المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منظومة متن سلم الوصول في التوحيد


sultan
05-09-2004, 11:11 AM
منظومة متن سلم الوصول في التوحيد

منظومة متن سلم الوصول للحافظ حكمي لمن أراد حفظه

أيها الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد هذا متن سلم الوصول للحافظ حكمي رحمه الله تعالى أنصح كل الأخوة أن ينسخوه ويهتموا بحفظه فهو من أجود متون التوحيد وأسأل الله تعالى أن ينفع به الأخوة كلهم جميعا

سلم الوصل إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول صلى الله عليه و سلم

بسم الله الرحمن الرحيم

أبدأ باسم الله مستعينا **** راض به مدبر معينا
والحمد لله كما هدانا **** إلى سبيل الحق واجتنانا
أحمد سبحانه وأشكره **** ومن مساوي عملي أستغفره
وأستعينه على نيل الرضا **** وأستمد لطفه في ما قضى
وبعد إني باليقين أشهد **** شهادة الإخلاص أن لا يعبد
بالحق مألوه سوى الرحمن **** من جل عن عيب وعن نقصان
وأن خير خلقه محمدا **** من جاءنا بالبينات والهدى
رسوله إلى جميع الخلق **** بالنور والهدى ودين الحق
صلى عليه ربنا ومجدا **** والآل والصحب دواما سرمدا
وبعد هذا النظم في الأصول **** لمن أراد منهج الرسول
سألنى إياه من لا بد لي **** من امتثال سؤله الممتثل
فقلت مع عجزي ومع إشفاقي **** معتمدا على القدير الباقي
مقدمة تعرف العبد بما خلق له و بأول ما فرض الله تعالى عليه وبما أخذ الله عليه به الميثاق في ظهر أبيه آدم و بما هو صائر إليه
إعلم بأن الله جل و علا **** لم يترك الخلق سدى وهملا
بل خلق الخلق ليعبدوه **** وبالإلهية يفردوه
أخراج فيما قد مضى من ظهر **** آدم ذريته كالذر
وأخذ العهد عليهم أنه **** لا رب معبود بحق غيره
وبعد هذا رسله قد ارسلا **** لهم وبالحق الكتاب أنزلا
لكي بذا العهد يذكروهم **** وينذروهم ويبشروهم
كي لا يكون حجة للناس بل **** لله أعلى حجة عز وجل
فمن يصدقهم بلا شقاق **** فقد وفى بذلك الميثاق
وذاك ناج من عذاب النار ***** وذلك الوارث عقبى الدار
ومن بهم وبالكتاب كذبا **** ولازم الإعراض عنه والإباء
فذاك ناقض كلا العهدين ***** مستوجب للخزي في الدارين
فصل في كون التوحيد ينقسم إلى نوعين و بيان النوع الأول وهو توحيد المعرفة و الإثبات
أول واجب على العبيد **** معرفة الرحمن بالتوحيد
إذ هو من كل الأوامر أعظم **** وهو نوعان أيا منن يفهم
إثبات ذات الرب جل وعلا **** أسمائه الحسنى صفاته العلى
وأنه الرب الجليل الأكبر **** الخالق البارىء والمصور
باري البرايا منشىء الخلائق **** مبدعهم بلا مثال سابق
الأول المبدي بلا ابتداء **** والآخر الباقي بلا انتهاء
الأحد الفرد القدير الأزلي **** الصمد البر المهيمن العلي
علو قهر وعلو الشان **** جل عن الأضداد والأعوان
كذا له العلو والفوقيه **** على عباده بلا كيفيه
ومع ذا مطلع إليهم **** بعلمه مهيمن عليهم
وذكره للقرب والمعيه **** لم ينف للعلو والفوقيه
فإنه العلي في دنوه **** وهو القريب جل في علوه
حي وقيوم فلا ينام **** وجل أن يشبهه الأنام
لا تبلغ الأوهام كنه ذاته **** ولا يكيف الحجا صفاته
باق فلا يفنى ولا يبيد **** ولا يكون غير ما يريد
منفرد بالخلق والإراده **** وحاكم جل بما أراده
فمن يشأ وفقه بفضله **** ومن يشأ أضله بعدله
فمنهم الشقي والسعيد **** وذا مقرب وذا طريد
لحكمه بالغة قضاءها **** يستوجب الحمد على اقتضاها
