية، والمخالفات الشرعية في حفلات الزواج معصية، والتقصير في الحقوق الزوجية معصية، والزواج من غير رضى الوالدين معصية وقد يرتكب الزوجان المحرمات فيرى آثار ذلك على أولادهما أو أموالهما أو صحتهما، وذلك من عقوبة الذنب في الدنيا قبل الآخرة، بل أن أبا الدرداء رضي الله عنه بين لنا أن البغض والكراهية من الناس تكون بسبب الذنوب، حيث قال:

" إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى، فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر".

فعلى الزوجين أن يجددا التوبة دائماً ليتحقق رضى الله عليهما، فيبارك لهما في زواجهما، ويتجاوزان هذا العائق للزواج الناجح وهو عائق المعصية، ثم أن الزوجين لو استقاما وأصلحا أمرهما فسيجدان أثر ذلك في حياتهما الزوجية، وإن القصص والشواهد في هذا الباب كثيرة جداً.

وهناك امرأة تزوجت من غير رضى والدها ولم تستمر في زواجها أكثر من سنتين وقد عذبها زوجها وضربها حتى كرهت الحياة معه فطلب الطلاق.

فالحرص على تطبيق الشريعة منذ بداية الزواج سبب رئيسي في نجاح الحياة الزوجية.

وإليك هذه العبرة المؤثرة:

أ- فرقتنا المعصية:

كنا معاً في أطيب حال، وأهنأ بال، زوجين سعيدين متعاونين على طاعة الله وعندنا القناعة والرضا، طفلتنا مصباح الدار، صوتها يفتق الزهور، إنها ريحانة تهتز، فإذا جن علينا الليل ونامت الصغيرة قمت معه نسبح الله، يؤمني ويرتل القرآن ترتيلا، وذات يوم أردنا أن تكثر الفلوس، اقترحت على زوجي أن نشتري أسهماً ربوية، لتكثر منها الأموال، فندخرها للعيال، فوضعنا فيها كل ما نملك حتى حلي الشبكة، ثم انخفضت أسهم السوق، وأحسسنا بالهلكة فأصبح الدينار فلساً وشربنا من الهموم كأساً، وكثرت علينا الديون والتبعات، وعلمنا أن الله " يمحق الربا ويربي الصدقات ".

وفي ليلة حزينة خوت فيها الخزينة تشاجرت مع زوجي، فطلبت منه الطلاق فصاح: أنت طالق- أنت طالق – فبكيت وبكت الصغيرة، وعبر الدموع الجارية تذكرت جيداً: يوم جمعتنا الطاعة وفرقتنا المعصية.

ب- طلقتني المعصية...!

كنت مولعة بحفلات الأعراس، وأنا امرأة متحجبة، وزوجي متدين، وكثيراً ما كان يحذرني من الاختلاط في حفلات العرس.

فإذا كان الجميع نساء نزعت حجابي، وشاركت في الرقص والغناء، إني جميلة وأحب أن أسمع النساء في تلك الليلة يقلن: إنها أجمل من العروس فأشبع غروري، وكان زوجي يوصيني كل مرة بعدم نزع حجابي خارج بيتي، ويذكرني بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: " أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ما بينها وبين ربها من ستر".

وذات يوم سافر زوجي إلى إحدى دول الخليج، وهناك في إحدى الديوانيات تجادل شابان حول بنات دول الخليج أيهن أجمل؟ فقام أحدهم وأحضر شريط فيديو خاص ببلدي، اشتراه سراً بثمن باهظ، فيه إحدى حفلات العرس وفوجئ زوجي إذ رآني أغني وأرقص وألفح بشعري، ونصف صدري عاري.

فأخذ الرجال في الديوانية يشتهون مفاتني، فلم يتمالك إلا أن خرج مغاضباً وعاد من سفره ونشبت بيني وبينه معركة انتهت بالطلاق، وأنا الآن معذبة وتعيسة تطاردني الخطيئة في كل مكان.

