المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جناح أفغانستان .. تنوع في المعروضات واعتزاز بالتراث


أفاق : الاداره
02-06-2004, 10:38 AM
5 Feb 2004 20:06:23 GMT
يحمل بعضا من ثقافتهم وعاداتهم وتاريخهم
جناح أفغانستان .. تنوع في المعروضات واعتزاز بالتراث

أخطأ من ظن ان الابتكار من نصيب البلدان المتقدمة فحسب والدليل على ذلك ما يعكسه جناح افغانستان في القرية العالمية الذي قدم للمشاركة للمرة الثانية بجناح يحمل بعضا من ثقافتهم وعاداتهم وتاريخهم المليء بالحروب والصراعات الداخلية التي احالت مرافق المدينة الى كومة من الركام. وبعيدا عن لغة الدم وسطوة الحروب سعى المشاركون الى اعطاء وجهة مغايرة عن الشعب الافغاني لاتنفصل عن تراثه وماضيه العريق من خلال 50 محلا تنوعت فيها البضائع الحريرية والملابس التقليدية التي تمثل فلكلور الشعب الافغاني بتبايناته القبلية اضافة الى معروضات الجلد الطبيعي والصوف والاواني الفخارية .
والتحف المعدنية والادوات النحاسية التي توزعت بشكل كثيف فضلا عن السجد المصنوع يدويا الذي يفتخر بها شعب افغانستان باعتباره الافضل عالميا. ويقول لنا سيد جاويد هاشمي قنصل السفارة الافغانية ومدير الجناح في القرية العالمية قصدنا إعطاء صورة مشرقة عن الشعب الافغاني الذي تزدحم في ملفه اوراق كثيرة يردد فيها الحاضر صدى الماضي وتتشابك الصور والافكار والتجارب لتزداد تعقيدا وكأنها انعكاس لتضاريس افغانستان الوعرة واعراقها المتباينة وحكاياتها المتناثرة.
وتكمن اهمية القرية الافغانية باحتوائها على معروضات تم صناعتها بأيادي الافغانيين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين حيث تشكل المشاركة وسيلة لدعمهم ومساعدتهم في اعادة بناء البيوت والمدارس والمتاجر التي تهدمت بفعل القصف الاميركي، مؤكدا لنا ان جميع محتويات الجناح تحمل طابع صنع في افغانستان
وذكر ان مؤسسة «دكار الخيرية» تعد شريكا قويا في المهرجان وهي مؤسسة غير رسمية اسستها نساء افغانيات في مخيمات اللاجئين عام 1984 ولها فروع في باكستان وبيشاور بهدف تزويد المرأة الافغانية بدخل اضافي لإعالة انفسهن وأسرهن مع الحفاظ على التراث الافغاني، اما الهدف الثاني للمؤسسة كما يقول لنا هاشمي هو محاولة الحفاظ على تراث وتقاليد افغانستان من الاندثار والضياع.
وذكر ان الموسيقى الافغانية التي كانت تصدح في جنبات القرية ليست مجرد تعبير فني بل هي لغة يحاول من خلالها الافغان ادخال الفرحة على قلوب تحمل قسماتها العذبة ملامح الواقع الافغاني الذي مازال ابناؤه حبيسين ذكريات مؤلمة.
واشار الى اشياء كثيرة جميلة معروضة في الجناح منها المصنوعات الجلدية التي يخيطها الافغان المهاجرين المتواجدين في كراتشي وبيشاور وكابول اما القماش فهو من كشمير واكثر ما يلفت نظرالزائرين هو رداء «غزيندراز» الذي تلبسه المرأة الافغانية في الاعراس والمناسبات الخاصة ويحمل الوانا صارخة.
واشار الى ان هذه الملبوسات تحررت من سيطرة الآلة حيث تصنع بشكل يدوي ويلزم صنع الرداء مدة اسبوع من العمل المتواصل.
ويتحدث ياسين حوسيني صاحب دار غريب لتصميم الملابس وهو خياط منذ اكثر من 15 سنة عن صناعة الجلود التي اشتهرت فيها افغانستان منذ القرن العشرين ويمتاز بمتانة صنعه وعدم استخدام الآلات فيه وقال ان الفن والجمال عنصرين اساسيين في صنع الجلود.
مضيفا ان دخول الآلة على هذه الحرف ضاعف منتجاتها لكنه يؤكد انه قد اخذ معه كثيرا مما كان فيه من جمال فن وروح وحولها الى مجرد شيء لا يلفت الانتباه وسط طوفان الانتاج الكبير من البضائع نفسها.
وتزخر القرية بالمعروضات النحاسية والتحف المعدنية والفخارية واكثر هذه الادوات مدعاة للتأمل الربابة الافغانية التي تضم 20 وترا وتم صناعتها من خشب افغاني وتاج «للعروس» تستخدمه ليلة زفافها وسرج للخيل وحلي للزينة.
وفي محله تجربة فريدة من نوعها اذا ان عبدالجواد علي من القلائل الذين قاموا بفكرة دخول الآلة على منتوجاتهم واستطاع بعد باع طويل من العمل ان يجعل من مهنته مصدر جذب للسياح والمهتمين بهذا الشأن.
وفي هدوء تام يبيع شاب افغاني السجاد المصنوع يدويا وتتراوح اسعاره ما بين الخمسئة لتصل بعض القطع الى 50 الف درهم نظرا لمتانة الصنع وتميزه عن غيره من السجاد بطبيعته وصوفه ذا الالوان الطبيعية.
والتاريخ الافغاني قصة طويلة من المعاناة والنضال فبعد ثلاثة وعشرين عاما من الغزو السوفييتي تقع فريسة الصراع الداخلي الذي احال مرافق المدينة الى كومة من الركام.
ستة وعشرون مليونا تتقاسمهم معزوفة غير منسجمة من العرقيات ومع غياب الاحصائيات تتباين النسب غير ان اكبر العرقيات هي قبائل البشتون الذين تتراوح نسبتهم من خمسة واربعين الى خمسين بالمئة ومعظمهم يتمركزون في الشمال، ثم الهزارا الشيعة والاوزبك اضافة الى اقليات متعددة اخرى، وترتبط افغانستان بباكستان شرقا وجنوبا وايران غربا وطاجيكستان واوزبكستان شمالا ولافغانستان حدود لا تتعدى اثنين وسعبين كيلومترا مع الصين في الطرف الشمالي الشرقي.
عاصمة افغانستان كابول، ويقال ان اسم المدينة يعني قطرة الندى المحجوزة في بتلات وردة الا ان كابول ليس لها اليوم من اسمها نصيب.
وقد شكلت على مدى العقود الماضية نقطة وصل بين حضارتين الهندية والفارسية، وصهرت بين جنباتها اعراق افغانستان المتباينة.