المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اجمل قصيدة وقصائد كتبها المتنبي


أفاق : الاداره
04-04-2008, 02:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اجمل قصيدة وقصائد كتبها المتنبي


هذه قصيدة من اجمل القصائد التي كتبها المتنبي :


واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِم ***** وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
مالي أُكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي ******وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ
إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ****** فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ
قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَتٌ ******وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ
فَكانَ أَحسَنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ****** وَكانَ أَحسَنَ مافي الأَحسَنِ الشِيَمُ
فَوتُ العَدُوِّ الَّذي يَمَّمتَهُ ظَفَرٌ****** في طَيِّهِ أَسَفٌ في طَيِّهِ نِعَمُ
قَد نابَ عَنكَ شَديدُ الخَوفِ وَاِصطَنَعَت ******لَكَ المَهابَةُ مالا تَصنَعُ البُهَمُ
أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها ******أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ
أَكُلَّما رُمتَ جَيشاً فَاِنثَنى هَرَباً ****** تَصَرَّفَت بِكَ في آثارِهِ الهِمَمُ
عَلَيكَ هَزمُهُمُ في كُلِّ مُعتَرَكٍ ******وَما عَلَيكَ بِهِم عارٌ إِذا اِنهَزَموا
أَما تَرى ظَفَراً حُلواً سِوى ظَفَرٍ******تَصافَحَت فيهِ بيضُ الهِندِ وَاللِمَمُ
يا أَعدَلَ الناسِ إِلّا في مُعامَلَتي ******فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ
أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً ******أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ
وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ****** إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ
أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي ******وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ
أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها ******وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ
وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكي ******حَتّى أَتَتهُ يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ
إِذا نَظَرتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً ******فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ مُبتَسِمُ
وَمُهجَةٍ مُهجَتي مِن هَمِّ صاحِبِها****** أَدرَكتُها بِجَوادٍ ظَهرُهُ حَرَمُ
رِجلاهُ في الرَكضِ رِجلٌ وَاليَدانِ يَدٌ ******وَفِعلُهُ ما تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ
وَمُرهَفٍ سِرتُ بَينَ الجَحفَلَينِ بِهِ ******حَتّى ضَرَبتُ وَمَوجُ المَوتِ يَلتَطِمُ
فَالخَيلُ وَاللَيلُ وَالبَيداءُ تَعرِفُني****** وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ
صَحِبتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ مُنفَرِداً ******حَتّى تَعَجَّبَ مِنّي القورُ وَالأَكَمُ
يا مَن يَعِزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُم ******وِجدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ
ما كانَ أَخلَقَنا مِنكُم بِتَكرُمَةٍ****** لَو أَنَّ أَمرَكُمُ مِن أَمرِنا أَمَمُ
إِن كانَ سَرَّكُمُ ما قالَ حاسِدُنا****** فَما لِجُرحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَمُ
وَبَينَنا لَو رَعَيتُم ذاكَ مَعرِفَةٌ ****** إِنَّ المَعارِفَ في أَهلِ النُهى ذِمَمُ
كَم تَطلُبونَ لَنا عَيباً فَيُعجِزُكُم****** وَيَكرَهُ اللَهُ ما تَأتونَ وَالكَرَمُ
ما أَبعَدَ العَيبَ وَالنُقصانَ عَن شَرَفي****** أَنا الثُرَيّا وَذانِ الشَيبُ وَالهَرَمُ
لَيتَ الغَمامَ الَّذي عِندي صَواعِقُهُ****** يُزيلُهُنَّ إِلى مَن عِندَهُ الدِيَمُ
أَرى النَوى تَقتَضيني كُلَّ مَرحَلَةٍ****** لا تَستَقِلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُسُمُ
لَئِن تَرَكنَ ضُمَيراً عَن مَيامِنِنا ******لَيَحدُثَنَّ لِمَن وَدَّعتُهُم نَدَمُ
إِذا تَرَحَّلتَ عَن قَومٍ وَقَد قَدَروا ******أَن لا تُفارِقَهُم فَالراحِلونَ هُمُ
شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ ******وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإِنسانُ ما يَصِمُ
وَشَرُّ ما قَنَصَتهُ راحَتي قَنَصٌ ******شُهبُ البُزاةِ سَواءٌ فيهِ وَالرَخَمُ
بِأَيِّ لَفظٍ تَقولُ الشِعرَ زِعنِفَةٌ ******تَجوزُ عِندَكَ لا عُربٌ وَلا عَجَمُ
هَذا عِتابُكَ إِلّا أَنَّهُ مِقَةٌ ******قَد ضُمِّنَ الدُرَّ إِلّا أَنَّهُ كَلِمُ



