sultan
05-09-2004, 11:11 AM
منظومة متن سلم الوصول في التوحيد
منظومة متن سلم الوصول للحافظ حكمي لمن أراد حفظه
أيها الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد هذا متن سلم الوصول للحافظ حكمي رحمه الله تعالى أنصح كل الأخوة أن ينسخوه ويهتموا بحفظه فهو من أجود متون التوحيد وأسأل الله تعالى أن ينفع به الأخوة كلهم جميعا
سلم الوصل إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول صلى الله عليه و سلم
بسم الله الرحمن الرحيم
أبدأ باسم الله مستعينا **** راض به مدبر معينا
والحمد لله كما هدانا **** إلى سبيل الحق واجتنانا
أحمد سبحانه وأشكره **** ومن مساوي عملي أستغفره
وأستعينه على نيل الرضا **** وأستمد لطفه في ما قضى
وبعد إني باليقين أشهد **** شهادة الإخلاص أن لا يعبد
بالحق مألوه سوى الرحمن **** من جل عن عيب وعن نقصان
وأن خير خلقه محمدا **** من جاءنا بالبينات والهدى
رسوله إلى جميع الخلق **** بالنور والهدى ودين الحق
صلى عليه ربنا ومجدا **** والآل والصحب دواما سرمدا
وبعد هذا النظم في الأصول **** لمن أراد منهج الرسول
سألنى إياه من لا بد لي **** من امتثال سؤله الممتثل
فقلت مع عجزي ومع إشفاقي **** معتمدا على القدير الباقي
مقدمة تعرف العبد بما خلق له و بأول ما فرض الله تعالى عليه وبما أخذ الله عليه به الميثاق في ظهر أبيه آدم و بما هو صائر إليه
إعلم بأن الله جل و علا **** لم يترك الخلق سدى وهملا
بل خلق الخلق ليعبدوه **** وبالإلهية يفردوه
أخراج فيما قد مضى من ظهر **** آدم ذريته كالذر
وأخذ العهد عليهم أنه **** لا رب معبود بحق غيره
وبعد هذا رسله قد ارسلا **** لهم وبالحق الكتاب أنزلا
لكي بذا العهد يذكروهم **** وينذروهم ويبشروهم
كي لا يكون حجة للناس بل **** لله أعلى حجة عز وجل
فمن يصدقهم بلا شقاق **** فقد وفى بذلك الميثاق
وذاك ناج من عذاب النار ***** وذلك الوارث عقبى الدار
ومن بهم وبالكتاب كذبا **** ولازم الإعراض عنه والإباء
فذاك ناقض كلا العهدين ***** مستوجب للخزي في الدارين
فصل في كون التوحيد ينقسم إلى نوعين و بيان النوع الأول وهو توحيد المعرفة و الإثبات
أول واجب على العبيد **** معرفة الرحمن بالتوحيد
إذ هو من كل الأوامر أعظم **** وهو نوعان أيا منن يفهم
إثبات ذات الرب جل وعلا **** أسمائه الحسنى صفاته العلى
وأنه الرب الجليل الأكبر **** الخالق البارىء والمصور
باري البرايا منشىء الخلائق **** مبدعهم بلا مثال سابق
الأول المبدي بلا ابتداء **** والآخر الباقي بلا انتهاء
الأحد الفرد القدير الأزلي **** الصمد البر المهيمن العلي
علو قهر وعلو الشان **** جل عن الأضداد والأعوان
كذا له العلو والفوقيه **** على عباده بلا كيفيه
ومع ذا مطلع إليهم **** بعلمه مهيمن عليهم
وذكره للقرب والمعيه **** لم ينف للعلو والفوقيه
فإنه العلي في دنوه **** وهو القريب جل في علوه
حي وقيوم فلا ينام **** وجل أن يشبهه الأنام
لا تبلغ الأوهام كنه ذاته **** ولا يكيف الحجا صفاته
باق فلا يفنى ولا يبيد **** ولا يكون غير ما يريد
منفرد بالخلق والإراده **** وحاكم جل بما أراده
فمن يشأ وفقه بفضله **** ومن يشأ أضله بعدله
فمنهم الشقي والسعيد **** وذا مقرب وذا طريد
