المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في تأويل رؤيا الطهارة


أفاق : الاداره
03-28-2008, 04:24 PM
في تأويل رؤيا الطهارة


(قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله) الأولى بالطهارات بتقديم الذكر: الختان، وهي من الفطرة. فمن رأى كأنه اختتن فقد عمل خيرا طهره الله به من الذنوب وأحسن القيام بأمر الله تعالى ولو قال قائل إنه يخرج من الهموم لم يبعد فإن رأى كأنه أقلف فإن القلفة زيادة مال ووهن في الدين وهذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يترك الدين لأجل الدنيا فإن رأى أنه اختتن فسال منه دم كثير خرج عن ذنوبه وأقبل على إقامة سنن صلى الله عليه وسلم والسلوك من الفطرة أيضا وهذه رؤيا أهل السنة فمن رأى أنه يستاك فإنه يكون محسنا إلى أقاربه واصلا لرحمه فإن رأى أنه يستاك بشيء نجس فإنه ينفق مالا حراما في طاعة (ومن رأى) أنه يتوضأ وضوءه لصلاة فإنه أمان من الله تعالى (ومن رأى) أنه جنب فإنه يسافر ويطلب حاجة لا سوى لها (ومن رأى) أنه اغتسل فإنه يقضي حاجة الاغتسال يطهر الذنوب ويكشف الهموم (ومن رأى) أنه اغتسل ولبس ثيابا جددا فإن كان معزولا عن ولاية ردت إليه وإن كان فقيرا أثرى وغنى وإن كان مسجونا خلى سبيله وإن كان مريضا عوفي وإن كان تاجرا قد كسدت تجارته أو صانعا قد تعذرت عليه صنعته استقام أمرها وتجدد لهما أمر في أتم دولة وإن كان ضرورة حج وإن كان مهموما فرج الله همه وإن كان مديونا قضى الله دينه لأن أيوب حين اغتسل ولبس ثيابا جددا وهب الله له أهله ومثلهم معهم وذهب همه وصح جسمه فإن رأى أنه اغتسل ولبس ثيابا خلقة فإنه يذهب همه ويفتقر (ومن رأى) أنه يغتسل إلا أنه لم يتم أمره ولم ينل ما يطلبه (ومن رأى) كأنه يتوضأ أو يغتسل في سرب فإنه يظفر بشيء كان سرق له (ومن رأى) كأنه يتوضأ ودخل في الصلاة خرج من الهموم وشكر الله تعالى على الفرج (ومن رأى) كأنه يتوضأ بما لا يجوز الوضوء به فهو في هم ينتظر الفرج ولا يناله وإن تاجرا أنه يصلي بغير وضوء فإنه يتجر من غير رأس مال وأن رأى أمير هذه الرؤيا فلا يجتمع له جند وأن رآها محترف لم يستقر به قرار (ومن رأى) أنه يصلي بغير وضوء في مكان لا تجوز الصلاة فيه متحير في أمره لا يجد منه خلاصا وقيل الوضوء في المنام أمانة يؤديها أو دين يقضيه أو شهادة يقيمها وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت رجلا من أمتي قد بسط عليه العذاب في القبر فجاءه وضوءه فاستنقذه من ذلك (ومن رأى) أنه يتيمم فقد دنى فرجه وقربت راحته لأن التيمم دليل الفرج القريب من الله تعالى.


في تأويل السلام والمصافحة


(من رأى) كأنه يصافح عدوا أو يعانقه ارتفعت من بينهما العداوة ونبتت الإلفة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال المصافحة تزيد في المودة (ومن رأى) أن عدوه سلم عليه فإنه يصلب إليه الصلح (ومن رأى) أنه سلم على من ليس بينه وبينه عداوة أصاب المسلم عليه من المسلم فرحا وإن كانت بينهما عداوة فإنه يظفر بالمسلم ويأمن بوائقه (ومن رأى) كأنه سلم على شيخ لا يعرفه فإن ذلك أمان من عذاب الله عز وجل وإن رأى أنه سلم على شيخ يعرفه فإنه ينكح امرأة حسناء وينال أنواع الفواكه لقوله تعالى: {لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون} {سلام قولا من رب رحيم}. فإن سلم عليه شاب لا يعرفه فإنه يسلم من شر أعدائه ومن كان يخطب إلى رجل فرأى كأنه يسلم على ذلك الرجل فرد عليه جواب سلامه لم يزوجه وكذلك إن كانت بينه وبين رجل تجارة فرأى في منامه كأنه سلم عليه فرد عليه جوابه استقامت تلك التجارة بينهما فإن لم يرد جوابه لم تستقم.


في تأويل رؤيا الإسلام


قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله كل مشرك رأى في منامه أو رآه غيره كأنه في الجنة أو حلى أساور من فضة فإنه يسلم لقوله تعالى: {وحلوا أساور من فضة}. وكذلك لو رأى أنه يدخل حصنا فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى لا إله إلا أنا حصني فمن دخله أمن من عذابي فإن رأى مشرك أنه أسلم أو رأى أنه يصلي نحو القبلة أو رأى أنه يشكر الله تعالى هدي للإسلام وإن كان في دار الشرك فرأى في منامه أنه تحول إلى دار الإسلام فإنه يموت عاجلا لأن دار الإسلام دار الحق فإن رأى مسلم في منامه كأنه يقول أسلمت استقامت أموره واستحكم إخلاصه فإن رأى مسلم كأنه يسلم ثانيا سلم من الآفات (ومن رأى) من المشركين كأنه كان ميتا فحيي فإنه يسلم وكذلك إذا رأى سعة في صدره فإنه يسلم وكذلك إذا رأى نفسه في سفينة في البحر فإنه يسلم.