المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((( الكعبة من الألف إلى الياء )))


أفاق : الاداره
01-30-2004, 10:33 PM
سم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

((( الكعبة من الألف إلى الياء )))


إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام والكعبة

أمر الله عزَّ وجلَّ إبراهيم عليه السلام ببناء بيت الله الحرام وقد انطلق إبراهيم حتى أتى مكة فقام هو وابنه إسماعيل ورفعا القواعد كما قال الله تعالى : { وإذ يرفع إبراهم القواعد من البيت وإسمعيل } وبني البيت في المكان المهيأ له المعين لذلك منذ خلق السماوات والأرض وقيل أن الكعبة بحيال البيت المعمور ومعابد السماوات السبع التي يوجد في كل سماء بيت يعبد الله فيه أهل كل سماء وهو فيها كالكعبة لأهل الأرض .
قال الله تعالى { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين * فيه ءايت بينت مقام إبرهيم ومن دخله كان ءامناً ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين } . يخبر الله أن أول بيت وضع للناس لعبادتهم ونسكهم يطوفون به ويصلون إليه ويعتكفون عنده للذي بمكة يعني : الكعبة التي بناها إبراهيم الخليل عليه السلام الذي يزعم كل من طائفتي اليهود والنصارى أنهم على دينه ومنهجه ولا يحجون إلى البيت الذي بناه عن أمر الله له في ذلك ونادى الناس إلى حجه مع أنه { فيه ءايت بينت مقام إبرهيم } وهي دلالات ظاهرة على قيام إبراهيم ببناء هذا البيت وآية بينة باقية إلى قيام الساعة فقد بقي بجانب الكعبة مقام إبراهيم وهو الحجر الذي كان يقف عليه قائماً لما ارتفع البناء عن قامته وقد بقيت آثار قدمي إبراهيم الخليل في الحجر وهذا يعني أن رجله الكريمة غاصت في الصخرة فصارت على قدمه حافية لا منتعلة .

كسوة الكعبة

قيل أن إسماعيل هو أول من كسا الكعبة مطلقاً وأن عدنان أو من كساها الأنطاع وأن تُبَّع تبان أسعد هو أول من كساها الوصائل وهي ثياب حبرة من اليمن ثم كساها الناس بعده في الجاهلية وكانت قريش في زمن الجاهلية تشترك في كسوة الكعبة , ثم كساها الرسول صلى الله عليه وسلم الثياب اليمانية ثم كساها أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين . وقيل : إن أول من كساها الديباج معاوية أو ابن الزبير أو الحجاج بأمر عبد الملك بن مروان وذكر أن أول من كساها الديباج الأبيض المأمون بن الرشيد وكساها محمد بن سبكتكين ديباجاً أصفر وكساها الناصر العباسي ديباجاً أخضر ثم كساها ديباجاً أسود فاستمر إلى هذا اليوم .


قريش والكعبة

بعد إبراهيم عليه السلام قامت قريش ببناء الكعبة قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات أي عندما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمساً وثلاثين سنة .
فقد كانت الكعبة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم عبارة عن حجر مرصوصة فوق بعضها البعض من غير ملاط وارتفعها فوق قامة الرجل بقليل , ولم يكن لها سقف فأرادت قريش إعادة بناء الكعبة خاصة بعد أن تعرض كنزها للسرقة وخيف عليها من السيل الذي يأتي من أعلى مكة فيصيب الكعبة فيتساقط بنائها ,, ولكنهم كانوا يهابون هدمها فاجتمعوا لذلك وكانت لها حية تحرسها لها رأس كرأس الجدي تخرج من بئر الكعبة كل يوم وتتسلق جدار الكعبة وتتشمس , فكان لا يدنو منها أحد إلا رفعت رأسها وصوتت باحتكاك بعض جلدها ببعض وفتحت فاها , وكانوا يهابونها فبينما هي ذات يوم تتشمس على جدار الكعبة بعث الله طائراً فأختطفها فذهب بها فقالت قريش : إنا لنرجو أن يكون الله قد رضي ما أردنا . فلما أجمعوا أمرهم في هدمها وبنائها قام أحدهم فتناول من الكعبة حجراً فوئب من يده حتى رجع إلى موضعه فقال : يامعشر قريش لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيباً لا يدخل فيها مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد الناس .