شرح القصيدة " من شبكة الفصيح"


1- واحر قلباه ممن قلبه شبمومن بجسمي و حالي عنده سقم
واحر قلبي واحتراقه حبا و هياما بمن قلبه بارد لا يحفل بي ولا يقبل علي ، وأنا عنده عليل الجسم لفرط ما أعاني وأقاسي فيه،سقيم الحال لفساد اعتقاده فيّ..

وقوله واحر قلباه أصله واحر قلبي فأبدل الياء بالألف طلبا للخفة والعرب تفعل ذلك في النداء..

2- مالي أكتّم حباً قد برى جسدي وتدّعي حب سيف الدولة الأمم
براه : أنحله وأضناه ، أكتّم (بالشده) : مبالغة بالكتمان..
اذا كان الناس يدعون حبه ويظهرون خلاف ما يضمرون فلِم أخفي أنا حبه الذي برح بي و أسقمني وأتعب نفسي بهذا الكتمان ؟..

3- إن كان يجمعنا حب لغرتهفليت انا بقدر الحب نقتسم
الغره : الطلعة..
إن كان يجمعني وغيري أن نكون محبين له،أي أنه حصلت الشراكه في حبه ، فليتنا نقتسم فواضله و عطاياه بمقدار ذلك الحب حتى أكون أوفر نصيبا من غيري لاني أوفر حباً من غيري..

4- قدزرتهوسيوف الهند مغمدةوقد نظرت اليه والسيوف دم
السيوف دم : أي مخضبة بالدم..
وتعني أنه خدمه في السلم و الحرب..
5- فكان أحسن خلق الله كلهموكان أحسن ما في الأحسن الشيم
الشيم :جمع شيمة وهي الخليقه والخلق ..
يقول: انه كان في الحالين (الحرب و السلم) أحسن الخلق وكانت أخلاقه أحسن ما فيه..
6- قد ناب عنك شديد الخوف واصطنعتلك المهابه مالا تصنع البهمالبهم : الأبطال الذين تناهت شجاعتهم أو الجيش..
يقول: خوف عدوك منك قد ناب عنك في قتاله وهزيمته فصنع لك مالا تصنعه الجيوش ، يعني أن مهابتك في قلوب الأعداء أبلغ من رجالك وأبطالك الذين معك في جيشك..

7- ألزمت نفسك شيئا ليس يلزمهاأن لا يواريهم أرض ولا علم
يواريهم : يسترهم ، علم :جبل ..
يقول :ألزمت نفسك أن تتبعهم أينما فروا وتدركهم حيثما تواروا من الأرض وهذا أمر لا يلزمك بعد أن تكون قد هزمتهم ، يريد أن لا يرجع عنهم إلا بعد قتلهم ولا يكفيه ما يكفي غيره من الظهور عليهم..

8- أكلما رمت جيشا فانثنى هرباتصرفت بك في اثاره الهمم
رمت : طلبْت ، انثنى : ارتد ..

يقول: أي كلما طلبت جيشا فارتد هاربا منك وهزمته ، حفزتك همتك إلى اقتفاءه واقتفاء آثاره حتى تعمل فيهم سيفك، وهذا استفهام واستنكار : أي ليس عليك أن تفعل وحسبك انهزامهم..

9- عليك هزمهم في كل معتركوما عليك بهم عار اذا انهزموا
المعترك : ملتقى الحرب ..

ويقول : عليك ان تهزمهم اذا التقو معك في مجال الحرب والقتال ولا عار عليك اذا انهزموا وتحصنوا بالهرب خوفا من لقائك فلم تظفر بهم ..