وهو الذي يرى دبيب الذر **** في الظلمات فوق صم الصخر
وسامع للجهر والإخفات **** بسمعه الواسع للأصوات
وعمله بما بدا وما خفي **** أحاط علما بالجلي والخفي
وهو الغني بذاته سبحانه **** جل ثناؤه تعالى شأنه
وكل شىء رزقه عليه **** وكلنا مفتقر إليه
كلم موسى عبده تكليما **** ولم يزل بخلقه عليما
كلامه جل عن الإحصاء **** والحصر والنفاذ والفناء
لو صار أقلاما جميع الشجر **** والبحر تلقى فيه سبعة أبحر
والخلق تكتبه بكل آن **** فنت وليس القول منه فان
والقول في كتابه المفصل **** بأنه كلامه المنزل
على رسول المصطفى خير الورى **** ليس بمخلوق ولا بمفترى
يحفظ بالقلب وباللسان **** يتلى كما يسمع الأذان
كذا بالأبصار إليه ينظر **** وبالأيادي خطة يسطر
وكل ذي مخلوقة حقيقه **** دون كلام باريء الخليقه
جلت صفات ربنا الرحمن **** عن وصفها بالخلق والحدثان
فالصوت والألحان صوت القاري **** لكنما المتلو قول الباري
ما قاله لا يقبل التبديلا **** كلا ولا أصدق منه قيلا
وقد روى الثقات عن خير الملا **** بأنه عز وجل وعلا
في ثلث الليل الأخير ينزل **** يقول هل من تائب فيقبل
هل من مسيء طالب للمغفرة **** يجد كريما قلبلا للمعذره
يمن بالخيرات والفضائل **** ويستر العيب ويعطي السائل
وأنه يجيء يوم الفصل **** كما يشاء للقضاء العدل
وانه يرى بلا إنكار **** في جنة الفردوس بالأبصار
كل يراه رؤية العيان **** كما أتى في محكم القرآن
وفي حديث سيد الأنام **** من غير ما شك ولا إبهام
رؤية حق ليس يمترونها **** كالشمس صحوا لا سحاب دونها
وخص بالرؤية أولياؤه **** فضيلة وحجبوا أعداؤه
وكل ما له من الصفات **** أثبتها في محكم الآيات
أو صح فيما قاله الرسول **** فحقه التسليم والقبول
نمرها صريحة كما أتت **** مع اعتقادنا لما له اقتضت
من غير تحريف ولا تعطيل **** وغير تمييف ولا تمثيل
بل قولنا قول أئمة الهدى **** طوبى لمن بهديهم قد اهتدى
وسم ذا النوع من التوحيد **** توحيد إثبات بلا ترديد
قد أفصح الوحي المبين عنه **** فالتمس الهدى المنير منه
لا تتبع أقوال كل مارد **** غاو مضل مارق معاند
فليس بعد رد ذا التبيان **** مثقال ذرة من الايمان
فصل في بيان النوع الثاني من التوحيد وهو توحيد الطلب والقصد وانه هو معنى لا إله إلا الله
هذا وثاني نوعي التوحيد **** إفراد رب العرش عن نديد
أن تعبد الله إلها واحدا **** معترفا بحقه لا جاحدا
وهو الذي به الإله أرسلا **** رسله يدعون اليه أولا
وأنزل الكتاب والتبيانا **** من أجله وفرق الفرقانا
وكلف الله الرسول المجتبى **** قتال من عنه تولى وأبى
حتى يكون الدين خالصا له **** سرا وجهرا دقة وجله
وهكذا امته قد كلفوا **** بذا وفي نص الكتاب وصفوا
وقد حوته لفظة الشهاده **** فهي سبيل الفوز والسعاده
من قالها معتقدا معناها **** وكان عاملا بمقتضاها
في القول والفعل ومات مؤمنا **** يبعث يوم الحشر ناج آمنا
فإن معناها الذي عليه **** دلت يقينا وهدت إليه
أن ليس بالحق إله يعبد **** إلا الإله الواحد المنفرد
بالخلق والرزق وبالتدبير **** جل عن الشريك والنظير
وبشروط سبعة قد قيدت **** وفي نصوص الوحي حقا وردت
فإنه لم ينتفع قائلها **** بالنطق إلا حيث يستكملها
العلم واليقين والقبول **** والانقياد فادر ما اقول
والصدق والإخلاص والمحبه **** وفقك الله لما احبه