وكانوا يخافون من هدمها ويهابون هذا الأمر , فأبتدأ بالهدم الوليد بن المغيرة فأخذ المعول وقال : اللهم لا نريد إلا الخير . ثم هدم من ناحية الركنين فتربص الناس تلك الليلة وقالوا : ننظر فإن أصيب لم نهدم منها شيئاً ورددنا كما كانت وإن لم يصبه شيء فقد رضي الله صنعنا , فهدمنا .
فأصبح الوليد غاديا من ليلته على عمله فهدم وهدم الناس معه حتى إذا انتهى الهدم بهم إلى الأساس , أساس إبراهيم عليه السلام أفضوا إلى حجارة خضر داخل بعضها في بعض فقيل إن رجلاً من قريش ممن كان يهدمها ادخل عتلة بين حجرين ليقلع بها أحدهما فلما تحرك الحجر اهتزت مكة بأسرها فانتهوا عن ذلك الأساس .

ثم أرادوا الأخذ في البناء فجزءوا الكعبة وخصصوا لكل قبيلة من قريش جزءاً منها فجمعت كل قبيلة الحجارة لبنائها كل قبيلة على حدة ثم بنوها حتى بلغ البنيان موضع الحجر الأسود فاختصموا فيه كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى حتى انحازت كل قبيلة إلى جهة وأعدّوا للقتال فقربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دما ثم تعاقدوا هم وبنو عدي بن كعب بن لؤي على الموت وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم في تلك الجفنة فسموا ( لعقة الدم ) فمكثت قريش على ذلك أربع ليال أو خمساً . ثم أنهم اجتمعوا في المسجد وتشاوروا وتناصفوا فقال بعضهم : يا معشر قريش اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه ففعلوا فكان أول داخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأوه قالوا : هذا الأمين رضينا هذا محمد فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر قال صلى الله عليه وسلم : هلم إلي ثوباً فأتي به فأخذ الحجر الأسود فوضعه فيه بيده ثم قال : لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعاً ففعلوا حتى إذا بلغوا موضعه وضعه هو بيده ثم بنى عليه .
وقصرت بقريش النفقة فأخرجوا من الجهة الشمالية نحواً من سبعة أذرع وهي التي تسمى بالحجر والحطيم وجعلوا بناء الكعبة مربعاً تقريباً بعد أن كان شبه بيضاوي وبلغ ارتفاعه خمسة عشر متراً وطول ضلعه الذي فيه الحجر الأسود والمقابل له عشرة أمتار والضلع الذي فيه الباب والمقابل له اثنا عشر متراً وجعلوا للكعبة باباً واحداً ورفعوه عن الأرض حوالي المترين ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا . والحجر الأسود موضوع على ارتفاع متر ونصف من أرضية المطاف . أما مساحة المسجد الحرام فقد بلغت ستمائة وأربعة أمتار مربعة .

المسلمون والكعبة

قال الله تعالى : { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلةً ترضها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنت فولوا وجوهكم شطره } . فقد كان المصطفى إذا صلى نحو بيت المقدس ورفع رأسه إلى السماء ينظر ما يؤمر به وكان يحب أن يصلي إلى قبل الكعبة فكان يكثر الدعاء والابتهال أن يوجه إلى الكعبة التي هي قبلة إبراهيم عليه السلام فأنزل الله تعالى أمره إلى حبيبه وصفيه من خلقه بأن يولّ وجهه نحو المكان الذي يحبه والقبلة التي يرضاها وأمر المسلمين بأن يولوا وجوههم نحوها . فإلى الكعبة يولي المسلمون وجوههم في صلواتهم حيثما كانوا في شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها .
لقد هدى الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة الحرام وجعله مجمعاً للناس وأمناً ومحلاً تشتاق إليه الأرواح وتحن إليه ولا تقضي منه وطراً ولو ترددت إليه كل عام استجابة من الله تعالى لدعاء خليله إبراهيم عليه السلام في قوله : { فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم } إلى أن قال { ربنا تقبل دعاء } .
في السنة الثامنة للهجرة فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فجاء إلى الكعبة فطاف بها سبعاً على راحلته ثم دخل الكعبة فصلى بها وأمر بطمس الصور التي في داخلها وتحطيم الأصنام التي من حولها وقيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشير بقضيب في يده وهو يتلو قوله تعالى : { جاء الحق وزهق الباطل إن البطل كان زهوقاً } فما أشار إلى صنم منها في وجهه إلا وقع لقفاه ولا أشار لقفاه إلا وقع لوجهه حتى ما بقي منها صنم إلا وقع .

