المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دبي تدخل فلك السياحة الثقافية بأحرف من نور


أفاق : الاداره
01-31-2004, 06:12 AM
معرض فن الخط العربي النافذة الأولى
دبي تدخل فلك السياحة الثقافية بأحرف من نور

نجحت دبي خلال فترة قصيرة ان تحقق قفزة نوعية في القطاع السياحي بالامارة يتواكب جنباً الى جنب مع نهضتها الاقتصادية والتجارية وذلك من خلال تنويع اجندتها السياحية لتشتمل على العديد من المقومات الجديدة التي يبحث عنها السائح. وعلى مدار السنوات الماضية شهدت صناعة السياحة في دبي دخول العديد من المنتجات التي احدثت رواجاً كبيراً في اعداد السائحين والزوار من مختلف انحاء العالم، حيث يجد السائح اياً كانت جنسيته ما يسعى اليه خلال رحلته الى دبي.

ومما لاشك فيه ان هذا التنوع كان ضرورياً الى حد بعيد لان الاعتماد على تقديم منتج واحد أو اكثر ليس من شأنه ان يساهم في الوصول الى تحقيق الآمال المنعقدة على هذا القطاع الواعد الذي نجح في استقطاب ما يقرب من الخمسة ملايين سائح في عام 2002 محققاً أعلى نسبة نمو لوجهة سياحية حول العالم وفقاً لمؤشرات منظمة السياحة العالمية.

لقد اشتهرت دبي منذ فترة بعيدة بتراثها العريق الذي كان الرافد الاول لنهضة القطاع السياحي وذلك بعد ان تمت المحافظة عليه وتطويره ليصبح مزاراً تاريخياً امام الزوار يقرأون فيه الماضي ويتعرفون من خلاله على الحاضر والمستقبل.

ومع مرور الوقت وفي فترة قياسية تألقت دبي في صناعة جديدة وهي صناعة سياحة الحوافز والمؤتمرات ثم صناعة المعارض الى صناعة المهرجانات السياحية وسياحة الاستجمام والترفيه حتى باتت معروفة بين اوساط الشركات السياحية بأنها مدينة أحرف ال-«َّ» الخمس لانها تتمتع بخمس مقومات جميعها تبدأ في اللغة الانجليزية بهذا الحرف وهي «البحر، الرمال، الشمس، التسوق والامان».

ولم يتوقف تنويع الاجندة السياحية عند هذه الانماط فقط ولكن في كل فترة يتم استحداث منتج جديد يستقطب المزيد من السياح من شرائح معينة.

وخلال مشاركتها في مهرجان دبي للتسوق 2004 تسعى الدائرة الى ترسيخ مفهوم سياحي جديد يتعلق بالسياحة الثقافية وذلك من خلال تنظيم المعارض الثقافية المتنوعة التي تستقطب نوعية محددة من الزوار، ومن ابرز هذه المعارض يأتي معرض دبي الدولي لفن الخط العربي الذي يقام في بيت الشيخ سعيد آل مكتوم والذي يعرض افضل ابداعات الخطاطين العرب والمسلمين والذي يلقي اقبالاً نوعياً من النخبة المثقفة الى جانب زوار بيت الشيخ سعيد والمهتمين بهذا الفن.

ويقول مروان بين بيات مدير الفعاليات بدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي ان المعرض يعد اضافة جديدة لاجندة دبي السياحية ويسهم في تنويعها وذلك في اطار التطلعات لان تصبح دبي وجهة للثقافة والسياحة الثقافية بعد ان تفردت في المجالات السياحية الاخرى خاصة التسويقية والترفيهية.

واشار بن بيات الى ان السياحة الثقافية في وقتنا الحالي لم تعد مقتصرة في مفهومها على الثروات التاريخية وانما ادخلت عليها عناصر جديدة، وذلك باستحداث مناسبات واستغلال ظروف معينة بما يحقق تنويع المنتج السياحي لجذب شرائح جديدة من السائحين والزوار، لافتاً الى انه يمكن استحداث العديد من المناسبات المحلية التي ترسخ هذا الاتجاه مثل اقامة المعارض الثقافية بمختلف انواعها.