لحكمه بالغة قضاءها **** يستوجب الحمد على اقتضاها
وهو الذي يرى دبيب الذر **** في الظلمات فوق صم الصخر
وسامع للجهر والإخفات **** بسمعه الواسع للأصوات
وعمله بما بدا وما خفي **** أحاط علما بالجلي والخفي
وهو الغني بذاته سبحانه **** جل ثناؤه تعالى شأنه
وكل شىء رزقه عليه **** وكلنا مفتقر إليه
كلم موسى عبده تكليما **** ولم يزل بخلقه عليما
كلامه جل عن الإحصاء **** والحصر والنفاذ والفناء
لو صار أقلاما جميع الشجر **** والبحر تلقى فيه سبعة أبحر
والخلق تكتبه بكل آن **** فنت وليس القول منه فان
والقول في كتابه المفصل **** بأنه كلامه المنزل
على رسول المصطفى خير الورى **** ليس بمخلوق ولا بمفترى
يحفظ بالقلب وباللسان **** يتلى كما يسمع الأذان
كذا بالأبصار إليه ينظر **** وبالأيادي خطة يسطر
وكل ذي مخلوقة حقيقه **** دون كلام باريء الخليقه
جلت صفات ربنا الرحمن **** عن وصفها بالخلق والحدثان
فالصوت والألحان صوت القاري **** لكنما المتلو قول الباري
ما قاله لا يقبل التبديلا **** كلا ولا أصدق منه قيلا
وقد روى الثقات عن خير الملا **** بأنه عز وجل وعلا
في ثلث الليل الأخير ينزل **** يقول هل من تائب فيقبل
هل من مسيء طالب للمغفرة **** يجد كريما قلبلا للمعذره
يمن بالخيرات والفضائل **** ويستر العيب ويعطي السائل
وأنه يجيء يوم الفصل **** كما يشاء للقضاء العدل
وانه يرى بلا إنكار **** في جنة الفردوس بالأبصار
كل يراه رؤية العيان **** كما أتى في محكم القرآن
وفي حديث سيد الأنام **** من غير ما شك ولا إبهام
رؤية حق ليس يمترونها **** كالشمس صحوا لا سحاب دونها
وخص بالرؤية أولياؤه **** فضيلة وحجبوا أعداؤه
وكل ما له من الصفات **** أثبتها في محكم الآيات
أو صح فيما قاله الرسول **** فحقه التسليم والقبول
نمرها صريحة كما أتت **** مع اعتقادنا لما له اقتضت
من غير تحريف ولا تعطيل **** وغير تمييف ولا تمثيل
بل قولنا قول أئمة الهدى **** طوبى لمن بهديهم قد اهتدى
وسم ذا النوع من التوحيد **** توحيد إثبات بلا ترديد
قد أفصح الوحي المبين عنه **** فالتمس الهدى المنير منه
لا تتبع أقوال كل مارد **** غاو مضل مارق معاند
فليس بعد رد ذا التبيان **** مثقال ذرة من الايمان
فصل في بيان النوع الثاني من التوحيد وهو توحيد الطلب والقصد وانه هو معنى لا إله إلا الله
هذا وثاني نوعي التوحيد **** إفراد رب العرش عن نديد
أن تعبد الله إلها واحدا **** معترفا بحقه لا جاحدا
وهو الذي به الإله أرسلا **** رسله يدعون اليه أولا
وأنزل الكتاب والتبيانا **** من أجله وفرق الفرقانا
وكلف الله الرسول المجتبى **** قتال من عنه تولى وأبى
حتى يكون الدين خالصا له **** سرا وجهرا دقة وجله
وهكذا امته قد كلفوا **** بذا وفي نص الكتاب وصفوا
وقد حوته لفظة الشهاده **** فهي سبيل الفوز والسعاده
من قالها معتقدا معناها **** وكان عاملا بمقتضاها
في القول والفعل ومات مؤمنا **** يبعث يوم الحشر ناج آمنا
فإن معناها الذي عليه **** دلت يقينا وهدت إليه
أن ليس بالحق إله يعبد **** إلا الإله الواحد المنفرد
بالخلق والرزق وبالتدبير **** جل عن الشريك والنظير
وبشروط سبعة قد قيدت **** وفي نصوص الوحي حقا وردت
فإنه لم ينتفع قائلها **** بالنطق إلا حيث يستكملها
العلم واليقين والقبول **** والانقياد فادر ما اقول