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يرغب في هدم الكعبة وإعادة بنائها على أساس إبراهيم لولا أن قريشاً حديثو عهد بشرك وجاهلية ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : " إن قومك استقصروا من بنيان البيت , ولولا حداثة عهدهم بالشرك أعدت ما تركوا منه , فإن بدا لقومك من بعدي لقومك أن يبنوه فهلمي لأريك ما تركوا منه " فأراها قريباً من سبعة أذرع . وقال صلى الله عليه وسلم " ولجعلت لها بابين موضوعين في الأرض شرقيا وغربيا , وهل تدرين لم كان قومك رفعوا بابها ؟ "قالت : لا قال : " تعززاً أن لا يدخلها إلا من أرادو , فكان الرجل إذا هو أراد أن يدخلها يدعونه يرتقي حتى إذا كاد أن يدخل دفعوه فسقط " .

عمر والكعبة

كانت الكعبة محاطة بالدور على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر , فضاق المسجد الحرام على الناس فوسعه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب واشترى دوراً فهدمها وأعطى من رفض أن يبيع ثمن داره ثم أحاط عليه بجدار قصير دون القامة ورفع المصابيح على الجدار وكان ذلك سنة سبعة عشرة هجرية وكانت التوسعة عبارة عن إضافة تسعمائة وخمس وأربعين متراً مربعاً لكي تستوعب ازدياد أعداد المصلين وهي التوسعه الأولى للمسجد الحرام وفي شهر 1ي الحجة من سنة ثماني عشرة حوّل عمر مقام إبراهيم الذي كان ملصقاً بجدار الكعبة , فأخره إلى حيث هو الآن لئلا يشوش المصلون عنده على الطائفين ويعيقوا طوافهم

عثمان والكعبة

في سنة ست وعشرين هجرية ولما كان أعداد الحجاج يزداد يوماً بعد يوم نتيجة لانتشار الإسلام في بلاد جديدة قام أمير المؤمنين عثمان بن عفان بالتوسعة الثانية للمسجد الحرام وبلغت التوسعة ألفاً وسبعمائة وخمسة أمتار مربعة .

أفاق : الاداره
01-30-2004, 10:35 PM
تتمه-----------
يزيد والكعبة

كانت الكعبة لا تزال على بناء قريش حتى احترقت في سنة أربع وستين هجرية وذلك لما حاصر جيش يزيد بن معاوية عبد الله بن الزبير فقد نصبوا المجانيق ورموا بها حتى النار فاحترقت الكعبة ,, وقيل : إنما احترقت لأن أهل المسجد جعلوا يوقدون النار وهم حول الكعبة فعلقت النار على بعض أستار الكعبة فسرت إلى أخشابها وسقوفها فأحترقت وقيل : إنما احترقت لأن ابن الزبير سمع التكبير على بعض جبال مكة في ليلة ظلماء فظن أنهم أهل الشام فرفعت نار على رمح لينظر من هؤلاء الذين على الجبل فاطارت الريح شرارة من رأس الرمح إلى ما بين الركن اليماني والأسود من الكعبة فعلقت في أستارها وأخشابها فاحترقت .


ابن الزبير والكعبة
بعد موت يزيد بن معاوية عاد جيشه من حيث أتى فقام ابن الزبير بهدم الكعبة لأنها وهت من أعلاها إلى أسفلها حتى أن الطير ليقع عليها فتتناثر حجارتها ومال جدارها من حجارة المنجنيق واسود الركن وانصدع الحجر الأسود من النار التي كانت حول الكعبة فهدم ابن الزبير الجدار حتى وصل إلى أساس إبراهيم قيل أنهم لما وصلوا إلى الأساس وجدوا أصلاً بالحجر مشبكاً كأصابع اليدين فدعا ابن الزبير خمسين رجلاً فأمرهم أن يحفروا فلما ضربوا بالمعاول في تلك الأحجار المشبكة ارتجت مكة فتركه على حاله ثم أسس عليه البناء وكان الناس يطوفون ويصلون من وراء ذلك وجعل الحجر الأسود في تابوت في سرق من حرير وادخر ما كان في الكعبة من حلي وثياب وطيب عند الخزان ثم بناها على قواعد إبراهيم عليه السلام وعلى ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يبنيها عليه من الشكل كما سمع ابن الزبير ذلك من خالته عائشة أم المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأدخل فيها الحجر وجعل لها باباً شرقياً وباباً غربياً ملصقين بالأرض باب يدخل منه وباب يخرج منه ووضع الحجر الأسود بيده وشده بفضة لأنه كان قد تصدع ولطخ جدران الكعبة بالمسك وسترها بالديباج ثم اعتمر من مساجد عائشة وطاف بالبيت وصلّى وسعى وأزال ما كان حول الكعبة من الزبالة وما كان حولها من الدماء .
وقام عبد الله بن الزبير بزيادة إتقان المسجد الحرام وتوسعته التوسعة الثالثة وقد بلغت خمسة آلاف وثمانمائة وثلاثين متراً مربعاً .