فصل في تعريف العبادة وذكر بعض أنواعها وان من صرف منها شيئا لغير الله فقد اشرك ثم العبادة هي اسم جامع **** لكل ما يرضى الإله السامع
وفي الحديث مخها الدعاء **** خوف توكل كذا الرجاء
ورغبة ورهبة خشوع **** وخشية إنابة خضوع
والاستعاذة والاستعانه **** كذا استغاثة به سبحانه
والذبح والنذر وغير ذلك **** فافهم هديت أوضح المسالك
وصرف بعضها لغير الله **** شرك وذاك اقبح المناهي
فصل في بيان ضد التوحيد وهو الشرك وانه ينقسم الى قسمين أصغر واكبر وبيان كل منهما
والشرك نوعان فشرك اكبر **** به خلود النار إذ مسويا مضاهي
يقصده عند نزول الضر **** لجلب خير أو لدفع الشر
أو عند اي غرض لا يقدر **** عليه الا المالك المقتدر
مع جعله لذلك المدعو **** او المعظم أو المرجو
في الغيب سلطانا به يطلع **** على ضمير من اليه يفزع
والثان شرك اصغر وهو الريا **** فسره به ختام الانبيا
ومنه إقسام بغير الباري **** كما أتى في محكم الاخبار
فصل في بيان أمور يفعلهاالعامة منها ما هو شرك ومنها ما هو قريب منه وبيان حكم الرقي والتمائم
ومن يثق بودعة او ناب **** او حلقة أو أعين الذئاب
أو خيط أو عضو من النسور **** أو وتر أو تربة القبور
لأي أمر كائن تعلقه **** وكله الله الى ما علقه
ثم الرقى من حمة أو عين **** فإن تكن من خالص الوحيين
فذاك من هدى النبي وشرعته **** وذاك لا اختلاف في سنيته
أما الرقى المجهولة المعاني **** فذاك وسواس من الشيطان
وفيه قد جاء الحديث أنه **** شرك بلا مريه فاحذرنه
إذا كل من يقوله لا يدري **** لعله يكون محض الكفر
أو هو من سحر اليهود مقتبس **** على العوام لبسوه فالتبس
فحذرا ثم حذار منه **** لا تعرف الحق وتناى عنه
وفي التمائم المعلقات **** إن تك آيات مبينات
فالاختلاف واقع بين السلف **** فبعضهم أجازها والبعض كف
وإن تكن مما سوى الوحيين **** فإنها شرك بغير مين
بل إنها قسيمة الأزلام **** في البعد عن سيما أولى الإسلام
فصل من الشرك فعل من يتبرك بشجرة أوحجر أو بقعة أو قبر أو نحوها يتخذ ذلك المكان عيدا وبيان أن الزيارة تنقسمم إلى سينة وبدعية وشركية
هذا ومن أعمال أهل الشرك **** من غير ما تردد أو شك
ما يقصد الجهال من تعظيم ما **** لم يأذن الله بأن يعظما
كمن يلذ ببقعة أو حجر **** أو قبر ميت أو ببعض الشجر
متخذا لذلك المكان **** عيدا كفعل عابدي الأوثان
ثم الزيارة على أقسام **** ثلاثة يا أمة الإسلام
فإن نوى الزائر فيما أضمره **** في نفسه تذكرة بالأخره
ثم الدعا له وللأموات **** بالعفو والصفح عن الزلات
ولم يكن شد الرحال نحوها **** ولم يقل هجر كقول السفها
فتلك سنة أتت صريحه **** في السنن المثبة الصحيحه
أو قصد الدعاء والتوسلا **** بهم إلى الرحمن جل وعلا
فبدعة محدثة ضلاله **** بعيدة عن هدي ذي الرسالة
وإن دعا المقبور نفسه فقد **** أشرك بالله العظيم وحجد
لن يقبل الله تعالى منه **** صرفا ولا عدلا فيعفو عنه
إذ كل ذنب موشك الغفران **** إلا اتخاذ الند للرحمن
فصل في بيان ما وقع فيه العامة اليوم ما يفعلون عند القبور وما يرتكبون من الشرك الصريح والغلو المفرط في الأموات
ومن على القبر سراجا أوقدا **** أو ابتنى على الضريح مسجدا
فإنه مجدد جهارا **** لسنن اليهود والنصارى
كم حذر المختار عن ذا ولعن **** فاعله كما روى أهل السنن
بل قد نهى عن ارتفاع القبر **** وأن يزاد فيه فوق الشبر
وكل قبر مشرف فقد أمر **** بأن يسوى هكذا صح الخبر