احذري ...! بعض الوصفات الزوجية ( غير مناسبة – ضارة)

لقد تورط كثير من الزوجات في فشل حياتهن الزوجية بسبب الوصفات الضارة من بعض النساء مثل قول بعضهن: ( هذا يطمعه فيك ) (عرفيه حدوده ) ( كل شيء حاضر على أمرك ) قد يكون منطلقها من عاطفتها وحبها وقد سقط كثيرات في هذا العائق وانقلب زواجهن الناجح إلى فشل بسبب عدم علمهن بمثل هذا العائق.

أنت وأم الزوج؟

كثير من النساء تسمي أم الزوج عمة أو خالة، وهذا من باب التقدير لها وهذا شيء طيب.

ولكن يا عزيزتي الزوجة إن هذا لا يكفي بل حسن معاملة أم الزوج له أثر كبير على حياتك ومستقبلك مع زوجك وأبنائك، فعندما يرى منك حسن معاملتك مع والدته، حتى ولو كانت قاسية معك أو ذات ألفاظ نابية أو خشونة في المعاملة فإنه سيؤثر فيه تأثيراً بالغاً ولو لم يصرح.

إن أغلب المشاكل بين الزوجة وأم الزوج نتيجة سوء تفاهم واختلاف فهم نتيجة لاختلاف الثقافة والسن والتجربة وكون كل منهما من جيل مختلف عن الآخر وكل منهما تربى على طريقة مختلفة وهنا فإني أهمس في أذن كل زوجة أن تكسب أم زوجها لكي تعيش براحة بال وهدوء نفس فلا تلقي باللوم والعتب على أم زوجها دائماً.

فالزوجة الذكية تقابل مواقف أم الزوج وكلماتها بابتسامة نابعة من القلب ومداعبتها بكلمة لطيفة أو بصمت جميل عندها تمر هذه المواقف والكلمات مرور الكرام، فمع الزمن تعتادين على ذلك وتعيشين في سعادة بلا حقد ولا مشاحنة.

ألست تفعلين ذلك مع أمك تتغاضين عن هفواتها وتقابلين شدتها بلين وغضبها برضا وعبوسها بابتسامة وتلطف فكذلك افعلي مع أم زوجك، علماً بأن هذه الأقوال أو الأعمال التي تصدر من أم الزوج نتيجة لأنها تعتبرك مثل ابنتها غالباً، فهي تأمرك لأنها تحب لك الخير، ولكن لاختلاف الطبائع بين البشر والتربية والتعليم، كما أسلفت وعدم تقبل زوجة الابن لذلك هذا الذي يأتي بالمشاكل، بينما لو أظهرت الزوجة موافقة الأم على كلامها والدعاء لها بالخير في وجهها لقضى على كثير من الخلافات في مهدها.

كذلك تقديم الهدايا بين وقت وآخر له أثر فعال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تهادوا تحابوا" .

كيف تجعلينه مهتماً بك؟

هل تشتكين من زوجك عدم اهتمامه بك؟

هل تعلمين أن كثيرات من اللواتي يشتكين عدم اهتمام أزواجهن بهن .. إنما يملكن هن أسباب هذا الاهتمام؟ وأنهن يستطعن كسب اهتمام أزواجهن واستمالة قلوبهم؟

حين تبادر الزوجة بإبداء اهتمامها بزوجها، ولو تكلفت هذا تكلفاً، فإنها تضمن مودته ومحبته واهتمامه، وكذلك تشعره بأنها تعتمد على رأيه في الأمور المهمة وتقدر نصحه.

فعلى الزوجة أن تصنع الأشياء التي يحبها زوجها حتى لو لم تكن تحبها:

- فلا ترتدي الملابس المفضلة عندها إذا لم تكن مفضلة عنده.

- أن تدع زوجها يخرج مع أصدقائه بين فترة وأخرى فالزوجة التي تحب زوجها يجب أن تثق به ويجب أن تعرف أن ذهاب الرجل مع أصدقائه يغسل الكثير من متاعبه وكدره.