وأخرج مسلم قصة بناء ابن الزبير للكعبة عن عطاء فقال :
"لما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية حين غزاها أهل الشام فكان من أمره ماكان تركه ابن الزبير حتى قدم الناس الموسم يريد أن يجرئهم أو يحرضهم على أهل الشام فلما صدر الناس قال : يا أيها الناس أشيروا عليّ في الكعبة أنقضها ثم أبني بناءها أو أصلح ما وهى منها ؟ قال ابن عباس : فإني قد فرق لي رأي فيها أرى أن تصلح ما وهى منها وتدع بيتاً أسلم الناس عليه وأحجاراً أسلم الناس عليها وبعث عليها النبي صلى الله عليه وسلم . فقال ابن الزبير : لو كان أحدكم احترق بيته ما رضي حتى يُجده فكيف بيت ربكم ؟ إني مستخير ربي ثلاثاً ثم عازم على أمري فلما مضى الثلاث أجمع رأيه على أن ينقضها فتحاماه الناس أن ينزل بأول الناس يصعد فيه أمر من السماء حتى صعده رجل فألقى منه حجارة فلما لم يره الناس أصابه شيء تتابعوا فنقضوه حتى بلغوا به الأرض فجعل ابن الزبير أعمدة فستر عليها الستور حتى ارتفع بناؤه وقال ابن الزبير : إني سمعت عائشة تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر وليس عندي من النفقة ما يقوي على بنائه لكنت أدخلت فيه من الحجر خمس أذرع ولجعلت لها باباً يدخل الناس منه وباباً يخرجون منه " . قال فأنا اليوم أجد ما أنفق ولست أخاف على الناس قال : فزاد خمس أذرع من الحجر حتى أبدى أساً نظر الناس إليه فبناء عليه البناء وكان طول الكعبة ثماني عشرة ذراعاً فلما زاد فيه استقصره فزاد في طوله عشر أذرع وجعل له بابين أحدهما يدخل والآخر يخرج منه .

الحجاج والكعبة

ما زالت الكعبة على حالها مدة إمارة عبد الله بن الزبير حتى جاء الحجاج في أول شهر ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وحاصر ابن الزبير ومن معه واستمر الحصار خمسة أشهر وسبعة عشر يوماً وقد نصب الحجاج المنجنيق على مكة وكان معه الحبشة فجعلوا يرمون بالمنجنيق فقتلوا خلقاً كثيراً وكان معه خمس مجانيق فألح عليها بالرمي من كل مكان وجعلت حجارة المجانيق تقع في الكعبة وبعد أن قُتل ابن الزبير قام الحجاج برد الكعبة إلى ما كانت عليه بأمر من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان له بذلك فهدم الحائط الشماي وأخرج الحجر كما كان أولاً وأدخل الحجارة التي هدمها في جوف الكعبة فرصها فيها ورفع الباب الشرقي وسد الغربي بالشكل الذي هي عليه الآن .
ولم يكن عبد الملك بن مروان قد بلغه حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن رغبته في بناء الكعبة على قواعد إبراهيم ورد ما تركوا منها لولا حداثة عهد قريش بالشرك فلما سمع الحديث ندم وقال : " لو كنت سمعته قبل أن أهدمه لتركته على ما بنى ابن الزبير " وقد زاد عبد الملك في ارتفاع جدران المسجد الحرام وسقفه بالساج وقيل : بل الذي صنع ذلك ولد الوليد .
وبعدما رجع الأمر إلى هذا الحال كره بعض العلماء أن يغير عن حاله حتى لا تصبح الكعبة ملعبه للملوك بعضهم ينقضها ويبنيها على قواعد إبراهيم كما رغب بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وفعله ابن الزبير وبعضهم ينقضها فيبنيها على بناء قريش الذي تركها عليه النبي صلى الله عليه وسلم وذكر عن أمير المؤمنين هارون الرشيد أو أبيه المهدي أنه سأل الإمام مالك عن هدم الكعبة وردها إلى ما فعله ابن الزبير فقاله له مالك : يا أمير المؤمنين ! لا تجعل كعبة الله لعبة للملوك لا يشاء أحد إلا نقضها وبناها فترك أمير المؤمنين ذلك .