والصدق والإخلاص والمحبه **** وفقك الله لما احبه
فصل في تعريف العبادة وذكر بعض أنواعها وان من صرف منها شيئا لغير الله فقد اشرك ثم العبادة هي اسم جامع **** لكل ما يرضى الإله السامع
وفي الحديث مخها الدعاء **** خوف توكل كذا الرجاء
ورغبة ورهبة خشوع **** وخشية إنابة خضوع
والاستعاذة والاستعانه **** كذا استغاثة به سبحانه
والذبح والنذر وغير ذلك **** فافهم هديت أوضح المسالك
وصرف بعضها لغير الله **** شرك وذاك اقبح المناهي
فصل في بيان ضد التوحيد وهو الشرك وانه ينقسم الى قسمين أصغر واكبر وبيان كل منهما
والشرك نوعان فشرك اكبر **** به خلود النار إذ مسويا مضاهي
يقصده عند نزول الضر **** لجلب خير أو لدفع الشر
أو عند اي غرض لا يقدر **** عليه الا المالك المقتدر
مع جعله لذلك المدعو **** او المعظم أو المرجو
في الغيب سلطانا به يطلع **** على ضمير من اليه يفزع
والثان شرك اصغر وهو الريا **** فسره به ختام الانبيا
ومنه إقسام بغير الباري **** كما أتى في محكم الاخبار
فصل في بيان أمور يفعلهاالعامة منها ما هو شرك ومنها ما هو قريب منه وبيان حكم الرقي والتمائم
ومن يثق بودعة او ناب **** او حلقة أو أعين الذئاب
أو خيط أو عضو من النسور **** أو وتر أو تربة القبور
لأي أمر كائن تعلقه **** وكله الله الى ما علقه
ثم الرقى من حمة أو عين **** فإن تكن من خالص الوحيين
فذاك من هدى النبي وشرعته **** وذاك لا اختلاف في سنيته
أما الرقى المجهولة المعاني **** فذاك وسواس من الشيطان
وفيه قد جاء الحديث أنه **** شرك بلا مريه فاحذرنه
إذا كل من يقوله لا يدري **** لعله يكون محض الكفر
أو هو من سحر اليهود مقتبس **** على العوام لبسوه فالتبس
فحذرا ثم حذار منه **** لا تعرف الحق وتناى عنه
وفي التمائم المعلقات **** إن تك آيات مبينات
فالاختلاف واقع بين السلف **** فبعضهم أجازها والبعض كف
وإن تكن مما سوى الوحيين **** فإنها شرك بغير مين
بل إنها قسيمة الأزلام **** في البعد عن سيما أولى الإسلام
فصل من الشرك فعل من يتبرك بشجرة أوحجر أو بقعة أو قبر أو نحوها يتخذ ذلك المكان عيدا وبيان أن الزيارة تنقسمم إلى سينة وبدعية وشركية
هذا ومن أعمال أهل الشرك **** من غير ما تردد أو شك
ما يقصد الجهال من تعظيم ما **** لم يأذن الله بأن يعظما
كمن يلذ ببقعة أو حجر **** أو قبر ميت أو ببعض الشجر
متخذا لذلك المكان **** عيدا كفعل عابدي الأوثان
ثم الزيارة على أقسام **** ثلاثة يا أمة الإسلام
فإن نوى الزائر فيما أضمره **** في نفسه تذكرة بالأخره
ثم الدعا له وللأموات **** بالعفو والصفح عن الزلات
ولم يكن شد الرحال نحوها **** ولم يقل هجر كقول السفها
فتلك سنة أتت صريحه **** في السنن المثبة الصحيحه
أو قصد الدعاء والتوسلا **** بهم إلى الرحمن جل وعلا
فبدعة محدثة ضلاله **** بعيدة عن هدي ذي الرسالة
وإن دعا المقبور نفسه فقد **** أشرك بالله العظيم وحجد
لن يقبل الله تعالى منه **** صرفا ولا عدلا فيعفو عنه
إذ كل ذنب موشك الغفران **** إلا اتخاذ الند للرحمن
فصل في بيان ما وقع فيه العامة اليوم ما يفعلون عند القبور وما يرتكبون من الشرك الصريح والغلو المفرط في الأموات
ومن على القبر سراجا أوقدا **** أو ابتنى على الضريح مسجدا