أختي المسلمة: إن أهم نتيجة يمكن أن تصل إليها الزوجة من إتباع هذه التوجيهات أنها ستقود إلى علاقة زوجية أفضل .. تجعل كل من الزوجين يشعر أن الطرف الآخر مثالي، ولا تنسى كوني له أمة يكون لك عبداً ...

احذري ...!! الإهمال التراكمي ...

تصرفات لا توليها الزوجة اهتمامها، ولا تكترث بها، وتحسبها هينة يسيرة، مع أنها هامة .. وقد تصبح خطراً على سلامة الزواج واستمراره .. إذا استمرت وتراكمت.

من هذه التصرفات:

1- يتحدث الزوج باهتمام مع زوجته فتلتفت إلى الجوال أو الهاتف أو طفلها الذي طلب منها شيئاً وتذهب لإحضاره له دون أن تعتذر لزوجها أو تحاول استمهال طفلها قليلاً ريثما يتم الزوج عبارته.

2- يطلب الزوج كأس ماء أو عصير فتكلف الزوجة الخادمة أو أحد أولادها بتلبية طلبه، دون أن تدرك أهمية تلبية طلبه بنفسها.

3- تضع الطعام لزوجها وكأنها تضع طعام لقطة .. لا اهتمام بطريقة التقديم ولا اكتراث بالصحون التي فيها الطعام، ولا بترتيبها على المائدة .. ناسية أن العين تذوق قبل أن يذوق الفم!!

4- أوراق الزوج وأشياؤه عزيزة عليه، أثيرة لديه.. ومع هذا تحشرها الزوجة في الخزانة وكأنها تحشر أحذية أطفالها القديمة .. دون اكتراث.

5- تستأذن الزوجة في زيارة أهلها ساعة من الزمان.. وتبقي عندهم ساعتين أو أكثر من دون أن تكترث بإجراء اتصال هاتفي معه تخبره فيه باضطرارها للتأخر، حتى لو كان الزوج يتجاوز عن هذا التصرف ويبدي للزوجة عدم التضايق، لكن الذي نخشاه هو "تراكم الأفعال الهينة " هذا التراكم يتولد عنده إحساس بأن زوجته مهملة له، غير مبالية به، وهذا بدوره يجعل الزوج حاملاً عليها، ناقماً منها، كارهاً لها.. ينفجر غاضباً فجأة.

تأملي في قطرة الماء: ما أخفها وأضعفها لكنها لو استمرت في النزول على صخرة لفتتها.

تجنبي التوافه الجسيمة:

مشكلات غير جوهرية تنتج عن أسباب تافهة ومكابرة وعناد هي توافه في الحقيقة، لكن سرعة نموها وشدة تأثيرها وعظم خطرها.. تجعلها جسيمة فعلاً، تقذف بالحب من النافذة، وتنهي الحياة الزوجية بعد ذلك.

وهذه التوافه توجه باستمرار إلى أهداف إن لم يصل إليها الآن فستصل إليها غداً، وهذه التوافه تشبه هبات الريح المتتالية التي يمكن أن تزعزع شجرة الأرز الضخمة .

كما أن السلوك التافه كثيراً ما يعبر عن مشاعر أكثر عمقاً ويثير من ثم غضباً يتصاعد تدريجياً حتى يصل حدود الانفجار .

من هذه التوافه:

1- تحدثك بأخطاء زوجك أمام الآخرين.

2- السخرية من عدم قدرته على الكسب.

3- انتقاد سلوكه.

4- التعبيرات الحادة في الكلام.

5- ضحكك أمامه لتذكرك شيئاً ترفضين إخباره به.

وأرجو أن تلاحظي أن جميع تلك التوافه متصلة باللسان " فاحفظي لسانك .. ليحفظك الله ".

عودي نفسك:

لا تغيب شمس ذلك اليوم .. وأنتما على خلاف ...

قال النبي صلى الله عليه وسلم ( نساءكم من أهل الجنة: الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا غضبت جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها ثم تقول لا أذوق غمضاً حتى ترضى ).