وحذر الأمة عن إطرائه **** فغرهم إبليس باسجرائه
فخالفوه جهرة وأرتكبوا **** ما قد نهى عنه ولم يجتنبوا
فانظر إليهم قد غلوا وزادوا **** ورفعوا بناءها وشادوا
بالشيد والآجر والأحجار **** لا سيما في هذه الأعصار
وللقناديل عليها أوقدوا **** وكم لواء فوقها قد عقدوا
ونصبوا الأعلام والريات **** وافتتنوا بالأعظم الرفات
بل نحروا في سواحها النحائر **** فعل أولي التسييب والبحائر
والتمسوا الحاجات من موتاهم **** واتخذوا إلههم هواهم
قد صادهم إبليس في فخاخه **** بل بعضهم قد صار من أفراخه
يدعوا إلى عبادة الأوثان **** بالمال والنفس وباللسان
فليت شعري من أباح ذلك **** وأورط الأمة في المهالك
فيا شديد الطول والإنعام **** إليك نشكو محنة الأسلام
فصل في بيان حقيقة السحر وحد الساحر وأن منه علم التنجم وذكر عقوبة من صدق كاهنا والسحر حق وله تأثير **** لكن بما قدره القدير
أعني بذا التقدير ما قد قدره **** في الكون لا في الشرعة المطهره
واحكم على الساحر بالتكفير **** وحده القتل بلا نكير
كما أتى في السنة المصرحه **** مما رواه الترمذي وصححه
عن جندب وهكذا في أثر **** أمر بقتلهم روى عن عمر
وصح عن حفصة عند مالك **** ما فيه أقوى مرشد للسالك
هذا ومن أنواعه وشعبه **** علم النجوم فادر هذا وانتبه
وحلة بالوحي نصا يشرع **** أما بسحر مثله فيمنع
ومن يصدق كاهنا فقد كفر **** بما أتي به الرسول العتبر

sultan
05-09-2004, 11:12 AM
فصل يجمع معنى حديث جبريل المشهور في تعليمنا الدين وأنه ينقسم إلى ثلاثة مراتب الأسلام والإيمان والإحسان وبيان أركان كل منها
اعلم بأن الدين قول وعمل **** فاحفظه وافهم ما عليه ذا اشتمل
كفاك ما قد قاله الرسول **** إذا جاءه يسأله جبريل
على مراتب ثلاث فصلة **** جاءت على جمعية مشتملة
الأسلام والإيمان والأحسان **** والكل مبنى على اركان
فقد أتى الأسلام مبنى على **** خمس فحقق ودار ما قد نقلا
اولها الركن الأساس الأعظم **** وهو الصراط المستقيم الأقوم
ركن الشهادتين فاثبت واعتصم **** بالعروة الوثقى التي لا تنقصم
وثانيا إقامة الصلاة **** وثالثا تأدية الزكاة
والرابع الصيام فاسمع واتبع **** والخامس الحج على من يستطع
فتلك خمسة وللايمان **** ستة أركان بلا نكران
إيماننا بالله ذي الجلال **** وما له من صفة الكمال
وبالملائكة الكرام البررة **** وكتبه المنزلة المطهره
ورسله الهداة للانام **** من غير تفريق ولا إيهام
أولهم نوح بلا شك كما **** ان محمد لهم قد ختما
وخمسة منهم أولوا العزم الألى **** في سورة الأحزاب والشورى تلا
وبالميعاد أيقن بلا تردد **** ولا ادعا علم بوقت الموعد
لكننا نؤمن من غير امترا **** بكل ما قد صح عن خير الورى
من ذكر آيات تكون قبلها **** وهي علامات وأشراط لها
ويدخل الإيمان بالموت وما **** من بعده على العباد حتما
وأن كلا مقعد مسؤول **** ما الرب ما الدين وما الرسول
وعند ذا يثبت المهيمن **** بثابت القول الذين آمنوا
ويوقن المرتاب عند ذلك **** بأن ما مورده المهالك
وباللقاء والبعث والنشور **** وبقيامنا من القبور
غرلا حفاة كجراد منتشر **** يقول ذو الكفران ذا يوم عسر
ويجمع الخلق ليوم الفصل **** جميعهم علويهم والسفلي
في موقف يجل فيه الخطب **** ويعظم الهول به والكرب
وأحضروا للعرض والحساب **** وانقطعت علائق الأنساب
وارتكمت سجائب الأهوال **** وانعجم البليغ في المقال
وعنت الوجوه للقيوم **** واقتض من ذي الظلم للمظلوم