فإنه مجدد جهارا **** لسنن اليهود والنصارى
كم حذر المختار عن ذا ولعن **** فاعله كما روى أهل السنن
بل قد نهى عن ارتفاع القبر **** وأن يزاد فيه فوق الشبر
وكل قبر مشرف فقد أمر **** بأن يسوى هكذا صح الخبر
وحذر الأمة عن إطرائه **** فغرهم إبليس باسجرائه
فخالفوه جهرة وأرتكبوا **** ما قد نهى عنه ولم يجتنبوا
فانظر إليهم قد غلوا وزادوا **** ورفعوا بناءها وشادوا
بالشيد والآجر والأحجار **** لا سيما في هذه الأعصار
وللقناديل عليها أوقدوا **** وكم لواء فوقها قد عقدوا
ونصبوا الأعلام والريات **** وافتتنوا بالأعظم الرفات
بل نحروا في سواحها النحائر **** فعل أولي التسييب والبحائر
والتمسوا الحاجات من موتاهم **** واتخذوا إلههم هواهم
قد صادهم إبليس في فخاخه **** بل بعضهم قد صار من أفراخه
يدعوا إلى عبادة الأوثان **** بالمال والنفس وباللسان
فليت شعري من أباح ذلك **** وأورط الأمة في المهالك
فيا شديد الطول والإنعام **** إليك نشكو محنة الأسلام
فصل في بيان حقيقة السحر وحد الساحر وأن منه علم التنجم وذكر عقوبة من صدق كاهنا والسحر حق وله تأثير **** لكن بما قدره القدير
أعني بذا التقدير ما قد قدره **** في الكون لا في الشرعة المطهره
واحكم على الساحر بالتكفير **** وحده القتل بلا نكير
كما أتى في السنة المصرحه **** مما رواه الترمذي وصححه
عن جندب وهكذا في أثر **** أمر بقتلهم روى عن عمر
وصح عن حفصة عند مالك **** ما فيه أقوى مرشد للسالك
هذا ومن أنواعه وشعبه **** علم النجوم فادر هذا وانتبه
وحلة بالوحي نصا يشرع **** أما بسحر مثله فيمنع
ومن يصدق كاهنا فقد كفر **** بما أتي به الرسول العتبر
منظومة متن سلم الوصول للحافظ حكمي لمن أراد حفظه
أيها الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد هذا متن سلم الوصول للحافظ حكمي رحمه الله تعالى أنصح كل الأخوة أن ينسخوه ويهتموا بحفظه فهو من أجود متون التوحيد وأسأل الله تعالى أن ينفع به الأخوة كلهم جميعا
سلم الوصل إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول صلى الله عليه و سلم
بسم الله الرحمن الرحيم
أبدأ باسم الله مستعينا **** راض به مدبر معينا
والحمد لله كما هدانا **** إلى سبيل الحق واجتنانا
أحمد سبحانه وأشكره **** ومن مساوي عملي أستغفره
وأستعينه على نيل الرضا **** وأستمد لطفه في ما قضى
وبعد إني باليقين أشهد **** شهادة الإخلاص أن لا يعبد
بالحق مألوه سوى الرحمن **** من جل عن عيب وعن نقصان
وأن خير خلقه محمدا **** من جاءنا بالبينات والهدى
رسوله إلى جميع الخلق **** بالنور والهدى ودين الحق
صلى عليه ربنا ومجدا **** والآل والصحب دواما سرمدا
وبعد هذا النظم في الأصول **** لمن أراد منهج الرسول
سألنى إياه من لا بد لي **** من امتثال سؤله الممتثل
فقلت مع عجزي ومع إشفاقي **** معتمدا على القدير الباقي
مقدمة تعرف العبد بما خلق له و بأول ما فرض الله تعالى عليه وبما أخذ الله عليه به الميثاق في ظهر أبيه آدم و بما هو صائر إليه
إعلم بأن الله جل و علا **** لم يترك الخلق سدى وهملا
بل خلق الخلق ليعبدوه **** وبالإلهية يفردوه
أخراج فيما قد مضى من ظهر **** آدم ذريته كالذر
وأخذ العهد عليهم أنه **** لا رب معبود بحق غيره