توسعة المنصور للحرم

قام الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بالتوسعة الرابعة للمسجد الحرام بمقدار خمسة آلاف وأربعمائة وخمسة وأربعين متراً مربعاً وذلك في السنة المائة والثمانية والثلاثين للهجرة


توسعة المهدي للحرم

قام الخليفة العباسي محمد المهدي بتوسعتين متلاحقتين للمسجد الحرام أولاهما في السنة المائة وواحد وستين للهجرة وذلك بتوسعة الجانبين الشمالي والشرقي وهي التوسعة الخامسة .


إضافة المعتضد والمقتدر للحرم

في سنة مائتين وأربع وثمانين للهجرة أدخل المعتضد العباسي جزءاً من دار الندوة وبعد ذلك ضم الجزء الباقي من الدار وسمي باب الزيارة وفي العام نفسه أدخل جزءاً من باب إبراهيم وقد بلغ مجموع التوسعتين ألفين وثلاثمائة متر مربع وبذلك اتسع الحرم إلى المساحة التي بقيت حتى القرن العاشر للهجرة .

أفاق : الاداره
01-30-2004, 10:37 PM
تتمه-----------
القرامطة والكعبة

في حج سنة ثلاثمائة وسبع عشرة انقض القرامطة على حجاج بيت الله فنهبوا أموالهم وقتلوا كثيراً منهم في كل مكان حتى في جوف الكعبة وجلس أميرهم أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنابي على باب الكعبة وسيوف رجاله في الناس في المسجد الحرام في الشهر الحرام في يوم التروية فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة فلا يجدي ذلك عنهم شيئاً بل يقتلون وهم كذلك ويطوفون فيقتلون في الطواف .
ثم أمر القرمطي بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها وشققها بين أصحابه وأمر رجلاً أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فيقتلعه فسقط على أم رأسه فمات فعند ذلك إنكف الخبيث عن الميزاب ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود فجاء رجل فضربه بمثقَّل في يده وقال : أين الطير الأبابيل , أين الحجارة من سجيل ؟ ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه معهم إلى بلادهم وكان ذلك في زمن الخليفة المقتدر بالله .
وفي شهر ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وبعد اثنتين وعشرين سنة رُد الحجر الأسود إلى مكانه في البيت وكان الأمير بحكم التركي قد بذل لهم خمسين ألف دينار على أن يردوه إلى موضعه فلم يفعلوا وقالوا : نحن أخذناه بأمر فلا نرده إلا بأمر من أخذناه بأمره فلما كان هذا العام حملوه إلى الكوفة وعلقوه على الأسطوانة السابعة من جامعها ليراه الناس وكتب أخو طاهر كتاباً فيه : إنا أخذنا هذا الحجر بأمر وقد رددناه بأمر من أمرنا بأخذه ليتم حج الناس ومناسكهم ثم أرسلوه إلى مكة بغير شيء على قعود فوصل في ذي القعدة من هذه السنة ففرح المسلمون لذلك فرحاً شديداً وقد ذكر غير واحد أن القرامطة لما أخذوه حملوه على عدة جمال فعطبت تحته واعترى أسنمتها القرح ولما ردوه حمله قعود واحد ولم يصبه أذى وكان ذلك في زمن الخليفة المطيع لله .


توسعة سليم العثماني

في سنة تسع وسبعين وتسعمائة هجرية قام السلطان سليم العثماني بتجديد المسجد الحرام كله تجديداً كاملاً ثم في سنة أربع وتسعين وتسعمائة قام السلطان سليم بتوسعة فناء الحرم إلى مساحة قدرها سبع وعشرون ألفاً وخمسمائة واثنان وخمسون متراً مربعاً والكعبة بشكلها الحالي بنيت في عام تسع وثلاثين وألف هجرية في عهد الدولة العثمانية .