10- يا أعدل الناس الا في معاملتيفيك الخصام وانت الخصم و الحكم
يقول : انت اعدل الناس الا اذا عاملتني فان عدلك لا يشملني ، وفيك الخصام وانت الخصم والحكم لانك ملك لا أحاكمك الى غيرك وانما استدعي عليك حكمك والخصام وقع فيك واذن كيف ينتصف منك ؟ ..

11- أعيذها نظرات منك صادقةأن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
الهاء في (أعيذها) يرجع الى نظرات و هي تفسير له..

يقول : أعيذ نظراتك الصادقة -أي التي تصدقك حقائق المنظورات- أن تخدعك في التمييز بيني و بين غيري ممن يتظاهرون بمثل فضلي وهم برآء منه ، ولا تظن المتشاعر شاعرا كما يحسب الورم سمنا أي شحما ..

12- وما انتفاع أخي الدنيا بناظرهاذا استوت عنده الانوار و الظلم

الناظر: العين ..
يقول : أن الفرق بينه وبين غيره ظاهر مثل الفرق بين النور و الظلمة فينبغي ألا يستويان في عين البصير..

13- سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنابانني خير من تسعى به قدم
14- انا الذي نظر الاعمى الى ادبيواسمعت كلماتي من به صمم

يقول: قد شاع فضلي بين الناس ولم يبق فيهم الا من عرف مزيتي وبلغه ذكري حتى رأى أدبي من لا يميز الأدب ، سمع شعري من لا يعير الشعر اذنا ، وكان المعري اذا أنشد هذا البيت يقول : أنا الاعمى ..

15- أنام ملء جفوني عن شواردهاويسهر الخلق جراها و يختصم
الضمير من شواردها : الكلمات و يريد بها الاشعار ، جراها : من اجلها او بسببها..

يقول : أنام ملء جفوني عن شوارد الشعر لا أحفل بها لاني أدركها متى شئت بسهوله ، أما غيري من الشعراء فانهم يسهرون لاجلها ويختصم ويتنازع بعضهم بعضا على ما يظفرون به منها..

16- وجاهل مده في جهله ضحكيحتى أتته يد فراسة وفم
مده : أمهله وطول له ، اصل الفرس : دق العنق ..

يقول : رب جاهل خدعته مجاملتي واغتر بضحكي و استخفافي واتركه في جهله حتى افترسه وأبطش به، اي أنه يغضي عن الجاهل ويحلم الى أن يجازيه ويعصف به..

17- اذا رأيت نيوب الليث بارزةفلا تظنن أن الليث يبتسم
يقول : إذا كشر الأسد عن نابه فليس ذلك تبسماً بل قصداً للافتراس ، يريد أنه و إن أبدى بشره و تبسمه للجاهل فليس ذلك رضا عنه ..

18- ومهجة مهجتي من هم صاحبهاادركتها بجواد ظهره حرم
المهجه : الروح ، الجواد: الفرس الكريم ، الهم : ما اهتممت به ، الحرم : مالا يحل انتهاكه..

يقول : رب مهجة همه صاحبها مهجتي أي قتلي و اهلاكي أدركت هذه المهجة بفرس من ركبه أمن من أن يلحق فكان ظهره حرم لا يدنو منه أحد..

19- رجلاه في الركض رجل واليدان يدوفعله ما تريد الكف و القدم
يصف جواده ويقول : لحسن مشيه واستواء وقع قوائمه في الركض كأن رجليه رجل واحدة لأنه يرفعهما معاً ويضعهما معاً، وكذلك يداه ثم يقول : وفعله ما تريد الكف والقدم أي أن جريه يغنيك عن تحريك اليد بالسوط والرجل بالاستحثاث..

20- ومرهف سرت بين الجحفلين بهحتى ضربت وموج الموت يلتطم
المرهف : السيف الرقيق الشفرتين ، الجحفل : الجيش الكثير ..

ويقول : ورب سيف سرت به بين الجيشين العظيمين حتى قاتلت به و الموت غالب تلتطم أمواجه وتضطرب ..