وبعد هذا رسله قد ارسلا **** لهم وبالحق الكتاب أنزلا
لكي بذا العهد يذكروهم **** وينذروهم ويبشروهم
كي لا يكون حجة للناس بل **** لله أعلى حجة عز وجل
فمن يصدقهم بلا شقاق **** فقد وفى بذلك الميثاق
وذاك ناج من عذاب النار ***** وذلك الوارث عقبى الدار
ومن بهم وبالكتاب كذبا **** ولازم الإعراض عنه والإباء
فذاك ناقض كلا العهدين ***** مستوجب للخزي في الدارين
فصل في كون التوحيد ينقسم إلى نوعين و بيان النوع الأول وهو توحيد المعرفة و الإثبات
أول واجب على العبيد **** معرفة الرحمن بالتوحيد
إذ هو من كل الأوامر أعظم **** وهو نوعان أيا منن يفهم
إثبات ذات الرب جل وعلا **** أسمائه الحسنى صفاته العلى
وأنه الرب الجليل الأكبر **** الخالق البارىء والمصور
باري البرايا منشىء الخلائق **** مبدعهم بلا مثال سابق
الأول المبدي بلا ابتداء **** والآخر الباقي بلا انتهاء
الأحد الفرد القدير الأزلي **** الصمد البر المهيمن العلي
علو قهر وعلو الشان **** جل عن الأضداد والأعوان
كذا له العلو والفوقيه **** على عباده بلا كيفيه
ومع ذا مطلع إليهم **** بعلمه مهيمن عليهم
وذكره للقرب والمعيه **** لم ينف للعلو والفوقيه
فإنه العلي في دنوه **** وهو القريب جل في علوه
حي وقيوم فلا ينام **** وجل أن يشبهه الأنام
لا تبلغ الأوهام كنه ذاته **** ولا يكيف الحجا صفاته
باق فلا يفنى ولا يبيد **** ولا يكون غير ما يريد
منفرد بالخلق والإراده **** وحاكم جل بما أراده
فمن يشأ وفقه بفضله **** ومن يشأ أضله بعدله
فمنهم الشقي والسعيد **** وذا مقرب وذا طريد
لحكمه بالغة قضاءها **** يستوجب الحمد على اقتضاها
وهو الذي يرى دبيب الذر **** في الظلمات فوق صم الصخر
وسامع للجهر والإخفات **** بسمعه الواسع للأصوات
وعمله بما بدا وما خفي **** أحاط علما بالجلي والخفي
وهو الغني بذاته سبحانه **** جل ثناؤه تعالى شأنه
وكل شىء رزقه عليه **** وكلنا مفتقر إليه
كلم موسى عبده تكليما **** ولم يزل بخلقه عليما
كلامه جل عن الإحصاء **** والحصر والنفاذ والفناء
لو صار أقلاما جميع الشجر **** والبحر تلقى فيه سبعة أبحر
والخلق تكتبه بكل آن **** فنت وليس القول منه فان
والقول في كتابه المفصل **** بأنه كلامه المنزل
على رسول المصطفى خير الورى **** ليس بمخلوق ولا بمفترى
يحفظ بالقلب وباللسان **** يتلى كما يسمع الأذان
كذا بالأبصار إليه ينظر **** وبالأيادي خطة يسطر
وكل ذي مخلوقة حقيقه **** دون كلام باريء الخليقه
جلت صفات ربنا الرحمن **** عن وصفها بالخلق والحدثان
فالصوت والألحان صوت القاري **** لكنما المتلو قول الباري
ما قاله لا يقبل التبديلا **** كلا ولا أصدق منه قيلا
وقد روى الثقات عن خير الملا **** بأنه عز وجل وعلا
في ثلث الليل الأخير ينزل **** يقول هل من تائب فيقبل
هل من مسيء طالب للمغفرة **** يجد كريما قلبلا للمعذره
يمن بالخيرات والفضائل **** ويستر العيب ويعطي السائل
وأنه يجيء يوم الفصل **** كما يشاء للقضاء العدل
وانه يرى بلا إنكار **** في جنة الفردوس بالأبصار
كل يراه رؤية العيان **** كما أتى في محكم القرآن
وفي حديث سيد الأنام **** من غير ما شك ولا إبهام
رؤية حق ليس يمترونها **** كالشمس صحوا لا سحاب دونها
وخص بالرؤية أولياؤه **** فضيلة وحجبوا أعداؤه