فالودود: المتحببة إلى زوجها بالقول الحسن والفعل الجميل والمنظر السار.

والولود: الكثيرة الولادة .

والعؤود: التي تعود زوجها بالنفع عموماً ومن ذلك النفع الأخروي الديني.

لا أذوق غمضاً: من صفاتها الرفيقة الكريمة أنها تأبى على جفنيها النوم حتى يرضى عنها زوجها خوفاً من أن تلقى ربها وزوجها ساخط عليها.

احذري أمورا يمقتها الأزواج في زوجاتهم:

لو سألت أي رجل عن الأمور التي يمقتها في الزوجة لقال لك: هي الأمور التالية:

- العصبية وطول اللسان وكثرة الجدال، وهي أول ما يمقته الرجل من المــرأة ( فالرجل يلتمس الهدوء والوداعة والحنان لدى المرأة وهي بطبيعتها التي جبلها الله عليها ويحتاج إليها الرجل ) .

- العناد والغرور وعدم احترام الزوج والاستهتار به أو بما يتعلق به.

- كثرة التذمر والتشكي، وعدم تحمل المسؤولية.

- تتبع السقطات والزلات والعثرات وإن كانت بسيطة، وتضخيم التوافه.

- تبجيل أهلها وانتقاص أهل زوجها.

- كثرة المقارنات بين الزوج وغيره من الأزواج الآخرين.

- عدم التجانس الفكري والثقافي (هناك من الزوجات من تستعيض عن ذلك باحترام عقلية الزوج، وتطوير ذاتها وأسلوبها في التعامل).

- عدم تقدير ظروف الزوج.

- الإسراف والتبذير، وكثرة الطلبات المالية لغرض المباهاة والتفاخر دون مراعاة للظروف أو الحاجة.

- إدخال الزوجة أهلها أو الآخرين في الحياة الزوجية، وإطلاعهم على أسرار الحياة الزوجية.

- إهمال الزوجة لمظهرها أمام الزوج ( هناك من النساء من تهمل ذلك الحق له وتبديه لغير زوجها في المناسبات أو لدى زيارة الصديقات أو في حضورهن فتضيع على نفسها فرصة التقرب والتودد إليه، وكذلك بل أهم من ذلك ثواب الله في المساعدة والحرص على غض نظر زوجها وإحصان فرجه عن غيرها وعن الحرام حتى لو كان متزوجاً ) .

أخيراً ..

- عليكِ بكثرة الاستغفار والإلحاح في الدعاء:

إذا وقعتي في محنة يصعب الخلاص منها فليس لكي إلا الدعاء واللجوء إلى الله تعالى بعد أن تقدمي على التوبة من الذنوب .. فإذا تبت ودعوتي ولم تري للإجابة أثراً فتفقدي أمرك، فربما كانت التوبة غير صحيحة فصحيحها ثم أدعي ولا تملي من الدعاء.

إن العائق الذي يعتري الحياة الزوجية الناجحة قد يكون وجوده بسبب ذنب أو تقصير أحدثه أحد الزوجين في علاقته مع ربه، وأراد الله تعالى أن يلفت انتباه الزوجين إليه، ليزداد قرباً منه فيزول العائق بكثرة الاستغفار والدعاء، لأنه من لزم الاستغفار يجعل الله له من كل هم فرجاً .

وكذلك الدعاء فإنه من يكثر الدعاء متحلياً بآدابه من إخلاص وطهارة واستقبال للقبلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وعدم الاستعجال؛ فإنه يستجاب له إذا كان مطعمه حلال ومشربه حلال وإذا جاءك إبليس وقال: كم تدعو ولا ترى إجابة؟ فقل: أنا أتعبد بالدعاء، وأنا موقن أن الجواب حاصل غير أنه ربما تأخر لحكمة ومصلحة أرادها الله تعالى.

وكم من عائق في الحياة الزوجية قد زال بسبب الدعاء!
http://www.asyeh.com/ArticDet.asp?Articals.aspx=5251