المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القرية العالمية تحت المجهر


أفاق : الاداره
02-06-2004, 10:46 AM
5 Feb 2004 20:06:23 GMT
تحت المجهر
القرية العالمية تحت المجهر

بقلم :ميساء راشد

من باب الغيرة على هذه الإمارة التي وضعت العالمية هدفا تصل إليه، وجودة التنظيم شيئا تشتهر به بين الدول نتمنى من اللجنة القائمة على تنظيم مهرجان دبي أن ترصد الملاحظات في مهرجان هذا العام بعين الاعتبار لتضع أهدافا تحققها بعد كل فعالية بمستوى لايقل عن الجودة.
فالعبرة ليست بكثرة الزوار ولا بعدد المشاركين إنما بالتنسيق والتنظيم الذي لابد وان يكونا سمة في كل عمل تقدمه إمارة دبي.
فمرور عدة سنوات على تجربة الانسان في مجال ما كفيلة بالتجديد والتطوير في تلك التجربة، بعيدا عن إعادتها بنفس الصورة دون الاستفادة من الملاحظات، فمهرجان دبي للتسوق هذا العام رغم اختلافه عن الصورة الاولى التي بدأ بها منذ سنوات ماضية إلا أنه لا يخلو من سلبيات تحتسب بجانب الجوانب الايجابية الكثيرة التي يحققها بسبب عدم الاستفادة من الاخطاء السابقة والتي تعد بعض ملاحظات «القرية العالمية» مثالاً عليها.
فبغض النظر عن الازدحام في الطرق المؤدية إلى القرية العالمية والتي تجعل البعض في قرارة نفسه يقرر عدم العودة إلى المكان مرة اخرى حتى قبل أن يصل إليه،إلا انك تفاجأ بالازدحام من جديد في داخل القرية التي من المفترض أنها جمعت العالم بكل ما فيه، وتكون لدى الزائر صور واضحة وجميلة عن بلدان لم يزرها فيفكر في زيارتها،إلا أن الحاصل في بعض تلك القرى بعيد عن تلك الصورة.
فالقرى المشاركة لايعكس معظمها صورا حقيقية لتاريخها ولا لحضارتها ولا زيها الرسمي ولا أشهر المأكولات فيها، بل ان السمة الغالبة عليها هي التجارة وبيع السلع التي يكون البعض منها موجودا في اسواق دبي ، وعندما تتأمل الوجوه في تلك القرى كالأوروبية مثلا وهي اصغر فئة مشاركة في هذه القرية لاترى الجنسية الحقيقية لمن يمثل تلك الدول.
ولاترى شيئا يبرز ما اشتهرت به تلك البلاد كإيطاليا التي تعد اجمل دول اوروبا،حينها فقط تستطيع ان تستنتج انه ليست هناك معايير يلتزم المشاركون بها والتي لابد ان يكون التعريف بالبلد المشارك هو اهم وأول معيار يأتي قبل الاهتمام ببيع السلع والترويج لها، فليس من المنطقي ان ترى اليوم بائعا في إحدى القرى الخليجية وبعدها ينتقل إلى قرية اخرى في اليوم التالي ليبيع نفس السلع، فيضيع الهدف من مشاركته بين البيع وتمثيل بلده.
وبعد هذا التناقض الذي تجده في تلك القرى وعدم إبراز معظمها هوية تلك البلدان المشاركة وتفاوتها في تهيئة المكان وأرضيته وديكوره تنتقل إلى المطاعم التي يعد اكثرها مشهورا في الإمارات، إلا انك تفاجأ بالاسعار المضاعفة، والخدمة الأسوأ، والجودة الاقل فيما تقدمه وبصورة اقل عما عهدناها عليها، تقتل المتعة البسيطة التي حظيت بها في جولتك وتجعلك تقول للقائمين على ذلك رفقا بمحبي دبي ومهرجاناتها!!

البيان