وكل ما له من الصفات **** أثبتها في محكم الآيات
أو صح فيما قاله الرسول **** فحقه التسليم والقبول
نمرها صريحة كما أتت **** مع اعتقادنا لما له اقتضت
من غير تحريف ولا تعطيل **** وغير تمييف ولا تمثيل
بل قولنا قول أئمة الهدى **** طوبى لمن بهديهم قد اهتدى
وسم ذا النوع من التوحيد **** توحيد إثبات بلا ترديد
قد أفصح الوحي المبين عنه **** فالتمس الهدى المنير منه
لا تتبع أقوال كل مارد **** غاو مضل مارق معاند
فليس بعد رد ذا التبيان **** مثقال ذرة من الايمان
فصل في بيان النوع الثاني من التوحيد وهو توحيد الطلب والقصد وانه هو معنى لا إله إلا الله
هذا وثاني نوعي التوحيد **** إفراد رب العرش عن نديد
أن تعبد الله إلها واحدا **** معترفا بحقه لا جاحدا
وهو الذي به الإله أرسلا **** رسله يدعون اليه أولا
وأنزل الكتاب والتبيانا **** من أجله وفرق الفرقانا
وكلف الله الرسول المجتبى **** قتال من عنه تولى وأبى
حتى يكون الدين خالصا له **** سرا وجهرا دقة وجله
وهكذا امته قد كلفوا **** بذا وفي نص الكتاب وصفوا
وقد حوته لفظة الشهاده **** فهي سبيل الفوز والسعاده
من قالها معتقدا معناها **** وكان عاملا بمقتضاها
في القول والفعل ومات مؤمنا **** يبعث يوم الحشر ناج آمنا
فإن معناها الذي عليه **** دلت يقينا وهدت إليه
أن ليس بالحق إله يعبد **** إلا الإله الواحد المنفرد
بالخلق والرزق وبالتدبير **** جل عن الشريك والنظير
وبشروط سبعة قد قيدت **** وفي نصوص الوحي حقا وردت
فإنه لم ينتفع قائلها **** بالنطق إلا حيث يستكملها
العلم واليقين والقبول **** والانقياد فادر ما اقول
والصدق والإخلاص والمحبه **** وفقك الله لما احبه
فصل في تعريف العبادة وذكر بعض أنواعها وان من صرف منها شيئا لغير الله فقد اشرك ثم العبادة هي اسم جامع **** لكل ما يرضى الإله السامع
وفي الحديث مخها الدعاء **** خوف توكل كذا الرجاء
ورغبة ورهبة خشوع **** وخشية إنابة خضوع
والاستعاذة والاستعانه **** كذا استغاثة به سبحانه
والذبح والنذر وغير ذلك **** فافهم هديت أوضح المسالك
وصرف بعضها لغير الله **** شرك وذاك اقبح المناهي
فصل في بيان ضد التوحيد وهو الشرك وانه ينقسم الى قسمين أصغر واكبر وبيان كل منهما
والشرك نوعان فشرك اكبر **** به خلود النار إذ مسويا مضاهي
يقصده عند نزول الضر **** لجلب خير أو لدفع الشر
أو عند اي غرض لا يقدر **** عليه الا المالك المقتدر
مع جعله لذلك المدعو **** او المعظم أو المرجو
في الغيب سلطانا به يطلع **** على ضمير من اليه يفزع
والثان شرك اصغر وهو الريا **** فسره به ختام الانبيا
ومنه إقسام بغير الباري **** كما أتى في محكم الاخبار
فصل في بيان أمور يفعلهاالعامة منها ما هو شرك ومنها ما هو قريب منه وبيان حكم الرقي والتمائم
ومن يثق بودعة او ناب **** او حلقة أو أعين الذئاب
أو خيط أو عضو من النسور **** أو وتر أو تربة القبور
لأي أمر كائن تعلقه **** وكله الله الى ما علقه
ثم الرقى من حمة أو عين **** فإن تكن من خالص الوحيين
فذاك من هدى النبي وشرعته **** وذاك لا اختلاف في سنيته
أما الرقى المجهولة المعاني **** فذاك وسواس من الشيطان
وفيه قد جاء الحديث أنه **** شرك بلا مريه فاحذرنه
إذا كل من يقوله لا يدري **** لعله يكون محض الكفر