21- الخيل و الليل والبيداء تعرفنيوالسيف و الرمح و القرطاس و القلم
يصف نفسه بالشجاعة والفصاحة وأن هذه الأشياء ليست تنكره لطول صحبته إياها ، ويقول الليل يعرفني لكثرة سراي فيه وطول إدراعي له ، والخيل تعرفني لتقدمي في فروسيتها، والبيداء تعرفني لمداومتي قطعها واستسهالي صعبها، والسيف والرمح يشهدان بحذقي بالضرب بهما، والقراطيس تشهد لإحاطتي بما فيها، والقلم عالم بإبداعي فيما أقيده ..

22- صحبت في الفلوات الوحش منفرداحتى تعجب مني القور والأكم
الفلوات : القفار، القور : جمع قارة وهي الأرض ذات الحجارة السوداء وتعني أيضاً أصاغر الجبال، الأكم : جمع أكمه و هو الجبل الصغير..

ويقول : سافرت وحدي وصحبت الوحش في الفلوات بقطعها مستأنساً بصحبة حيوانها حتى تعجب مني نجدها وقورها لكثرة ما تلقاني وحدي ..

23- يا من يعز علينا أن نفارقهموجداننا كل شي بعدكم عدميقول : يامن يشتد علينا فراقه بما أسلف إلينا من عوارفه كل شيء وجدناه بعدكم فإن وجدانه عدم ، يعني لا يغني غناءكم أحد ولا يخلفكم عندنا بدل ..

24- ما كان أخلقنا منكم بتكرمةلو أن أمركم من أمرنا أممأخلقنا : أحرانا ، أمم : قريب
يقول : ماكان ببركم و تكرمتكم ولو كان أمركم في الاعتقاد لنا على نحو أمرنا في الاعتقاد لكم ، أي لو تقارب ما بيننا بالحب لكرمتمونا لأنا أهل للتكرمة ..

25- إن كان سركم ما قال حاسدنافما لجرح إذا أرضاكم ألم
يقول : إن سررتم بقول حاسدنا وطعنه فينا فقد رضينا بذلك إن كان لكم به سرور، فإن جرحاً يرضيكم لا نجد له ألما..

26- كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكمويكره الله ما تأتون والكرميقول : كم تحاولون أن تجدوا لي عيبا تعيبوننا وتتعلقون عليه وتعتذرون به في معاملتي فيعجزكم وجوده، وهذا الذي تفعلونه يكرهه الله و يكرهه الكرم الذي يأبى عليكم إلا أن تنصفوني منكم و تكافئوني بالجميل ، وهذا تعنيف لسيف الدولة على إصغائه الى الطاعنين عليه والساعين بالوشاية..

27- ما أبعد العيب و النقصان من شرفيأنا الثريا وذان الشيب و الهرميقول : ما تلتمسونه فيّ من عيب و نقصان بعيد عني مثل بعد الشيب عن الثريا، فما دامت الثريا لا تشيب و لا تهرم فأنا لا يلحقني عيب ولا نقصان ..

28- فبأي لفظ تقول الشعر زعنفهتجوز عندك لا عرب ولا عجمالزعنفه : اللئام السقاط من الناس و الأوباش ورذال الناس ..
ويقول : هؤلاء السقاط من الشعراء بأي لفظ يقولون الشعر وهم ليسوا عرباً ؟ لانهم ليست لهم فصاحة العرب، ولا كلامهم أعجمي يفهمه الأعجام : أي أنهم ليسوا شيئا ..

29- هذا عتابك إلا أنه مقةقد ضمن الدر إلا أنه كلمالمقه : المحبة ..
ويقول : هذا الذي أتاك من الشعر عتاب مني إليك الا انه محبه وود لانه العتاب يجري بين المحبين و يبقى الود ما بقى العتاب ، وهو در لحسنه في النظم و اللفظ


أين أنتم عن قصيدة الحُمَّى؟!