وساوت الملوك للاجناد **** وجىء بالكتاب والاشهاد
وشهدت الأعضاء والجوارح **** وبدت السوءات والفضائح
وابتلت هنالك السرائر **** وانكشف المخفى في الضمائر
ونشرت صحائف الاعمال **** تؤخذ باليمين والشمال
طوبي لمن يأخذ باليمين **** كتابه بشرى بحول عين
والويل للآخذ بالشمال **** وراء ظهر للجحيم صالي
والوزن بالقسط فلا ظلم ولا **** يؤخذ عبد بسوى ما عملا
فبين ناج راجع ميزانه **** ومقرف أوبقه عدوانه
وينصب الجسر بلا امتراء **** كما أتى في محكم الأنباء
يجوزه الناس على أحوال **** بقدر كسبهم من الأعمال
فبين مجتاز إلى الجنان **** ومسرف يكب في النيران
والنار والجنة حق وهما **** موجودتان لا فناء لهما
وحوض خير الخلق حق وبه **** يشرب في الاخرى جميع حزبه
كذا له لواء حمد ينشر **** وتحته الرسل جميعا تحشر
كذا له الشفاعة العظمى كما **** قد خصه الله بها تكرما
من بعد إذن الله لا كما يرى **** كل قبوري على الله افترى
يشفع أولا إلى الرحمن في **** فصل القضاء بين اهل الموقف
من بعد أن يطلبها الناس إلى **** كل أولى العزم الهداة الفضلا
وثانيا يشفع في استفتاح **** دار النعيم لأولي الفلاح
هذا وهاتان الشفاعتان **** قد خصتا به بلا نكران
وثالثا يشفع في أقوام **** ماتوا على دين الهدى الإسلام
وأبقتهم كثرة الآثام **** فأدخلوا النار بذا الإجرام
أن يخرجوا منها إلى الجنان **** بفضل رب العرض ذي الإحسان
وبعده يشفع كل مرسل **** وكل عبد ذي صلاح وولي
ويخرج الله من النيران **** جميع من مات على الإيمان
في نهر الحياة يطرحونا **** فحما فيحيون ويبنتونا
كأنما ينبت في هيئاته **** حب حميل السيل في حافاته
والسادس الإيمان بالأقدار **** فأيقنن بها ولا تمار
فكل شيء بقضاء وقدر **** والكل في أم الكتاب مستطر
لا نؤ لا عدوى لا طير ولا **** عما قضى الله تعالى حولا
لا غول لا هامة لا ولا صفر **** كما بذا أخبر سيدة البشر
وثالث مرتبة الإحسان **** وتلك أعلاها لدى الرحمن
وهو رسوخ القلب في العرفان **** حتى يكون الغيب كالعيان
فصل كون الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وأن فاسق أهل الملة لا يكفر بذنب دون الشرك إلا إذا استحله وأنه تحت المشيئة وأن التوبة مقبولة ما لم يغرغر
إيماننا يزيد بالطاعات **** ونقصه يكون بالزلات
وأهله فيه على تفاضل **** هل أنت كالأملاك أو كالرسل
والفاسق الملي ذو العصيان **** لم ينفت عنه مطلق الإيمان
لكن بقدر الفسق والمعاصي **** إيمانه ما زال في انتقاص
ولا نقول إنه في النار *** مخلد بل أمره للباري
تحت مشيئة الإله النافذه **** إن شا عفا عنه وإن شا آخذه
بقدر ذنبه والى الجنان **** إن مات على الإيمان
والعرض تيسير الحساب في النبا **** ومن يناقش الحساب عذبا
ولا نكفر بالمعاصي مؤمنا **** إلا مع استحلاله لما جنى
وتقبل التوبة قبل الغرغره **** كما أتي في الشرعة المطهره
أما متى تغلق عن طالبها **** فبطلوع الشمس من مغربها
فصل في معرفة نبينا محمد وتبليغه الرسالة وإكمال الله لنا الدين وأنه خاتم النبين وسيد ولد آدم أجمعين وأن من ادعى النبوة بعده فهو كاذب
نبينا محمد من هاشم **** إلى الذبيح دون شك ينتمي
أرسله الله إلينا مرشدا **** ورحمة للعالمين وهدى
مولده بمكة المطهره **** هجرته لطيبة المنور
بعد أربعين بدأ الوحي به **** ثم دعا إلى سبيل ربه
عشر سنين أيها الناس اعبدوا **** ربا تعالى شأنه ووحدوا