واضاف ان التراث الثقافي يمد صناعة السياحة بعناصر جذب مميزة وموارد مهمة للمنتجات السياحية، مشيراً الى ان السياحة الثقافية تمثل حسب الاحصاءات الدولية حوالي 37% من اجمالي سوق السياحة الدولية، اي ما يوازي ثلث اجمالي النشاط السياحي في العالم، كما تشير هذه التقديرات الى ان السياحة الثقافية تنمو بمعدل 15% في العام تقريباً.

واوضح بن بيات ان السياحة تعمل على تدعيم التفاهم بين الشعوب والاهتمام بالتراث الحضاري وتعمل على زيادة التعرف على القيم الثقافية، كما ان لها ابعاداً مختلفة فمنها الثقافية والاجتماعية والبيئية، وعلى الرغم من انها ظاهرة قديمة تلبي حاجة عميقة في السائح نفسه الذي لديه الرغبة في السفر والتعرف على بلدان اخرى لاشباع نفسه ثقافياً وروحياً، فهي وسيلة فعالة من وسائل الاتصال الفكري، باعتبار انها تهذب الحواس وتوسع المدارك.

ويرى بن بيات ان معرض دبي الدولي لفن الخط العربي هو بمثابة مرآة تعكس ولو بشيء بسيط التراث الحضاري الاسلامي، فالخط العربي فن له تاريخ مميز واساتذة عظام، وتقاليد مقدسة فصفة الجمال ملازمة له وهذا ما يميزه عن الكتابة العادية التي تعد وسيلة للتعبير عن فكر بعينه ولكن بالنسبة للعرب يجب ان تعبر الكتابة ايضاً عن البعد الشامل للجمال.

واضاف مدير الفعاليات بدائرة السياحة ان تنظيم المعرض ضمن فعاليات دائرة السياحة في الشندغة يأتي متوافقاً مع هذه الفعاليات التراثية، اذ يعتبر الخط العربي من اهم وابرز الفنون المتعلقة بالتراث العربي والاسلامي.

ولفت الى ان مشاركة اشهر الخطاطين العرب والمسلمين بالمعرض تجسد مدى الاهتمام بهذا الفن، حيث يتم عرض مختارات من ابداعات اكثر من 32 من اشهر الخطاطين المعاصرين من سبع دول عربية واسلامية.

وقال ان المعرض جاء فرصة لالتقاء مختلف المدارس في فن الخط العربي منها العربي والتركي والفارسي، ليشكل لوحة ابداعية تعكس ثقافة متأصلة في تاريخنا العربي والاسلامي، كما انه رسالة للزوار ولكل مثقف عن اهمية الدور الذي لعبه ويلعبه الخط العربي كأرقى انواع الاتصال بين الشعوب.

واوضح بن بيات ان الدافع الاساسي للسياحة الثقافية هو تعلم شيء جديد وتجربته الى جانب عناصر الاسترخاء والمتعة والتسلية التي تحققها، ولذلك فإن هذا النوع من السياحة لا يتوفر في المتاحف والمواقع الاثرية والتاريخية وحسب.

وانما ايضاً في المجتمعات الحية وفي هذا النوع من السياحة تحظى الجوانب التعليمية والتثقيفية بالتراث الثقافي المعروض للتسويق بالاهمية نفسها التي تحظى بها الجوانب الاخرى التي تدفع السائح لزيارة مكان بعينه، لان المستهلك في السياحة الثقافية، وممارسة التراث المحلي بأسلوب تفاعلي، وهذا التوجه المتزايد يساعد على تحقيق اهداف تربوية وتثقيفية تدعم التواصل الحضاري والثقافي مع المجتمعات الاخرى.

واكد مروان بن بيات ان دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي تولي هذا الحدث مختلف انواع الدعم سواء للمعرض او للفنانين المشاركين به من اجل تعزيز المحافظة على هذا النوع من الفن.

وأوضح ان المعرض يشهد اقبالاً ملحوظاً من الجمهور المهتم بهذا الفن الراقي وايضاً من زوار منطقة الشندغة بشكل عام وزوار بيت الشيخ سعيد آل مكتوم على وجه الخصوص.