مَلُومُكُمَا يَجِلُّ عن المَلامِ * وَوَقْعُ فَعَالِهِ فَوْقَ الكَلامِ
ذَرَاني والفَلاةَ بلا دَلِيلٍ * وَوَجْهِي والهَجِيرَ بلا لِثَامِ
فإِنِّي أَسْتَرِيحُ بِذِي وهَذَا * وَأَتْعَبُ بَالإِنَاخَةِ والمُقَامِ
عُيُونُ رَوَاحِلِي إِن حِرْتُ عَيْني * وَكُلُّ بُغَامِ رَازِحَةٍ بُغَامِي
فَقَدْ أَرِدُ المِيَاهَ بِغَيْرِ هَادٍ * سِوَى عَدِّي لَهَا بَرْقَ الغَمَامِ
يُذِمُّ لِمُهْجَتي رَبِّي وَسَيْفِي * إِذَا احْتَاجَ الوَحِيدُ إِلَى الذِّمَامِ
ولا أُمْسِي لأَهْلِ البُخْلِ ضَيْفًا * وَلَيْسَ قِرًى سِوَى مُخِّ النَّعَامِ
وَلَمَّا صَارَ وُدُّ النَّاسِ خِبًّا * جَزَيْتُ عَلَى ابْتِسَامٍ بِابْتِسَام
وَصِرْتُ أَشُكُّ فِيمَنْ أَصْطَفِيهِ * لِعِلْمِي أَنَّهُ بَعْضُ الأَنَامِ
يُحِبُّ العَاقِلُونَ عَلَى التَّصَافِي * وَحُبُّ الجَاهِلِينَ عَلَى الوَسَامِ
وَآْنَفُ مِنْ أَخِي لأَبِي وَأُمِّي * إِذَا مَا لَمْ أَجِدْهُ مِنَ الكِرَامِ
أَرَى الأَجْدَادَ تَغْلِبُهَا كثِيرًا * عَلَى الأَوْلادِ أَخْلاقُ اللّئَامِ
وَلَسْتُ بِقَانِعٍ مِنْ كُلِّ فَضْلٍ * بأَنْ أُعْزَى إِلَى جَدٍّ هُمَامِ
عَجِبْتُ لِمَنْ لَهُ قَدٌّ وَحَدٌّ * وَيَنَبُو نَبْوَة القَضِمِ الكَهَامِ
وَمَنْ يَجِدُ الطَّرِيقَ إِلَى المَعَالي * فَلا يَذَرُ المَطِيَّ بلا سَنَامِ
وَلَمْ أَرَ في عُيُوبِ النَّاسِ شَيْئًا * كَنَقْصِ القَادِرِينَ عَلَى التَّمَامِ
أَقَمْتُ بأَرْضِ مِصْرَ فَلا وَرَائي * تَخُبُّ بِيَ الرِّكَابُ ولا أَمَامِي
وَمَلَّنِيَ الفِرَاشُ وكَانَ جَنْبِي * يَمَلُّ لِقَاءَهُ في كُلِّ عَامِ
قَلِيلٌ عَائِدِي سَقِمٌ فُؤَادِي * كثِيرٌ حَاسِدِي صَعْبٌ مَرَامِي
عَلِيلُ الجِسْمِ مُمْتَنِعُ القِيَامِ * شَدِيدُ السُّكْرِ مِنْ غَيْر المُدَامِ
وَزَائِرَتي كأَنَّ بِهَا حَيَاءً * فَلَيْسَ تَزُورُ إِلاَّ في الّظَلامِ