أو هو من سحر اليهود مقتبس **** على العوام لبسوه فالتبس
فحذرا ثم حذار منه **** لا تعرف الحق وتناى عنه
وفي التمائم المعلقات **** إن تك آيات مبينات
فالاختلاف واقع بين السلف **** فبعضهم أجازها والبعض كف
وإن تكن مما سوى الوحيين **** فإنها شرك بغير مين
بل إنها قسيمة الأزلام **** في البعد عن سيما أولى الإسلام
فصل من الشرك فعل من يتبرك بشجرة أوحجر أو بقعة أو قبر أو نحوها يتخذ ذلك المكان عيدا وبيان أن الزيارة تنقسمم إلى سينة وبدعية وشركية
هذا ومن أعمال أهل الشرك **** من غير ما تردد أو شك
ما يقصد الجهال من تعظيم ما **** لم يأذن الله بأن يعظما
كمن يلذ ببقعة أو حجر **** أو قبر ميت أو ببعض الشجر
متخذا لذلك المكان **** عيدا كفعل عابدي الأوثان
ثم الزيارة على أقسام **** ثلاثة يا أمة الإسلام
فإن نوى الزائر فيما أضمره **** في نفسه تذكرة بالأخره
ثم الدعا له وللأموات **** بالعفو والصفح عن الزلات
ولم يكن شد الرحال نحوها **** ولم يقل هجر كقول السفها
فتلك سنة أتت صريحه **** في السنن المثبة الصحيحه
أو قصد الدعاء والتوسلا **** بهم إلى الرحمن جل وعلا
فبدعة محدثة ضلاله **** بعيدة عن هدي ذي الرسالة
وإن دعا المقبور نفسه فقد **** أشرك بالله العظيم وحجد
لن يقبل الله تعالى منه **** صرفا ولا عدلا فيعفو عنه
إذ كل ذنب موشك الغفران **** إلا اتخاذ الند للرحمن
فصل في بيان ما وقع فيه العامة اليوم ما يفعلون عند القبور وما يرتكبون من الشرك الصريح والغلو المفرط في الأموات
ومن على القبر سراجا أوقدا **** أو ابتنى على الضريح مسجدا
فإنه مجدد جهارا **** لسنن اليهود والنصارى
كم حذر المختار عن ذا ولعن **** فاعله كما روى أهل السنن
بل قد نهى عن ارتفاع القبر **** وأن يزاد فيه فوق الشبر
وكل قبر مشرف فقد أمر **** بأن يسوى هكذا صح الخبر
وحذر الأمة عن إطرائه **** فغرهم إبليس باسجرائه
فخالفوه جهرة وأرتكبوا **** ما قد نهى عنه ولم يجتنبوا
فانظر إليهم قد غلوا وزادوا **** ورفعوا بناءها وشادوا
بالشيد والآجر والأحجار **** لا سيما في هذه الأعصار
وللقناديل عليها أوقدوا **** وكم لواء فوقها قد عقدوا
ونصبوا الأعلام والريات **** وافتتنوا بالأعظم الرفات
بل نحروا في سواحها النحائر **** فعل أولي التسييب والبحائر
والتمسوا الحاجات من موتاهم **** واتخذوا إلههم هواهم
قد صادهم إبليس في فخاخه **** بل بعضهم قد صار من أفراخه
يدعوا إلى عبادة الأوثان **** بالمال والنفس وباللسان
فليت شعري من أباح ذلك **** وأورط الأمة في المهالك
فيا شديد الطول والإنعام **** إليك نشكو محنة الأسلام
فصل في بيان حقيقة السحر وحد الساحر وأن منه علم التنجم وذكر عقوبة من صدق كاهنا والسحر حق وله تأثير **** لكن بما قدره القدير
أعني بذا التقدير ما قد قدره **** في الكون لا في الشرعة المطهره
واحكم على الساحر بالتكفير **** وحده القتل بلا نكير
كما أتى في السنة المصرحه **** مما رواه الترمذي وصححه
عن جندب وهكذا في أثر **** أمر بقتلهم روى عن عمر
وصح عن حفصة عند مالك **** ما فيه أقوى مرشد للسالك
هذا ومن أنواعه وشعبه **** علم النجوم فادر هذا وانتبه
وحلة بالوحي نصا يشرع **** أما بسحر مثله فيمنع
ومن يصدق كاهنا فقد كفر **** بما أتي به الرسول العتبر