وكان قبل ذلك في غار حرا **** يخلو بذكر ربه عن الورى
بعد خمسين من الأعوام **** مضت لعمر سيد الأنام
أسرى به الله إليه في الظلم **** وفرض الخمس عليه وحتم
وبعد أعوام ثلاثة مضت **** من بعد معراج النبي وانقضت
أوذن بالهجرة نحو يثربا **** مع كل مسلم له قد صحبا
وبعدها كلف بالقتال **** لشيعة الكفران والضلال
حتى أتوا للدين منقادينا **** ودخلوا في السلم مذعينا
وبعد أن قد بلغ الرساله **** واستنقذ الخلق من الجهالة
وأكمل الله به الإسلاما **** وقام دين الحق واستقاما
قبضه الله العلى الأعلى **** سبحانه إلى الرفيق الأعلى
نشهد بالحق بلا ارتياب **** بأنه المرسل بالكتاب
وأنه بلغ ما قد أرسلا **** به وكل ما إليه أنزلا
وكل من من بعده قد ادعى **** نبوة فكاذب فيما ادعى
فهو ختام الرسل باتفاق **** وأفضل الخلق على الإطلاق
فصل فيمن هو أفضلا الأمة بعد الرسول وذكر الصحابة بمحاسنهم والكف عن مساوئهم وما شجر بينهم
وبعد الخليفة الشفيق **** نعم نقيب الامة الصديق
ذاك رفيق المصطفى في الغار **** شيخ المهاجرين والانصار
وهو الذي بنفسه تولى *** جهاد من عن الهدى تولى
ثانيه في الفضل بلا ارتياب **** الصادع الناطق بالصواب
أعني بهه الشهم أبا حفص عمر **** من ظاهر الدين القويم ونصر
الصارم المنكي على الكفار **** وموسع الفتوح في الأمصار
ثالثهم عثمان ذو النورين **** ذو الحلم والحيا بغير مين
بحر العلوم جامع القرآن **** منه استحت ملائك الرحمن
بايع عنه سيد الأكوان **** بكفه في بيعة الرضوان
والرابع ابن عم خير الرسل **** أغنى الإمام الحق ذات القدر العلي
مبيد كل خارجي مارق **** وكل خب رافضي فاسق
من كان للرسول في مكان **** هارون من موسى بلا نكران
لا في نبوة فقد قدمت ما **** يكفي لمن من سوء ظن سلما
فالستة المكملون العشره **** وسائر الصحب الكرام البرره
وأهل بيت المصطفى الأطهار **** وتابعوه السادة الأخيار
فكلهم في محكم القرآن **** أثنى عليهم خالق الأكوان
في الفتح والحديد والقتال **** وغيرها بأكمل الخصال
كذاك في التوراة والأنجيل **** صفاتهم معلومة التفصيل
وذكرهم في سنة المختار **** قد سار سير الشمس في الأقطار
ثم السكوت واجب عما جرى **** بينهم من فعل ما قد قدرا
فكلهم مجتهد مثاب **** وخطؤهم يغفره الوهاب
خاتمة في وجوب التمسك بالكتاب والسنة والرجوع عند الأختلاف إليهما فما خالفهما فهو رد
شرط قبول السعى أن يجتمعا **** فيه إصابة وإخلاص معا
لله رب العرش لا سواه **** موافق الشراع الذي ارتضاه
وكل ما خالف للوحيين **** فإنه رد بغير مين
وكل ما فيه الخلاف نصبا **** فرده إليهما قد وجبا
فالدين إنما أتى بالنقل **** ليس بالأوهام وحدس العقل
ثم إلى هنا قد انتهيت **** وتما ما بجمعه عنيت
سميته بسلم الوصول **** إلى سما مباحث الأصول
والحمد لله على انتهائي **** كما حمدت الله في ابتدائي
أسأله مغفرة الذنوب **** جميعها والستر للعيوب
ثم الصلاة والسلام ابدا **** تغشى الرسول المصطفى محمدا
ثم جميع صحبه والآل **** السادة الأئمة الأبدال
تدوم سرمدا بلا نفاذ **** ما جرت الأقلام بالمداد
ثم الدعا وصية القراء **** جميعهم من غير ما استثناء
أبياتها يسر بعد الجمل **** تأريخها الغفران فانهم وادع لي
والحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات

http://www.sahab.net/sahab/showthread.php?threadid=36641