بَذَلْتُ لَهَا المَطَارِفَ وَالحَشَايَا * فَعَافَتْهَا وَبَاتَتْ في عِظَامي
يَضِيقُ الجِلْدُ عن نَفَسِي وَعَنْهَا * فَتُوسِعُهُ بأَنْوَاعِ السِّقَامِ
إِذَا مَا فَارَقَتْني غَسَّلَتْني * كأَنَّا عَاكِفَانِ عَلَى حَرَامِ
كأَنَّ الصُّبْحَ يَطْرُدُهَا فَتَجْري * مَدَامِعُهَا بأَرْبَعَةٍ سِجَامِ
أُرَاقِبُ وَقْتَهَا مِنْ غَيْرِ شَوْقٍ * مُرَاقَبَةَ المَشُوقِ المُسْتَهَامِ
وَيَصْدُقُ وَعْدُهَا والصِّدْقُ شَرٌّ * إِذَا أَلْقَاكَ في الكُرَبِ العِظَامِ
أَبِنْتَ الدَّهْرِ عندي كُلُّ بِنْتٍ * فَكَيْفَ وَصَلْتِ أَنْتِ مِنَ الزِّحَامِ؟!
جَرَحْتِ مُجَرَّحًا لَمْ يَبْقَ فِيهِ * مكَانٌ لِلسُّيُوفِ ولا السِّهَامِ
أَلا يَا لَيْتَ شِعْرَ يَدي أَتُمْسِي * تَصَرَّفُ في عِنَانٍ أَو زِمَامِ
وَهَلْ أَرْمِي هَوَايَ بِرَاقِصَاتٍ * مُحَلاَّةِ المَقَاوِدِ بَاللُّغَامِ
فَرَبَّتَمَا شَفَّيْتُ غَلِيلَ صَدْري * بسَيْرٍ أَوْ قَنَاةٍ أَوْ حُسَامِ
وَضَاقَتْ خُطَّةٌ فَخَلَصْتُ مِنْهَا * خَلاصَ الخَمْرِ مِنْ نَسْجِ الفِدَامِ
وَفَارَقْتُ الحَبِيبَ بلا وَدَاعٍ * وَوَدَّعْتُ البِلادَ بِلا سَلامِ
يَقُولُ ليَ الطَّبِيبُ: أَكَلْتَ شَيْئًا * وَدَاؤُكَ في شَرَابِكَ والطَّعَامِ
ومَا في طِبِّهِ أَنِّي جَوَادٌ * أَضَرَّ بِجِسْمِهِ طُولُ الجَمَامِ
تَعَوَّدَ أَنْ يُغَبِّرَ في السَّرَايَا * وَيَدْخُلَ مِنْ قَتَامٍ في قَتَامِ
فَأُمْسِكَ لا يُطَالُ لَهُ فَيَرْعَى * ولا هُوَ في العَلِيقِ ولا اللّجَامِ
فَإِنْ أَمْرَضْ فمَا مَرِضَ اصْطِبَاري * وَإِنْ أُحْمَمْ فَمَا حُمَّ اعْتِزَامي
وَإِنْ أَسْلَمْ فمَا أَبْقَى وَلْكِن * سَلِمْتُ مِنَ الحِمَام إِلَى الحِمَام
تَمَتَّعْ مِنْ سُهَادٍ أَو رُقَادٍ * وَلا تَأَْمُلْ كَرًى تَحْتَ الرِّجَامِ
فإِنَّ لِثَالِثِ الحَالَيْنِ مَعْنًى * سِوَى مَعْنَى انْتِبَاهِكَ والمَنَامِ