توسعة الملك عبد العزيز
كان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود راغباً في توسعة المسجد الحرام وفي عام خمس وسبعين وثلاثمائة وألف للهجرة بدأ العمل بالتوسعة السعودية الأولى للمسجد الحرام التي تقع حول الجزء الذي احتفظ به من المسجد القديم ويشمل مساحة مسقوفة قدرها مائة وخمس وعشرون ألفاً وخمسمائة وخمسون متراً مربعاً للصلاة في البدروم والدور الأرضي والدور الأول كما أنها تشمل مناطق مكشوفة حول المسجد كما تم توسعة المطاف حول الكعبة وإزالة العوائق من مسطحة وهدم المبنى الذي كان يغطي بئر زمزم ونقل مكان مشرب ماء زمزم إلى بدروم صغير تحت المطاف وبذلك أمكن توسيع المطاف إلى مساحة قدرها ثلاثة آلاف وخمسمائة شخص من الطائفين وفي موسم الحج يمكن أن يستوعب نحو أربعة عشر ألف شخص .


توسعة الملك فهد بن عبد العزيز



في عهد خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز آل سعود تم إضافة جزء جديد على مبنى المسجد الحرام من الناحية الغربية مكون من ثلاث أدوار تبلغ مساحتها مع السطح مائة وثمانية عشر ألف متر مربع وتتسع لحوالي مائتين وتسعين ألف مصل ويشمل مشروع التوسعة تجهيز الساحات الخارجية ومنها الساحة المتبقية من الجهة الغربية والمساحة الواقعة شرقي المسعى بما يصل في مجمله إلى واحد وخمسين ألف متر مربع تكفي لاستيعاب مائة وسبعة آلاف مصل وتصبح بذلك مساحة المسجد الحرام شاملة مبنى المسجد بعد توسعته والأسطح وكامل الساحات ثلاثمائة وعشرين ألف متر مربع تتسع لحوالي سبعمائة وعشرة آلاف مصلٍ هذا مع أعمال أخرى تتعلق بالمداخل والمآذن وحركة المصلين والأعمال الكهربائية والإنارة وشبكة الإذاعة الداخلية والأعمال الميكانيكية والسلالم المتحركة والخدمات الأخرى .


ذو السويقتين والكعبة

في آخر الزمان يأتي رجل من الحبشة أسود أصلع معوج المفاصل دقيق الساقين وهذا الحبشي سيأتي إلى مكة ويهدم الكعبة ويقلعها حجراً حجراً بمعوله ومجرفه فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ) وقال صلى الله عليه وسلم ( كأني به أسود أفحج يقلعها حجراً حجراً ) وسيخرب هذا الحبشي الكعبة خراباً لاتعمر بعده أبداً وهو الذي يستخرج كنزها ويسلبها حليتها ويجردها من كسوتها كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثم تأتي الحبشة فيخربونه خراباً لا يعمر بعده أبداً وهم الذين يستخرجون كنزه ) . وربما ذلك سيقع عندما لا يبقى في الأرض أحد يقول الله الله كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لاتقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله ) فلا أحد يطوف بالكعبة أو يستقبلها بصلاة أو دعاء ولا تعد للكعبة قيمة دينية في نفوس الناس وعند ذلك تصبح الفرصة مهيأة لهذا الحبشي لهدم الكعبة ولن يجد في مكه من يمنعه من ذلك .


وقد أخبر الرسول عن صفات وخبر هذا الحبشي فعن عبد الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ويسلبها حليتها ويجردها من كسوتها ولكأني أنظر إليه : أصيلع , أفيدع , يضرب عليها بمسحاته ومعوله )
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( كأني أنظر إليه : أسود , أفحج , ينقضها حجراً حجراً – يعني الكعبة - )

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تزال هذه الأمة بخير ما عظمَّوا هذه الحُرمة حق تعظيمها فإذا ضيعوا ذلك هلكوا ) وفي رواية أخرى ( فإذا تركوها وضيعوها هلكوا ) .


http://www.imaratarriyadh.gov.sa/images/sd5.jpg




(( منقــــــــــــــول ))