هلا عرجتم على المقصورة!!
الوصف، والفخر، والهجاء ..ثلاث معزوفات في نقاء شعري بديع..
ثم الجد والهزل....في تناوب عجيب...

1-أَلاكُلُّ ماشِيَةِ الخَيزَلى *** فِدا كُلُّ ماشِيَةِ الهَيدَبى
2 وَكُلِّ نَجاةٍ بُجاوِيَّةٍ *** خَنوفٍ وَما بِيَ حُسنُ المِشى
3 وَلَكِنَّهُنَّ حِبالُ الحَياةِ *** وَكَيدُ العُداةِ وَمَيطُ الأَذى
4 ضَرَبتُ بِها التيهَ ضَربَ القِما *** رِ إِمّا لِهَذا وَإِمّا لِذا
5 إِذا فَزِعَت قَدَّمَتها الجِيادُ *** وَبيضُ السُيوفِ وَسُمرُ القَنا
6 فَمَرَّت بِنَخلٍ وَفي رَكْبِها *** عَنِ العالَمينَ وَعَنهُ غِنى
7 وَأَمسَت تُخَيِّرُنا بِالنِقا *** بِ وادي المِياهِ وَوادي القُرى
8 وَقُلنا لَها أَينَ أَرضُ العِراقِ *** فَقالَت وَنَحنُ بِتُربانَ ها
9 وَهَبَّت بِحِسمى هُبوبَ الدَبُو *** رِ مُستَقبِلاتٍ مَهَبَّ الصَبا
10 رَوامي الكِفافِ وَكِبدِ الوِهادِ *** وَجارِ البُوَيرَةِ وادِي الغَضى
11 وَجابَت بُسَيطَةَ جَوبَ الرِدا *** ءِ بَينَ النَعامِ وَبَينَ المَها
12 إِلى عُقدَةِ الجَوفِ حَتّى شَفَت *** بِماءِ الجُراوِيِّ بَعضَ الصَدى
13 وَلاحَ لَها صَوَرٌ وَالصَباحَ *** وَلاحَ الشَغورُ لَها وَالضُحى
14 وَمَسّى الجُمَيعِيَّ دَئداؤُها *** وَغادى الأَضارِعَ ثُمَّ الدَنا
15 فَيا لَكَ لَيلًا عَلى أَعكُشٍ *** أَحَمَّ البِلادِ خَفِيَّ الصُوى
16 وَرَدنا الرُهَيمَةَ في جَوزِهِ *** وَباقيهِ أَكثَرُ مِمّا مَضى
17 فَلَمّا أَنَخنا رَكَزنا الرِما *** حَ فَوقَ مَكارِمِنا وَالعُلا
18 وَبِتنا نُقَبِّلُ أَسيافَنا *** وَنَمسَحُها مِن دِماءِ العِدا
19 لِتَعلَمَ مِصرُ وَمَن بِالعِراقِ *** وَمَن بِالعَواصِمِ أَنّي الفَتى
20 وَأَنّي وَفَيتُ وَأَنّي أَبَيتُ *** وَأَنّي عَتَوتُ عَلى مَن عَتا
21 وَما كُلُّ مَن قالَ قَولًا وَفى *** وَلا كُلُّ مَن سيمَ خَسفًا أَبى
22 وَلا بُدَّ لِلقَلبِ مِن آلَةٍ *** وَرَأيٍ يُصَدِّعُ صُمَّ الصَفا
23 وَمَن يَكُ قَلبٌ كَقَلبي لَهُ *** يَشُقُّ إِلى العِزِّ قَلبَ التَوى
24 وَكُلُّ طَريقٍ أَتاهُ الفَتى *** عَلى قَدَرِ الرِجلِ فيهِ الخُطا
25 وَنامَ الخُوَيدِمُ عَن لَيلِنا *** وَقَد نامَ قَبلُ عَمًى لا كَرى
26 وَكانَ عَلى قُربِنا بَينَنا *** مَهامِهُ مِن جَهلِهِ وَالعَمى
27 لَقَد كُنتُ أَحسِبُ قَبلَ الخَصِيِّ *** أَنَّ الرُؤوسَ مَقَرُّ النُهى
28 فَلَمّا نَظَرتُ إِلى عَقلِهِ *** رَأَيتُ النُهى كُلَّها في الخُصى
29 وَماذا بِمِصرَ مِنَ المُضحِكاتِ *** وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكا
30 بِها نَبَطِيٌّ مِنَ اهلِ السَوادِ *** يُدَرِّسُ أَنسابَ أَهلِ العُلا
31 وَأَسوَدُ مِشفَرُهُ نِصفُهُ *** يُقالُ لَهُ أَنتَ بَدرُ الدُجى
32 وَشِعرٍ مَدَحتُ بِهِ الكَركَدَنَّ *** بَينَ القَريضِ وَبَينَ الرُقى
33 فَما كانَ ذَلِكَ مَدحًا لَهُ *** وَلَكِنَّهُ كانَ هَجوَ الوَرى
34 وَقَد ضَلَّ قَومٌ بِأَصنامِهِمْ *** فَأَمّا بِزِقِّ رِياحٍ فَلا
35 وَتِلكَ صُموتٌ وَذا ناطِقٌ *** إِذا حَرَّكوهُ فَسا أَو هَذى
36 وَمَن جَهِلَت نَفسُهُ قَدرَهُ *** رَأى غَيرُهُ مِنهُ ما لا يَرى


منقول